إنتروبي.. ذكاء اصطناعي يكشف حقائب الماركات المزيفة
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
هل تساءلت عما إذا كانت حقيبة شانيل التي اشتريتها من بائع قديم أصلية أم لا؟ ربما يمكنك الآن معرفة ذلك على وجه اليقين بفضل الذكاء الاصطناعي.
إنتروبي (Entrupy) هي خدمة تكنولوجية تستخدم الذكاء الاصطناعي للتحقق من صحة حقائب اليد والأحذية الرياضية المصممة في سوق المنتجات المستعملة لضمان حصول الزبائن على منتجات أصلية.
تقول الشركة التي تأسست عام 2012 إن تقنيتها للذكاء الاصطناعي استخدمها مئات من بائعي التجزئة اعتبارا من ديسمبر/كانون الأول 2020، وفقًا لموقعها على الإنترنت. وترجح أن يستمر الاهتمام بأداة الذكاء الاصطناعي في النمو مع سعي الشركات للاستفادة من هذه الثورة في التكنولوجيا.
والأداة متاحة حاليا فقط لموزعي السلع الفاخرة، وتدّعي إنتروبي أن أداتها يمكنها المصادقة على نوعية المنتجات من العلامات التجارية الفاخرة مثل بالينسياغا وبربيري وغوتشي ولويس فيتون.
وتأمل الشرك أن يساعد استخدام الذكاء الاصطناعي موزعي المنتجات الفاخرة لبناء الثقة مع عملائهم الذين قد يشعرون بالقلق من شراء منتجات غير حقيقية.
وقال فيديوث سيرفاسان المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة إنتروبي، لمجلة إلّي (Elle) في مقابلة أجريت معه مؤخرا "الهدف الأساسي من القيام بذلك هو منح العميل الثقة"، وأضاف أنه "بهذه الأداة يصبح المستهلك على يقين من أن هناك شخصا آخر غير البائع يقول عن القطعة إنها أصلية، وهذا الطرف الثالث ليس له مصلحة في الصفقة ليصدق عليها".
ويأتي الاهتمام بخدمات إنتروبي للذكاء الاصطناعي عندما أعلنت تيك توك في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن شراكتها مع إنتروبي لتحديد المنتجات المزيفة الموجودة على منصة التجارة الإلكترونية الجديدة تك توك شوب. وتأتي هذه الشراكة في الوقت الذي اجتاحت فيه أدوات الذكاء الاصطناعي الإبداعية مثل تشات جي بي تي من أوبن إيه آي العالم.
كيف يستخدم الموزوعون الأداة الجديدةولاستخدام أداة المصادقة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يُطلب من الموزعين إدخال هواتفهم الذكية في جهاز يحتوي على عدسة مجهرية تدّعي الشركة أنها يمكنها تكبير كاميرا الهاتف لالتقاط صور محببة لميزات مثل نوع المواد المصممة للمنتج، ثم يقوم الموزعون بالتقاط صور للمنتج من كل زاوية ممكنة عن طريق هواتفهم الذكية.
وبعد ذلك تحال الصور إلى قاعدة بيانات تضم ملايين الصور من المخزون الأصلي باستخدام خوارزمية الذكاء الاصطناعي. وفي غضون دقائق يمكن لشركة إنتروبي إصدار حكم بشأن ما إذا كان المنتج حقيقيا أم لا، وهو ما تدّعي أنه يتمتع بمعدل دقة يصل إلى 99.1٪، وفقًا لموقعها على الويب. وتقوم الشركة بإنشاء شهادة رسمية يمكن لتجار التجزئة عرضها إذا كان المنتج أصليا.
ومع ذلك، فإن المنتج ليس مثاليا، فقد أخبر الرئيس التنفيذي لشركة إنتوربي مجلة إلّي أنه للآن لا يمكن للأداة التحقق من جميع المنتجات، فهي تتحقق فقط من العلامات التجارية الكبرى لأنها بحسب سيرفاسان الأكثر عرضة للاحتيال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
صراع الذكاء الاصطناعي بين الصين وأمريكا من يفوز؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يحتم الصراع العالمي في الميدان التكنولوجي، ولا سيما بين الولايات المتحدة الأميركية والصين اللتين تخوضان صراع التفوق التقني، صراع بدا أشبه بحرب باردة، ثم ما لبث أن تحول لمعركة واضحة المعالم.
ففي ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأولى، فرضت واشنطن قيودًا على شركتي الاتصالات "زي تي إي" و"هواوي". حافظ خلفه جو بايدن على العديد من سياسات ترمب تجاه الصين وطرح سياسات جديدة، بما في ذلك بدء ضوابط تصدير واسعة النطاق في أواخر عام 2022 على أشباه الموصلات ومعدات أشباه الموصلات المتقدمة.
ويبدو أن ترمب في ولايته الثانية يمضي قدمًا باتجاه مماثل. ففي تصريحاته التي أعقبت مكالمته الأولى مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، أقرّ ترمب أنهما تطرقا إلى حل العديد من القضايا، وفي مقدمتها تحقيق التوازن التجاري ومصير تطبيق "تيك توك" داخل الولايات المتحدة.
ورغم سريان قانون يقضي بأن يبيع المالك الصيني "بايت دانس" التطبيق، وإلا سيتم حظره في الولايات المتحدة استنادًا إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي، استأنف "تيك توك" خدماته في الولايات المتحدة بعد تأكيدات ترمب بأن الشركة وشركاءها لن يواجهوا غرامات باهظة إذا استمر تشغيل التطبيق.
