جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-23@04:23:39 GMT

ابن حرب في ملعب اليرموك!

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

ابن حرب في ملعب اليرموك!

 

المعتصم البوسعيدي

 

على ملعبِ اليرموك صمت يطبقُ على المكان، عيون شاخصة، وكرامة يُدنسُها العدو المتمترِس بعدتهِ وعتاده، وأمةٌ ترى ولا ترى، ماتت نخوتها، واستبيحت عزتها، ولا دماءَ تجري في وريدِها، وليس هناك "ابن حرب" إذ ينبري على الأشهاد "يا نصر الله اقترب.. الثبات الثبات يا معشر المسلمين"، فكيف والطفل يقتل أمام ناظري عائلته، والشاب يساق مُعرى الجسد، والنساء ثكلى، وبياض اللحى يوكز على صدره أن أمضِ نحو قبرك، فأين شرف الأمة وأين رجالها، واحسرتاه!

ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الكيان الصهيوني ملعب اليرموك بقطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية وتصفية عنصرية همجية، لكنها المرة الأولى التي يجعل منها هذا العدو الجبان الملعب ساحة نازية على مرأى العالم، هذا العالم المليء بالنفاق وقلة الحياء والأدب، فلا قانون دولياً إنسانياً يوقف انتهاك كل قيمه، ولا هيئة أمم تتحرك مشاعرها، ولا "الفيفا" سطوة المال والاقتصاد وحشود الجماهير "ينبس ببنت شفة"، عار عليكم وأنتم تتعلمون رقصة الشعوب على جثث الشهداء، وتحتفلون في أرض مقدسة عند سفكِ الدماء، ولكن ما الغريب في هذا؛ والقريب القريب ينقلب إلى أهله مسرورا، ضاحكًا لا يعنيه تعذيب أخيه المسلم وقتله وتشريده والتنكيل به، فواحسرتاه!

ملعب اليرموك لم يكن فقط ملعب كرة قدم؛ بل ملعبا رياضيا واجتماعيا ووطنيا بامتياز، والعدو يعلم ذلك تمامًا، كما يعلم أنه لن يقتل روح الحياة في غزة وشعبها، فهم بقية الشرف والكرامة والصمود للإنسانية قبل شرف الأمة الإسلامية على وجه الخصوص، ونحن نرى المقاومة تقدم الدرس تلو الآخر في هذه الأيام العصيبة، فالحرب -في اعتقادي-ليست لغة موت؛ هي الحياة بعينها، والإنسانية في أبهى صورها، والحق الذي لا حياد عنه، أما أصوات النشاز فتلك كدبابة "المريكافا" سقط قناعها "بشواظٍ" من المسافة صفر.

ستُروَى الحكايات الملحمية عن النَّاس العظام في غزة العزة، وفي الجنة موعدٌ لا يخيب، وسترفع الأقلام وتجف الصحف، وستروى قصة ملعب اليرموك بصوت أبي سفيان بن حرب: "والله لا ينجيكم الله من هؤلاء القوم، ولا يبلغ بكم رضوانه غدًا إلا بصدق اللقاء والصبر في المواطن المكروهة ... يا معشر أهل الإسلام: حقٌ ما ترون، فهذا رسول الله، والجنة أمامكم، والشيطان والنار خلفكم" فلا تبالون بوخز العدو، وإن كان بصر "ابن حرب" ذهب في معركة اليرموك الخالدة؛ فإن بصيرته لا زالت تنير الدنيا وتضيء قلوب المظلومين، وما النصر إلا من عند الله.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الخيام تشتعل.. إشتباكات عنيفة وهجومٌ كبير لـحزب الله!

أعلن "حزب الله"، اليوم الجمعة، استهداف تجمّعات لجيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبية والشرقية لمدينة الخيام، وذلك بواسطة صليات من الصواريخ.   من ناحيتها، ذكرت قناة "المنار" أنَّ الحزب أطلق 28 مُسيَّرة انقضاضية باتجاه تجمعات العدو الاسرائيلي بمدينة الخيام جنوب لبنان في أكبر هجوم بالمُسيّرات الإنقضاضية منذ بداية المواجهات.   وفي بيان آخر، كشف الحزب عن حصول اشتباكاتٍ عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخيّة مع قوات الجيش الإسرائيلي في بلدة الجبين، في حين تحدث عن تنفيذ هجوم جوي بسربٍ من المُسيرات الانقضاضية على قاعدة شراغا (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمالي مدينة عكا المُحتلّة، للمرّة الثانية.      

مقالات مشابهة

  • العدو وهدف ضرب (وحدة الساحات)..!
  • الخيام تشتعل.. إشتباكات عنيفة وهجومٌ كبير لـحزب الله!
  • غارات جديدة على الضاحية الجنوبية... هذه المناطق التي استهدفها العدوّ (فيديو)
  • الأردن..اليرموك تعلن تسكين برنامج بكالوريوس دكتور في الطب
  • حزب الله استهدف تجمعات لجنود العدوّ الإسرائيليّ
  • حزب الله: استهدفنا تجمعا لقوات العدو في مستوطنة المطلة
  • قائد الثورة: الأمريكي شريك أساسي مع العدو الإسرائيلي في كل جرائمه التي يرتكبها على مدى عقود من الزمن
  • السيد القائد: الذكرى السنوية للشهيد من المناسبات المهمة التي يحييها شعبنا ولها قدسيتها في مضمونها وأهدافها
  • بالفيديو.. حزب الله يسقط مسيّرة هرمز 450 - زیك في الجنوب
  • بالقذائف المدفعية... حزب الله استهدف تجمعًا لقوّات العدو عند الأطراف الجنوبيّة لبلدة شمع