عربي21:
2025-01-30@16:12:25 GMT

هل بدأت المفاوصات بين موسكو وواشنطن حول أوكرانيا؟

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

منذ دخولنا الشهر الأخير من العام 2023 والإشارات الصادرة عن وسائل الإعلام الغربية حول استعداد روسيا لوقف الحرب في أوكرانيا لم تهدأ. صحيفة "نيويورك تايمز" كانت آخر تلك الوسائل التي نقلت قبل أيام عن مسؤولين غربيين وآخرين روس، أنّ موسكو منفتحة على خيار وقف إطلاق نار في أوكرانيا، يكون قادرا على تجميد القتال على طول خطوط المواجهة بين البلدين.



وقالت الصحيفة الأمريكية إنّها استقت معلوماتها من اثنين من بين كبار المسؤولين الروس السابقين، وأكدت أنهما مُقربان من الكرملين. كما نقلت الأمر نفسه عن مسؤول أمريكي وآخر دولي، وكشفت أنّ جلّ هؤلاء قد تلقوا إشارات من مبعوثين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.

لم تنكر الصحيفة أنّ تلك الإشارات بُعثت من موسكو "بهدوء"، وقالت كذلك إنّ الرئيس بوتين "مستعد حقا للتوقف عند الخطوط الحالية"، لكنّه في المقابل "ليس على استعداد للتراجع مترا واحدا إلى الوراء"، وذلك في إشارة إلى تقدم الجيش الروسي الميداني.

هذه المعلومات لم تنفها موسكو ولم تؤكدها، إذ ردّ المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، على تقرير الصحيفة الأمريكية بعد ساعات بالقول، إنّ موسكو مستعدة للتفاوض بالفعل، لكن "من أجل تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة".

ويبدو أنّ تلك الإشارات التي يتناقلها الإعلام الغربي هدفها تمهيد الطريق إلى حلّ النزاع بالفعل، خصوصا أنّ إشارات مقابلة صدرت من جانب واشنطن أيضا تجاه موسكو، لكن هذا ما لم يكشفه الإعلام الغربي ولم يتحدث عنه إطلاقا، وذلك لأنّ الظروف ربما لم تعد تناسب واشنطن من أجل الاستمرار في دفع الحرب قدما.

أمّا أكثر ما يعزز هذه الفرضية، فهما عاملان:

1- اقتراب الولايات المتحدة من دخول فترة حملة الانتخابات الرئاسية التي تبدأ عادة قبل يوم الاقتراع بنحو سنة، وبالتالي فإن الاستمرار في تمويل أوكرانيا بلا طائل قد يعود بالضرر على الإدارة الديمقراطية.

2- حرب غزة بين حركة "حماس" وإسرائيل، التي أجبرت الولايات المتحدة على تكبّد المزيد من الأعباء العسكرية والمالية، وكذلك على اتخاذ مواقف داعمة لإسرائيل في أروقة الأمم المتحدة وخارجها، جلبت لواشنطن الإحراج وكانت بغنى عنه في هذا التوقيت على مقربة من الانتخابات.

أمّا الإشارات على استعداد الولايات المتحدة للانخراط في حوار مع موسكو من أجل وقف الحرب والسير بتسوية، فبدورها ظهرت من خلال التالي:

1- أظهرت البيانات الملاحية للموقع المتخصص برصد الرحلات الجوية "flightradar24"، هبوط طائرة روسية في واشنطن من بين سرب الطائرات الخاصة بالكرملين، التي تُستخدم لنقل كبار المسؤولين، وذلك في 20 كانون الأول/ ديسمبر في تمام الساعة 12:50، قادمة من مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، حيث بقيت في العاصمة الأمريكية قرابة ساعة، من دون ذكر أي تفاصيل حول تلك الرحلة، التي ربّما يعني أنّ الولايات المتحدة على تواصل مع القيادة الروسية وربما تحاورها من أجل بلوغ تفاهم ما حول وقف الحرب.

2- ترجيح عدد من الصحافيين الأمريكيين في أكثر من وسيلة إعلامية أمريكية، أن تكون إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أجرت "محادثات سرية" بالفعل في حضور دبلوماسيين روس، وذلك خصوصا بعد تأجيل مناقشة المساعدات الأمريكية إلى أوكرانيا للعام المقبل (2024).

3- التمهيد الذي تعتمده أبرز الصحف الأمريكية، أمام تخفيف الاحتقان مع موسكو من خلال خفض منسوب الحملات الإعلامية المركزة ضدها. وأبرزها كان حذف صحيفة "واشنطن بوست" خانة "الحرب في أوكرانيا" من واجهة موقعها وكذلك ترويجها، لأن موقف كييف يبدو اليوم صعبا على نحو متزايد، وذلك مع توقف المساعدات العسكرية والاقتصادية المطلوبة بشدة في واشنطن وبروكسل، وكذلك مع التقارير المتكررة عن نقص الأفراد العسكريين والأسلحة.. وهو ما يطرح تساؤلات جديّة عن بداية تغيّر في الموقف الأمريكي من الحرب في أوكرانيا.

