مؤيد الزعبي **

2023 كان عامًا مهمًا في مجال تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بشكل لافت، خصوصًا تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي؛ صحيح أن ChatGPT أُطلق في نهاية عام 2022 وجلب معه ثورة من الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلّا أن الأمر تبلور بشكل أوضح في 2023، وبدأنا نشاهد تطبيقات لتوليد الصور والفيديو والصوت وتأليف الموسيقى والرسومات البيانية.

ومع كل هذا التطور، إلّا أنني أجد أن الذكاء الاصطناعي لم يُكشِّر عن أنيابه حتى الآن، ولذلك دعني أُخبرك- عزيزي القارئ- ما الذي سيحدث في عام 2024، وما التطورات التكنولوجية التي سنشهدها في العام المقبل.

من أهم التطورات التي سنشهدها في العام المقبل أن يصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي قادرًا على أتمتة حياتنا اليومية؛ سواء الشخصية أو العملية، فبدلًا من قضاء وقت طويل في مراجعة حسابات معينة أو حتى تنظيم وقتك ومواعيدك أو حجوزاتك وسفراتك واجتماعاتك أو إضاعة وقتك في تلخيص كتاب أو محاضر اجتماع أو حتى إعدادها وكتابتها، فإن الذكاء الاصطناعي خلال عام 2024 سيصبح قادرًا على الدخول بعمق لمجالات حياتنا اليومية بشكل لافت ومُتقن. وبنهاية 2024 أعدك أنه سيكون مساعدك الشخصي حاضرًا ذكيًا متفهمًا متطورًا وجاهزًا 24 ساعة لخدمتك! وسيتوفر بشكل موسع خدمات وحزم للمصممين وصناع المحتوى والموسيقيين والفنانين ولرجال الأعمال لتسهيل أعمالهم أو أتمتتها، وأرجو أن لا تعتبر وعدي لك- عزيزي القارئ- وعدًا شخصيًا، إنما فقط أراهن على تطور الذكاء الاصطناعي بناءً على ما تقارير ودراسات واستنتاجات تُشير إلى ذلك.

وبما أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيصل في عام 2024 لمستويات مُتفوِّقة وقدرات خارقة، أجدُ أنه في عام 2024 سيفهم الناس ما هو الذكاء الاصطناعي التوليدي، وكيف سيُغيِّر حياتنا وتتغير معه الكثير من المفاهيم الحياتية أو العملية. فعندما نجده حاضرًا في محركات البحث وفي أنظمة العمل الداخلية ونجده متواجدًا في حياتنا بشكل يومي يساعدنا يسهل أعمالنا يقترح علينا أفكارًا أو يفتح لنا نوافذ من الإبداع أو حتى يوفر لنا وقتنا وجهدنا وأموالنا ويتيح لنا خيارات للكسب والعيش لم نكن ندركها أو نتعقلها، حينئذٍ سيكون فهمنا لهذا التطور أكبر وأوسع. وفي هذه النقطة أراهنُ على ذكائك- عزيزي القارئ- وقدرتك على توظيف هذا التطور؛ بما يخدم أعمالك وحياتك وأرجوك لا تخذلني وابدأ في تطوير مهاراتك لما هو قادم.

من بين أهم الأشياء التي سنجد تطورًا كبيرًا في تقنياتها في عام 2024، كل ما يتعلق بعوالم "الميتافيرس" والواقع الافتراضي؛ فمع تطور تقنيات الرسومات واستخدام الحواسيب الفائقة ودخول أدوات متطورة للواقع الافتراضي مثل: النظارات وغيرها من الأدوات لمستويات عالية من التقنية في البرمجة والتصنيع، فإنَّنا سنقترب أكثر من دمج الواقع الحقيقي بالواقع الافتراضي، بطريقةٍ تتيح لنا فعليًا استخدام هذه التقنية في مجالات متعددة؛ سواءً التعليمية أو السياحية أو حتى تأسيس لعوالم رقمية سنكتشف دهاليزها في قادم السنوات.

تُشير الأبحاث إلى أن واحدةً من كل شركتين كانت ضحيّةً لهجوم إلكتروني ناجح في السنوات الثلاث الماضية، ومن المتوقع أن تزيد تكلفة هذه الهجمات على الصناعة إلى أكثر من 10 تريليونات دولار بحلول نهاية عام 2024.

