بيني غانتس يزعم أن الجدار الحديدي مشروع تكنولوجي من الدرجة الأولى يحرم حماس من القدرات التي حاولت تطويرها

لا يزال الجدار الحديدي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة حديث الساعة منذ تمكن مقاومون فلسطينيون من اختراقه وعبور الحدود، في مشهد فاجأ الجميع، بالنظر إلى التكنولوجيا المتقدمة التي زُود بها الجدار لمنع عمليات التسلل.

اقرأ أيضاً : "الصحة بغزة": 21,110 شهيدا منذ بدء العدوان على القطاع

في كانون الأول/ديسمبر 2021، أعلنت تل أبيب اكتمال بناء الحاجز الضخم الذي يمتد على طول قطاع غزة فوق الأرض وتحتها بطول 65 كيلو مترا. واستغرق المشروع الذي كلف 3.5 مليار شيكل (1.1 مليار دولار) أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة من العمل، وشارك في المشروع حوالي 1200 عامل، وجرى استخدام نحو 140 ألف طن من الحديد والصلب، وإزالة ما يصل إلى 330 ألف حمولة شاحنة من الرمال والصخور ومليوني متر مكعب من الخرسانة والحديد.

وقال بيني غانتس الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع في حكومة الاحتلال إنه يضع جدارا حديديا بين حماس وسكان جنوب الأراضي المحتلة، وأن الحاجز، وهو مشروع تكنولوجي من الدرجة الأولى، يحرم حماس من القدرات التي حاولت تطويرها ويضع جدارا حديديا وأجهزة الاستشعار والخرسانة بينها وبين مستوطني الجنوب".

وأُعلن عن المشروع في عام 2016، وقالت تل أبيب وقتها إنه يهدف إلى التصدي للأنفاق التي استخدمتها "حماس" في حرب غزة عام 2014.

ويمتد الجدار إلى البحر من أجل ضمان عدم حفر المقاومة في القطاع أنفاق تحت الماء.

وقالت وزارة الدفاع حينها إن "السياج الذكي" يضم مئات الكاميرات والرادارات وأجهزة الاستشعار، ويتكون من جدار خرساني مقوى تحت الأرض مرصع بأجهزة استشعار للكشف عن الأنفاق، وسياج فولاذي بارتفاع ستة أمتار، وشبكة من الرادارات وأجهزة استشعار المراقبة الأخرى، وأسلحة يتم التحكم فيها عن بعد.

ومن الجانب المحتل، أُنشأت أبراج مراقبة وكثبان رملية لرصد التهديدات وإبطاء المتسللين.

لكن في يوم السبت السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كانت المفاجأة للاحتلال عندما تمكن المقاومون من اختراق الجدار، بل وتفتيته من 29 نقطة بأبسط الإمكانيات وفتحوا فيه ثغرات وعبروا سيرا على الأقدام وبواسطة دراجات نارية ومركبات.

وما زالت قيادات تل أبيب تقف حائرة من أمرها لمعرفة كيفية اختراق الجدار، وفتحت تحقيقا لم تنشر تفاصيله بعد، فيما قال مسؤولون في مرات عدة إن الاختراق جرى بترتيب مسبق في إشارة إلى وجود من أتاح للمقاومة بعبور الجدار.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: الحرب في غزة غزة حركة المقاومة الاسلامية حماس المقاومة

إقرأ أيضاً:

تحويل الضفة الغربية إلى غزة.. أزمة متفاقمة في الأراضي الفلسطينية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق نيويورك تايمز: الوضع فى الضفة الغربية سابقة خطيرة للمستقبل ويُقوّض أسس آمال الفلسطينيين والإسرائيليين فى السلام  الاحتلال يشرد العائلاتٍ وينشر القتل والدمار ويخلف أطفالًا مُحطّمى المستقبل وشعورًا مُتصاعدًا باليأس

 

الكاتب نيكولاس كريستوف

 

 

يُسلّط الكاتب نيكولاس كريستوف من طولكرم الضوء على واقع العمليات العسكرية الإسرائيلية فى قلب الضفة الغربية، حيث اكتسب مخيم طولكرم للاجئين لقب "غزة الصغيرة" وتعكس هذه المنطقة التى مزقتها المعارك دمار غزة، بمبانيها المهدمة وطرقها الممزقة ونزوحها الواسع.

