المقاومة تواصل التصدي لتوغل إسرائيل في غزة وتكبد جيشها خسائر فادحة
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بسقوط المزيد من القتلى في صفوف جنوده، خلال العملية البرية في غزة، في وقت تخوض فيه كتائب "القسام" و"سرايا القدس" ملاحمة بطولية، واشتباكات من مسافة صفر في محاور التوغل.
وأعلنت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، أنها استهدفت 4 جرافات عسكرية ودبابة ميركفاه شمال مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
كما أعلنت الكتائب، دبابة صهيونية بقذيفة "الياسين 105"، شرق مخيم البريج، وسط قطاع غزة.
من جهتها، أعلنت "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، إسقاط طائرة إسرئليلية بدون طيار من طراز (Sky Racing) رقم 523، في سماء مدينة غزة.
كما أعلنت السرايا أنها استهدفت دبابة ميركفا صهيونية بعبوة ناسفة وتدميرها بالكامل شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وأكدت أن مجاهديها يخوضون اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة مع جنود وآليات العدو في محاور التقدم بمدينة غزة.
وأعلنت السرايا كذلك أنها قصفت "ناحل عوز"، بصواريخ الـ 107 وقذائف الهاون.
اقرأ أيضاً
اليوم الـ81 للعدوان.. الاحتلال يواصل استهداف المدنيين والمقاومة تكبده الخسائر
وأقر جيش الاحتلال الأربعاء، بمقتل 3 عسكريين أحدهم ضابط، في المعارك الجارية شمال قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من إعلانه مقتل 5 ضباط وجنود بينهم قائد سرية في لواء ناحال من قوات النخبة.
كما أعلن عن إصابة 43 آخرين بينهم 9 إصابتهم خطيرة، في معارك قطاع غزة خلال الساعات الماضية.
ووفق البيانات الأخيرة، يرتفع عدد القتلى المعلن عنهم رسميا في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى 170 ضابطا وجنديا سقطوا في العملية البرية في قطاع غزة، والتي بدأت في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
أما العدد الإجمالي منذ عملية "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فارتفع إلى 498 بين ضابط وجندي.
وتؤكد مصادر المقاومة، وتقارير عبرية، أن الاحتلال يخفي خسائره، وأنها يتكبد خسائر كبيرة في القتلى والإصابات والآليات يوميا.
ورغم دعوات وقف إطلاق النار والأزمة الإنسانية المتعمقة في المنطقة، يواصل الجيش الإسرائيلي بلا هوادة هجماته على غزة.
يشار إلى أن الحرب الإسرائيلية والمتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ضد قطاع غزة، خلفت حتى الأربعاء نحو 21 ألفا و110 شهداء، و55 ألفا و243 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً
79 يوما من العدوان على غزة.. القصف يتواصل والمقاومة تتصدى لتوغلات برية
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: القسام توغل إسرائيلي حرب غزة غزة خسائر قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
عـــزالدين القسام رمـــز للثورة والجهاد
عبدالله علي صبري
لأن المشروع الصهيوني يمتد إلى عقود طويلة، فقد كانت المقاومة العربية والفلسطينية هي الأخرى ذات امتداد تاريخي، ارتبط بمجابهة الاحتلال البريطاني، الفرنسي، والإيطالي، واستمرت بذات العنفوان في مواجهة الصهيونية وكيانها المؤقت في فلسطين المحتلة.
ومنذ عشرينيات القرن الماضي شهدت فلسطين ثورات متلاحقة في مواجهة الصهيونية والاحتلال البريطاني، مثل ثورة البراق 1929، والثورة الكبرى 1936 – 1939، وما بين الثورتين ظهرت “العُصبة القسامية”، نسبة لمؤسسها عزالدين القسام، الذي عمل خلال هذه الفترة على التوعية بخطر المشروع الصهيوني، وتثوير الناس في مواجهة الاحتلال البريطاني، ودعوتهم إلى اقتناء السلاح، والجهاد في سبيل الله. وقاد بنفسه مجموعات قتالية اشتبكت مع قوات الاحتلال البريطاني والعصابات اليهودية في ريف جنين، قبل أن تتمكن قوات الاحتلال البريطاني من اغتياله عام 1935، وكان لاستشهاده الأثر الكبير في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى 1936.
