احتفى مركز عُمان للموسيقى التقليدية التابع لمركز السُّلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بديوان البلاط السُّلطاني اليوم بختام أنشطته لعام 2023م بمقره بمدينة الإعلام، حيث أقام المركز في ختام فعالياته جلسة في الفنون العُمانية المغنّاة قدمها الشاعر خميس بن جمعة المويتي وقدم مجموعة من قصائد فن «الرزحة»، في حين قدم الشاعر حمود بن علي الرواحي قصائد فن «المسبع»، فيما قدم الشاعر عبدالله بن عامر الغنيمي نصوصه في فن «التغرود» بينما قدم الشاعر سليم بن مبارك الحارثي قصائد في فن «التشحشح»، واختتم الشاعر مبارك بن مسلم الصلتي مجموعة من القصائد في فن «الميدان».

وأقيمت بعدها جلسة حوارية حول «الموسيقى التقليدية العُمانية» في ورقتي بحث تحدث في الأولى الدكتور عبدالله بن سعيد السعيدي المدرب بمركز التدريب التابع لوزارة التربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة وقرأ بشكل موسع في كتاب اللغات الرمزية في شمال سلطنة عمان «دراسة وصفية»، وقال «السعيدي»: كتاب اللغات الرمزية في شمال سلطنة عمان لمؤلفه ناصر بن محمد الناعبي، يتألف من مقدمة وسبعة فصول وخاتمة، تناول المؤلف في المقدمة توصيفا عاما للغات الرمزية من حيث المفهوم والجانب التأريخي للرمزية، ثم تناول في الفصل الأول للغة الجمّل معالجا مفهومها وعلاقتها بالحساب والأجرام السماوية وعلاقتها بالفنون الشعبية والمفردة الشعرية، وتناول في الفصل الثاني لغة الريحاني ووصفها بأنها قائمة على الحروف الهجائية في اللغة العربية ودلالاتها وهي مبنية على كل حرف يدل على شيء من المكونات الأربعة: الجماد والحيوان والإنسان والنبات، وتناول في الفصل الثالث لغة الدرسعي وقسمها على قسمين؛ الدرسعي الكبير والدرسعي الصغير، وفي الفصل الرابع تحدث المؤلف عن لغة الآي بلا وأعطانا لمحة تاريخية عنها وعلاقتها بلغة الدرسعي، وتناول في الفصل الخامس لغة البشري فتحدث عن مفهومها وسبب تسميتها وقاعدتها التي تعتمد على الحروف الهجائية، وفي الفصل السادس تناول لغة الريم وعلاقتها بالأرقام العربية وتشابهها مع لغة الجمّل، أما في الفصل السابع فقد تناول الكاتب لغة التخاطب والمراسلات التي كانت منتشرة بين القبائل وبعض المكاتبات الرسمية بين تلك القبائل، ثم ذكر كيف تسربت للخطاب الشعبي وأصبحت لغة بعض المحادثات التي تحتاج إلى سرية وكتمان، كما تناول الكتاب في خاتمته بعض التوصيات والأفكار التي تفتح آفاقا جديدة للبحث والدراسة في هذه اللغات.

وأشارالسعيدي في ختام ورقته إلى أن الكتاب يعد فريدا من نوعه لتأصيل هذه اللغات الرمزية، لافتا إلى أن الكاتب لم يغفل عن وضع الأمثلة للتوضيح ولكي يرشد القارئ بمفهوم كل لغة إضافة إلى جهده الواضح من خلال المقابلات الميدانية التي أجراها.

وفي الورقة الثانية قدم ناصر بن محمد الناعبي، مدير مركز عُمان للموسيقى التقليدية ورقة بحثية بعنوان «الإشكاليات والحلول في بعض الأنماط الموسيقية التقليدية العمانية: نمط الباكت نموذجا» حيث انطلق في مقدمته إلى أن النمط الموسيقي ينحصر في بقعة جغرافية محدودة، وتتم ممارسته من قبل فئة معينة من الناس، يكون أكثر عرضة للتلاشي والاندثار مع مرور الزمن وتعاقب الأجيال، وذلك عكس ذلك النمط الذي يتمتع ببقعة جغرافية واسعة؛ لأن الاتساع الجغرافي سيخلق تنوعا طبوغرافيا، مما سيتوسع المسرح الأدائي لذلك النمط الموسيقي، وتوسع ذلك المسرح سيساعد على اتساع وتنوع الأداء الكيفي والكمي للنمط من قبل الممارسين، وهذا بطبيعة الحال سيضمن له الاستمرارية والصيرورة، من خلال تناقله وتعاقبه مع الأجيال.

