رعاية سامية للمؤسسة القضائية في عُمان
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
علياء بنت ناصر العبرية **
في هذا المقال أتحدث عن العناية الخاصة التي حظيت بها المؤسسة القضائية في سلطنة عُمان من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه؛ إذ تُعد المؤسسة القضائية في سلطنة عُمان أحد أهم الأعمدة الرئيسية للدولة؛ حيث تؤدي دورًا حاسمًا في تحقيق العدالة وحفظ حقوق المواطنين والمقيمين في البلاد.
ومنذ تولي عاهل البلاد المُفدّى- مقاليد الحكم في سلطنة عُمان، أظهر جلالة السلطان اهتمامًا ساميًا كبيرًا بتطوير وتعزيز هذه المؤسسة الحيوية. في البداية، قام جلالة السلطان- أيده الله- بتعيين قضاة مؤهلين وذوي خبرة في المحاكم العُمانية؛ مما ساهم في تعزيز الثقة في النظام القضائي وتحقيق العدالة بشكل أفضل. كما أولى جلالته أهمية كبيرة بتوفير التدريب المستمر للقضاة وتطوير مهاراتهم القضائية، وذلك من أجل تحسين جودة القرارات القضائية وتعزيز الثقة في المؤسسة القضائية.
إضافة إلى ذلك، عزز جلالة السلطان المعظم من استقلالية المؤسسة القضائية وضمان عدم تدخل أي جهة خارجية في عملها؛ حيث أصدر جلالته مراسيم سلطانية سامية وأسدى توجيهات سامية كريمة تهدف إلى الحفاظ على استقلالية القضاء وتأمين حماية القضاة من أي تدخل أو ضغوط سياسية أو غيرها. وهذا يعزز ثقة النَّاس في المؤسسة القضائية ويضمن تحقيق العدالة بشكل عادل ومستقل بنزاهة عالية.
وأظهر جلالة السلطان أيضًا اهتمامًا كبيرًا بتحسين بنية المحاكم وتطوير التقنيات القضائية؛ فقد تم توفير المزيد من الموارد والتجهيزات الحديثة للمحاكم، مما يسهل ويسرع إجراءات المحاكمة وتحقيق العدالة بشكل أكثر فعالية. وتم أيضًا تطوير نظام القضاء الإلكتروني، الذي يسهل عملية تبادل المعلومات والوثائق بين المحاكم والجهات القضائية المختلفة.
وفيما يتعلق بتعزيز العلاقة بين المؤسسة القضائية والمجتمع المحلي، فقد أقامت المحاكم العديد من الفعاليات والندوات والبرامج التوعوية والتثقيفية لتعزيز الوعي القانوني وتعريف الناس بحقوقهم وواجباتهم القانونية؛ وهذا يعزز الثقة في المؤسسة القضائية ويسهم في تحقيق العدالة والمساواة في المجتمع.
ونال القضاء الواقف- وأقصد هنا المحامين والمحاميات- اهتمامًا كبيرًا من لدن المقام السامي في المرسوم السلطاني السامي رقم 6/ 2021 بإصدار النظام الأساسي للدولة، والمادة 88 في الفصل الرابع من النظام الأساسي، التي تتناول المحاماة كمهنة حرة ومهمة في تحقيق العدالة وسيادة القانون وكفالة حق الدفاع، وأن العمل القانوني يُمارس بواسطة المحامين الذين يعملون بشكل مستقل ولا يخضعون إلّا لضميرهم وأحكام القانون. ويتمتع المحامون بالضمانات والحماية أثناء تأديتهم حق الدفاع أمام المحاكم، وتشمل هذه الضمانات حقوقهم في التحقيق والاستدلال. يتم تحديد هذه الضمانات والحماية بواسطة القانون.
وتهدف المحاماة إلى تحقيق العدالة وحماية حقوق المواطنين والمجتمع بشكل عام. يعمل المحامون على تقديم النصح والاستشارة القانونية لعملائهم وتمثيلهم أمام المحاكم والجهات القضائية الأخرى.
وتتطلب ممارسة المحاماة مهارات قانونية عالية ومعرفة بالقوانين والأنظمة القضائية. يجب على المحامين الالتزام بمبادئ النزاهة والأخلاق المهنية والسرية المهنية في تعاملهم مع عملائهم.
وأخيرًا.. إن مهنة المحاماة مهمة جدًا في المجتمع؛ حيث يساهم المحامون في تحقيق العدالة وحماية حقوق الأفراد والمجتمع بشكل عام.
حفظ الله مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- نصره الله- وعُمان وشعبها الوفيّ.
* محامية
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
حكم إخراج الصدقة بنية تحقيق شيء معين.. اعرف الموقف الشرعي
الصدقة تُعتبر واحدة من أعظم الأعمال التي حث عليها الإسلام، فهي تُعد سببًا في تيسير الأمور، وسعة الرزق، وشفاء المرضى، وقضاء الحوائج.
النبي صلى الله عليه وسلم أكد هذا المعنى في قوله: "داووا مرضاكم بالصدقة"، كما أشار إلى أن الصدقة لا تنقص المال بل تزيده، حيث قال: "ما نقص مال من صدقة".
وتعد الصدقة أيضًا وسيلة لإطفاء غضب الله، مما يجعلها من أعظم القربات إلى الله عز وجل.
الصدقة بنية تحقيق حاجة معينة: هل هي جائزة؟
يتساءل الكثيرون عن جواز إخراج الصدقة بنية تحقيق حاجة معينة أو قضاء أمر ما.
في هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن إخراج الصدقة بغرض أن يُحقق الله عز وجل حاجةً للمتصدق ليس أمرًا مُحرَّمًا.
بل على العكس، فإن الصدقة تُعتبر قربة عظيمة إلى الله، والنذر -كأحد أشكال القربات- يندرج أيضًا تحت هذا الإطار.
وأشارت دار الإفتاء إلى تعريف النذر باعتباره التزامًا طوعيًا يوجبه الإنسان على نفسه للتقرب إلى الله، بشرط ألا يتضمن معصية.
أفطرت أياما من رمضان في شبابي ولا أتذكر عددها.. دار الإفتاء توضح الحل حكم زواج المسلمة من غير المسلم.. علي جمعة يحسم الجدل بـ«الأدلة»وقد جاء في الحديث الشريف: "مَن نذَر أن يُطيعَ اللهَ فلْيُطِعْه، ومَن نذَر أن يعصيَ اللهَ فلا يعصِه".
الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أكد أن النذر والصدقة كلاهما من الأعمال الجيدة التي يُثاب عليها الإنسان.
لكنه أوضح أن بعض الفقهاء يرون أن المسلم الكريم لا ينبغي أن ينتظر وقوع حاجة أو شرط ليُقدِّم قربى لله، مشيرًا إلى أن النذر من حيث الجواز ليس حرامًا ولكنه مكروه عند بعض العلماء.
كيفية الوفاء بالنذر أو الصدقة
في حالة عجز الإنسان عن الوفاء بالنذر الذي التزم به، أشار شلبي إلى ضرورة كفارة اليمين، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، وفي حالة عدم القدرة على ذلك، يجب صيام ثلاثة أيام.
أما الصدقة، فهي جائزة في كل وقت وحال، ولا تحتاج إلى شروط محددة للقيام بها.
فضل الصدقة وأثرها
من جانبه، أكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، أن الصدقة من أعظم العبادات التي تُطفئ غضب الله وتغفر الذنوب.
واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "داووا مرضاكم بالصدقة"، مشددًا على أهمية جعل الصدقة وسيلة للتوبة والاستغفار.
وأضاف عاشور أن الصدقة تُعد حلاً فاعلاً عند مواجهة الأزمات أو العقبات.
فإذا وقع الإنسان في ذنب أو واجه تعثرًا في أمر من أمور حياته، فإن إخراج الصدقة يُعد من الوسائل التي يُرجى بها تيسير الأمور وتحقيق الغايات.
الصدقة عبادة بلا حدود
في الختام، شدد العلماء على أن الصدقة لا ترتبط بوقت أو حال معين، فهي عبادة عظيمة تقرب العبد من ربه، وتُبارك في حياته، وتُحقق له الأمنيات.
ومن هنا، فإن الالتزام بها يُعد طريقًا لرضا الله وتيسير الأمور في الدنيا والآخرة.