ويصف كريستوف كيف أن استخدام إسرائيل المتزايد للتكتيكات العسكرية - كالغارات الجوية والدبابات والتدمير الشامل - بدأ يُحوّل الضفة الغربية إلى "غزة"، مُشرّدًا نحو ٤٠ ألف فلسطينى منذ يناير/كانون الثاني. ووفقًا لمنظمات حقوق الإنسان مثل بتسيلم، فقد أدت هذه الاستراتيجية إلى ما يُطلق عليه الكثيرون "غزة" الضفة الغربية، مُخلّفةً عائلاتٍ مُشرّدة، وأطفالًا مُحطّمى المستقبل، وشعورًا مُتصاعدًا باليأس. والعنصر الأكثر مأساوية فى هذا التصعيد هو عدد الضحايا المدنيين. ومن بين هؤلاء الضحايا سندس شلبي، وهى امرأة حامل تبلغ من العمر ٢٣ عامًا، قُتلت على يد القوات الإسرائيلية أثناء حملها بطفلها الأول. يُعدّ موتها واحدًا من بين العديد من الوفيات التى تُبرز تكلفة التكتيكات العسكرية الإسرائيلية فى المنطقة. فرغم أن هذه الإجراءات ربما تكون قد خفّفت مؤقتًا من النشاط العسكري، إلا أن التكلفة فى الأرواح والنسيج الاجتماعى لا تُحصى.

كما أصبح أطفالٌ مثل محمد عبد الجليل، البالغ من العمر ١٢ عامًا، رموزًا مأساوية لهذا الصراع المستمر حيث هدمت القوات الإسرائيلية منزل محمد، وأُغلقت مدرسته بسبب استمرار احتلاله المخيم. وتحدث محمد بجرأةٍ مُقلقة عن رغبته فى أن يكبر ليصبح مقاتلًا فى صفوف حماس، موضحًا أنه يتمنى "الاستشهاد". يُعد رده مؤشرًا مؤلمًا على البراءة المفقودة والأحلام المحطمة التى تُخلفها الحرب.

من جانبه لخّص فيصل سلامة، المسئول المحلى فى السلطة الفلسطينية، حلقة العنف المأساوية قائلًا: "لماذا لا يُحب هؤلاء الأطفال الحياة؟ لأنهم طُردوا من منازلهم ومدارسهم وفقدوا كل حياة طبيعية". بالنسبة لهؤلاء الأطفال، قد يبدو الاستشهاد هو الخلاص الوحيد من حياةٍ مليئةٍ بالمعاناة.

مسار تدميري 

مع إحكام الجيش الإسرائيلى قبضته على مخيمات اللاجئين، يُبرر أفعاله بزعم الحاجة إلى القضاء على الإرهاب. وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الهجمات العسكرية بأنها ضرورية لتطهير المنطقة من "الإرهابيين". ومع ذلك، وكما يشير كريستوف، فإن التكلفة البشرية لهذه الاستراتيجية باهظة. فالمدنيون الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال، يقعون فى مرمى النيران. فتوحد سهى معين، وهى أم فى منتصف العمر، فقدت منزلها على يد القوات الإسرائيلية، وهى الآن تنام مع أطفالها فى مقبرة. بالنسبة للكثيرين، هذا هو واقعهم اليومى - يُجبرون على ترك منازلهم دون مأوى.

أشار وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، إلى أن الجيش سيبقى فى هذه المخيمات للاجئين طوال العام، مانعًا السكان من العودة فى محاولة لقمع ما يعتبره إرهابًا متزايدًا. لكن هذه الاستراتيجية، وفقًا لكريستوف، قد تُعمّق دائرة العنف، وتزيد من الاستياء والغضب بين السكان الفلسطينيين.

دور حماس والسلطة الفلسطينية

يزداد الوضع فى الضفة الغربية تعقيدًا بسبب دور السلطة الفلسطينية، التى شنّت حملتها الخاصة على المسلحين فى هذه المخيمات. ومع ذلك، ينظر كثير من الفلسطينيين إلى السلطة الفلسطينية على أنها عاجزة وفاسدة، مما يزيد الوضع تقلبًا. ورغم جهود السلطة الفلسطينية للظهور كشريك موثوق لإسرائيل والولايات المتحدة، فإن تزايد فقدان شعبية السلطة بين الفلسطينيين لا يزيد الوضع إلا تأجيجًا. وقد أدى ذلك إلى تحول فى المشاعر: إذ تشير استطلاعات الرأى إلى أن حماس، وهى جماعة مسلحة، تحظى الآن بشعبية أكبر فى الضفة الغربية، لا سيما وأنها ترمز إلى مقاومة إسرائيل.

