جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-18@15:00:13 GMT

العام الجديد

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

العام الجديد

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

 

مرّ عام آخر، حدث آخر، أمل آخر، ونجاح جديد، مرّ صيف وشتاء وخريف وربيع وفصول أخرى، مرّ عمرّ آخر، وحياة أخرى، ورحيل متتالٍ، مرّت وجوه ومضت ووجوه وبقيت ومرّ من كان غريبًا وأصبح حبيبًا، وذهب الحبيب وبقي الغريب، وتتوالى المشاهد وتتكرر الأحداث وتمضي السنون وتتعاقب التفاصيل.

أما عن التفاؤل فهو هنا رغم الخيبات الكثيرة ورغم العثرات ورغم الأحقاد ورغم الخيانات التي نتعرض لها، ورغم المحيطين الذين كانوا يُظهرون أنهم معنا وقلوبهم معنا، إلّا أن سكين غدرهم تكشّفت، وأقنعتهم تلاشت ورياح بؤسهم هبّت، فحان موعد هجرانهم، وحان موعد كتابة عقد جديد لا يشُوبه النفاق ولا يملؤه الملل والإخفاقات.

عندما يمرّ عام فإننا نستذكر ما حدث وما مرّ بنا في العام الماضي وقد تكون الانتصارات التي حققناها هي أكبر من الخيبات التي مرّت لكننا في كل فصل نترقب الجديد وفي كل نجاح ننتصر به نرى في وجوه الآخرين الذين يريدون لنا التخاذل ويريدون البقاء في الواجهة والحزن.

بطريقة أو بأخرى فإن درب النجاح طويل وإن الإرادة الكبيرة التي نتحلى بها باقية وإننا خلقنا لننجز ولنتحدى ولننجح ولننسى العثرات التي كانت دائما ما تعيق مسيرة البناء والتقدم.

تمرّ الذكريات ولا نقف عليها لكن ينتابنا الحزن عندما نعي تماما أن من كان يشاركنا تلك الذكريات قد مات وأنه لم يعد بيننا فكل منا قد فقد شخصاً يحبه ولكن الحياة تستمرّ وكلما مرّ عام قد يمرّ مختلفا وناقصا رغم التقدم الذي يحدث في المحيط حولنا فرحمة الله على من رحلوا والسلام لأرواحهم والبقاء لله وحده.

لم تكن المرّة الأولى التي أرى أنه قد استغني عني رغم أنني لم أقصر بشيء ولكن الإنسان الناجح الذي يسرق الأضواء أينما حلّ وذهب، هو محارب من أقرب الناس ومحارب من كل المقربين منه لا؛ بل دائمًا ما يتمنون انتهاء بريقه. وهذا إن دل فهو يدل على نجاحه، في حين أن محاربي النجاح كثر، فيجب أن لا نكترث لمثل هؤلاء ولا نهتم؛ فالرزق بيد الله وحده؛ والله وحده فقط قادر أن يغنينا عنهم؛ وأن يفتح لنا مجالات جديدة وعوالم أرحب؛ ومبادرات وأعمال جديدة؛ وأن لا نفقد الأمل؛ وإن شاء الله القادم أفضل بكثير.

إن مرور الأعوام وتعاقب الأحداث وتغيُّر الأحوال من حال إلى حال، هو من مجريات الحياة وسنة القدر؛ فهكذا تمرّ الأقدار ولا نملك أن نتدخل في أمر كتبه الله، ولكن علينا أن نبادر، علينا أن نعمل، علينا أن نجتهد، وأن لا نتوقف، وإن حدث أمر صعب يجب علينا أن نتحدى ذلك، وأن نناضل ونجتهد، وأن نعمل بشغف وبحب وتكاتف لننتصر، فإن نصر الله قريب. وتأكد أنك لم تُخلق عبثًا، وانك موجود في هذه الحياة لتؤدي رسالة خاصة بك، وأن تكون مؤثرًا وفعالًا، وأن لا تكون شخصًا سيئًا وخاليًا من المسؤولية، أو اتكاليًا ومحبطًا، ولا أن تكون شخصًا لا يفكر بعقلانية ولا يكترث لعواقب الأمور، ويجب أن لا تأخذك العاطفة بعيدًا، فكِّر وحكِّم عقلك وتريث، ثم حدِّد مسارك؛ فالحياة تحتاج إلى قوة ومواصلة، والسعي فيها يحتاج الى تفاؤل، فكن شخصًا إيجابيًا ومتفائلًا ومجتهدًا، وكل ما عليك هو أن تمضي قُدمًا وأن لا تنظر للخلف، فما مضى قد مضى، وما حدث قد حدث، انسْ وتجاوز وعش بحب وأمل؛ فبالأمل نواصل المسير، والأمل في الله كبير، وهو نعم المولى ونعم المصير.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ما هي البدعة التي حذرنا منها رسول الله؟ .. علي جمعة يوضحها

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه لابد علينا أن نُحَرِّرَ مفهوم البدعة، سيدنا النبي ﷺ قال حديثًا عَدَّه الأئمة الأعلام -منهم الإمام الشافعي- من الأصول التي بُنِيَ عليها الدين: « مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ ». قال العلماء: قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، ولم يقل: من أحدث في أمرنا هذا شيئًا فهو رد. الشريعة جاءت لتعليم المناهج وبيان القواعد التي يُبنَى عليها الأمر متسعًا، فمن أراد أن يَحْصرها في الوارِد فقد ضيَّق موسَّعًا، وهذا هو البدعة.

واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان رسول الله ﷺ وضع أُسُسًا لكيفية التعامل مع الحياة بنَسَقٍ منفتح، فمن أراد أن يجعل النَّسَقَ ضيقًا ويجرُّ الماضي على الحاضر من غير اتساع فهو مبتدع، قال: ما ليس منه، ولم يقل: من أحدث شيئًا، لو قال شيئًا أغلق الأمر كما أرادوا أن يُغلقوه على أنفسهم، لكن لا، قال: ما ليس منه. أخرج الإمام النسائي أن رسول الله ﷺ بعدما انتهى من الصلاة قال: مَن الذي قال مَا قال حينما رفعت من الركوع؟ فخاف الصحابة ولم يتكلَّم أحد، قال: «مَن قال ما قال فإنه لم يقل إلا خيرًا» قال: أنا يا رسول الله، قال: «ماذا قلت؟»، قال: قلت ربنا لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا طاهرًا مباركًا فيه ملءَ السموات والأرض وملء ما شئت من شيء. قال: «رأيت بضعًا وثلاثين ملكًا يبتدرها أيهم يصعد بها إلى السماء».

قال العلماء: وذلك التصعيد قبل إقرار النبي ﷺ ليعلمنا ما البدعة، وما الزيادة التي ليست ببدعة، فلما كان الكلام جميلاً فيه توحيد الله سبحانه وتعالى، فيه إخلاص واعتراف بالمنة له سبحانه وتعالى، كان وإن لم يسمعه من النبي، وإن كان قد زاده في الصلاة مقبولاً. وعندما سمع النبي في التلبية أعرابًا يقولون: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إلَّا شريكًا هو لك، ملكته ومَا مَلَكَك، أوقفهم وعلَّمهم، وأنكر عليهم، لأن هذا مخالف لما جاءت به الشريعة من إفراد التوحيد لله، فأنكره.

واستدل العلماء بحديث بلال: أن النبي ﷺ قام من ليلته فقال: «يا بلال، سمعتُ خشخشة نعليك قبلي في الجنة، فبما هذا؟»، قال: والله يا رسول الله لا أعرف، قال: إلا أنني كلما توضأت صليت ركعتين. رأى النبي مقام بلال من أجل الركعتين قبل أن يُقرَّهُما، وهو لم يعلمها بلالًا، بل إن بلالًا قد وفَّق بين الشريعة فرأى الوضوء شيئًا حسنًا والصلاة شيئًا حسنًا، فجمع بين هذا وذاك من غير استئذان النبي ﷺ ومن غير توقُفِ فعله على إقرار النبي، وذلك ليعلمنا كيف نعيش بنسقٍ مفتوح في عالمنا حيث نفتقد رسول الله ﷺ بوحيه وفضله المعروف العليم.

فإذا أحدثت شيئًا فلابد أن يكون من الشريعة، لا ضدًا لها، الأمر على السعة فإن جئت فضيقت وقلت: لا ذكر ودعاء إلا بكلام رسول الله ﷺ فقد ضيقت واسعا .

مقالات مشابهة

  • عرض فيلم" العام الجديد الذي لم يأت أبدًا" في مهرجان القاهرة 45.. اليوم
  • عودة: علينا أن نستعد لتلك الساعة الرهيبة كي لا نخسر نفوسنا
  • اليوم.. عرض فيلم "العام الجديد الذي لم يأت أبدا" بمهرجان القاهرة
  • ما هي الأعمال التي تجعلنا نرى رسول الله في الجنة؟
  • اليوم.. عرض فيلم "العام الجديد الذي لم يأت أبدا" ضمن المسابقة الدولية بمهرجان القاهرة
  • يسري نصر الله: إحنا بلد عاشت صعوبات على مدى التاريخ ورغم ذلك موجودة
  • بصوت أمينه العام الجديد... حزب الله ينشر فيديو هذا مضمونه
  • ما هي البدعة التي حذرنا منها رسول الله؟ .. علي جمعة يوضحها
  • ماسك يتوعد بتدمير الجهات التي اتهمته بالاتصالات مع روسيا
  • ما مصادر التمويل التي ستوفرها قمة المناخ "كوب 29"؟