"ديب سيك" جرس إنذار
لكن الحرب التكنولوجية تتخذ شكلًا أكثر ضراوة في مجال الذكاء الاصطناعي. ففي تطور مفاجئ قلب سوق الذكاء الاصطناعي رأسًا على عقب، طوّرت شركة "ديب سيك" وهي شركة ناشئة مقرها الصين، نموذج لغة كبير مفتوح المصدر، مدعية أن الأمر استغرق شهرين وكلّف أقل من 6 ملايين دولار.
10 أسباب تدعو للقلق.. هل صُمّم الذكاء الاصطناعي ليبقى عندما نرحل؟
ففي 10 يناير الماضي، أصدرت شركة "ديب سيك"، تطبيقها، وأطلقته على متجر تطبيقات أبل بالولايات المتحدة، لتقدّم تجربة تعتمد على نموذجها المتطور "ديب سيك V3" كبديل مجاني للتطبيقات المماثلة المدفوعة مثل "تشات جي بي تي" الذي طوّرته شركة "أوبن آي أي" الأميركية.
وبعد أيام قليلة أصبح التطبيق المجاني الأكثر تحميلًا في سوق التطبيقات التابع لشركة "أبل" في الولايات المتحدة، ليحل مكان "تشات جي بي تي". كما تسبّب بخسائر باهظة لسهم شركة "إنفيديا"، الأكبر بالعالم بهذا القطاع التكنولوجي بالولايات المتحدة، بحوالي 560 مليار دولار من قيمتها السوقية.
وقد اعتبر ترمب، أن نموذج "ديب سيك" هو بمثابة "جرس إنذار" للشركات الأميركية، داعيًا الصناع إلى "التركيز الحاد على المنافسة للفوز".
استراتيجية الصين لتطوير الذكاء الصناعي
ما تحققه الصين ليس وليد صدفة بل نتاج استراتيجية واضحة. فقد تضمنت خطة تطوير الجيل القادم للذكاء الاصطناعي التي وضعتها في عام 2017 تفاصيل استراتيجية من ثلاث مراحل لتطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الدولة، بحسب ورقة صادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
أصبح "ديب سيك" التطبيق المجاني الأكثر تحميلًا في سوق التطبيقات التابع لشركة "أبل" في الولايات المتحدة- غيتي
الحكومة الصينية أصدرت أيضًا مبادئ توجيهية مثل "تسريع ابتكار السيناريوهات لتعزيز التطبيقات عالية المستوى للذكاء الاصطناعي من أجل تنمية اقتصادية عالية الجودة" في عام 2022 والتي تؤكد على تكامل تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات لتسهيل نمو الاقتصاد المستدام، بحسب ورقة بحثية لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.
كما تم تقديم "المبادئ التوجيهية لبناء نظام توحيد شامل لصناعة الذكاء الاصطناعي الوطنية" في عام 2024. وتهدف هذه المبادئ التوجيهية إلى تعزيز نظام توحيد الذكاء الاصطناعي من خلال إنشاء أكثر من 50 معيارًا وطنيًا وصناعيًا جديدًا، بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي.
صناعة الذكاء الصناعي في الصين
ووفقًا للمنتدى، تضع الصين نفسها كقائد عالمي مجال الذكاء الاصطناعي. وتتجاوز صناعة الذكاء الاصطناعي في الصين 70 مليار دولار، وقد قامت بتنمية أكثر من 4300 شركة ساهمت في سلسلة مستمرة من الإنجازات.
ومن جانبها، تنظر الشركات إلى الذكاء الاصطناعي على أنه فرصة كبيرة لنمو الإيرادات. فبين عامي 2018 و2021، تضاعفت حصة إيرادات الشركات التي تأثرت بالذكاء الاصطناعي في الصين. وكان من المتوقع أن تزيد هذه الحصة إلى ثلاثة أضعاف أرقام عام 2018 تقريبا في 2024. كما ترى 90% من الشركات الصينية أن الذكاء الاصطناعي التوليدي ضروري لنموها.
ما تحققه الصين ليس وليد صدفة بل نتاج استراتيجية واضحة، فقد تضمنت خطة تطوير الجيل القادم للذكاء الاصطناعي التي وضعتها في عام 2017 تفاصيل استراتيجية من ثلاث مراحل، بحسب ورقة صادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي
وتهدف الصين لكي تصبح مركز الابتكار الرئيسي للتكنولوجيا من خلال توسيع صناعة الذكاء الاصطناعي الأساسية إلى أكثر من 140 مليار دولار بحلول عام 2030، وتعزيز قيمة القطاعات ذات الصلة إلى 1.4 تريليون دولار خلال الفترة نفسها.
ويتجسد واقع صناعة الذكاء الصناعي في الصين بالآتي:
اعتبارًا من يونيو/ حزيران 2024 تستحوذ الصين على 26% من إجمالي الحوسبة في العالم؛
يبلع معدل النمو السنوي المركب للبيانان في الصين 26%؛
سجل 188 نموذج أساسي (نماذج ذكاء اصطناعي ضخمة مُدرَّبة على كميات هائلة من البيانات) على المستوى الوطني بحلول أغسطس/ آب 2024؛
بلغت الزيادة السنوية في العدد الإجمالي لمراكز البيانات الخضراء الوطنية في الصين في عام 2023 ما نسبته 22%؛
يتواجد 47% من أفضل باحثي الذكاء الاصطناعي في العالم في الصين.
وقد عكس إعلان شانغهاي، الذي تم تبنيه خلال المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي الذي عقد في شانغهاي في يوليو 2024، التزام الصين بتعزيز الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وتعزيز التعاون وتعزيز التنمية الشاملة.