عصام هلال عفيفي يكتب: «30 يونيو» ومشهد انتخابات الرئاسة
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
3 أيام شهدت مشاركة غير مسبوقة وتاريخية، سطر فيها المصريون سطوراً مضيئة، وفصلاً جديداً فى تاريخهم السياسى المضىء. كتبوا فيه أنهم أصحاب وعى فى بعض الأحيان غير مرئى من البعض، وأنهم مدركون للتحديات التى تحاط بدولتهم، وغير بعيدين عن السياسة، وأنهم لا يفرطون فى أخذ حقهم، ولا يتقاعسون عن أداء واجبهم الوطنى فى إثباتٍ منهم للجميع ورسائل قوية مرسلة للخارج قبل الداخل، على نجاح تجربتهم الديمقراطية، وأنهم أصحاب القرار فى الاختيار، وأصحاب القرار فى تحديد المصير، ولديهم العزيمة والإصرار على أن تبقى دولتهم قوية، رافعة الرأس، صاحبة استقلال فى قرارها السياسى.
وقد أراد الشعب المصرى أن يعيد للأذهان، ويرسل للجميع رسالة بأن اصطفاف الشعب المصرى وراء دولته وقائده يعيد إلى الأذهان الحالة التى كان عليها يوم 30 يونيو، من رفض حكم قوى الاستبداد والظلام، ووضع نهاية لهذه القوى، واستعادة دولتهم الوطنية، فى اصطفاف وطنى غير مسبوق، فضرب به أروع الأمثلة فى الانتماء والوعى والارتباط بالوطن والحفاظ على الهوية.
بهذه المشاهد والرسائل المتكررة، يعلن الشعب المصرى يوماً بعد آخر عودة الروح للمياه السياسية، التى ظن البعض أو راهن على عدم قدرة هذا الشعب على استعادة هذه الروح، ولكن أراد الشعب بهذه الملحمة أن يعلنها مدوية بعودة الروح للحياة السياسية، وتدفق الدماء لهذه الحياة، وأنه مصرٌ عليها، ومحافظٌ عليها، وسيعمل على تدعيمها، وإذا كان لنا أن نؤصل لهذه الحالة، ولهذه الظاهرة غير المسبوقة، فلابد أن نرجع الأمر إلى روح الثلاثين من يونيو، واستدعائها من قبل الشعب المصرى فى 10 و11 و12 ديسمبر 2023.
ثم ننتقل إلى الحالة التى خلقتها انتخابات مجلسى الشيوخ والنواب 2020، والتى حصد من خلالها أو استطاع من خلالها أكثر من 12 حزباً سياسياً الدخول إلى المجالس النيابية، والعودة إلى الحياة السياسية بقوة، ثم تطور الأمر بحالة الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إفطار الأسرة المصرية قبل الماضى، والذى به ضُخت الدماء فى شرايين الحياة السياسية.
فقد دعا الرئيس كل الأطياف السياسية بعد اطمئنانه إلى اكتمال مؤسسات الدولة، وإلى الحالة المستقرة التى بدت عليها الدولة المصرية، والتى من خلالها استطاعت أن تنحر الإرهاب وتقضى عليه، والتى اكتشف الجميع من خلال حالة الحوار الوطنى أن نقاط الاتفاق بينهم أكثر بكثير من نقاط الاختلاف، فجلسوا فى حالة نقاشية غير مسبوقة، وفى حالة سياسية غير مسبوقة، جلسوا لكى يرتبوا أولويات الدولة المصرية، والتى كان لها عظيم الأثر فى نضج الحالة السياسية، وضخ الدماء فى شرايين الأحزاب السياسية، وتدفق الدماء فى الحالة السياسية بمجملها، ما انعكس بالإيجاب على الاستحقاق الدستورى الأهم فى تاريخ أى دولة وهو الانتخابات الرئاسية، والتى ستكون انعكاساتها الإيجابية على مجمل الحياة فى الدولة المصرية بالإيجاب، ولا سيما الحالة السياسية.
لذلك، لا بد لنا جميعاً، دولةً وأحزاباً وأطيافاً سياسية ومجتمعاً مدنياً وكل فئات المجتمع، أن ننتهز هذه الفرصة وهذه الحالة، التى عليها الآن الدولة المصرية، والتى وصلت إليها الآن الحالة السياسية، ونبنى عليها، وندعم العمل السياسى وعمل الأحزاب السياسية، ونشجع الفئات صاحبة الفضل فى المشهد الذى ظهرت به الدولة المصرية فى 10 و11 و12 من ديسمبر الحالى، خاصة الشباب والمرأة، كى نساعدهم فى التمكين والعمل السياسى الناضج، ودعم الممارسة السياسية، ونعمل على توجيه الكتل التصويتية، والرأى العام الذى تشكل بنزولهم فى هذا الاستحقاق الأهم فى تاريخ الدولة المصرية، وأن تكون هذه الكتل التصويتية وهذا التيار السياسى فى صالح البناء والعمل الجاد، بما فيه مصلحة بلدنا العزيز مصر.
الأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحياة السياسية الجمهورية الجديدة السيسى التنسيقية
إقرأ أيضاً:
تحالف الأحزاب يثمن رسائل الرئيس بأكاديمية الشرطة.. ويؤكد: سنظل داعمين لقيادتنا السياسية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ثمن تحالف الأحزاب المصرية، الذي ينضوي تحت لوائه نحو 42 حزبًا سياسيًا، رسائل الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي أطلقها في معرض حديثه خلال زيارته لأكاديمية الشرطة، أمس، السبت، مؤكدًا أن هذه الرسائل لا بد أن تُحدث صدى لدى كافة المهتمين بالعمل الحزبي والسياسي والعمل العام داخل الدولة المصرية، وأن تتحول إلى فعاليات مستمرة لزيادة الوعي لدى المصريين.
وقال الأمين العام لتحالف الأحزاب المصرية، النائب تيسير مطر، رئيس حزب غرادة جيل، ووكيل لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ، إن الرئيس كان شديد الحرص على إخبار المواطنين وإعلامهم بالمخاطر والتحديات التي تحاك بوطنهم مصر، ولاسيما في ضوء زيادة حدة الشائعات التي تستهدف النيل من الدولة المصرية، والتي تحدث عنها بقوله: "علينا الحذر جدا جدا جدا.. عملية الشر والاستهداف فى مصر لن ينتهي.. أي أمة فى الدنيا درعها ناسها.. مش الجيش والشرطة بس.. الجيش والشرطة جزء من الشعب.. درع الدولة شعبها".
وبحسب النائب تيسير مطر، فإننا حذرنا مرارًا من خطورة الشائعات، ولاسيما إبان الفترة الأخيرة، التي شهدت ارتفاعًا غير مسبوق من الأكاذيب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي استهدفت مصر على كافة الاتجاهات، وآخرها محاولات العبث من قِبل أهل الشر والمغرضين، بتصدير مصر خالية من الأمن والأمان، على غير الحقيقة، وحث المصريين على عدم تصديق ما يُثار من شائعات فنحن في بلد قوي ولدينا قيادة حكيمة واعية وجيش وشرطة يقظين ويعملان ليل نهار للحفاظ على أمن هذا الوطن.
وأضاف أمين عام تحالف الأحزاب المصرية، أن المصريين هم درع هذا الوطن وأنهم قادرون على دحض تلك الادعاءات المغرضة وهم حائط الصد الحقيقي تجاه ما يُثار من ادعاءات وأكاذيب، في الوقت التي أضحت مصر محط أنظار العالم بسبب ما تشهده من مُنجزات حقيقية، وما تشهد به مؤسسات الائتمان العالمية، لافتًا إلى مصر تعرضت لمحاولات تشويه على الدوام لكنها تبوء بالفشل، ومصير من يحاول اغتيال الصحوة المصرية والإنجازات المصرية الكبيرة سيكون مصيره الفشل.
وجدد رئيس حزب إرادة جيل، تأكيده دعم حزبه وتحالف الأحزاب المصرية، للقيادة السياسية ولكافة الجهود التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي والقرارات التي يتخذها سبيلًا لتحقيق التنمية المنشودة والحفاظ على الأمن القومي المصري، كما جدد تأكيده بدعم مؤسسات الدولة وقواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة.