قطاع المؤتمرات والمعارض يساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وتعزيز فرص الأعمال
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
مسقط- العُمانية
يساهم قطاع المؤتمرات والمعارض في تعزيز التفاعل والمشاركة لدى الشباب، إذ يوفر فرصًا للشباب للتواصل والتعلم من خلال حضور المؤتمرات والمعارض المتنوعة، ويتيح لهم التعرف على تجارب ناجحة، وتبادل الأفكار والمعرفة مع الخبراء والمهنيين في مجالات مختلفة.
وقال المهندس سعيد بن سالم الشنفري الرئيس التنفيذي لمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، إن مركز المعارض والمؤتمرات يعمل على تنفيذ استراتيجيات متنوعة لتشجيع المشاركة الشبابية في الفعاليات والمعارض، وتشمل هذه الاستراتيجيات توفير برامج توجيه وتدريب للشباب المهتمين بالمشاركة، وتنظيم منتديات وندوات خاصة لهم، إضافة إلى تعزيز التواصل المستمر مع المجتمع الشبابي لمعرفة احتياجاتهم وآرائهم، وإشراك الكثير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في العمل مع المركز في مختلف الفعاليات.
وبين الشنفري أن عدد الشركات الوطنية التي تعامل معها المركز خلال عام 2023م بلغ أكثر من 340 شركة، ممثلة في أكثر من 20 شركة صغيرة ومتوسطة، وأكثر من 85 شركة من حاملي بطاقات ريادة، لتوسيع التعاون في قاعدة الموردين، وتعزيز فرص الأعمال لدى الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وأفاد بأن مركز المؤتمرات والمعارض يوفر منصة للشباب لعرض وتبادل أفكارهم ومشروعاتهم الابتكارية، ويعزز التعاون بين الشباب الرياديين والمستثمرين والمهتمين بالابتكار، وتعريفهم بأحدث التقنيات والابتكارات في مجالات مختلفة والاستفادة من خبرات الخبراء، مضيفاً أنه يتم الترويج لهذه المبادرات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والشبكات الاجتماعية لجذب اهتمام الشباب وتشجيعهم على المشاركة.
وأشار إلى أن المؤتمرات والمعارض تسهم في جذب السياح إلى سلطنة عمان من خلال الفعاليات التي تقام في المركز والتي تعمل على تعريفهم بالجوانب الثقافية والتراثية والتقنية في سلطنة عمان، كما تعكس المؤتمرات والمعارض التطور والابتكار في سلطنة عمان، مما يشجع السياح على زيارة سلطنة عُمان والاستفادة من هذه الفعاليات.
يشار إلى أن قطاع المعارض والمؤتمرات يشكل عاملًا حيويًّا في تعزيز التنمية الاقتصادية وقدرات الشباب بالتوازن بين التقنية والإبداع، ويمكن أن يستمر هذا القطاع في تحقيق إسهاماته الإيجابية في رحلة التنمية المستدامة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
قطاع التعدين واستشراف المستقبل
يعد قطاع التعدين في سلطنة عُمان أحد القطاعات الاقتصادية المهمة، والمعوّل عليها كثيرًا في التوجه الوطني للتنويع الاقتصادي، وهو قطاع يحوي العديد من الفرص الاستثمارية التي بدورها تسهم في توليد فرص عمل بمختلف التخصصات؛ خاصة المرتبطة بالاستكشاف والإنتاج والأبحاث التعدينية، وتبذل سلطنة عُمان جهودًا كبيرة لرفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي لتحقيق التنويع الاقتصادي والاستدامة المالية ضمن مؤشرات «رؤية عُمان 2040» عبر تطوير منظومة التشريعات والقوانين الداعمة لعمليات الاستكشاف والإنتاج، إضافة إلى تهيئة البنى الأساسية في المناطق التعدينية، حيث تتجاوز الاستثمارات التعدينية في سلطنة عُمان 100 مليون ريال عُماني بنهاية 2023م، من بينها مشروع تطوير منطقة شليم التعدينية للمعادن الصناعية، ومشروع منجم الواشحي، ومشروع منجم الغيزين، ومشروع نقاء للملح، ومشروع التنقيب والتعدين لخامي النحاس والذهب المصاحب لمربع 10 بولاية ينقل، ومشروع إعادة تطوير منجمي الأسيل والبيضاء للنحاس، إضافة إلى مشروع دراسة الجدوى الاقتصادية لخام الدولومايت كنوز (الشق السفلي).
