لأول مرة.. فريق بحثي يكتشف مركّبا كربونيا جديدا يشكل أساسا للحياة في الفضاء
تاريخ النشر: 15th, July 2023 GMT
تمكن فريق بحث دولي من اكتشاف مركّب كربوني يسمى ثنائي الميثيل "سي إتش 3+" (+CH3) لأول مرة في الفضاء باستخدام بيانات جمعها تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" (NASA) ووكالة الأوروبية للفضاء والوكالة الكندية للفضاء، ونشرت نتائج الدراسة في دورية "نيتشر" (Nature) بتاريخ 26 يونيو/حزيران الماضي.
تقول مريم الياجوري الباحثة المغربية المشاركة في الاكتشاف للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني "هذا الاكتشاف يلقي الضوء على كيفية تشكل المركّبات العضوية في الفضاء وقدرتها على تكوين الحياة، كما يعزز فهمنا لمنشأ الحياة، وقد يساهم في البحث عن الحياة خارج كوكب الأرض على وجه الخصوص".
مركّب كربوني جديديشكل هذا المركّب الكربوني الجديد في الفضاء أسس كل الحياة المعروفة، وقد حدد فريق البحث مكان هذا المركّب الكربوني في "سديم الجبار" الذي يقع في القرص البروتوكوكبي المحيط بنجم شاب يبعد عن الأرض 1350 سنة ضوئية.
وحسب البيان الصحفي لوكالة "ناسا"، فقد وجد العلماء بصمات جزيء في ضوء قادم من قرص كوكبي دوار من الغبار والغاز حول نجم شاب، والقرص موجود في "سديم الجبار" (Orion Nebula) على بعد 1350 سنة ضوئية من الأرض، علما أن الأقراص الكوكبية هي مراحل أولية لتكوين مجموعات تماثل المجموعة الشمسية.
وتقول الياجوري "هذا الاكتشاف مهم لأن الكربون هو العنصر الأساسي في المركّبات العضوية التي تشكل أساس الحياة على الأرض، ويعتبر جزيء "سي إتش 3+" بداية لتفاعلات كيميائية وتشكيل مركّبات عضوية أكثر تعقيدا، مما يعني وجود مكونات أساسية للحياة في الفضاء، ويعد هذا اكتشافا مهما لفهم كيفية ظهور الحياة على الأرض وكيف يمكن أن تتطور في مكان آخر".
حسب الباحثة مريم الياجوري، فإن "هذه الدراسة لها أهمية كبيرة في الأوساط العلمية، لأنها تؤكد توقعات العلماء منذ السبعينيات بشأن دور جزيء "سي إتش 3+" في الكيمياء العضوية في الفضاء، وهذا الاكتشاف سيسهم في تطوير نماذج الكيمياء الفلكية ويعزز فهمنا لعمليات تكوين الكواكب والحياة في الكون".
ووفق الدراسة العلمية التي أنجزها فريق البحث، فقد تم "اقتراح أن الكيمياء العضوية في الطور الغازي في الفضاء قد بدأت بواسطة الميثيل كاتيون "سي إتش 3+" قبل 40 عاما، لكن حتى الآن لم يتم اكتشافه خارج النظام الشمسي، وقد أصبح هذا ممكنا الآن بفضل بيانات وإمكانيات تلسكوب جيمس ويب الفضائي".
وتشير مريم في حديثها للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني إلى "أن الطبيعة غير المتوقعة للاكتشاف شكلت تحديا كبيرا لفريق البحث".
وتقول "عندما التقطنا في البداية طيف قرص تكوين الكواكب فوجئنا لأننا لم نكن نعرف ما الذي نرصده، ولمعالجة هذا الأمر طلبنا المساعدة من علماء آخرين -ولا سيما علماء التحليل الطيفي الذين يعملون في العمل المخبري- لمحاولة إعادة إنتاج ظروف الفضاء لإعادة إنتاج الجزيئات".
تلسكوب جميس ويبووفق البيان الصحفي لوكالة "ناسا، فقد "استخدم فريق من البحث تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لناسا للكشف عن مركّب كربون جديد في الفضاء لأول مرة، وهو جزيء مهم لأنه يساعد على تشكيل جزيئات الكربون".
وتشكل مركّبات الكربون أسس كل أشكال الحياة المعروفة، وعلى هذا النحو فهي مثيرة للاهتمام بشكل خاص للعلماء الذين يعملون على فهم كيفية تطور الحياة على الأرض وكيف يمكن أن تتطور في مكان آخر في كوننا.
