كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، الأربعاء بمشيخة الأزهر، وفد لجنة الشؤون الدينية وإدارة مسلمي أوزباكستان وأكاديمية أوزباكستان الإسلامية، لمناقشة قضايا المرأة والأسرة في الإسلام، برئاسة الدكتور كادير مليكة أكبر، رئيسة لجنة مجلس الشيوخ في مجلس الوزراء الأوزباكي حول قضايا المرأة والأسرة.

وقال فضيلة الإمام الأكبر إنَّ موضوع "المرأة في الإسلام" يطفو بين الحين والآخر على الساحة العالمية لاتهام الإسلام زُورًا وبهتانًا بأنه دين معاد للمرأة، مشيرًا إلى أنَّ القرآن الكريم والسنة النبويَّة المطهَّرة وسلوك النبي في تعامله مع المرأة كلها أمور صريحة في إقرار المساواة بين الرجل والمرأة، وأنَّ هذه المساواة هي مساواة تكامل وتخصيص أدوار بما يناسب طبيعة كل طرف وفطرته، وأنَّ القرآن والسنة شرحَا طريقة تطبيق هذه المساواة، وأكَّدها سلوك النبي مع المرأة في العهدين المكي والمدني، وأسند للزوج والزوجة مهام محددة وواضحة، وأسس لمنظومة الزواج على أنها مؤسسة غاية في الأهمية، ووفَّر لها كل عوامل النجاح والاستقرار.

وأكَّد شيخ الأزهر أن القرآن والسنة النبوية أشارا إلى فلسفة المساواة بين الرجل والمرأة في عدة مواضع، وجعلا الحفاظ على الأسرة هدفًا نبيلًا يجب على كل طرف بذلُ كل ما في وُسعِه للحفاظ عليه حتى في أحلك الظروف وفي حالات كره طرف لطرف، منها قوله تعالى: {وعاشروهن بالمعروف} وقوله: {فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خير كثيرا}، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يَفْرَكُ مؤمنٌ مؤمنةً إن كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها خُلقًا آخرَ»، مشيرًا إلى أن الكثير من المسلمين لم يفهموا مقصود قوله تعالى {وللرجال عليهن درجة}، وفسروه على أنَّه تفضيلٌ للرجل على المرأة، ولكن الحقيقةَ أن مفهوم الدرجة هنا هي مسؤولية الأسرة والأبناء والإنفاق وغيرها من مسؤوليات الرجل.

وأشار فضيلة الإمام الأكبر إلى أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم جاء في عصر كانت المرأة تعاني فيه من ضياع حقوقها، ولم تحظَ فيه بمعاملة إنسانية، بل كان الرجال يبادرون بوأد بناتهم فور ولادتهنَّ، ودفنهن في التراب، فجاء النبي ليعلن في هذا المجتمع بأن «النساء شقائق الرجال»، وأنَّ المساواة بين الرجل والمرأة هي مساواة في الفضل والقدر والمنزلة والإنسانية.

وأوضح شيخ الأزهر أن النبي صلى الله عليه وسلم رسَّخ لثقافة المساواة بين الرجل والمرأة، وورث الصحابة والصحابيات هذه الثقافة، فحرصوا على تطبيقها، وحذوا حذوه صلى الله عليه وسلم، فبرزت المرأة في عدة مجالات كالقيادة والعلوم، وكانت شريكة للرجل في تشييد المجتمع الإسلامي الذي ازدهر في هذا الوقت واتَّسعت رقعته، ولكن حينما بدأت تعاليم الإسلام في الاختفاء عن الظهور في الصفوف الأولى من الاهتمامات، تغلَّبت العادات والتَّقاليد فيما يخص التعامل مع قضايا المرأة، وفقدت المرأة كثيرًا من الحقوق التي أقرَّها لها الإسلام، وظهر فقهٌ جديدٌ لا يستند إلى نصوص الشريعة بقدر استناده للعادات والتقاليد المجتمعية في هذا الوقت، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم فقدت المرأة المسلمة الكثير من حقوقها، وفقد المجتمع الإسلامي الساق الثانية التي كان يركض ويعدو بها لتحقيق نهضته وازدهاره، مصرحا: "أنا ممَّن يؤمنون بأن أحد أسباب ما أصاب المجتمع الإسلامي من ضعف وهوان، هو افتقاده لمنطق تأصيل الإسلام للمساواة بين الرجل والمرأة"، مشددًا على أنَّ المرأة عليها أن تقاتل من أجل استعادة حقوقها التي كفلها لها الإسلام.