ولد القسام في مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية السورية عام 1882، وقد درس العلوم الدينية والشرعية منذ الصغر، وأرسله والده وهو في الرابعة عشر من عمره إلى مصر للدراسة في الأزهر، حيث مكث في القاهرة 8 سنوات، شهد خلالها الثورة العرابية ضد الانجليز، وتأثر أيضا بالحركة الإصلاحية والشيخين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.
ولما عاد إلى جبلة عام 1904، افتتح مدرسة لتعليم الحديث والتفسير، واشتهر كخطيب في جامع المنصوري، وحين سمع أهالي الشام بالحصار الذي فرضته إيطاليا على طرابلس والشيخ عمر المختار في ليبيا، دعا القسام إلى مناصرة الثورة الليبية بالمال والسلاح.
بعد الحرب العالمية الأولى تعرضت سوريا للاحتلال الفرنسي، ما دفع القسام إلى التحرك للجهاد والمقاومة، ولم يقبل أو يخضع للإغراءات، واستمر على نهج المقاومة، حتى أصدرت سلطات الاحتلال بحقه حكما غيابيا بالإعدام، فحاول أن ينجو بنفسه بالهروب إلى حيفا في فلسطين المحتلة 1921، ومن هناك اضطلع القسام بدور تاريخي في الجهاد والمقاومة.
لم يتأثر القسام بأساليب الخداع البريطانية، وتطميناتها الزائفة للعرب بشأن الهجرة اليهودية إلى فلسطين وإقامة “الوطن القومي” كما جاء في وعد بلفور، فكان على الدوام في تحذير للناس من السياسات البريطانية، وفي تحريض على حكومة الاحتلال، وكما اشتهر بخطاباته في سوريا، أصبح الخطيب المفوه في حيفا، وخاصة على منبر جامع الاستقلال.
لم يتوقف القسام عند التحريض بالكلمة، بل أقدم عام 1930 على تشكيل خلايا عسكرية تولت مهمات فدائية لمواجهة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، من خلال كمائن موجعة للمستوطنين الصهاينة. وبرغم الفارق الكبير بين إمكانات العدو الصهيوني/ البريطاني، وما يتوافر للمقاومة الفلسطينية، إلا أن القسام حسم أمره وأعلن الجهاد تحت شعار “نصر أو استشهاد”. وفي 1935 وبعد أن شددت السلطات الرقابة عليه، اضطر للانتقال إلى جنين، وقاد بنفسه الثورة المسلحة، لكن سرعان ما كشفت قوات الاحتلال عن مكانه، فهاجمته وأنصاره حتى استشهد في 19 نوفمبر 1935.
بعد أكثر من نصف قرن على استشهاد القسام، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن جهازها العسكري الذي يحمل مسمى كتائب عزالدين القسام. ومن غزة بدأت كتائب القسام عملها المسلح بتصنيع مسدس من طراز “غولدستار”، أعلنت عنه عام 1992، ثم تدرجت في إنتاج واستخدام الأسلحة من الأحزمة الناسفة والعبوات، إلى القنابل والصواريخ، وانتهاء بالطائرات المسيرة. والتحمت كتائب القسام وبقية فصائل المقاومة في مواجهات عسكرية بطولية مع العدو الصهيوني، خلال أكثر من حرب على غزة في 2008، و2012، و2014، وإلى “سيف القدس”2021، ومعركة طوفان الأقصى التي زلزلت كيان العدو الصهيوني في 7 أكتوبر 2023.
30