وتوضح الياجوري "تلقينا البيانات الأولية من تلسكوب جيمس ويب في إطار برنامج دولي تجريبي "إي آر إس- بي دي آر إس 4 إيه آي آي" (ERS-PDRs4All) على شريط الجبار في أوريون في سبتمبر/أيلول الماضي، وهذا يعني أنه مر ما يقارب 10 أشهر قبل أن نتمكن من نشر هذا الاكتشاف".
وتقول " بين تحليل البيانات ومعايرتها ومعالجتها ثم مقارنتها بالبيانات المختبرية إنه عمل طويل المدى ومستمر على المدى الطويل، ولكن في النهاية يكون هناك عائد للجهود المبذولة".
وتضيف الياجوري "ساعدنا تلسكوب جيمس ويب في هذا الاكتشاف من خلال قدراته المميزة في التقنية مطيافية، فهو تلسكوب فضائي قوي وحساس يمكنه رصد الإشارات الضعيفة في نطاق الأشعة تحت الحمراء من مناطق تشكل النجوم والسدم والكواكب النامية والمجرات البعيدة".
وتختم حديثها للجزيرة نت بشأن مستقبل البحث في هذا الاكتشاف بالقول "هذا الكشف العلمي يحتاج إلى مزيد من البحث المتعمق في المستقبل، لأنه في العقود الأخيرة اعتُبر أن تكوين الجزيئات العضوية في الفضاء يحدث بشكل رئيسي على سطح الحبيبات، لكن اكتشاف "سي إتش 3+" يشير إلى وجود طرق بديلة في الطور الغازي لتنشيط الكيمياء العضوية عند وجود إشعاع فوق البنفسجي، فيما يعد الكشف عن "سي إتش 3+" إنجازا واعدا، وهناك العديد من الأسئلة الباقية حول التحفيز والكيمياء والخصائص الطيفية لهذا الجزيء".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: تلسکوب جیمس ویب فی الفضاء
إقرأ أيضاً:
تدشين كرسي بحثي يحمل اسم عمرو موسى بجامعة القاهرة
وقعت مؤسسة "كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة" و كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، اليوم الأحد، بروتوكول تدشين كرسي بحثي يحمل اسم "عمرو موسى" الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية و وزير خارجية مصر الأسبق، وذلك في السياسة الخارجية و العلاقات الدولية؛ إسهاماً في دعم ملف البحث العلمي بمصر.
ووقع بروتوكول التعاون كل من ممدوح عباس رئيس مجلس أمناء مؤسسة بطرس غالي والدكتورة حنان محمد علي عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية؛ تكريماً لـ "عمرو موسى" ولمسيرته في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية.
وقال عمرو موسى، في كلمته، إن هذا الحدث يمثل مناسبة تاريخيّة بالنسبة له، مؤكدا أنه على الرغم من كونه ليس من أبناء كلية الاقتصاد والعلوم السياسية إلا انه من محبيها، متقدماً بالشكر إلى الكلية ولمؤسسة كيميت بطرس غالي على تلك المبادرة بإنشاء كرسي بحثي يحمل اسمه.
وأثنى على كلية الاقتصاد والعلوم السياسية التي قدمت لمصر أجيالاً عملت في الاقتصاد والسياسة والدبلوماسية والإحصاء بل وفي مجالات عدة من بينها مراكز الأبحاث والصحافة، إذ ينيرون الطريق لنا بقرائتهم وتحليلاتهم وبطرح ما لديهم من آراء على الرأي العام.
ودعا كلية الاقتصاد والعلوم السياسية إلى ان يحمل كرسيه أبحاث عن الأمور الجديدة وليس القضايا التقليدية يشارك فيها اعداد كبيرة من الشباب المصري من كفاءات ومواهب الكلية لبحث الوضع السياسي لخدمة الوضع العام في مصر ومناقشة ما يدور حولنا .
ونبه إلى ضرورة التباحث حول كيفية التعامل مع الأوضاع في ليبيا والسودان وفلسطين والقرن الأفريقي والقارة الأفريقية وكذلك مع الشمال وأوروبا في ظل حالة القلق و التغيير الذي يشهده النظام الدولي.
من جانبها، أكدت الدكتورة حنان علي عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أن عمرو موسى هو أشهر دبلوماسي في مصر والعالم العربي، مستعرضة تاريخه ومسيرته الطويلة في السياسة الخارجية و العلاقات الدولية، مشددة على أن هذا الكرسي البحثي الذي يحمل اسم عمرو موسى سيكون له بالغ الأثر في دفع البحث العلمي قدماً.
وذكرت بأهمية كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والتي تعتبر "درة تاج جامعة القاهرة" والتي خرجت الوزارء و السفراء وكبار الكتاب والمفكرين وكذلك رجال الأعمال، متقدمة بالشكر والتقدير للممدوح عباس رئيس مؤسسة كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة وهو أحد ابناء الكلية، لتدشينه هذا الكرسي البحثي ومن قبله تدشين ايضا كرسي بحثي باسم الدكتور بطرس غالي و الدكتور عبد الملك عودة.