وبدلًا من القضاء على حماس، قد تُغذى العمليات العسكرية الإسرائيلية، عن غير قصد، الظروف التى تُغذى نموها. ويؤكد كريستوف أن الهجوم العسكرى على الضفة الغربية قد يُعزز عزيمة جماعات مثل حماس، التى تزدهر على مقاومة العدوان الإسرائيلي.

الضم

هناك سؤالٌ مُلحّ حول ما إذا كانت إسرائيل ستمضى قدمًا فى ضم الضفة الغربية، وهى خطوةٌ يدعمها بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة. فنجد ان رئيس الوزراء السابق إيهود باراك حذر من أن الضم الكامل ستكون له عواقب وخيمة على هوية إسرائيل كدولة يهودية. فإذا تم دمج الفلسطينيين بالكامل دون منحهم حقوق التصويت أو ملكية الأراضي، فلن يعود بإمكان إسرائيل ادعاء أنها دولة ديمقراطية. وحذّر باراك من أن هذا من شأنه إما أن يُحوّل إسرائيل إلى دولة غير يهودية أو أن يُقوّض أسسها الديمقراطية.

وتشير استطلاعات الرأى إلى أن العديد من الفلسطينيين فى الضفة الغربية يشعرون وكأنهم يعيشون بالفعل فى ظل شكل من أشكال الضم الفعلي. قد يكونون أقل قلقًا بشأن التسمية الرسمية للضم وأكثر تركيزًا على بقائهم اليومى فى بيئةٍ معاديةٍ بشكل متزايد.

المنظورات الدولية ودور الولايات المتحدة

يُسلّط كريستوف الضوء على البعد الدولى للقضية، مُشيرًا إلى دور الولايات المتحدة فى تمكين الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية. فى ظل إدارة ترامب، أضعفت الولايات المتحدة موقفها من المستوطنات وغيرها من الإجراءات التى تُفاقم التوترات بين إسرائيل وفلسطين. وبينما كانت الإدارات الأمريكية السابقة بمثابة كبح لليمين الإسرائيلي، كانت الحكومة الأمريكية الحالية أقل ميلًا للتدخل، مما زاد من جرأة الإجراءات الإسرائيلية فى الضفة الغربية.

وقد أدى هذا الدعم إلى استمرار حلقة القمع فى الضفة الغربية، مع بروز أمل ضئيل فى تحقيق السلام. وكما يحذر كريستوف، فإن هذا الوضع قد يكون مدمرًا لإسرائيل كما هو الحال للفلسطينيين، مما يهدد المبادئ التى قامت عليها دولة إسرائيل.

سابقة خطيرة للمستقبل

وعلى الرغم من أن العنف فى الضفة الغربية يحظى باهتمام دولى أقل من الصراع فى غزة، إلا أنه يُمثل أزمة متنامية قد تكون لها آثار دائمة على المنطقة. ويجادل كريستوف بأن استراتيجية إسرائيل الحالية المتمثلة فى الهجمات العسكرية والتهجير لن تحقق سلامًا دائمًا، بل ستواصل تأجيج العنف وعدم الاستقرار. يُهدد التدمير المستمر لمنازل الفلسطينيين ومجتمعاتهم فى الضفة الغربية بتقويض آفاق حل الدولتين، وقد يؤدى إلى مزيد من التطرف بين الشباب الفلسطيني.

وكما يُشير كريستوف، يُمثل الوضع فى الضفة الغربية سابقةً خطيرةً للمستقبل، قد تُقوّض أسس آمال الفلسطينيين والإسرائيليين فى السلام. 

مقالات مشابهة

  • محكمة العدل الدولية تبدأ قريباً جلسات حول “التزامات إسرائيل” في الأراضي الفلسطينية
  • محافظ القليوبية يضع خطة لاستغلال الأراضي غير المستغلة بالقناطر الخيرية
  • هيئة مقاومة الجدار الفلسطينية تدعم صمود تجمع الرأس الأحمر في الأغوار بالخيام ومولد كهرباء
  • قوات العدو تصعد من عمليات هدم المنازل الفلسطينية وتجريف الأراضي في الضفة الغربية المحتلة
  • إضراب شامل يعم القدس ومختلف مدن الضفة المحتلة تنديداً بحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني
  • الإضراب الشامل يعم الأراضي الفلسطينية
  • تحويل الضفة الغربية إلى غزة.. أزمة متفاقمة في الأراضي الفلسطينية
  • «الإفتاء» ترد على دعوات الجهاد المسلح في الأراضي الفلسطينية
  • إضراب شامل في الأراضي الفلسطينية تنديدا بالعدوان الإسرائيلي
  • ذعر في الطرق.. صواريخ حماس تصيب 3 بإسرائيل بعد قصف عسقلان المحتلة