وقال «الناعبي»: عندما اتخذت نمط الباكت نموذجا، هذا يعني أنه ليس الوحيد من الأنماط الموسيقية التقليدية في سلطنة عُمان معرّضة للتلاشي والاندثار، فهناك الكثير من الأنماط التي اندثرت، والأخرى منها تعيش فترة الاحتضار، وهناك منها ما تعاني من مرض مزمن، إذا ما تحدثنا عن الحالة الصحية الثقافية للتراث غير المادي بصورة عامة، فإنها فقدت الموهبة الفطرية الموسيقية بالتقادم مع مرور الزمن، وذلك بسبب غياب الجيل القادر على أخذ معرفتها الأدائية وتقاليدها الحركية من المصادر الأساسية لها. من الإشكاليات التي واجهتها تلك الأنماط تمثلت في الواقع الديموغرافي الحديث، والذي تسبب فيه التنقل والحركة السكانية من أوساطها الأصلية، وكذلك العولمة ودخول الماكينة الحديثة، وهنا أعني بتلك الأنماط الموسيقية المرتبطة بالحرفة، كفنون الزراعة والبحر، ولقد تناولت كلمة الفنون قصدا، ولم أذكر الأنماط؛ لأن الحرفة وما ارتبط بها من أشغال يدوية هي مجموعة من الفنون، والأنماط الموسيقية المصاحبة لتلك الحرف والمفردات اليدوية الصناعية ما هي إلا جزء من فضاءات تلك الفنون التي ارتبطت بالمناسبات والأزمنة والأمكنة لأولئك الأفراد وتلك المجتمعات.

وأضاف مدير مركز عمان للموسيقى التقليدية: عندما نتناول الحديث عن نمط الباكت وما تنتابه من إشكاليات كنموذج، أولا علينا أن نعطي تعريفا مبسطا لهذا النمط، وهو فن فُرجوي قريب إلى الأداء المسرحي يتضمن أحد عشر مشهدًا يؤدى بطابع هزلي يحاكي قصصا واقعية، يتضمن مجموعة من الأغاني حسب طبيعة كل مشهد، تؤديه مجموعة من الرجال، وتسمى المشاهد التي يتضمنها نمط الباكت: الشيبة وأبو الخرطوم الشيبة والدبس الشيبة والعجوز الشيبة وأم الرحى الخيول أو الخيل المعرس والعروسة: الرجل والأحدب الشيبة والعرائس الفلاح أو المزارع البانيان باكت السيروان، ومن أهم الإشكاليات محدود الجغرافية، حيث يُمارس في حارتين لكل من ولايتي صحم وصحار بمحافظة شمال الباطنة، كذلك يُمارس من قبل طائفة واحدة في كلا الحارتين، وهذا ما يعرضه إلى الاندثار والتلاشي وجميع هذه الإشكاليات حجمت من مناسبات أدائه؛ لأن المناسبة دائما مرتبطة بتنوع العادات والتقاليد والطقوس، وبما أن هذا النمط محدود المجتمع إذن ستكون المناسبة مسقطة على عادات وطقوس ذلك المجتمع الصغير، الذي بطبيعة الحال سيتعامل مع المناسبات الخاصة به دون الاكتراث بالمناسبات التي يشترك بها مع المجتمع الكبير المحيط به. وفي ختام ورقته أشار ناصر بن محمد الناعبي، مدير مركز عُمان للموسيقى التقليدية إلى أنه كلما تكوّر النمط بطائفة أو فئة معينة أصبحت مناسبات أدائه منحصرة بعادات تلك الطائفة، ولقد تم توثيقه آخر مرة من مركز عُمان للموسيقى التقليدية في عام 2019م كبرنامج تلفزيوني ثقافي، ولكي نسعى إلى إعادة إنعاش الحياة لهذا النمط لا بد من دراسة المتغيرات التي طرأت عليه، وكذلك تشجيع الممارسين على الاستمرارية، وتقديم الدعم المعنوي والمادي لهم.

وفي ختام الفعالية قام ناصر بن محمد الناعبي، مدير مركز عُمان للموسيقى التقليدية بتكريم المشاركين من الشعراء والباحثين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مدیر مرکز ع مجموعة من فی ختام إلى أن

إقرأ أيضاً:

مندوبية التخطيط : النمو الاقتصادي إرتفع 4.6 في المائة خلال الفصل الثاني لسنة 2025

زنقة 20. الرباط

 

أفادت المندوبية السامية للتخطيط أنه ي رجح أن يكون النمو الاقتصادي قد سجل، خلال الفصل الثاني من عام 2025، ارتفاعا بنسبة 4،6 في المائة.

