تداعيات هجمات حزب العمال الكردستاني الأخيرة
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
شن حزب العمال الكردستاني قبل أيام هجمات على قواعد في شمال العراق؛ أقامها الجيش التركي لمكافحة الإرهاب، وأسفرت الاشتباكات عن استشهاد 12 جنديا تركيا خلال يومين، بالإضافة إلى إصابة آخرين. وأثار سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى علامات استفهام حول ملابسات الهجمات وأسبابها وتوقيتها.
خبراء الأمن والاستخبارات يشيرون إلى أن الهجمات وقعت بالليل في ظروف الشتاء القاسية التي أدت فيها العاصفة الثلجية إلى تدني مدى الرؤية إلى مسافة متر أو مترين، ما أسهم في تسلل الإرهابيين إلى مناطق قريبة من القواعد لخوض الاشتباكات مع الجنود الأتراك، إلا أنهم في ذات الوقت يلفتون إلى الدعم الذي تلقاه عناصر حزب العمال الكردستاني خلال الهجمات وقبل وقوعها.
صحيفة "تركيا" التركية نشرت يوم الاثنين تقريرا على صفحتها الأولى يقول إن الموساد الإسرائيلي وراء الهجمات التي تم التخطيط والإعداد لها في معسكرات المنظمة الإرهابية في شمال سوريا، مضيفا أن عقيدا إسرائيليا وثلاثة عملاء للموساد أشرفوا على التدريب الذي تلقاها الإرهابيون تحت حماية القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" للقيام بهذه الهجمات، كما تلقوا معلومات استخباراتية عن القواعد التي سيهاجمونها.
توقيت الهجمات، وفقا لكثير من المحللين، يحمل رسائل موجهة إلى تركيا. ويرى هؤلاء أن هذه الهجمات جاءت ردا على تصريحات رئيس الجمهورية التركي حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتشديده على أن حركة حماس ليست "منظمة إرهابية"
توقيت الهجمات، وفقا لكثير من المحللين، يحمل رسائل موجهة إلى تركيا. ويرى هؤلاء أن هذه الهجمات جاءت ردا على تصريحات رئيس الجمهورية التركي حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتشديده على أن حركة حماس ليست "منظمة إرهابية"، بل هي حركة تحرير وطنية، بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها أنقرة لمحاكمة قادة الاحتلال، على رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كمجرمي حرب في المحكمة الجنائية الدولية.
وفي أول رد على الهجمات، قصفت القوات المسلحة التركية معاقل حزب العمال الكردستاني ومعسكراته في شمال العراق وشمال سوريا، كما استهدفت الطائرات الحربية والمسيرة التركية المنشآت التي تستخدمها المنظمة الإرهابية بما فيها مصافي النفط التي تشغلها بالتنسيق والتعاون والشراكة مع القوات الأمريكية. وتشير الغارات الجوية التي قام بها الجيش التركي إلى أن أنقرة تبعث إلى واشنطن رسالة مفادها أن وحدات حماية الشعب الكردي هي ذات حزب العمال الكردستاني الذي ستواصل تركيا محاربته أينما كان، بغض النظر عن أماكن تواجده في العراق وسوريا.
الهجمات الأخيرة التي قامت بها المنظمة الإرهابية لن تدفع تركيا إلى تغيير موقفها من حركة حماس أو العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولا إلى التراجع عن مكافحة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وشمال سوريا. هذا ما يؤكده ضرب 50 هدفا تابعا للمنظمة الإرهابية وتحييد عشرات الإرهابيين في القامشلي وعامودا وعين العرب، ومواصلة الطائرات المسيرة التركية عملياتها.
