«الحوار الوطني».. بوابة التوافق وخلق قواسم مشتركة بين المصريين
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
أحدث الحوار الوطنى حالة من الزخم السياسى منذ دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لإطلاقه، خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، فى أبريل 2022، تجلت بوضوح خلال الانتخابات الرئاسية المصرية 2024، بما شهدته من تعددية حزبية، تمثلت فى مشاركة 3 رؤساء أحزاب كمرشحين رئاسيين، يمثلون أطيافاً وتوجهات سياسية مختلفة.
وقال د. على الدين هلال، مقرر المحور السياسى بالحوار الوطنى، إن الحوار جمع أطياف الحياة السياسية المصرية مثل اليمين والوسط واليسار ومؤيدى الحكومة والمعارضين والمتحفظين، من أجل مناقشة مشكلات الوطن، وأولويات العمل الوطنى، وسعى لتحقيق التوافق، وإيجاد القواسم المشتركة، مشيراً إلى أن الحوار الوطنى شهد تنوع الرؤى السياسية، والبحث عن المساحات المشتركة.
وأضاف لـ«الوطن» أن المرحلة الأولى من الحوار الوطنى انتهت بالفعل، وتضمنت توصيات حملت نوعين، أولهما توافق كامل بين جميع الأحزاب السياسية، وتوصيات أخرى حملت الكثير من الآراء، مؤكداً أن الحوار المبنى على التعددية وتنوع الآراء هو أساس العمل والفكر والبوصلة التى يجب الاهتداء بها.
«فرحات»: الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضيةوأكد د. محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى، أنّ الدعوة إلى الحوار الوطنى تستهدف إثراء الحياة السياسية بشكل عام والحياة الحزبية بشكل خاص، مشيراً إلى أن اللقاء الذى جمع الرئيس السيسى بالمرشحين الثلاثة جزء من مجموعة القيم التى يحاول الرئيس تأكيدها، وأبرزها أن التباين والاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، فقد شارك المرشحون فى الانتخابات ببرامج ورؤى سياسية متباينة، حيث يمثلون تيارات سياسية مختلفة، وبعد انتهاء الانتخابات أصبح الجميع جزءاً من مشروع وطنى رغم تباين وجهات النظر.
وأضاف الدكتور أيمن محسب، مقرر لجنة أولويات الاستثمار بالحوار الوطنى، أن الحوار الوطنى نجح فى إذابة الجليد بين القوى السياسية والوطنية، وخلق مشهداً فريداً من التلاحم بين تيارات سياسية متنوعة، حيث جلست هذه التيارات المتباينة على مائدة واحدة تناقش أهم القضايا التى تواجه الدولة المصرية، إيماناً بأن مصر تتسع للجميع مهما كانت الاختلافات الفكرية بينهم، وأن مستقبل هذا الوطن لا بد أن يُبنى بسواعد أبنائه.
وتابع: «تنمية الحياة السياسية إحدى ركائز الدول الديمقراطية فى العالم، لذلك من الضرورى استكمال ما تم إنجازه فى هذا الشأن من أجل تمهيد الطريق نحو العبور إلى الجمهورية الجديدة، والحفاظ على الزخم السياسى الذى صاحب دعوة الحوار الوطنى التى أطلقها الرئيس، ووصل إلى الذروة مع الانتخابات الرئاسية»، وأشار إلى أنه من الضرورى الحفاظ على قنوات الاتصال التى تم فتحها مؤخراً بين الأحزاب والشعب المصرى، وأن تتاح لجميع الأحزاب فرصة التعبير عن برامجها وأفكارها بحرية تامة، الأمر الذى يقدم أفكاراً وحلولاً متنوعة للتعامل مع القضايا الوطنية المختلفة، مؤكداً ضرورة دعم حرية الرأى والتعبير وتقبل الآخر، خاصة إذا كانت المصلحة الوطنية هى المحرك الأول لجميع أطياف المجتمع المصرى، وهو ما ظهر جلياً فى مشهد الاصطفاف الوطنى أمام لجان الاقتراع خلال الانتخابات الرئاسية.