وأوضحت المندوبية، في مذكرة إخبارية حول اللمحة الظرفية للفصل الأول من 2025 وتوقعات الفصلين الثاني والثالث، أن هذا النمو جاء مدفوعا بأداء الأنشطة غير الفلاحية، لا سيما قطاع الخدمات الذي يشهد منذ سنة 2022 وتيرة نمو تفوق بكثير متوسط نموه المسجل بين سنتي 2010 و2019.

وحسب المصدر ذاته، يرتقب أن يكون قطاع الصناعات الاستخراجية قد استفاد من طلب دولي متزايد على الفوسفاط الخام بشكل خاص، ما أسفر عن ارتفاع ملحوظ في صادراته، في ظل استمرار الضغوط على الأسعار العالمية للأسمدة.

وموازاة مع ذلك، سجل نشاط البناء انتعاشا بنسبة 6،8 في المائة، مدعوما بتكثيف الأوراش الكبرى للبنية التحتية.

وواصل نمو القطاع الفلاحي وتيرته التي تناهز 4،7 في المائة خلال الفصل الثاني من سنة 2025، على أساس سنوي، مساهما بـ 0،5 نقطة في النمو الاقتصادي الإجمالي.

وعلى الرغم من ارتفاع إنتاج المحاصيل بشكل عام، ي رتقب أن يظهر اتجاهات متباينة، بسبب الظروف المناخية غير المنتظمة التي ميزت موسمي الخريف والربيع 2024/2025. ومن المتوقع أن يكون ارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب نقص هطول الأمطار غير المتكافئ بين المناطق، قد أثر على بعض المحاصيل، وخاصة الفواكه الشجرية والبذور الزيتية.

في المقابل، من المتوقع أن يتحسن حصاد الحبوب والخضروات الموسمية والمحاصيل السكرية، لا سيما في المناطق المروية وتلك الأقل تأثرا بنقص المياه، مدعوما جزئيا بتدابير الدعم.

وفي ما يخص الإنتاج الحيواني، الذي يشهد تراجعا ظرفيا منذ سنة 2022، يرجح أن يظل دون مستواه الاتجاهي خلال الفصل الثاني من سنة 2025، رغم تحسن أنشطة قطاع الدواجن.

وفي المجمل، يقد ر أن يكون نمو القيمة المضافة لجميع الفروع الإنتاجية قد استقر خلال الفصل الثاني من سنة 2025 عند نفس الوتيرة المسجلة خلال الفصل الأول (زائد 4،5 في المائة).

من جهة أخرى، ذكرت المندوبية أن نسبة نمو الاقتصاد الوطني بلغت 4،8 في المائة خلال الفصل الأول من 2025، ويعزى هذا التسارع إلى تحسن الأنشطة الفلاحية واستمرار تنامي القيمة المضافة للفروع الثانوية والثالثية.

وبلغت مساهمة الطلب الداخلي في نمو الناتج الداخلي الإجمالي 8،5 نقطة خلال الفصل الأول من سنة 2025، مقاربة لأعلى مستوى لها منذ فترة التعافي ما بعد جائحة كوفيد، فيما استمر الطلب الخارجي في فقدان زخمه بوتيرة أسرع خلال الفترة نفسها، مقتطع ا 3،8 نقاط من النمو الاقتصادي.

كما تتوقع المندوبية السامية للتخطيط نموا اقتصاديا وطنيا بنسبة 4.4 في المائة خلال الفصل الثالث من سنة 2025.

وأوضحت المندوبية، في مذكرة إخبارية حول اللمحة الظرفية للفصل الأول من 2025 وتوقعات الفصلين الثاني والثالث، أن “آفاق النمو للفصل الثالث لسنة 2025 تشير إلى استمرار الديناميكية التي بدأت في بداية هذا العام، وإن كان بوتيرة أكثر اعتدالا. ووفقا للتقديرات الأولية، يتوقع أن يصل نمو الناتج الداخلي الخام إلى 4.4 في المائة خلال الفصل الثالث من سنة 2025”.

وأفاد المصدر ذاته بأن الطلب الخارجي الموجه إلى المغرب سيشهد تباطؤا، في الوقت الذي سيواصل الطلب الداخلي دعمه للنمو الاقتصادي، ليبلغ 6،6 نقطة. وبالنظر إلى دينامية الانتعاش، التي انطلقت منذ نهاية سنة 2024، يتوقع أن يستمر تعافي الاستثمار والاستهلاك خلال الفصل الثالث لسنة 2025، ما سيعزز ارتفاع الأنشطة غير الفلاحية بنسبة 4.2 في المائة على أساس سنوي، مقابل 4.4 في المائة خلال الفصل السابق.

ومن المتوقع أن تظل الضغوط التضخمية محدودة خلال الفترة ذاتها، بناء على فرضية استمرار الاتجاه التنازلي لأسعار النفط.

وفي غياب اضطرابات كبيرة في عرض المنتجات الغذائية، يتوقع أن يستقر معدل التضخم عند 1.1 في المائة، بينما سيقترب مكونه الأساسي، الذي يستثني أسعار المنتجات البترولية والمنتجات المتقلبة والتعريفات المنظمة من نسبة 0.8 في المائة.

وعلى صعيد آخر، أكدت المندوبية السامية للتخطيط أنه لا تزال الشكوك المحيطة بآفاق التجارة الدولية والنشاط الاقتصادي العالمي تتجه نحو الارتفاع بشكل ملحوظ خلال الفصل الثالث من سنة 2025.

وقد يكون للتوترات الجمركية لدى بعض الشركاء التجاريين، على الخصوص، تداعيات سلبية على الطلب الخارجي على المغرب. وبالتالي، يظل سيناريو النمو بالنسبة للفصل الثالث من سنة 2025 عرضة للعديد من أوجه عدم اليقين الاقتصادي.

ويكمن العامل المقيد الأبرز لهذا السيناريو في التأثير المحتمل للرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة المفروضة على أوروبا، حيث يمكن أن تؤدي هذه الصدمة التجارية الخارجية، إلى جانب التباطؤ المستمر في الاقتصاد الأوروبي، إلى تباطؤ في دينامية الصناعات الموجهة نحو التصدير وخاصة نحو أوروبا، لاسيما الأنشطة المتعلقة بقطاعات السيارات والصلب والصناعات الكيماوية والنسيج.

كما تبرز هشاشة إضافية بالنسبة لهذا السيناريو على مستوى القطاع الفلاحي، حيث قد تتأثر مردوديته بتراجع أكثر حدة في الإنتاج الحيواني، لا سيما في حالة اشتداد موجات الحرارة خلال فصل الصيف.

وفي المقابل، قد تساهم بعض العوامل في التخفيف من حدة هذه المخاطر، إذ يمكن لانتعاش قطاع الصناعات الغذائية، المدعوم بارتفاع أنشطة تحويل الحبوب وتعليب الأسماك، أن ي حفز النشاط الصناعي، خاصة إذا استمرت المؤشرات الإيجابية المسجلة في سلاسل الإنتاج الكيميائي خلال هذه الفترة.

من جهة أخرى، قد يساهم تسجيل انخفاض أكبر في أسعار النفط العالمية إلى ما دون 70 دولارا للبرميل، وفي حال عدم وقوع صدمات جيوسياسية جديدة، في احتواء الضغوط التضخمية ودعم وتيرة النمو.

مقالات مشابهة

  • الهدابية: نسلّط الضوء على التجربة العمانية في عالم الموشحات خلال الموسم الثاني من برنامج "زرياب"
  • السفير الفرنسي بمسقط: ندعم جهود السلام العمانية.. ولا بدّ من إنهاء مأساة غزة
  • إصدار الطبعة الثالثة من كتاب «الأمن القومي للدولة.. المقومات والتحديات»
  • مندوبية التخطيط : النمو الاقتصادي إرتفع 4.6 في المائة خلال الفصل الثاني لسنة 2025
  • جامعة حلوان تنشر إرشادات هامة لطلاب الثانوية العامة للاتحاق كلية التربية الموسيقية لعام 2025
  • الصناعة التقليدية المغربية تلامس سقف 22.4 مليار درهم
  • نمو اقتصادي متوقع بـ4.4% في المغرب خلال الفصل الثالث من 2025
  • السعدي: “رؤية 2015” ترفع رقم معاملات الصناعة التقليدية إلى 22.4 مليار درهـم
  • تعليمات لطلاب الثانوية العامة الراغبين في الالتحاق بالتربية الموسيقية
  • صيف التحول الرقمي يعزز الوعي التقني بالبريمي