قطاع غزة "أ ف ب" "العمانية": كثف الجيش الإسرائيلي ضرباته على قطاع غزة في إطار حملته على حركة حماس التي أكد أنها قد تستمر "أشهرا عدة" رغم المخاوف الشديدة على الوضع الإنساني.

وفي مؤشر إلى تمدد النزاع إقليميا بشكل متزايد، اعترضت الولايات المتحدة في البحر الأحمر مسيّرات وصواريخ أطلقها الحوثيون اليمنيون الذين يشنّون هجمات تطال جنوب الدولة العبرية وسفنا في البحر "نصرة لغزة".

ميدانيا، تتواصل المعارك وأفاد شهود عن ضربات إسرائيلية ومعارك على الأرض في خان يونس بجنوب القطاع، وعن قصف مركز على مخيمي المغازي والبريج بوسطه.

وقال الناطق باسم جيش الإحتلال دانيال هاغاري إن القوات الإسرائيلية "تقاتل في خان يونس" في الجنوب و"توسع" عملياتها في مخيمات اللاجئين في وسط القطاع.

وأصدر الجيش أمر إخلاء لسكان مخيم البريج ومحيطه. وكان بعض السكان فروا في وقت سابق إلى مدينة رفح الحدودية مع مصر حيث وصلوا ووضعوا أمتعتهم على سطوح سياراتهم على ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

وفي شمال قطاع غزة، دارت معارك عنيفة فجرا في حيّ الشيخ رضوان في مدينة غزة، وفي مدينة جباليا.

وارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي والعمليات البرية إلى 21110 قتلى و55243 جريحا، بحسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في حكومة حماس الأربعاء.

وتوعّدت إسرائيل بالقضاء على حماس بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر وأدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب آخر الأرقام الرسمية الإسرائيلية. كما أخذ المهاجمون حوالى 250 شخصا رهائن لا يزال 129 منهم محتجزين في غزة وفق إسرائيل.

كما قتل 164 جنديا إسرائيليا منذ بدء الهجوم البري الإسرائيلي في 27 أكتوبر، وفق آخر أرقام صادرة عن الجيش

وبحسب أرقام الأمم المتحدة، أرغم 1,9 مليون شخص يمثلون 85 % من سكان القطاع، على النزوح من منازلهم بسبب المعارك، فيما يخيم شبح المجاعة على القطاع الذي باتت معظم مستشفياته خارج الخدمة.

"التخلص من الفلسطينيين"

وقُتل أكثر من 240 فلسطينيا خلال 24 ساعة في غارات إسرائيلية على قطاع غزة بحسب ما أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الثلاثاء.

ودفنت جثامين 80 شخصا قتلوا خلال الحرب في مقبرة جماعية الثلاثاء في رفح، وفق صحفيي وكالة فرانس برس، بعدما أعادتها إسرائيل الى القطاع عقب مصادرتها من مشارح مستشفيات ونبشها من مقابر للتثبت إن كانت تعود إلى رهائن ما زالوا محتجزين في غزة.

وقال رئيس لجنة "الطوارئ الصحية" في محافظة رفح الدكتور مروان الهمص "وصلت إلينا حاوية فيها عدد كبير من الشهداء بعضهم مكتمل الجسد وبعضهم أشلاء".

وفي ظل "تكثيف" القتال، زعم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي من أنّ الحرب ستستمر "عدّة أشهر أخرى" مؤكداعلى أن "أهداف هذه الحرب ليس من السهل تحقيقها".

من جهته، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنه تسلّم 41 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية وسبع سيارات إسعاف جديدة عبر معبر رفح الحدودي الثلاثاء، لكن ذلك يبقى أقل بكثير من حاجات قطاع غزة وفق منظمة الصحة العالمية.

وأعربت فرنسا عن "قلقها العميق من إعلان السلطات الإسرائيلية تكثيف القتال في غزة وإطالة أمده" وجدّدت "دعوتها إلى هدنة فورية تؤدّي إلى وقف لإطلاق النار".

على الصعيد الدبلوماسي، تحدث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هاتفيا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن "للبحث في التطورات في غزة وجهود الوساطة المشتركة الحالية لتهدئة الأوضاع في القطاع المحاصر والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار" بحسب ما نقلت وكالة الأنباء القطرية.