«عاشور»: أتاح الفرصة لممارسة التعددية وحرية التعبيروقال النائب أحمد عاشور المقرر المساعد للجنة القضية السكانية بالحوار الوطنى، إن الحوار هو الطاولة التى جلس عليها ممثلو الشعب لمناقشة القضايا الحياتية التى تهم الوطن والمواطن، مثمناً المكاسب التى حققها الحوار من خلال إتاحة الفرصة للقوى السياسية بممارسة مبدأ التعددية السياسية، وخلق مناح يسمح بحرية التعبير واحترام وجهات النظر المختلفة وهو ما يعزز المناخ الديمقراطى الذى يصب فى مصلحة الوطن.
وأوضح أنّ الرئيس السيسى هو الداعم الأكبر للحوار الوطنى، كما أن عودة الحوار الوطنى خطوة من خطوات إثراء الحياة السياسية فى مصر التى تشهد زخماً كبيراً بعد المشهد المشرف والحضارى فى الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أن الحوار أسهم كثيراً فى تداول وتبادل الأفكار والرؤى المختلفة فى الكثير من القضايا المتعلقة بالوطن والمواطنين، مؤكداً أن دعوة الرئيس لعودة جلسات الحوار الوطنى تؤكد حرصه على جمع شمل المصريين وتعزيز مناخ التشاركية، من خلال تفعيل مبدأ العمل المشترك لبناء الجمهورية الجديدة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحياة السياسية الجمهورية الجديدة السيسى التنسيقية الانتخابات الرئاسیة الحیاة السیاسیة الحوار الوطنى أن الحوار إلى أن
إقرأ أيضاً:
المنتخب الوطني يسعى لخطف النقاط الثلاث من بوابة العراق في رحلة حلم المونديال .. غدا
يخوض منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم أهم مباراة له في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم ٢٠٢٦ المقررة بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، وذلك عندما يستقبل ضيفه المنتخب العراقي في تمام الساعة الثامنة مساء غدا على أرضية ميدانه بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر ضمن إطار الجولة السادسة من منافسات المجموعة الثانية.
ويدخل منتخبنا الوطني حسابات هذه المواجهة وعينه على خطف النقاط الثلاث التي تعزز حظوظه في خطف إحدى بطاقتي الصعود المباشر لنهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخه، متطلعا لتحقيق انتصاره الثالث في منافسات المجموعة الثانية بهدف بلوغ النقطة التاسعة والارتقاء لوصافة جدول ترتيب المجموعة خلف المنتخب الكوري الجنوبي المتصدر، في حال تعثرت الأردن أيضا بالخسارة أمام مضيفتها الكويت غدا.
ويتسلح الأحمر بعاملي الأرض والجمهور في هذه الموقعة الدراماتيكية المفصلية التي يتنبأ لها أن توقد فتيل الصراع المحتدم على خطف وصافة جدول الترتيب، مما سيجعل النقاط الثلاث على المحك تماما في خضم هذه المواجهة الحامية الوطيس، والتي من المؤكد أنها ستبلغ أوج ذروتها وإثارتها على مدار الشوطين نظرا لأهميتها البالغة وحساسيتها المفرطة في حسابات الصراع على انتزاع مركز وصافة جدول الترتيب.
إلى ذلك أنهى الأحمر بقيادة مدربه الوطني المحنك رشيد جابر تحضيراته الجادة لخوض فصل المواجهة العراقية المرتقبة، معولا هذا المساء على ثلة من أبرز نجومه ومفاتيح لعبه أمثال عبدالرحمن المشيفري الذي يمتلك في سجله خمسة أهداف في هذه التصفيات، كما سيعول أيضا على خبرات لاعبيه محمد المسلمي وأحمد الخميسي وحارب السعدي والهداف محسن الغساني.
