جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-08@08:48:43 GMT

المقاومة الفلسطينية

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

المقاومة الفلسطينية

 

سليمان المجيني

tafaseel@gmail.com

نشد الوقت بأحداثه التي وصلت إليه، لا نريد له انتهاء، الحدث الذي يمثل لنا انتصارًا وقيمة ولو معنوية تمدنا بموفور الطمأنينة والهدوء، هذه الأحداث نبتغي لها الدوام في صيغها المعتادة أو في تداولاتها المتشعبة، أو في ربطها بمواضيع سابقة مشابهة أو لاحقة يكون لها نفس المآل والنتيجة.

 

أحداث سعيدة نبتغي لها التكرار أو تُمَدُّ هي هي نفسها لتبدو أحداثا أخرى أقوى وأكثر تأثيرا عن سابقاتها، فعلى مستوى المجتمع يأمل الفرد أن تحيط به السعادة وتُحل المشاكل والخطوب بشكل متواتر، هذه هي الطبيعة الإنسانية الرامية للعيش دون مغبة أو انتهاء لما يحيط بها من فرح.

يقول الكاتب الروسي أنطون تشيخوف: "الإنسان هو خالق سعادته، وبوسعكم لو أردتم أن تصبحوا سعداء ولكنكم لا تريدون، أنتم تهربون من السعادة بإصرار"، ولعل حديث تشيخوف هنا مرتبط بالأشياء العامة التي يشترك بها الإنسان في جميع أنحاء العالم، كالعيش والأبناء والعمل والحياة العادية المستقرة والحالة المادية، لكنه لم يتصور النقيض أبدا بين الإنسان ونفسه، فالأفكار منبع للسعادة أيضا، لأن ما يسعدني ليس بالضرورة يسعد شخصا آخر، هي مآلات نفسية ليس لها مجال واسع للحديث هنا.

لكن من باب عام تدخل السعادة قدرنا بتفكيرنا وبالمعتقدات التي تسيّر حياتنا بشكل عام، فالمحاسب تشده الأرقام ويكون سعيدا لو وصلت أرباح مؤسسته لأرقام كبيرة لأن شيئاً منها سيؤول إليه، في حين لن يمثل له عكس هذا المآل سوى التذمر وعدم الرضا، وهكذا كل يعمل على حسب الفائدة التي يجنيها، وهذه حقيقة.

تمثل الحروب بؤسًا للجميع وقتامة لا نريد لها أن تبقى، يشعر المرء بانتمائه لهذا الجو الإنساني حينما تضع الحرب أوزارها، الكل يشعر بالسعادة تقريبا، هي غاية الغايات وأكملها في نفسه لكن مع ذلك يرجو أن تكون خسائره توازي أرباحه على أقل تقدير، أو أن يربح حربه التي تعنيه، فالذي مع القضية الفلسطينية وأحقيتها يأمل تصوير المقاومة كطرف رابح رغم الإمكانات والعتاد المتواضع مقارنة بالعدو، فيحاول تصوير أي ملمح صغير أو كبير على أن تأثيره يمتد امتدادا هائلا خصوصا والأخبار المتداولة عن تخبط الحكومة في إسرائيل أصبح ظاهرا ويعلمه القاصي والداني، ويحاول التشبث بما يسمعه ويراه بشكل إيجابي، ويصبه في خانة المقاومة، هذا نوع من محاولة تمدد السعادة لدى هذا الطرف، أما الطرف الإسرائيلي المناوئ فيعيش سعادة أخرى من خلال التدمير الذي تحدثه طائرات جيشه على المدنيين لأنه ينظر إلى الجميع بنظرة واحدة ويعمل عقله ضمن اعتقاده بتعاليم توراته المحرفة، الدمار والخراب وتعذيب الأسرى وقطع الكهرباء والماء وهدم المنازل والمدارس ودور العبادة والمؤسسات المدنية سعادة غامرة وانتصار صارخ بالنسبة إليه.

لذا فوقوع أي أسير اسرائيلي لدى المقاومة نعتبره سعادة ومكسبًا ماديًا في المعركة، وطبعًا في الجانب الآخر يعتبرونه مهينًا وقاسيًا على الأسير ويرون ذلك فرصة للنيل منه والتنكيل به وتعذيبه وتجويعه وقطع الكهرباء عنه وإرهابه، هذه العقلية هي التي تسيطر على الطرف في الجانب الآخر، ويمثل لهم أسر عناصر المقاومة أو أي مواطن فلسطيني صيدًا ثمينًا ووسيلة للانتقام، وهي فرصة أيضا لإبداء السعادة.

مع ذلك، فإن النظرة لما ستؤول إليه أحوال الأسرى لدى المقاومة، وبيان عكس تلك الأقوال يعتبر ربحا مركبا للمقاومة، ففي حين يشعر بالسعادة مجموعة من الأفراد العاديين لسلامة أسراهم كما يصيب الذهول البعض ممن يسمع شهادات الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم، وتشاغله بعض التساؤلات حول الاستراتيجية التي يتبعها المقاومون في غزة، خصوصا أولئك الذي نظروا للأمر في بدايته أن تصرفاتهم الجيدة مع الأسرى تعتبر خوفا وجبنا من الجيش الإسرائيلي المهيب.

المقاومة الغزاوية ساهمت بشكل كبير في هذا الربح المركب من خلال التصرفات الحضارية مع الأسرى في مقابل التصرفات الهمجية من قبل الاحتلال مع الأسرى الفلسطينيين، وكذلك من خلال السلوك المتزن مع حوادث الموت والدمار التي يتعرض لها الفلسطينيون في مقابل اختلاق الذرائع والتبريرات التي اتضح كذبها فيما بعد.  

ولأنَّ الغربي يبحث عن السعادة فقد استثاره سلوك التحضر الفلسطيني، ولأنه أيضاً يعاني من التخبط والتشتت الفكري، فقد وجد آلاف منهم القرآن ملاذا وملجأ للإجابة عن الأسئلة التي تراودهم، ثم دخل بعضهم في الإسلام ويفكر آخرون في الدخول إليه حسب الفيديوهات المترجمة التي انتشرت في السوشال ميديا، وهذا الأمر حدث على مستوى الشباب في أوروبا وأمريكا أكثر المؤيدين لإسرائيل في حربها ضد المقاومة، ثم تغيرت نظرتهم لموضوع فلسطين كفائدة أخرى؛ فاعتبروه دفاعًا عن حق مشروع لاحتلال غاشم يهدد الوجود البشري ويعيد النازية والماسونية للواجهة.

السعادة التي قدمها الفلسطينيون لأكثر من عشرين ألفًا ممن دخلوا الإسلام بفرنسا في شهرين منذ اندلاع حرب غزة وفقاً لحديث الإعلامي في قناة الجزيرة أحمد منصور مع عبدالله بن منصور رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا لا تعادلها قيمة معنوية أخرى؛ حيث يقول: "لم نشهد في فرنسا طيلة 40 عامًا إقبالًا على الدخول في الإسلام لا سيّما من فئة الشباب والفتيان الفرنسيين كما نراه الآن منذ حرب غزة، فقد ارتفعت الأعداد الرسمية للمسلمين الجدد من 80 في اليوم إلى 400 في بعض الأحيان، ولا يقل العدد عن ثلاثمائة مسلم فرنسي جديد كل يوم"، وهذا مؤشر جيد ونجاح كبير قدمته المقاومة للعالم.

والسؤال كم مجتمع تم احتلاله في العالم ويحتاج إلى مقاومة ليدخل البشر غير المسلمين إلى الإسلام، وكيف نوزع سعاداتنا على باقي البشر؟ بل كيف نمد من سعاداتنا لتبقى زمنا طويلا، كما يطمح تشيخوف؟         

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حركة فتح: مفاوضات جدية خلال الـ 84 ساعة الماضية حول تبادل الأسرى

قال الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح الفلسطينية، إن دولة الاحتلال تتحدى المجتمع الدولي بشكل كبير وتنفذ كل ما تريده دون النظر إلى ردود أفعال المؤسسات الدولية أو قادة العالم.

حماس: نرفض أى تصريح أو موقف يدعم خططًا لدخول قوات أجنبية إلى غزة منظمة الصحة تحذر من نقص الوقود لتشغيل المستشفيات في غزة

وأضاف القيادي في حركة فتح الفلسطينية، في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن  التوسع الاستيطاني في الضفة نسف اتفاق أوسلو، لافتا إلى أن هناك مفاوضات جدية جرت خلال الـ 84 ساعة الماضية حول تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتابع القيادي في حركة فتح الفلسطينية، أن هناك رغبة قوية من حركة حماس لإنجاز اتفاق يؤدي إلى إنهاء الحرب على غزة، مشيرا إلى أن نتنياهو يتهرب ولا يريد الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب بشكل كامل، موضحا أن المرحلة الأولى من المقترح تقضى بإطلاق سراح النساء والأطفال مقابل إطلاق سراح الأسرى المجندات لدى حركة حماس.
 

 أكدت حركة حماس، أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بأي وصاية أو بفرض أي حلول، أو معادلات خارجية تنتقص من ثوابته المرتكزة على حقه الخالص في نيل حريته وتقرير مصيره، مجددة رفضها لأي تصريحات، أو ومواقف تدعم خططًا لدخول قوات أجنبية إلى قطاع غزة تحت أي مسمى أو مبرر.

 

 وقالت “حماس”، خلال تصريحاته عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، اليوم الجمعة، إن: "نؤكد رفضنا أى خطط أو مقترحات تسعى لتجاوز الإرادة الفلسطينية بشأن مستقبل قطاع غزة".

وأشارت إلى أن إدارة قطاع غزة بعد دحر العدوان الإسرائيلي شأن فلسطيني خالص يتوافق عليه الشعب الفلسطيني بأطيافه كافة.

 

 حماس تنعى شهداء مخيم جنين وتؤكد: دماؤهم وقود للانتفاضة ضد الاحتلال:


  في إطار آخر، نعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، شهداء مخيم جنين الذين ارتقوا صباح اليوم الجمعة، مؤكدة أن دماء الشهداء وقودٌ للانتفاضة ضد الاحتلال، وأن سياسة الإرهاب والخراب الصهيونية لن تكسر إرادة شعبنا.

وأضافت حماس في بيانها: ننعى الشهيد القسامي القائد: ياسين العريدي (٣٠ عاماً)، وكلا من الشهداء؛همام د حشاش (23 عاماً)، قصي هزوز (23 عاماً)، فؤاد أشقر (25 عاماً، أحمد عموري (20 عاماً)، ومحمد جبارين (54 عاماً).

 

وأكدت حماس أن جرائم الاحتلال المتواصلة في غزة وجنين وطولكرم وكل ربوع بلادنا المحتلة، لن تُفلِح في كسر إرادة شعبنا الفلسطيني، وأن هذه الدماء الزكية ستشكل وقوداً لانتفاضة شعبنا الأبي ضد الاحتلال وسياسة الخراب والدمار التي يريد فرضها عليه.

 

وقالت حماس: إن سياسات حكومة المتطرفين الصهاينة في الضفة المحتلة، والتي يقودها الإرهابي سموتريتش، عبر إجراءات الضم وتوسيع المستوطنات، وفرض الوقائع على الأرض، والقتل اليومي وتهديد شعبنا بتحويل مدنه إلى خراب؛ هي الوجه الأبشع للفاشية الصهيونية، المستمرة في انتهاك كافة القوانين، والتي سيتصدى لها شعبنا البطل ومقاومته الباسلة بكل الوسائل.

 

 وطالبت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة الوقوف عند مسؤولياتهم واتخاذ قرارات واضحة لوقف هذه الجرائم المستمرة، ولجم الفاشيين الجدد من قادة الاحتلال، وتقديمهم للعدالة الدولية للمحاسبة كمجرمي حرب.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • هههههههه..العامري:تحرير فلسطين على يد الحرس الثوري والحشد الشعبي بزعامة خامئني
  • إسرائيل تضع عقبات جديدة في مسار مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى
  • الفلاحي: معارك الشجاعية تؤكد أن المقاومة أعادت دمج كتائبها لتجاوز أضرار الحرب
  • حماس تبحث مع فصائل فلسطينية جهود وقف الحرب الإسرائيلية على غزة
  • وفد قيادي من حماس يلتقي قيادات المقاومة الفلسطينية ببيروت للتباحث حول مستجدات الوضع في غزة
  • وفد قيادي من حماس يلتقي قيادات المقاومة الفلسطينية للتباحث حول مستجدات الوضع في غزة
  • وفد قيادي من حماس يلتقي قيادات المقاومة الفلسطينية
  • حركة فتح: مفاوضات جدية خلال الـ 84 ساعة الماضية حول تبادل الأسرى
  • “وزيرة السعادة التونسية” أنس جابر تبلغ ثالث أدوار ويمبلدون
  • المقاومة الفلسطينية: مجاهدونا أجهزوا أمس على 10 جنود صهاينة في عملية مركبة بالشجاعية