«حرازين»: قصف وحرق والاستيلاء على المساعدات الإنسانية لغزة «جريمة مكتملة»
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
حالة من الذهول سيطرت على الرأي العام العالمي بعدما وقف المجتمع الدولي عاجزاً عن إدخال المساعدات الإنسانية لأيام طويلة منذ بداية العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، ليتسبب تخاذل قادة الدول المتقدمة، التي تنادي بالحريات والحقوق، والتي تأهبت قبل أشهر لإغاثة أوكرانيا، خلال الأزمة الروسية الأوكرانية، في جعلهم في مرمى الاتهامات من شعوبهم، الذين وصموهم بصفات الخزي والعار، لتقاعسهم عن تقديم خطوات جادة وسريعة لإنقاذ حياة المدنيين والأطفال والنساء في غزة، وتخفيف المعاناة عن كاهل هؤلاء المحرومين.
انتظار شاحنات المساعدات على بوابة معبر رفح البري لأيام طويلة، لم يكن المشهد المؤسف الوحيد، بعد أن تلا ذلك عدد من المشاهد التي انتهكت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي كافة المواثيق والاتفاقيات الدولية، حيث تعنتت في إدخال بعض المساعدات دون غيرها، كالوقود اللازم للمستشفيات ولإعداد الطعام، وتوقف أجهزة الإنعاش نتيجة لذلك، ووفاة الأطفال الخدج واحداً تلو الآخر، وأفسدت بعض المساعدات فضلاً عن استهداف بعض منها بالقصف من قبل الطيران الإسرائيلي.
سلسلة من الجرائم المستمرة والمتواصلة يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، كالإبادة الجماعية والحصار والعقاب الجماعي والتجويع والتعطيش والتهجير القسري وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، إضافة إلى جريمة الاستيطان المتواصل على الأراضي الفلسطينية، بحسب الدكتور جهاد حرازين، الكاتب والمحلل السياسي، الذي أكد لـ«الوطن» أن «الاحتلال الإسرائيلي لم يترك جريمة من جرائم الحرب المصنفة بالقانون الدولي، إلا وقام بها بحق أبناء الشعب الفلسطيني».
قصف وحرق بعض المساعدات الإنسانية المقدمة للشعب الفلسطيني، والاستيلاء على البعض الآخر جريمة أخرى مخالفة لكافة القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية، تضاف لقائمة الانتهاكات والمخالفات وجرائم الحرب، التي يركبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفقاً لـ«حرازين»، الذي كشف عن توثيق عدد من الفيديوهات المصورة لحرق قوات الاحتلال شاحنات المساعدات القادمة من دول العالم لإغاثة سكان غزة، وهو ما يمكن استخدامه كدليل إدانة للاحتلال الإسرائيلي.
تدمير 75% من المباني بقطاع غزة والحياة لن تعود به قبل سنواتاستهداف المساعدات الإنسانية بالقصف والحرق والاستيلاء جريمة مكتملة الأركان، في ظل الحصار الكامل والمطبق على قطاع غزة، وتدمير قوات الاحتلال لكافة مقومات الحياة للشعب الفلسطيني، بعدما أستهدف البنية التحتية من شبكات مياه وشبكات الصرف الصحي والكهرباء والاتصالات والمواصلات والطرق، إضافة إلى استهداف المؤسسات الإنسانية كالمستشفيات المدارس والجامعات والجوامع والكنائس والمراكز الطبية والمراكز الثقافية، وفقاً للمحلل السياسي، كاشفاً عن أن أكثر من 75% من المباني بقطاع غزة تم تدميرها، وهو ما يعني أن القطاع لن يعود صالحاً للحياة قبل سنوات، كونه بحاجة إلى إعادة بنائه مرة أخرى.
«حرازين»: 80% من سكان قطاع غزة يعانون من نقص الغذاء2.5 مليون مواطن فلسطيني بقطاع غزة في حاجة ماسة لوصول المساعدات الإغاثية، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، بعد أن طال الاستهداف الإنساني والبشري لقوات الاحتلال سقوط أكثر من 20 ألف شهيد، وأكثر من 60 ألف مصاب، إضافة إلى أكثر من 8 آلاف مفقود، فضلا عن النزوح القصري الذي أرغم عليه آلاف الأسر والعائلات بغزة، بعدما قامت قوات الاحتلال بتدمير منازلهم، وحدوث 1650 مجزرة بحق الأهالي، بحسب المحلل السياسي، كاشفاً أن 80% من سكان غزة يعانون من نقص الغذاء، وتفشي عدد كبير من الأوبئة بين النازحين بسبب عدم وجود مياه صالحة للشرب.
