حرائق غابات 2023.. الأكثر حصدا للأرواح هذا القرن
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
أتت حرائق الغابات في العام 2023 على حوالى 400 مليون هكتار، وقتلت أكثر من 250 شخصا، وأطلقت 6,5 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون.
موسم حرائق غابات قياسي في كندا
شهدت القارة الأميركية هذا العام موسم حرائق غابات قياسيا أتى على 80 مليون هكتار (حتى 23 ديسمبر) أي أكثر من مرة ونصف مرة من مساحة إسبانيا، بزيادة 10 ملايين عن متوسط الفترة نفسها من 2012-2022 وفق النظام العالمي لإدارة معلومات الحرائق.
وكانت حرائق كندا المسؤول الرئيسي عن هذه الزيادة؛ فقد أتت حرائق الغابات هذا العام على 18 مليون هكتار أو ثلث مساحة فرنسا القارية.
وأوضحت بولين فيلان-كارلوتي، المتخصصة في الجغرافيا والحرائق، لوكالة فرانس برس، أن الحرائق التي تؤجّجها ظروف أكثر جفافا وحرّا ناجمة عن تغير المناخ "لا يمكن السيطرة عليها" عبر "سياسة إخماد النيران التي ثبت عدم فعاليتها".
وأضافت "لم نعد قادرين على التعامل (مع حرائق الغابات) في الظروف الراهنة بالوسائل البشرية المتاحة، ومن هنا تأتي أهمية العمل انطلاقا من أصل المشكلة عبر الوقاية".
العام الأكثر حصدا للأرواح
وكان العام 2023 الأكثر حصدا للأرواح في القرن الحادي والعشرين جراء حرائق الغابات وفق قاعدة البيانات الدولية للكوارث التابعة لجامعة لوفان، مع تسجيلها 250 قتيلا على الأقل:
97 قتيلا و31 مفقودا في حرائق هاواي في أغسطس. 34 قتيلا في الجزائر. 26 على الأقل في اليونان.وقالت فيلان-كارلوتي، إن هذا العدد "قد يرتفع في السنوات المقبلة" مع اقتراب الحرائق "من مناطق حضرية إلى حد خطر".
في أغسطس، دمّرت مدينة لاهاينا السياحية في جزيرة ماوي في هاواي بشكل شبه كامل.
وهذا العام، بالإضافة إلى المناطق المعرضة عادة للحرائق مثل حوض البحر الأبيض المتوسط (اليونان وإيطاليا وتونس والجزائر...)، وأميركا الشمالية وأستراليا، دمّرت مناطق أخرى بالحرائق مثل هاواي وتينيريفي، وهو أمر من شأنه زيادة عدد الأشخاص المعرضين للخطر.
كلما ازداد عدد الحرائق، قل الوقت المتاح لنمو النباتات وفقدت الغابات قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
وشرحت سولين توركيتي الباحثة في "لاتموس" المختبر المتخصص في درس العمليات الفيزيائية والكيميائية في الأجواء الأرضية، "تقدّر الدراسات الحديثة بأن الحرائق تقلل من تخزين الكربون وهو من غازات الدفيئة بحوالى 10 بالمئة".
بالإضافة إلى ذلك، تطلق الأشجار من خلال احتراقها كل كميات ثاني أكسيد الكربون التي خزنتها.
فمنذ بداية العام، أطلقت حرائق الغابات حوالى 6,5 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون وفقا للنظام العالمي لإدارة معلومات الحرائق، مقارنة بـ 36,8 مليار طن جراء استخدام الوقود الأحفوري (النفط والغاز والفحم...) والإسمنت.
عموما، يعاد امتصاص حوالى 80 في المئة من الكربون الناجم عن حرائق الغابات من النبات الذي ينمو مجددا في الموسم التالي.
أما النسبة المتبقية، فتساهم في تعزيز تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهو أمر من شأنه مفاقمة احترار المناخ.
تأثير صحي فوري
بالإضافة إلى ثاني أكسيد الكربون، تطلق حرائق الغابات والنباتات مجموعة من الجزيئات الضارة، من أول أكسيد الكربون إلى سلسلة طويلة من الغازات الأخرى أو الهباء الجوي (الرماد والكربون الأسود والكربون العضوي...).
وأوضحت توركيتي أن "هذه الانبعاثات تغيّر نوعية الهواء، حتى مئات الكيلومترات عندما تكون الحرائق أكثر كثافة" مشيرة إلى "تأثير صحي فوري" يضاف إلى "تدمير أنظمة بيئية وبنى تحتية".
وأظهرت دراسة نشرتها مجلة "نايتشر" المتخصصة في سبتمبر أن سكان الدول الأكثر فقرا، لا سيما في وسط إفريقيا، أكثر عرضة لتلوث الهواء الناجم عن هذه الحرائق من سكان الدول المتقدمة.
إفريقيا حالة خاصة
كانت إفريقيا أكثر القارات تضررًا بحرائق الغابات منذ بداية العام مع احتراق حوالى 212 مليون هكتار، لكن بولين فيلان-كارلوتي قالت إنه يجب عدم "إعطاء أهمية كبيرة لهذه الحرائق الإفريقية" لأن هذا الرقم لا يعكس "حرائق غابات ضخمة".
إنه بالأحرى عدد كبير من عمليات "حرق زراعي" صغيرة وهي "ممارسات تقليدية لا تضر بالمناطق المشجرة لأنه يجري التحكم فيها والسيطرة عليها" وتنفَّذ بشكل دوري بحسب المتخصصة، مضيفة أنها تؤثر على النبات والحيوانات المحلية، لكن على المدى المتوسط "ستنمو الأشجار مجددا، ما يسمح بتجدّد" الغطاء النباتي وزيادة تنوع الأزهار.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات القارة الأميركية الحرائق حرائق الغابات البحر الأبيض المتوسط إفريقيا حرائق غابات حرائق الغابات حصاد 2023 القارة الأميركية الحرائق حرائق الغابات البحر الأبيض المتوسط إفريقيا بيئة ثانی أکسید الکربون حرائق الغابات ملیون هکتار حرائق غابات
إقرأ أيضاً:
التموين: توريد أكثر من 56 ألف طن قمح محلي منذ بدء الموسم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية عن ارتفاع معدل توريد القمح المحلي من المزارعين إلى أكثر من 56 ألف طن منذ بدء موسم التوريد يوم الثلاثاء الماضي وحتى الآن، وهو رقم يقترب من معدلات نفس الفترة من العام الماضي، التي بلغت نحو 60 ألف طن.
وأكد الدكتور حسام الجراحي، نائب رئيس الهيئة العامة للسلع التموينية، اليوم خلال جولة تفقدية للمنطقة اللوجستية بمدينة طنطا بمحافظة الغربية.
المستهدف هذا العامأشار الوزير إلى أن الوزارة تستهدف هذا العام توريد ما بين 4 إلى 4.5 مليون طن من القمح المحلي، مقارنة بـ3.4 مليون طن تم توريدها في 2024، و3.8 مليون طن في 2023.
وأوضح أن استهلاك مصر من القمح التمويني يتراوح بين 9 إلى 9.5 مليون طن سنوي، وتغطي الدولة جزءًا كبيرًا منه من الإنتاج المحلي، فيما يتم استيراد الباقي من مناشئ متعددة.
زيادة أسعار التوريدكما لفت إلى أن الحكومة رفعت سعر توريد القمح المحلي هذا الموسم إلى 2200 جنيه للطن، بما يعادل 288 دولار، وهو أعلى من السعر العالمي الذي يتراوح بين 250 و260 دولار للطن.