4- اعتراف الإعلام الأمريكي، ثم لاحقا الجسم الدبلوماسي، ومؤخرا الإعلام أيضا، بأنّ الهجوم الأوكراني المضاد قد فشل ولم يحقق أيّ أهداف تُذكر، ثم الحديث عن "استراتيجية جديدة" للحرب تعتمد على "التمسّك والبناء"، أي التمسك بالمناطق التي تسيطر عليها كييف، وبناء قدرتها على إنتاج الأسلحة خلال عام المقبل.. وهو ما يعني بطريقة غير مباشرة أنّ واشنطن بدأت بدعوة كييف إلى التخلي عما فقدته من أراضٍ خلال الحرب، لصالح التمسك بما تبقى.

وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" قبل أيام، أنّ واشنطن وكييف بدأتا في بحث تلك "الاستراتيجية الجديدة" بعد الهجوم المضاد "الفاشل". واعترفت الصحيفة للمرة الاولى بأنّ روسيا أخذت مؤخرا زمام المبادرة في جميع نقاط الاشتباك مع الجيش الأوكراني.

5- ما نقله مركز أبحاث أمريكي قبل أيام عن اجتماع سريّ لممثلي وزارة الدفاع الروسية وجهاز الأمن الفيدرالي وجهاز المخابرات الخارجية والبنتاغون ووكالة المخابرات المركزية، عُقد مؤخرا في دولة الإمارات، ونوقشت خلاله آليات إنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا.

على الرغم من أن تلك المعطيات بارزة، فإنّ كييف ترفض أن تراها، ويصر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي على قول العكس، إذ شدد في آخر تصريح له قبل أيام على أنّ موسكو لم تحقّق أيّ تقدم عسكري خلال عام 2023، وذلك من باب التأكيد لحلفائه الغربيين على أنّ الهجوم المضاد التي بدأه جيش بلاده منذ الصيف الماضي فعال؛ بحجة أنّ الجيش الروسي لم يتقدم!

لكن زيلينسكي يعرف أنّ تلك الحجج كلها تجافي الحقيقة، بينما التوجّه الدولي العام يُظهر بشكل جلي بأنّ مسار وقف الحرب ربما وُضع على السكة بالفعل. وبمعزل إن كانت تلك التسريبات صحيحة أم لا، يكفي أن يبدأ الحديث عنها بهذا الشكل العلني لتتأكد النظرية التي تقول: إنّ ثمة أمرا يُطبخ بالفعل خلف الكواليس الدبلوماسية، بينما تنفيذه قد يكون بحاجة إلى بعض الوقت حتى يخرج إلى التداول في العلن.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه روسيا بوتين بايدن زيلينسكي روسيا بوتين اوكرانيا بايدن زيلينسكي مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی أوکرانیا وقف الحرب قبل أیام من أجل

إقرأ أيضاً:

“هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎

وأكمل بالقول: “معظم فترة الحرب، رفض نتنياهو مناقشة الترتيبات لما بعد الحرب في قطاع غزة، ولم يوافق على فتح باب لمشاركة السلطة الفلسطينية في غزة، واستمر في دفع سيناريو خيالي لهزيمة حماس بشكل تام. والآن، من يمكن الاعتقاد أنه اضطر للتسوية على أقل من ذلك بكثير”.

ورأى هرئيل أن رئيس حكومة العدو، هذا الأسبوع، قد حقق ما أراده، إذ إن حماس وضعت عوائق في طريق تنفيذ الدفعات التالية من المرحلة الأولى في صفقة الأسرى، لكن نتنياهو تمكن من التغلب عليها، على حد تعبيره، موضحًا أنه: “حتى منتصف الليل يوم الأحد، تأخر نتنياهو في الموافقة على عبور مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال القطاع، بعد أن تراجعت حماس عن وعدها بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود من “نير عوز””، ولكن بعد ذلك أعلنت حماس نيتها الإفراج عن الأسيرة، وفق زعمه، فعلّق هرئيل: “حماس وعدت، والوسطاء تعهدوا، أن يهود ستعود بعد غد مع الجندية الأخيرة آغام برغر ومع أسير “صهيوني” آخر، والدفعة التالية، التي تشمل ثلاثة أسرى “مدنيين” (من المستوطنين)، ستتم في يوم السبت القادم”. لذلك، قاد تعنّت نتنياهو – ومنعه عودة النازحين الفلسطينيين – على تسريع الإفراج عن ثلاثة أسرى صهاينة في أسبوع، على حد ادعاء الكاتب.