ولفت «حرازين» إلى أن وزير الحرب في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت، تحدث عن سياسة عقاب جماعي التي يتبعها الاحتلال واستهداف قوافل الإغاثة، حيث أكد معارضة الاحتلال لإدخال الغذاء والمياه والوقود والكهرباء والمواد الطبية، الأمر الذي فسره المحلل السياسي بأن الحياة في قطاع غزة تعاني من شلل كامل لتلبية بكافة احتياجات السكان، خاصة مع عدم توفير العلاج للمرضى، ونفاد الوقود الذي أثر على قدرة المستشفيات على العمل، فضلاً عن استهدافها.
وأشار إلى أنه عندما قام المدعي العام بمحكمة الجنايات الدولية بإقرار أن هناك جريمة تجويع تمارس ضد الشعب الفلسطيني، إضافة إلى جريمة العقاب الجماعي، تناسى بأن هناك جرائم أخرى، كالاستيطان والإبادة الجماعية وقتل الأطفال والنساء وهدم البيوت على رؤوس قاطنيها والدفع بالمواطنين إلى التهجير القسري، وهو ما يعد جريمة حرب، وفقاً لاتفاقية جنيف الرابعة.
وشدد «حرازين» على ضرورة التحرك على الصعيد المحكمة الجنائية الدولية والمدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية، والبدء باستدعاء قادة الاحتلال ومحاسبتهم على تلك الجرائم الثابتة والموثقة، والتي ليست بحاجة إلى تحقيقات، لأن الصورة تتكلم أكثر من الكلمات.
وعلى الرغم من الغطاء الذي تمنحه الولايات المتحدة لدولة الاحتلال في المنظمات الدولية، إلا أن هناك صحوة لدى الرأي العام الدولي ودول العالم ضد ممارسات قوات الاحتلال وانتهاكها لحقوق الإنسان، وهو ما ظهر جلياً خلال تصويت 153 دولة على مشروع القرار الذي قدمته مصر، المتعلق بضرورة وقف إطلاق النار، وتصويت 172 دولة بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
الصحوة الدولية لاتزال تواجه الفيتو الأمريكي الحاضر الدائم بمجلس الأمن، لتقديم الدعم لدولة الاحتلال، على تلك الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يدلل أن الاحتلال لا يلتزم بقوانين الحرب، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال أقدم على قتل عدد من المحتحزين الإسرائيليين، رغم أنهم كانوا يرفعون الرايات البيضاء تعبيراً عن استسلامهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قوات الاحتلال شاحنات المساعدات الاتفاقيات الدولية الأطفال والنساء في غزة المساعدات الإنسانیة الاحتلال الإسرائیلی الشعب الفلسطینی قوات الاحتلال إضافة إلى قطاع غزة أکثر من وهو ما
إقرأ أيضاً:
«القدس للدراسات»: تصريحات إدارة بايدن عن ضرورة نفاذ المساعدات لغزة «نفاق وكذب»
أكد الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، أن تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن عن ضرورة وأهمية إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتأكيدهما على أن منع دخول الشاحنات يدفعهم إلى فرض عقوبات على إسرائيل هو كلام مليء بالنفاق والكذب.
وذكر «عوض»، أن الإدارة الأمريكية برّأت إسرائيل أولًا من تجويع أهل غزة، وأمدت الاحتلال بالمساعدات العسكرية، وستستمر في تقديم هذه المساعدات باعتبار أنه ليس هناك ما يمنع ذلك.
إنذار الإدارة الأمريكية لإسرائيلوأشار «عوض»، خلال مداخلة عبر الإنترنت عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، إلى أن الانذار الذي قدمته الإدارة الأمريكية لإسرائيل بأنه خلال شهر يجب أن تزيد من المساعدات لشمال قطاع غزة والشهر قارب على الانتهاء دون نفاذ أي مساعدات، مؤكدًا أن إسرائيل منعت دخول الشاحنات لقطاع غزة إلا بعدد محدد وهي 600 شاحنة يومية وهي لا تكفي أقل من 2% من سكان القطاع، كما أن إسرائيل سمحت لبعض اللصوص بسرقه المساعدات من أجل تشويه فكرة نفاذ المساعدات وأن هناك من يهدد هذه الشاحنات.
وأوضح أن الجانب الإسرائيلي لديه قدرة فائقة وهائلة وكبيرة على «الفبركة»، مؤكدًا أن الاحتلال يريد تحويل المساعدات إلى أداة ضد الشعب الفلسطيني.