ويعاني الأحمر من بعض الغيابات التي عصفت بصفوفه، حيث يفتقد في مواجهة العراق المهمة لخدمات كل من: صانع الألعاب صلاح اليحيائي والظهير الأيمن أمجد الحارثي والظهير الأيسر الخبير على البوسعيدي، فضلا عن الجناح الطائر يزيد المعشني، بالإضافة إلى صخرة الدفاع محمد بن رمضان العامري.
ويواجه متوسط ميدان منتخبنا الوطني عبدالله فواز خطر التهديد بالغياب عن مباراة الجولة القادمة للأحمر أمام مضيفه المنتخب الكوري الجنوبي المتصدر في العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول يوم ٢٠ مارس المقبل، حيث إنه في حال حصل على بطاقة صفراء إضافية في مباراة غدا أمام العراق، فإن ذلك سيعني حرمانه بشكل مباشر من المشاركة في اللقاء التالي أمام منتخب كوريا الجنوبية في سيؤول بداعي تراكم البطاقات الصفراء.
ويعول رشيد جابر أيضا على حيوية بعض العناصر الشابة الموجودة لديه في التشكيلة على غرار أرشد العلوي وناصر الرواحي مما يمنحه تنوعا في الحلول الهجومية ومرونة تكتيكية فائقة تسخر له قراءة المباريات بشكل دقيق وممنهج وفقا لقدرات وإمكانيات فريقه.
ولا شك أن غياب الأظهرة الأساسية في تشكيلة الأحمر عن مباراة غدا سيحد نوعا ما من نجاعة الأسلوب ونظام اللعب المتبع لدى المدرب الوطني رشيد جابر، الذي لطالما كان يعول على أمجد الحارثي وعلي البوسعيدي في تعزيز قوة حضور الأحمر في الرواقين الأيمن والأيسر، لاسيما في عملية الإسناد الهجومي المتواصل التي غالبا ما كانت تهدد دفاعات الفريق المنافس وتشكل جبهة خطورة دائمة في ظل نزعتهما الهجومية الواضحة للعيان.
لكن في المقابل يضع المدرب رشيد جابر جل ثقته في الظهيرين عبدالعزيز الشموسي وأحمد الكعبي لتعويض غياب الثنائي أمجد الحارثي وعلي البوسعيدي، لاسيما وأنهما يتميزان في الشق الدفاعي الذي يعوض افتقادهما لخصائص وسمات الظهير العصري الذي يجيد عملية التوازن المطلوب في الشقين الدفاعي والهجومي في آن واحد.
كما سيفتقد الأحمر في مباراة غدا لخدمات نجمه الأول وصانع ألعابه صلاح اليحيائي الذي لا زال يتعافى من إصابة ألمت به على مستوى إصبع قدمه، وهي الإصابة ذاتها التي حالت دون مشاركته في اللقاء السابق أمام المنتخب الفلسطيني الذي انتهى لمصلحة الأحمر بهدف دون رد.
وامتدت لعنة الإصابات لتطال عصاها أيضا الجناح الطائر في صفوف منتخبنا الوطني يزيد المعشني الذي أجرى مؤخرا عملية منظار ناجحة على مستوى الغضروف الهلالي الداخلي للركبة اليمنى، ولا زال اللاعب يمكث في فترة العلاج ولم يتحدد بعد موعد عودته للملاعب في أعقاب العملية التي أجراها.
وبالرغم من داء الإصابات التي طالت حماها بعض العناصر إلا أن رشيد جابر يثق في البدلاء الجاهزين إبان هذا الظرف العصيب والمحك المفصلي الحاسم في خضم هذه المرحلة بالذات من مشوار الأحمر في التصفيات المونديالية.
وحريا على رشيد جابر أن يلعب بانضباط تكتيكي عال جدا يكفل له التوازن المطلوب على صعيد الشقين الدفاعي والهجومي، وهي معادلة ليست بالسهلة وتتطلب قسطا وافرا من الانسجام والتجانس في توليفة الأحمر المختارة في مباراة العراق الهامة.