تابع هرئيل: “لكن في الصورة الكبيرة، قدمت حماس تنازلًا تكتيكيًّا لإكمال خطوة استراتيجية، أي عودة السكان إلى شمال القطاع”، مردفًا: “أنه بعد عودتهم إلى البلدات المدمرة، سيكون من الصعب على الكيان استئناف الحرب وإجلاء المواطنين مرة أخرى من المناطق التي عادت إليها حتى إذا انهار الاتفاق بعد ستة أسابيع من المرحلة الأولى”، مضيفًا: “على الرغم من نشر مقاولين أميركيين من البنتاغون في ممر “نِتساريم” للتأكد من عدم تهريب الأسلحة في السيارات، لا يوجد مراقبة للحشود التي تتحرك سيرًا على الأقدام، من المحتمل أن تتمكن حماس من تهريب الكثير من الأسلحة بهذه الطريقة، وفق زعمه، كما أن الجناح العسكري للحركة، الذي لم يتراجع تمامًا عن شمال القطاع، سيكون قادرًا على تجديد تدريجي لكوادره العملياتية”.

وادعى هرئيل أن حماس تلقت ضربة عسكرية كبيرة في الحرب، على الأرجح هي الأشد، ومع ذلك، لا يرى أن هناك حسمًا، مشيرًا إلى أن هذا هو مصدر الوعود التي يطلقها “وزير المالية في كيان الاحتلال” بتسلئيل سموتريتش، المتمسك بمقعده رغم معارضته لصفقة الأسرى، بشأن العودة السريعة للحرب التي ستحل المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد، ويعتقد هرئيل أن: “الحقيقة بعيدة عن ذلك، استئناف الحرب لا يعتمد تقريبًا على نتنياهو، وبالتأكيد ليس على شركائه من “اليمين المتطرف”، القرار النهائي على الأرجح في يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن المتوقع أن يستضيف الأخير نتنياهو قريبًا في واشنطن للاجتماع، وهذه المرة لا يمكن وصفه إلا بالمصيري”.

وأردف هرئيل ، وفقا لموقع العهد الاخباري: “ترامب يحب الضبابية والغموض، حتى يقرر، لذلك من الصعب جدًّا التنبؤ بسلوكه”، لافتًا إلى أنه وفقًا للإشارات التي تركها ترامب في الأسابيع الأخيرة، فإن اهتمامه الرئيسي ليس في استئناف الحرب بل في إنهائها، وأكمل قائلًا: “حاليًا، يبدو أن هذا هو الاتجاه الذي سيضغط فيه على نتنياهو لإتمام صفقة الأسرى، وصفقة ضخمة أميركية – سعودية – صهيونية وربما أيضًا للاعتراف، على الأقل شفهيًّا، برؤية مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية”.

وقال هرئيل إن “نتنياهو، الذي أصرّ طوال السنوات أنه قادر على إدارة “الدولة” (الكيان) وأيضًا الوقوف أمام محكمة جنائية، جُرّ أمس مرة أخرى للإدلاء بشهادته في المحكمة المركزية، رغم أنه يبدو بوضوح أنه لم يتعاف بعد من العملية التي أجراها في بداية الشهر، واستغل الفرصة لنفي الشائعات التي تفيد بأنه يعاني من مرض عضال، لكنه لم يشرح بشكل علني حالته الصحية”، مشددًا على أن نتنياهو الآن، من خلال معاناته الشخصية والطبية والجنائية والسياسية، قد يُطلب منه مواجهة أكبر ضغط مارسه رئيس أميركي على رئيس وزراء الكيان الصهيوني.

 

مقالات مشابهة

  • موسكو تعلن إسقاط 5 مسيّرات أوكرانية .. ومقتل 4 أشخاص في هجوم شرق أوكرانيا
  • “هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎
  • أوكرانيا تبحث مع الاتحاد الأوروبي بدائل المساعدات الأمريكية
  • أوكرانيا تكشف عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي منذ بداية الحرب
  • الكرملين: موسكو مهتمة باستئناف نقل الغاز عبر أوكرانيا وجيشها يسيطر على قرية بخاركيف
  • موسكو تُبدي انفتاحًا حول استئناف نقل الغاز عبر أوكرانيا
  • أوكرانيا.. فرصة أوروبا لزيادة السكان؟
  • الخارجية الروسية: موسكو منفتحة على مقترحات واقعية للوساطة بشأن أوكرانيا
  • بعد قرار ترامب..تعليق مشاريع إنسانية في أوكرانيا بسبب تجميد المساعدات الأمريكية
  • أُجبرنا على الحرب..روسيا تصدر كتاباً مدرسياً عن أوكرانيا