وفي واشنطن، ناقش مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في واشنطن الثلاثاء مسألة انتقال الدولة العبرية إلى "مرحلة مختلفة" في الحرب، بحسب مسؤول في البيت الأبيض.

وقال المسؤول في الرئاسة الأمريكية طالبا عدم نشر اسمه أن المباحثات تطرّقت أيضا إلى "الخطوات العملية لتحسين الوضع الإنساني وتقليل الأضرار على المدنيين"، فضلا عن "الجهود" الرامية إلى تعزيز فرص إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالت حماس تحتجزهم.

ونهاية نوفمبر، أتاحت هدنة استمرت أسبوعا إطلاق سراح 105 رهائن من الإسرائيليين والأجانب، مقابل 240 أسيرا فلسطينيا ودخول كميات أكبر من المساعدات إلى غزة.

لكن جهود الوسطاء خصوصا المصريين والقطريين، لم تفلح حتى الآن في التوصل إلى هدنة إنسانية جديدة.

من الضفة الى لبنان فاليمن

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، زادت حدة التوترات في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.

وفجر الأربعاء، أسفرت عملية للجيش الإسرائيلي في طولكرم بشمال الضفة عن ستة قتلى وعدد من الجرحى، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.

وقُتل أكثر من 300 فلسطيني في الضفّة الغربية المحتلّة على أيدي القوات الإسرائيلية، وفي بعض الحالات على أيدي مستوطنين إسرائيليين، منذ بدأت الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، بحسب حصيلة نشرتها السلطة الفلسطينية.

ولا تزال المخاوف من توسع الحرب في المنطقة قائمة، خصوصا مع تبادل القصف على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، والهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وبحر العرب.

وهدد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف الأربعاء إسرائيل بـ"أعمال مباشرة وأعمال تقوم بها جبهة المقاومة" ردا على مقتل القيادي في فيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري رضي موسوي الإثنين بضربة إسرائيلية في سوريا.

ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي هذه المعلومات واكتفى بالقول ردا على أسئلة فرانس برس أنه "لا يعلق على معلومات وسائل الإعلام الأجنبية".

من جهة أخرى، وفي تباين علنيّ نادر، نفت حماس ضلوع أيران في هجومها على إسرائيل، بعدما وضع شريف هجوم "طوفان الأقصى" في سياق عمليات انتقام محور المقاومة لاغتيال" قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني في ضربة جوية أميركية في بغداد في 3 يناير 2020.

وأكدت حماس في بيان أن "كل أعمال المقاومة الفلسطينية، تأتي رداً على وجود الاحتلال وعدوانه المتواصل على شعبنا ومقدساتنا".

كما أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنه ضرب خلال الليل موقعا لحزب الله في جنوب لبنان واعترض عدة صواريخ أطلقت من هذه المنطقة، بعدما دوت صفارات الإنذار في كيبوتس روش هانيكرا بشمال إسرائيل.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية عن مقتل امرأة ورجلين في غارة جوية إسرائيلية على مدينة بنت جبيل، فيما أكد حزب الله أن أحد الرجلين هو من عناصره.

وأتت الغارة على بنت جبيل بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إصابة تسعة جنود ومدني في شمال إسرائيل جراء صواريخ أطلقها حزب الله.

من جهتها، قالت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" في بيان إن القوات الأمريكية أسقطت في غضون 10 ساعات ما مجموعه 12 طائرة مسيّرة وثلاثة صواريخ بالستية مضادّة للسفن وصاروخين للهجمات البرية.

كما تزايدت الهجمات المنسوبة إلى فصائل موالية لإيران ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا المجاورة. ونفذت الولايات المتحدة ضربات ضد ثلاثة مواقع تستخدمها تلك الفصائل في العراق، ما أدى إلى مقتل شخص.