وفي خطوة يمكن اعتبارها من تداعيات الهجمات، قامت تركيا يوم السبت بتمديد الحظر على التعامل مع مطار السليمانية، لستة أشهر أخرى، علما أن تركيا قد أغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات القادمة من مطار السليمانية والمتجهة إليه في 3 نيسان/ أبريل الماضي، احتجاجاً على زيادة أنشطة حزب العمال الكردستاني في المدينة، والدعم الذي يقدمه الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة بافال طالباني، إلى المنظمة الإرهابية. وكان الحظر المفروض على مطار السليمانية سينتهي في 3 كانون الثاني/ يناير، إلا الهجمات التي قام بها حزب العمال الكردستاني، في ظل استمرار التنسيق والتعاون بين المنظمة الإرهابية والاتحاد الوطني الكردستاني، أدى إلى إعلان تمديده. وإضافة إلى تمديد الحظر، أعلنت الاستخبارات التركية، الثلاثاء، تحييد "مسؤول السليمانية" في حزب العمال الكردستاني في عملية دقيقة.
امتناع حزب الشعب الجمهوري عن توقيع البيان المشترك الذي يندد بهجمات المنظمة الإرهابية، كشف عن مدى رهان الحزب على أصوات الأكراد الانفصاليين للفوز في الانتخابات المحلية. ومن المؤكد أن هذا الارتهان سيكون له ثمن قد يدفعه حزب الشعب الجمهوري غاليا بعد ثلاثة أشهر، في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد موقفه
وعلى الصعيد الداخلي، وقعت الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان التركي، بيانا صاغه الحزب الجيد للتنديد بهجمات حزب العمال الكردستاني، إلا أن حزب الشعب الجمهوري امتنع عن التوقيع، خوفا من غضب "حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية". ويسعى حزب الشعب الجمهوري إلى التحالف مع هذا الأخير الموالي لحزب العمال الكردستاني، في الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في 31 آذار/ مارس القادم، والحصول على دعمه في إسطنبول وأنقرة وإزمير. وبعد أن ارتفعت أصوات تنتقد موقفه، أصدر حزب الشعب الجمهوري بيانا منفردا للتنديد بالهجمات الإرهابية، بعبارات فضفاضة، دون الإشارة إلى حزب العمال الكردستاني.
امتناع حزب الشعب الجمهوري عن توقيع البيان المشترك الذي يندد بهجمات المنظمة الإرهابية، كشف عن مدى رهان الحزب على أصوات الأكراد الانفصاليين للفوز في الانتخابات المحلية. ومن المؤكد أن هذا الارتهان سيكون له ثمن قد يدفعه حزب الشعب الجمهوري غاليا بعد ثلاثة أشهر، في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد موقفه. ويشير الكاتب الصحفي التركي، عبد القادر سيلفي، إلى انزعاج حوالي مائة نائب من نواب حزب الشعب الجمهوري البالغ عددهم 130 نائبا، من القرار الذي اتخذه رئيس الحزب أوزغور أوزل، بشأن البيان المشترك، دون الرجوع إلى آراء النواب، لأنه يظهر حزب الشعب الجمهوري مرتبطا بحزب العمال الكردستاني، ويحرج النواب أمام الناخبين.
twitter.com/ismail_yasa
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العراق تركيا العمال الكردستاني الإسرائيلي الشعب الجمهوري العراق إسرائيل تركيا العمال الكردستاني الشعب الجمهوري مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال الکردستانی حزب الشعب الجمهوری المنظمة الإرهابیة فی شمال
إقرأ أيضاً:
الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين
كشف الجيش الأميركي عن مشاركة مقاتلات من طراز «إف-35 سي» في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين، مؤكداً استهداف منشآت لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة، في سياق الحد من قدرات الجماعة المدعومة من إيران على مهاجمة السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.
ويأتي استخدام الجيش الأميركي لطائرات «إف-35 سي» في ضرباته على الحوثيين بعد أن استخدم الشهر الماضي القاذفة الشبحية «بي-2» لاستهداف مواقع محصنة تحت الأرض في صعدة وصنعاء.
وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان، أن قواتها نفذت سلسلة من الغارات الجوية الدقيقة على عدد من منشآت تخزين الأسلحة الحوثية الواقعة داخل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، يومي 9 و10 نوفمبر (تشرين الثاني).