ووفقا للتقرير السنوي لشركة تنمية معادن عُمان فإن الشركة حقّقت إيرادات بنحو 9 ملايين ريال عُماني عام 2023م بنسبة ارتفاع 191% مقارنة بنحو 3 ملايين ريال عماني عام 2022م، أيضا حقّقت الشركة نموًّا بنسبة 7% في أصول الاستكشاف لتصل إلى نحو 112 مليون ريال عماني بنهاية عام 2023 مقارنة بـ104.5 مليون ريال في عام 2022، هذه الاستثمارات ستحفّز مؤشرات الاقتصاد الكلي على النمو مما ستولّد فرص عمل للباحثين عن عمل، وستسهم في توسيع قاعدة الاقتصاد الوطني وتسريع التنويع الاقتصادي في حال ارتفاع مساهمة القطاع التعديني في الناتج المحلي الإجمالي؛ خاصة مع بدء الإنتاج التجاري لمعدن النحاس عبر شركة مزون للنحاس عام 2027 الذي توقّف إنتاجه لأكثر من 10 سنوات، حيث من المتوقع أن ترتفع مساهمة القطاع التعديني في الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عُمان بأكثر من 3% من خلال ارتفاع وتيرة تصنيع مواد البناء كالإسمنت والجبس والرخام وأحجاز الزينة والجرانيت، والمعادن الأخرى المستخدمة في قطاع الإنشاءات والتعمير.
تتميز سلطنة عُمان عن غيرها من البلدان بوجود مساحات كبيرة جاذبة للاستثمار طويل المدى في القطاع التعديني، مما يشجّع المستثمرين على التنقيب عن المعادن والمنافسة على الحصول على فرص استثمارية بقطاع التعدين، ورغم التحديات التي تواجه عمليات استخراج المعادن ومعالجتها المتمثلة بالتكلفة الباهظة والاحتياج إلى الكادر البشري الممكن والمؤهل، إضافة إلى وجود المراكز البحثية والدراسات النوعية للاستقصاء عن المعادن وجدواها وبحث المعالجات الفاعلة والميسّرة لعمليات التنقيب والاستخراج والمعالجة والتصنيع، إلا أن وزارة الطاقة والمعادن وظّفت التقنية المتطورة في إطلاق منصة «طاقة» لتعزيز جلب الاستثمارات في مناطق الامتياز بمختلف المواقع في سلطنة عُمان، مشجّعة بذلك اتخاذ قرار الاستثمار في القطاع التعديني، وموظّفة التكنولوجيا الحديثة المساعدة في التعدين كالذكاء الاصطناعي في عمليات استكشاف المعادن والتنقيب عنها، واستخراجها ومعالجتها تمهيدا لتصديرها، إضافة إلى دور المنصة في تحسين سلسلة الإمداد وإدارة البيانات وتنظيم العمليات ورفع القدرة الإنتاجية للمعادن، ففاعلية التقنية لا تقتصر على تسهيل عمليات الإنتاج، أيضا تنافس العقل البشري في مستوى الذكاء والكفاءة والفعالية، مع تميّزها بمستوى عالٍ من الأمان في جوانب استكشاف المعادن والتنقيب عنها واستخراجها.
إن ما يميّز التوجّه نحو تعظيم الاستفادة من قطاع التعدين في سلطنة عُمان أن عمليات التنقيب عن المعادن تراعي الشواهد التاريخية والأثرية، وأن العمليات لا تقوم فقط على الاهتمام بالجانب المادي الربحي عبر المواءمة بين البعدين الاجتماعي والاقتصادي من خلال الحفاظ على الإرث والهوية الوطنية بالتنسيق بين كل من وزارة الطاقة والمعادن وهيئة البيئة؛ بهدف إيجاد تمازج وتوازن بين حماية التراث والثقافة وبين الأنشطة التعدينية المستدامة، حقيقة جهود كبيرة تُبذل لتعظيم الاستفادة من القطاع التعديني؛ خاصة بعد إعادة إنتاجه خلال الفترة الماضية، ويعد القطاع فرصة لتوظيف مخرجات بعض التخصصات المرتبطة بالاستكشاف والتنقيب عن المعادن، وكذلك إجراء مزيد من الدراسات والبحوث الداعمة لاتخاذ القرارات المرتبطة بالقطاع من حيث استدامة عمليات الإنتاج، حيث إن سلطنة عُمان تزخر بالعديد من المعادن التي تجعلها ميزة اقتصادية وتنافسية مقارنة بدول الجوار وعالميًا، وستساعدها في تحسّن مؤشرات قطاع التعدين مثل معدن الجبس الذي تتصدّر سلطنة عُمان الإنتاج عالميا بنحو 11 مليون طن سنويًا، ومعادن أخرى مثل: الحجر الجيري والجابرو، وأرى من الجيد التفكير في أساليب ومنهجيات مبتكرة للتسويق والترويج عن الفرص الاستثمارية التعدينية الواعدة في سلطنة عُمان عبر الاستفادة من الدبلوماسية الاقتصادية والمهرجانات الشتوية والفعاليات والمناشط التي تقام طيلة العام، أيضا أرى من المهم دراسة مقترح إقامة منتدى يستضيف كبار المستثمرين في القطاع عالميًا والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأفراد المجتمع المهتمين بالتعدين؛ بهدف التعريف أكثر بالفرص الاستثمارية في القطاع وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على الاستثمار في بعض العمليات التعدينية، كذلك للاستمتاع لبعض الآراء ووجهات النظر والتطلعات عن القطاع ودوره في تعزيز التنمية المستدامة.