نشرت منصة "بلينكس" الإماراتيّة تقريراً تحت عنوان: "حلم هاجر وآية.. من التمريض بلبنان إلى البيزنس الخاص"، وجاء فيه:    في لبنان، قصص نجاح الشابات والشباب كثيرة وعديدة على الرغم من عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي. ممرضتان قررتا كسرَ حواجز كثيرة في المجتمع لتأسيس العمل الخاص بهما، وتحدي الصعوبات كافة.

هاجر وآية.

. شابتان تعملان في مجال التمريض، لكن كل واحدة منهما اختارت تحقيق "الحلم الخاص" بها إلى جانب المهنة الأساسية التي تعدّ عنواناً للإنسانية. فما هي قصة هاجر وآية؟ وماذا فعلتا؟ وكيف دفعت الأزمة الاقتصادية في البلاد بهما إلى تأسيس مشروعهما الخاص إلى جانب العمل في التمريض؟

"أنا سيدة نفسي"

هاجر، البالغة من العمر 22 عاماً، أرادت تحقيق شغفها في مجالٍ تعتبره ناشطاً في أوساط الشابات. إلى جانب عملها في التمريض، اختارت الشابة العشرينية أنّ تؤسس عملاً أساسه تجميليّ ويرتكز على استحداث ثقوب تجميلية أو ما يُعرف بـ"بيرسينغ" للفتيات والشابات.

في حديثٍ عبر "بلينكس"، تلفت هاجر إلى أنَّ هذا العمل رائج اليوم كما أن لديها اطلاعا واسعا على تفاصيله، تضيف: "أردت أن أخوض غمار هذه التجربة كوني أثق بقدراتي في هذا المجال، كما أردتُ أن أكون سيدة نفسي. حقاً، أنا كذلك، أعمل من أجل تحقيق ذاتي، سواء في التمريض أو في مجال البيرسينغ، وأقول دائماً إن هناك شغفاً يجب تحقيقه يوماً ما".

صعوبات اقتصاديّة

بالنسبة إلى هاجر، فإنّ الصعوبات الاقتصادية كثيرة جداً بسبب الأزمة، لكنها اعتبرت أن هذا الأمر لا يعني الإحباط، وتقول "صحيح أن الرواتب ليست جيدة، كما أن أوضاع البلاد ليست مستقرة، ولكن ما يجب فعله هو التحرك والإقدام على مبادرة ما".

وتُكمل: "راتبي في مجال التمريض لا يتجاوز الـ200 دولار شهرياً. المبلغ هذا لا يكفي لتأسيس شيء ما للحياة وللمستقبل. الاحتياجات المعيشية البسيطة تحتاج إلى 3 أضعاف راتبي بالحد الأدنى، فكيف يمكننا الاستمرار؟".

تقول: "أنا شابة وأريد أن أعمل من أجل ذاتي وجمع المال والادخار، كي أحقق ذاتي وما أريده، ولا أنتظر أحداً. لديّ قدرات معينة وعليّ الاستفادة منها في مجال العمل. ما أقوم به على صعيد استحداث البيرسينغ هو عمل يمكن تقاضي ثمنه بالعملة الصعبة، أي بالدولار، وأقوم بتوسيع نشاطي تدريجياً ولن أتراجع أبداً عن تحقيق ما أريد".

"مطبخ خاص"

من هاجر إلى آية تنتقل الحكاية ذاتها.. شابة عمرها 24 عاماً تعمل أيضاً في مجال التمريض، وقررت خوض تجربة تحبها جداً منذ صغرها، وهي إنشاء مطبخها الخاص وبيع المأكولات للعامّة.

تقول آية لـ"بلينكس"، إنّ شغفها بإعداد الطعام كان كبيراً، وتضيف: "منذ سنوات وأنا أقوم بالطهي في المنزل، وأرى أن قدراتي في هذا المجال جيدة جداً. عائلتي تشجعني على ذلك، وأنا أحب إعداد مختلف المأكولات، خصوصاً أنني أرى في ذلك متعة لا تُوصف".

آية تلفت إلى أنَّها تعمل في منزلها على إعداد الطعام حينما تكون في إجازة من عملها في التمريض، وتقول: "أستغل جميع الأوقات من أجل تنمية قدراتي وتحقيق ذاتي. بدلاً من الانصراف إلى أمورٍ لا طائل منها، أسعى للاستفادة من أوقاتي لتطوير مهنة أحبها".

خطوة بدأت من "واتساب"

آية، التي بدأت حالياً الدراسات العليا في مجال التمريض بالجامعة اللبنانية، تروي لبلينكس كيف اختارت تأسيس مطبخها الخاص الذي من خلاله تحضّر التوابل الخاصة بالدواجن على أنواعها.

تقول: "البداية كانت من تطبيق واتساب. لدينا مجموعة أنا وصديقاتي اللواتي يعملن على أشغال يدوية. وفي أحد النقاشات، تم تشجيعي على فتح مطبخ خاص داخل المنزل لإعداد الطعام والمأكولات. حينها، درست الأمر، وتوصلت إلى أن أعد التوابل على طريقتي، وبيعها جاهزة للزبائن على الطلب".