ومع كل التهديدات وتزايد تكلفتها وخسائرها، فسيكون عام 2024 عام استكشاف قدراتنا في التعامل مع هذه الهجمات، وقدرتنا على صدها بطرق أكثر ذكاءً، ولهذا أجدُ أننا سنشهد تطورًا كبيرًا في حلول الحماية من الهجمات السيبرانية باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي نفسها؛ لتكون هي درعنا الحامي. كما إن عام 2024 سيؤسس لمرحلة مقبلة في استخدام الحواسيب الكمومية في عمليات الحماية من الهجمات الإلكترونية، ولهذا ستنتشر خدمات الحماية وستصبح متداولة بشكل موسع في قادم الوقت، وسيزيد الطلب على المتخصصين في الأمن السيبراني والمبرمجين القادرين على حماية بيانات الشركات والحكومات وحتى الأفراد أنفسهم.

وبما أننا تطرقنا للحواسيب الكمومية، فإن عام 2024 سيشهد تطورًا كبيرًا في كيفية استخدام الحواسيب الكمومية في تسريع استكشافاتنا وتحقيق طموحاتنا؛ سواء في استخدامها في اكتشاف الأدوية وتسلسل الجينوم للفيروسات والأوبئة، وتطوير أنظمة التشفير، واستخدامها في مجال الأرصاد الجوية وتنبؤات الطقس وحتى الكوارث وكميات الأمطار، واستخدامها بشكل موسع في علوم الكيمياء وخواص المواد وتركيباتها وتفاعلاتها، وأيضًا استخدامها في تحسين الأنظمة المعقدة، مثل تدفق حركة المرور عبر المدن الكبيرة أو حركة المطارات والملاحة الجوية والاستخدامات العسكرية المعقدة، حتى إننا سنستخدمها في البحث عن حياة خارج كوكب الأرض، وخلق تصورات عن الكواكب السيارة، وحركة النجوم، ولا أستبعدُ أن تُمكننا هذه التقنيات الذكية من استكشاف مجرّات أبعد، من خلال محاكاة للمعطيات وقوانين الفضاء وعلومها.

أيضًا أجد أننا في عام 2024، سنبدأ سماع اكتشافات واختراقات في تقنيات الجيل السادس من الاتصالات، ودمج أنظمة الاتصال التقليدية بأنظمة الاتصال بالأقمار الاصطناعية والأقمار المدارية، وسيبدأ العالم بناء أنظمة اتصال سريعة ومتطورة، قادرة على تلبية احتياجاتنا من السرعة في نقل البيانات، خصوصًا وأن الكثير من بيئات العمل تنتقل تدريجيًا للأنظمة السحابية، وبالتالي يتطلب ذلك سرعة كبيرة للإنترنت.

في النهاية عزيزي القارئ.. سوف التقي بك في نهاية عام 2024، وربما يكون لقاؤك بي مختلفًا، فقد يُحدِّثك أو يكتب لك مساعدي الشخصي في حينها، لا تستبعد ذلك! وربما تجدني أحدِّثك عبر نسختي الرقمية.. وإلى ذلك الحين أتمنى لك سنة جديدة مليئة بالتطور والنجاح.

** المنسق الإعلامي ومنتج الأخبار لصالح مجموعة الصين للإعلام الشرق الأوسط

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ميتا تكشف عن تطوير جديد يعزز الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط

أعلنت شركة "ميتا بلاتفورمز" عن إطلاق نسختين جديدتين من نموذجها اللغوي الضخم "إل لاما 4"، هما "إل لاما 4 سكاوت" و"إل لاما 4 مافريك".

وتعتبر هذه النسخ الجديدة بمثابة طفرة في عالم الذكاء الاصطناعي المتعدد الوسائط، حيث تعزز القدرة على دمج ومعالجة النصوص والصور والفيديو والصوت بشكل غير مسبوق.