من جانبه أعرب أعضاء الوفد الأوزباكي عن سعادتهم بلقاء شيخ الأزهر، وتقديرهم لمواقف فضيلته الداعمة لقضايا الإسلام والمسلمين، وتواجدهم في هذه المؤسسة العريقة التي تعد قبلة العلم والمعرفة للمسلمين حول العالم، واعتزازهم بدراسة ما يقارب ٣٠٠٠ طالب أوزباكستاني في معاهد الأزهر وجامعته العريقة، مؤكِّدين تطلعهم لاستمرار التعاون مع الأزهر وبما يخدم المسلمين في أوزباكستاني ويلبي احتياجاتهم الدينية والدعوية والعلمية.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: أسعار الذهب كأس العالم للأندية الطقس مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء طوفان الأقصى الحرب في السودان فانتازي سعر الفائدة رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 الدكتور أحمد الطيب مشيخة الأزهر قضايا المرأة والأسرة مجلس الشيوخ طوفان الأقصى المزيد صلى الله علیه وسلم قضایا المرأة شیخ الأزهر المرأة فی

إقرأ أيضاً:

حكم إزالة المرأة شعر العانة بالليزر لدى طبيبة.. عضو بـالأزهر للفتوى تكشف

أكدت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، ردًا على سؤال متكرر من كثير من السيدات والفتيات بخصوص حكم إجراء جلسات الليزر لإزالة الشعر في منطقة العورة المغلظة، بأنه لا يجوز شرعًا أن تطّلع أي امرأة—لو كانت طبيبة—على العورة المغلظة لامرأة أخرى، إلا في حالات الضرورة القصوى التي لا يمكن فيها الاستغناء عن ذلك بأي وسيلة أخرى.

وقالت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين: "إحنا لازم نفهم إن المنطقة من السرة للركبة هي عورة مغلظة، ولا يجوز الاطلاع عليها إلا للضرورة الملجئة، يعني لو مفيش أي بديل تاني فعليًا، وده الأصل اللي لازم نمشي عليه، مش أي نوع من أنواع التجميل أو الراحة الجسدية يعتبر ضرورة شرعية".

في تغريدة على إكس وفيسبوك .. شيخ الأزهر ينعى بابا الفاتيكان بـ 4 لغاتشيخ الأزهر ناعيا بابا الفاتيكان : رجل الإنسانية من طراز رفيعالأزهر العالمي للفتوى يطلق فعاليات الملتقى المركزي لشباب الجامعاتإعلان نتائج الموسم الثالث لمسابقة ملتقى الأزهر للكاريكاتير والبورتريه

وأضافت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى "النهاردة في وسائل كتير بقت متاحة، منها أجهزة الليزر المنزلي اللي بتقدري تستخدميها بنفسك، ومنها خدمات داخل المراكز بتخلي العميلة تطبّق على نفسها بدون تدخل مباشر من أي شخص، والطبيبة أو الموظفة بتوجهك فقط، لو ده متاح، يبقى مفيش ضرورة، وساعتها الاطلاع غير جائز".

وتابعت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى "لكن لو فعلاً وصلتي لمرحلة إنك جربتي كل البدائل، وما قدرتيش تطبقيها بنفسك، وكان في ضرر أو أذى حاصل من الوسائل التانية التقليدية، ومفيش غير إن الطبيبة هي اللي تنفذ بنفسها، يبقى ده اضطرار، لكن بشرط إنه يكون: بقدر الحاجة فق، ومع ستر باقي الجسد، وعدم التوسع في الكشف أو النظر أكتر من المطلوب".

وشددت: "عايزين نأكد إن الشرع ما بيغلقش الأبواب، لكن كمان ما بيسمحش بالاستهانة بالأحكام، والليزر مش حالة استثنائية، فيه فرق بين التجميل والضرورة. والضرورات لها شروطها".

ووجهت رسالة للفتيات، قائلة: "قبل ما تاخدي قرار، جربي، اسألي، دوري على البدائل، ولو فعلاً وصلتِ لمرحلة اضطرار، اتواصلي مع الجهات الشرعية المختصة أو طبيبة ثقة، واحرصي إنك تغطي باقي الجسد، وما يكونش فيه أي تجاوز، وافتكري دايمًا إن ربنا بيحاسبنا على النية، بس كمان على الأفعال، وإن الحياء لا يتجزأ".

مقالات مشابهة

  • الأزهر يرد على سعد الدين الهلالي في دعوى المساواة في الميراث
  • الإفتاء ترد على دعوة سعد الدين الهلالي بشأن المساواة في الميراث: "الثوابت الدينية ليست محل تصويت"
  • حكم المرأة غير المحجبة في الإسلام.. هل يطلقها زوجها ويحرمها من حقوقها؟
  • حكم إزالة المرأة شعر العانة بالليزر لدى طبيبة.. عضو بـالأزهر للفتوى تكشف
  • هل يجوز المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث وكتابة التركة للبنات
  • رد حاسم لـ الإفتاء على دعوة المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة
  • سمية أبو العينين: الأزهر قبلة الوسطية في العالم وندعم جهوده في نشر الإسلام السمح
  • عاجل - "فتوى الأزهر" ترد علي دعوة الهلالي للمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث
  • دراما القضايا المجتمعية.. قلبي ومفتاحه "قضايا المحلل وإضطهاد المرأة"
  • النصوص قطعية لا تقبل الاجتهاد أو التغيير.. الأزهر يرد على الدعوات المطالبة بالمساواة في الميراث