وتُكمل: "التحدي كان كبيراً جداً، لكنني أردت خوضه تدريجياً، وما أسعى إليه هو توسيع نشاطي مع الوقت كي أصل إلى تحقيق ما أريده. حُلمي أن أصبح طاهية شهيرة، وأن أكون معروفة وأقدم وصفاتي للعامة، وهذا الأمر سأعمل عليه بجهدٍ كبير مهما كانت الظروف والمصاعب".

مواقع التواصل.. أساس الانطلاقة

ليست مهنة التمريض وحدها هي التي تجمع آية وهاجر، فمواقع التواصل الاجتماعي لعبت دوراً مهماً بالنسبة لهما.

بالنسبة إلى آية، فإنّ استخدامها منصات مختلفة مثل "فيسبوك" و"إنستغرام" و"تيك توك"، يعد مقدمة أساسية لها للوصول إلى أكبر عدد من الناس، وتقول: "كي أنجح يجب أن أستفيد من تلك الوسائط، فالناس يتابعون كل شيء عبرها، ولهذا السبب أردت استغلال ما أمتلك من أدوات لتطوير عملي الخاص".

على صعيد هاجر، فإنّ الترويج لأعمالها عبر خاصية "الستوري" على "واتساب" يعدُّ أساسياً بالنسبة لها، كما أنها تبادر أيضاً إلى استخدام وسائط أخرى مثل "فيسبوك".

وعن هذا الأمر، تقول هاجر: "كثيرون يعتبرون فيسبوك للتسلية، لكنني أردته أن يكون عنواناً للعمل والاستفادة منه لبناء المستقبل. هكذا بإمكاننا بناء ذاتنا، وهكذا نستطيع طبع اسمنا في المجتمع رغم كل شيء". (بلينكس - Blinx)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی مجال التمریض فی التمریض

إقرأ أيضاً:

المفتي: الشريعة الإسلامية سبقت كل الشرائع في تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة

قال الدكتور نظير محمد عيّاد مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في بداية كلمته في "جلسة العلماء" على هامش مشاركته في أعمال المؤتمر العالمي: "تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة: التحديات والفرص"، الذي ينعقد في العاصمة الباكستانية "إسلام أباد" في المدة من 11 إلى 12 يناير 2025م، إن هذا المؤتمر يُعدُّ جزءًا من النضال الفكري المتجدد نحو تحرير المرأة المسلمة من الأفكار والمفاهيم المغلوطة التي تثار حولها، ويُعدُّ كذلك امتدادًا طبيعيا لحركة التجديد الفقهي والفكري التي ابتدأها شيوخنا وعلماؤنا في العصر الحديث، وحمل لواءها وناضلت من أجلها المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية بجمهورية مصر العربية.

مفتي الجمهورية يكشف فضل شهر رجب وأعماله المستحبة.. فيديو

وأكد مفتي الجمهورية، في كلمته أن الشريعة الإسلامية قد سبقت كل الشرائع في تحقيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة، إلا في بعض الأمور اليسيرة التي تتناسب وطبيعة الرجال فقط؛ فقد أعلن الإسلام حريتها واستقلاليتها يوم كانت في حضيض الانحطاط في الجاهلية، ومنحها حقوقها الإنسانية بشكل كامل غير منقوص، وقرر لها كفاءةً شرعيةً لا تنقص عن كفاءة الرجل في جميع الأحوال المدنية.

الإسلام قد نظر إلى الرجل والمرأة بعين المساواة الحقيقية وليست الشكلية أو الصورية

وتابع: إن الإسلام قد نظر إلى الرجل والمرأة بعين المساواة الحقيقية وليست الشكلية أو الصورية، وهذه المساواة تعود بالمجتمع إلى الفطرة السليمة التي فطر الخالق عز وجل الخلق عليها، وقد أجمل الإسلام هذه المساواة في قوله تعالى: ﴿ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف﴾ [البقرة: 228]، وإن أي فكر أو طرح ينتقص من هذه المساواة أو يختزلها في شكل صوري هو فكر دخيل على الإسلام، والإسلام منه براء مهما كان المتحدث به أو المقرر له.

وأكد أن الإسلام عندما حث المسلمين على طلب العلم والتعلم، لم يوجه حديثه نحو الرجال دون النساء، ولم يفضل بشكل صريح أو ضمني الرجال على النساء درجةً في هذا الباب، بل كان توجيه الإسلام للرجال والنساء على السواء في ضرورة التعلم والاستزادة في العلم والمعرفة.