ويراهن المدرب المخضرم رشيد جابر على خبرات لاعبيه محمد المسلمي وأحمد الخميسي وحارب السعدي ومحسن الغساني بالذات نظرا لتجاربهم الميدانية التراكمية في تصفيات كأس العالم، مما سيمنح الأحمر زخما ملموسا في عملية ترجيح الثقل التكتيكي في كفة ميزان اللقاء، مما قد ينعكس إيجابا على هدوء اللاعبين وثقتهم المتناهية وتركيزهم المضاعف داخل المستطيل الأخضر.
ومن المرجح ألا تشهد تشكيلة الأحمر الأساسية تغييرات ملحوظة مقارنة باللقاء السابق أمام المنتخب الفلسطيني قبل أربعة أيام، حيث من المتوقع أن يبدأ رشيد جابر بإبراهيم المخيني في حراسة المرمى ومحمد المسلمي وأحمد الخميسي وعبدالعزيز الشموسي وأحمد الكعبي في خط الدفاع، وحارب السعدي وأرشد العلوي وجميل اليحمدي وناصر الرواحي في خط الوسط، وعبدالرحمن المشيفري ومحسن الغساني في خط المقدمة، ومن المحتمل أن تطرأ بعض التغييرات الطفيفة على هذه التشكيلة الأساسية يما ينسجم مع النهج والرسم التكتيكي للمدرب رشيد جابر الذي يؤمن بالفلسفة الهجومية والاستحواذ على الكرة وتغليب عامل الحضور الذهني والصراعات الفردية في قاموس أفكاره وقناعاته التدريبية المحضة.
على خط مواز أنهى منتخبنا الوطني حصته التدريبية الأخيرة على الملعب الرئيسي بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر استعدادا لمواجهة العراق، حيث تركزت الحصة التدريبية الأخيرة على تطبيق بعض الجمل التكتيكية والمهارية، وأجرى الجهاز الفني للأحمر مناورة تكتيكية للاعبين مقرونة بوضع الخطة المناسبة لمباراة العراق تأهبا لتحقيق الفوز الثاني على التوالي والثالث ككل في منافسات المجموعة الثانية بغية الانقضاض على النقطة التاسعة والارتقاء لوصافة سلم جدول ترتيب المجموعة، حيث يحتل الأحمر راهنا المركز الرابع برصيد ٦ نقاط جمعها من فوزين على أرضه وتحديدا أمام منتخب الكويت برباعية نظيفة لحساب الجولة الثالثة وأمام منتخب فلسطين بهدف وحيد حمل توقيع المهاجم الهداف محسن الغساني لحساب الجولة الخامسة.
وكان الأحمر قد أنعش آماله وحظوظه في التصفيات بعدما انتزع فوزا بشق الأنفس على حساب المنتخب الفلسطيني بهدف دون رد لحساب الجولة الخامسة، حيث منح هدف محسن الغساني في الدقيقة ٨٣ قبلة الحياة للأحمر الذي تمكن من إعادة الأمور لنصابها الصحيح في منافسات المجموعة الثانية، وبات على بعد نقطتين فقط من الأردن وصيف المجموعة والعراق ثالث الترتيب، وسيعول أحمرنا في مباراة غدا على انطلاقات أجنحته السريعة عبدالرحمن المشيفري وجميل اليحمدي، كما سيعول على مهارات أرشد العلوي في الاختراق والتسديد القوي والمباشر من خارج منطقة الجزاء.
وسيكون عاملا الأرض والجمهور بمثابة سلاح ذو حدين للأحمر في مباراة غدا، خصوصا مع عودة رابطة التشجيع التقليدية لمنتخبنا الوطني التي ستشد من إزر اللاعبين في مباراة غدا وستلهمهم الحماسة والعنفوان وتوقد فيهم روح الغيرة والحمية على شعار المنتخب الوطني.