وبحسب البيان تضمنت هذه المرافق مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية المتقدمة التي يستخدمها الحوثيون المدعومون من إيران لاستهداف السفن العسكرية والمدنية الأميركية والدولية التي تبحر في المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن. كما أفاد بأن أصولاً تابعة للقوات الجوية والبحرية الأميركية بما في ذلك طائرات «إف-35 سي» شاركت في الضربات.
وطبقاً لتقارير عسكرية، تمتلك مقاتلة «إف-35» قدرات شبحية للتخفي تفوق مقاتلتي «إف-22» و«إف-117»، وقاذفة «بي-2»، ولديها أجهزة استشعار مصممة لاكتشاف وتحديد مواقع رادارات العدو وقاذفات الصواريخ، إضافة إلى تزويدها بحجرات أسلحة عميقة مصممة لحمل الأسلحة وتدمير صواريخ المنظومات الدفاعية الجوية من مسافة بعيدة.
وجاءت الضربات -وفق بيان الجيش الأميركي- رداً على الهجمات المتكررة وغير القانونية التي يشنها الحوثيون على الملاحة التجارية الدولية، وكذلك على السفن التجارية الأميركية وقوات التحالف في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن. وهدفت إلى إضعاف قدرة الحوثيين على تهديد الشركاء الإقليميين.
تصد للهجمات
أوضحت القيادة المركزية الأميركية أن المدمرتين «يو إس إس ستوكديل» و«يو إس إس سبروانس» إلى جانب طائرات القوات الجوية والبحرية الأمريكية، نجحت في التصدي لمجموعة من الأسلحة التي أطلقها الحوثيون أثناء عبور المدمرتين مضيق باب المندب.
وطبقاً للبيان الأميركي، اشتبكت هذه القوات بنجاح مع ثمانية أنظمة جوية من دون طيار هجومية أحادية الاتجاه، وخمسة صواريخ باليستية مضادة للسفن، وأربعة صواريخ كروز مضادة للسفن؛ مما ضمن سلامة السفن العسكرية وأفرادها.
وإذ أكدت القيادة المركزية الأميركية عدم وقوع أضرار في صفوفها أو معداتها، وقالت إن إجراءاتها تعكس التزامها المستمر بحماية أفرادها والشركاء الإقليميين والشحن الدولي، مع الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضافت أنها «ستظل يقظة في جهودها لحماية حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، وستواصل اتخاذ الخطوات المناسبة لمعالجة أي تهديدات للاستقرار الإقليمي».
ويزعم الحوثيون أنهم يشنون هجماتهم البحرية لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، في سياق مساندتهم للفلسطينيين في غزة، وأخيراً لمساندة «حزب الله» في لبنان.
22 غارة
وكان إعلام الحوثيين أفاد بتلقي الجماعة نحو 22 غارة بين يومي السبت والثلاثاء الماضيين، إذ استهدفت 3 غارات، الثلاثاء، منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات البحرية، واستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة.
ويوم الاثنين، اعترفت الجماعة أنها تلقت 7 غارات وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، استهدفت منطقة حرف سفيان شمال محافظة عمران، إلى جانب غارتين استهدفتا منطقة الرحبة في مديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعدة، حيث المعقل الرئيسي للجماعة.
كما أقرت بتلقي 4 غارات استهدفت منطقة جربان في الضواحي الجنوبية لصنعاء، إلى جانب غارة استهدفت معسكر «الحفا» في صنعاء نفسها، وغارتين ضربتا منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، يوم الأحد.
وبدأت الموجة الجديدة من الضربات الغربية المتتابعة، مساء السبت الماضي؛ إذ استهدفت 3 غارات معسكرات الجماعة ومستودعات أسلحتها في منطقتي النهدين والحفا في صنعاء.
وبلغت الغارات الغربية التي استقبلها الحوثيون نحو 800 غارة، بدءاً من 12 يناير الماضي (كانون الثاني)؛ كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في استهداف المواقع المحصّنة للجماعة في صنعاء وصعدة.
يشار إلى أنه منذ نوفمبر 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.
وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانيها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.