وأشار المفتي إلى أن الفهم المغلوط حول مسألة تعليم المرأة قد ظهر بسببين رئيسين:
الأول: مدى تأثير العادات والتقاليد والأعراف المجتمعية في الاجتهاد نحو استنباط بعض الأحكام الشرعية الخاصة بالمرأة، ثم تداول هذه الأقوال وتلك الاجتهادات من قبل بعض المقلدين والجامدين، وهؤلاء لم ينظروا بعمق أو وعي إلى أن هذه الاجتهادات كانت مبنيةً على واقع قد تغير، واستجابةً لمصالح قد تبدلت، ومواءمةً لأحوال أسرية ومجتمعية قد تجاوزها التطور منذ قرون، مع تجاهل وجوب تغير الفتوى واختلافها بحسب تغير الأزمنة والأمكنة والأحوال والنيات والعوائد.
وأكد أن هذا الجمود، وتلك التقاليد البالية التي وضعها الناس ولم يضعها رب الناس، قد انحدرت بالوضع الثقافي والاجتماعي للمرأة، وهبطت بمستوى التربية، وعمقت عملية التجهيل المتعمد للمرأة والانتقاص الشديد من حقوقها.
والسبب الثاني: تداول أحاديث ضعيفة واردة في حق المرأة، والاعتماد عليها في استنباط بعض الأحكام الشرعية، خاصةً فيما يتعلق بعلاقتها مع المجتمع ومدى تفاعلها فيه.

وأبدى تعجبه من هؤلاء الذين يعتمدون على هذه الأحاديث الضعيفة لإلغاء الآيات البينات المحكمات والسنن الثابتة الواضحات، مؤكدا أن هذه الأقوال مجرد كلام لا أصل له، بل هي أحاديث موضوعة تتعارض مع صريح القرآن الكريم والواقع التطبيقي للنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يكرم المرأة، ويحثها على التعلم والارتقاء.

ولفت فضيلته النظر إلى حقيقة جلية مؤكدة بالنصوص الشرعية، وهي أن الإسلام قد اعتبر المرأة طاقةً فكريةً، وثقافيةً، وإنسانيةً، وتربويةً، توجب علينا استكشاف ما فيها من جوانب الخير والإبداع، وإشراكها في صناعة الحضارة الإنسانية الرشيدة.
وقال فضيلته: إن الواقع التاريخي يثبت أن المرأة حينما تخلت عن التعليم، تخلفت الأمة بأسرها، فإن الأمهات الجاهلات ينتجن أبناءً جاهلين خاملين، في حين أن تعليم المرأة وتنويرها هو السبيل إلى نهضة المجتمع بأكمله. كما أثبت التاريخ أيضًا أن أي إصلاح يهمل حقوق المرأة ليس بإصلاح حقيقي، ولم يكتب له النجاح أو الاستدامة.
وتابع فضيلته: "لقد كانت المسلمات الأوائل مثالًا يحتذى به في التفاعل الإيجابي مع المجتمع: كن يصلين الصلوات الخمس في المسجد، من الفجر إلى العشاء. وكن يشاركن في معارك النصر والهزيمة. وكن يشهدن البيعات الكبرى. وكن يأمرن بالمعروف وينهين عن المنكر.
لقد كانت المرأة في الإسلام إنسانًا مكتمل الحقوق المادية والأدبية، ولم تكن يومًا نفايةً اجتماعيةً كما يفهم المتطرفون الجاهلون.
فهل يعقل أن يكون الفكر الديني مع تجهيل المرأة، والإلحاد مع تعليمها؟ أي عقل هذا؟
وهل يعقل أن نجعل المرأة رهينة الجهل والقهر، في عصر الذرة والفضاء والذكاء الاصطناعي؟
إن الإسلام يدعو إلى التحرر من القيود البالية، والتنوير بالعلم، والارتقاء بالعقل، وهذا ما يجب أن يكون نصب أعيننا جميعًا".

وفي ختام كلمته أكد فضيلة المفتي أننا نتطلع بكل جد وإخلاص إلى التعاون الجاد نحو تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تثار حول قضايا المرأة وإشكالياتها المعاصرة، ونجدد دعمنا الكامل لجميع الرؤى والمبادرات القيمة التي ستنبثق عن هذا المؤتمر الكريم، ساعين بإذن الله لتحقيق تطلعاتنا المشتركة في بناء مجتمع متكامل ينعم فيه الجميع بالعدل والمساواة.

مقالات مشابهة

  • المفتي: المقاصد الشرعية تهدف إلى تحقيق مصالح الإنسان
  • المفتي: الشريعة الإسلامية سبقت كل الشرائع في تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة
  • خوري: دور الإدارة المحلية ومكاتب تمكين المرأة مهم في تحقيق الاستقرار
  • اكتمال المشروع الحلم تزنيت الداخلة بافتتاح آخر مقطع طرقي
  • الدولار يتجه نحو تحقيق أطول سلسلة مكاسب أسبوعية له في أكثر من عام
  • قرقاش: تعزيز الدولة الوطنية خطوة نحو تحقيق تطلعات الشعب اللبناني
  • بريطانيا: تحقيق جديد بسبب الاعتداءات الجنسية لـ الفايد
  • قبل امتحانات نصف العام.. دعاء وآية يقضيان على النسيان
  • بالفيديو.. شاهد تفاعل الجمهور العريض مع الراقصة الحسناء “هاجر” لحظة توجهها نحوهم في حفل طمبور حاشد وساخرون: (زي ميسي لمن يجيب قون ويجري المدرجات)
  • تفسير حلم ولادة ذكر وعلاقته ببداية جديدة وتحقيق أمنيات