ارتفاع عدد الشهداء

ارتفع إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 21 ألفا و 128 منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 من أكتوبر على الأراضي الفلسطينية، بحسب ما أعلنته مصادر رسمية فلسطينية. وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في بيان: إن 195 شهيدا و 325 مصابًا نقلوا إلى المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية جراء الهجمات الإسرائيلية. وأوضح أن عدد الشهداء ارتفع إلى 21 ألفا و 128 شهيدا، و55 ألفا و 243 مصابا بجروح مختلفة. في السياق ذاته أشار الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن حوالي 5ر1 مليار دولار أمريكي قيمة الخسائر في الأراضي الفلسطينية منذ بدء الحرب على غزة. وأوضح الجهاز أن عدد المنشآت المقدر للقطاع الخاص في فلسطين عام 2023 بلغ حوالي 176 ألف منشأة، موزعة بواقع 56 ألف منشأة في قطاع غزة، و 120 ألف منشأة في الضفة الغربية. ويشكل قطاع التجارة الداخلية النسبة الأكبر في قطاع غزة، حيث يشكل حوالي 56% من إجمالي المنشآت، يليه قطاع الخدمات بنسبة 30%، فيما بلغت نسبة قطاع الصناعة حوالي 10%، أما باقي الأنشطة الاقتصادية (الإنشاءات، والنقل والتخزين، والمعلومات والاتصالات، المالية والتأمين) فتشكل 4% من إجمالي عدد المنشآت. كما تشير التقديرات إلى أن حوالي 29% من منشآت الضفة الغربية تأثر إنتاجها بالتراجع، أو التوقف عن الإنتاج بواقع 35 ألف منشأة. فيما توقفت معظم منشآت القطاع عن ممارسة نشاطها الاقتصادي نتيجة الدمار الجزئي أو الكلي فيها، إضافة إلى استمرار الحرب ليبلغ إجمالي عدد المنشآت التي توقفت عن الإنتاج أو تراجع إنتاجها أكثر من 80 ألف منشأة في فلسطين. وبحسب التقديرات فإنه نتيجة للعدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع توقف ما يقارب 89% من إجمالي العاملين في القطاع عن العمل بعد شلل حركة الاقتصاد في القطاع، وتدمير العديد من المنشآت الاقتصادية، بالإضافة إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى أن إنتاج القطاعات الاقتصادية في الضفة الغربية فقد ما نسبته 40% من إنتاجه مقارنة بالمعدل الطبيعي للإنتاج خلال شهرين بخسارة تقدر بحوالي 1ر1 مليار دولار أمريكي. كما خسر قطاع غزة ما نسبته 86% من إنتاجه الطبيعي أي ما يعادل 407 ملايين دولار أمريكي، وهو ما سينعكس سلباً على الإيرادات العامة في فلسطين

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الضفة الغربیة عدد الشهداء وزارة الصحة فی قطاع غزة ة الغربیة ألف منشأة بحسب ما إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

ثلاث مجازر جديدة في غزة تحصد عشرات الشهداء والجرحى (حصيلة)

شهدت مناطق عدة من قطاع غزة خلال الساعات القليلة الماضية سلسلة غارات دموية، أسفرت عن استشهاد وجرح العشرات من الفلسطينيين.

وأعلنت وزارة الصحة، السبت، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلية على القطاع إلى 41 ألفا و825 شهيدا و96 ألفا و910 جريحا منذ بدء الحرب قبل نحو عام.

وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي لضحايا الإبادة الجماعية: "وصل مستشفيات قطاع غزة 23 شهيدا و66 مصابا، نتيجة 3 مجازر ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد العائلات الفلسطينية خلال الـ24 ساعة الماضية".



وأكدت أنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".

وبالإضافة إلى الشهداء والجرحى، خلفت حرب الإبادة على القطاع نحو 10 آلاف مفقود، ودمارا هائلا في الأبنية السكنية والبنى التحتية، ومجاعة قاتلة لا سيما في الشمال أودت بحياة أطفال ومسنين.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل دولة الاحتلال عدوانها على غزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

مقالات مشابهة

  • عشرات الشهداء والجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة
  • الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته ضد الفلسطينيين شمال غزة
  • محلل سياسي: 60 ألف شهيد فلسطيني حصيلة العدوان الإسرائيلي على مدار عام
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 41,909 منذ بدء العدوان الإسرائيلي
  • عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة
  • الجيش الإسرائيلي ينشر المزيد من القوات قرب قطاع غزة
  • منذ بدء العدوان الإسرائيلي الهمجي على القطاع.. سقوط 139036 شهيدًا ومصابًا بـ”غزة”
  • عام من العدوان على غزة .. الاحتلال الإسرائيلي دمر 60% من القطاع
  • مصادر فلسطينية: شهيدة وعدد من الجرحى جراء قصف العدو الإسرائيلي لمنزل عائلة شعبان في جباليا البلد شمال قطاع غزة
  • ثلاث مجازر جديدة في غزة تحصد عشرات الشهداء والجرحى (حصيلة)