وتتميز النسختان الجديدتان بنظام مفتوح المصدر، مما يتيح للمطورين والباحثين الاستفادة منها في تطوير تطبيقات متعددة، حيث تعتبر الخطوة من "ميتا" بمثابة رد على النجاح الكبير الذي حققته "أوبن إي آي" بنظام "شات جي بي تي"، ما دفع الشركات الكبرى إلى تطوير حلول أكثر ابتكارًا في مجال الذكاء الاصطناعي.

ويأتي "إل لاما 4" كجزء من جهود شركة "ميتا" لتحسين استخدام الذكاء الاصطناعي في معالجة الوسائط المتعددة. على عكس الأنظمة التقليدية التي تركز بشكل أساسي على النصوص، يعزز "إل لاما 4" القدرة على العمل مع أنواع مختلفة من البيانات مثل الصوت والفيديو والصور، مما يجعله أداة مثالية لتطبيقات مثل توليد المحتوى التفاعلي، وإنشاء تجارب مستخدم مدمجة، وتحليل البيانات المتعددة الوسائط.


وتؤكد ميتا أن "إل لاما 4 سكاوت" و"إل لاما 4 مافريك" يمثلان النموذج الأكثر تقدمًا من حيث القدرة على معالجة البيانات المتعددة الوسائط، حيث يمكن للنموذجين التعامل مع أكثر من نوع واحد من المدخلات في وقت واحد، مما يعزز قدرة المستخدمين على استخدام الذكاء الاصطناعي في مجموعة واسعة من التطبيقات.

وفي بيان صادر عن الشركة، أكدت ميتا أن الهدف من هذه النسخ هو تحسين قدرة النماذج على تقديم حلول ذكية تستفيد من الوسائط المتعددة لتعزيز تفاعل المستخدمين مع التطبيقات.

ولفتت إلى أن إتاحتها كنظام مفتوح المصدر سيسمح للمطورين بتحسين هذه النماذج واستخدامها في مشاريع متنوعة، سواء كانت تركز على التعليم، أو الصحة، أو التجارة الإلكترونية، أو حتى الصناعة الترفيهية.

وفي سياق متصل، تأمل ميتا في أن تساهم هذه الخطوة في تسريع دخول الشركات الأخرى في سباق الذكاء الاصطناعي المتعدد الوسائط، مما سيؤدي إلى المزيد من الابتكارات في هذا المجال. حيث تشير التوقعات إلى أن النماذج التي تجمع بين النصوص والصور والفيديو ستتيح فرصًا جديدة تمامًا في تطوير التطبيقات التفاعلية.


من جانب آخر، تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه صناعة الذكاء الاصطناعي اهتمامًا متزايدًا من شركات التكنولوجيا الكبرى، التي تتسابق في تطوير حلول أكثر ذكاءً لتلبية احتياجات السوق. وقد أصبحت الحلول المتقدمة مثل "إل لاما 4" تمثل خطوة هامة نحو توسيع آفاق استخدام الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية.
 
ومع زيادة الاهتمام العالمي بالذكاء الاصطناعي، بات من الواضح أن الشركات التي تستثمر في هذه التقنيات ستلعب دورًا محوريًا في المستقبل الرقمي، وبذلك، تسعى ميتا إلى البقاء في صدارة هذا السباق التكنولوجي، بتقديم حلول مبتكرة تساهم في تطوير المجتمع الرقمي وتلبية احتياجاته المتزايدة.

مقالات مشابهة

  • ميتا تكشف عن تطوير جديد يعزز الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط
  • الذكاء الاصطناعي العام (AGI) الخطوة التالية لقطاع التكنولوجيا..ما المخاطر؟!
  • الشرطة فى مواجهة الذكاء الإجرامى.. تطور أساليب المجرمين وكيفية مواجهتها
  • خدعة أبريل التي صدّقها الذكاء الاصطناعي
  • بيل غيتس يكشف عن 3 مهن ستصمد في وجه الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي جريمة معلوماتية!
  • تقرير أممي يحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي على الوظائف
  • الصين ترد على رسوم ترامب بأغاني وفيديوهات من إنتاج الذكاء الاصطناعي
  • كيف وقع الذكاء الاصطناعي ضحية كذبة أبريل؟
  • اتهامات لعمالقة الذكاء الاصطناعي بالتورط مع إسرائيل بإبادة غزة