وفي كلمته، أوضح ممدوح عباس أن توقيع برتوكول تأسيس كرسي بحثي جامعي في مجال السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، باسم الوزير عمرو موسى في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة يهدف إلى تشجيع البحث والدراسة في هذه المجالات ورفع الوعي بمصالح مصر الخارجية وكيفية الدفاع عنها والتعريف بأحدث المفاهيم والتطورات في العلاقات الدولية.
واضاف أن هذا الكرسي هو الثالث الذي ينشأ بين مؤسسة كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.. إذ إن مجال هذا الكرسي البحثي الجديد من المجالات التي تهمنا ونعمل عليها في مؤسسة كيميت بطرس غالي، ويأتي هذا الأهتمام اتساقًا مع عمل الدكتور بطرس بطرسغالي الدبلوماسي المخضرم."
وتابع ان اسم عمرو موسى يأتي في الصدارة عند الحديث عن العلاقات الخارجية، منوها بأن تاريخ عمرو موسى الطويل والمعروف في خدمة مصر وخدمة القضايا العربية وخبرته في العلاقات الدولية تجعله جديرا بأن يحمل هذا الكرسي البحثي اسمه.
ولفت إلى أن عمرو موسى صاحب مسيرة ممتدة وثرية في العمل الدبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية منذ التحق بالعمل بها ملحقا دبلوماسيا وتدرج فيها إلى أن أصبح وزيرا للخارجية.
وأكمل ان خلال رحلة عمرو موسى مع العمل الدبلوماسي في الخارجية المصرية مثل مصر في عديد من المحافل الدولية والإقليمية، وقدم نموذجا للدبلوماسية الناجحة التي تحمل قضايا الوطن في قلبها وتسخر كل جهودها من أجل تحقيق أهدافنا القومية.
وأبرز مسيرته في العمل العربي المشترك أمينا عاما لجامعة الدول العربية استكمالًا لعطائه في العمل الدبلوماسي، فكانت فترة أمانته العامة للجامعة من أزهى فترات العمل العربي حاول خلالها النهوض بالجامعة العربية وتحديثها، كما حققت مواقفه فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي بصفة خاصة تجاوبا كبيرا على المستوى الشعبي مصريا وعربيا.
واشار إلى ان مسيرة عمرو موسى لم تتوقف عند العمل الدبلوماسي بل لعب دورا بارزا في العمل السياسي في مرحلة مهمة من تاريخ مصر بين عام ٢٠١١ و ٢٠١٤ توجها بتوليه رئاسة لجنة الخمسين لصياغة الدستور المصري الجديد دستور ٢٠١٤، فضلا عن كونه الشخصية التي تتمتع بشعبية كبيرة وجاذبية هائلة نجحت في إيصال مواقفها إلى أوسع النطاق.
واختتم ممدوح عباس كلمته قائلاً:"واليوم ننشئ كرسي بحثي ثالث باسم عمرو موسى تقديرا لمسيرته المتميزة ولدوره الوطني والعربي المهم مدركين أن تجربته الثرية ستلهم الأجيال الجديدة من الباحثين في مجالات السياسة الخارجية والعلاقات الدولية."
من جهته ، قال الدكتور علي الدين هلال، ان هذا الحدث يمثل تكريماً لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية و لأحد أقطاب الدبلوماسية المصرية على ما يزيد من نصف قرن، منوهاً بأن عمرو موسى هو الذي نجح بأدائه ولغته في نقل السياسة الخارجية إلى عموم الناس، فضلاً عن تجاوب الناس مع الأفكار التي يطرحها.
وأكد على الدين هلال أن عمرو موسى حظى باحترام كل رؤساء جمهورية مصر، واصفاً إياه بأنه أحد عظماء وزارة الخارجية المصرية، لافتا إلى حرصه على إلقاء محاضرات بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
وقدمت الدكتورة حنان علي، عقب توقيع البرتوكول، درعاً إلى رئيس مؤسسة كيميت ممدوح عباس لإسهاماته في رعاية الأبحاث العلمية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وتدشينه الكراسي البحثية والمعامل.
وقد حضر فعالية إطلاق الكرسي البحثي للوزير عمرو موسى عدد من الشخصيات العامة وأساتذة الكلية وعلى رأسهم وزير الإعلام الأسبق ورئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد فايق ، ورئيس مجلس الشئون الخارجية وزير الخارجية الأسبق محمد العرابي، ووزير الشباب الأسبق وعميد الكلية الأسبق الدكتور علي الدين هلال ، المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي و الدكتور محمود السعيد نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث.