جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-18@11:03:39 GMT

ماذا أكتب؟!

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

ماذا أكتب؟!

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

يأتي الواحد منِّا لهذه الدنيا الفانية البالية ولا يعلم بما حوله وأقلها من غسّلهُ ولفهُ في قطعة قماش بعد ولادته، وكذلك ُيغادر من هذه الدنيا ولا يعلم أيضًا من غسّلهُ وكفّنهُ، وبين البداية الأولى للحياة ونهايتنا عليها، هنالك مسافة إما قصيرة أو طويلة!

وفي هذه المسافة نحن على طريقين وفي امتحان وبلاء ومعترك وصراع دائم، فإما أن ننجو من المهلكات الأربع الدنيا والنفس والهوى والشيطان بتقوانا وصلاحنا وإصلاحنا وباعتصامنا بالله عز وجل، أو ستنسينا تلك المهلكات أنفسنا والله تعالى جل جلاله، وكذلك ما علينا من حقوق تجاهه وتجاه خلقه الى أن نلقاه.

وقد نهانا تبارك وتعالى عن أن نكون كالذين نسوا الله فقال "وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"، والواضح من هذه الآية الكريمة أن الذي ينسى الله تعالى، ينحدر في أخلاقه وسلوكه، إلى أن يصل إلى درجة الفسق، ويكون والعياذ بالله فاسقاً، ولربما يختم له بذلك، والله تعالى لا يهدي القوم الفاسقين.

إذن والأمر كذلك، فإن الإنسان منذ وعيه وبلوغه سن الرشد وربما قبل ذلك، هو في تعب وجهاد ونصب ووصب، وبين شد وجذب وعراك مستمر بين كثير من الأمور. وإذ جئنا إلى الشخصية التي تُعرف بالكاتِب المرتبط بكتابة مقال أسبوعي مثلا كحالنا، فإنه ليس ببعيد عن ما ذكرناه أعلاه، فهذا الكاتِب في النهاية هو إنسان وبشر ولديه ارتباطات ومسؤوليات مختلفة، واهتمامات والتزامات كثيرة متعددة، وربما يعيش ظروفا معيشية وأحوالا وأوضاعاً حياتية صعبة، أو يمر بحالات ومواقف لا يعلمها إلا الله.

من هذه الحالات والظروف والتبعات والأزمات، أن يحين موعد كتابة مقالهِ، ولا يعلم ماذا يكتب لأسباب كثيرة، فمثلا النفسية لدى هذا الكاتب في ذاك اليوم والوقت صفراء؛ سواء بسبب مرضه هو أو مرض أهله أو أحد أولاده أو أقربائه، أو بسبب ظرف ما محيط به ويعيشه ويشغله ويقهره ويقلقه، أو بسبب موقف صعب يمر به ويعيشه، أو بسبب تعدد المواضيع التي يحتاج الكتابة عنها والتطرق إليها، وعليه وقتها أن يقرر كتابة وتناول الموضوع الأهم عن المهم. وكذلك عند اختياره للموضوع والشروع في الكتابة فيه ويود طرحه لحصول الفائدة منه، تجد ذاك الكاتب يحسب حساب الكثير من الأمور، منها مثلا مقص الرقيب والملاحظات والوسطية والاعتدال في كتابة المقال، ناهيك عن الزمان والمكان والوقت الذي يستغرقه الكاتب في الكتابة، والأجواء المحيطة به؛ فهو حتما محتاج إلى جو هادي ومكان مريح يساعده على الإبداع واستحضار الكلمات الجميلة المعبرة ووالمفردات، كذلك على الكاتب أن يقرأ كثيرًا، ويكون قارئًا جيدًا للشأن المحلي، ومُحبًا للقراءة والاطلاع، وأنه يجب أن يكون عارفًا ومثقفًا؛ فالأمر إذن لا يتوقف عند حد إمساك القلم أو استلام لوحة مفاتيح الحاسوب، فقبل الكتابة على الكاتب أن يستحضر أولًا الفكرة، ومن ثم أصل الموضوع وترجمته من خلال مقدمة ووسط وخاتمة. وهذا كله يحتاج إلى عصارة أفكار ومزاج رائق ورؤية واضحة وهدوء نفسي كبير، وأمور قد لا تتوفر لدى أي كاتب في تلك اللحظة.

أن يخرج المقال كمقال ناجح كامل مكتمل وصالح للنشر، بحيث إنه لا يتعارض مع قوانين المطبوعات والنشر، ومع النظام العام، فهذا ليس بالأمر الهين والسهل. فتحية إكبار وإجلال ومحبة لكل الزملاء والإخوة والأساتذة الكتاب، وخاصة كتاب الأعمدة والمقالات الأسبوعية، كذلك في هذه السانحة نود أن نشيد بجريدة الرؤية وهيئة تحريرها وعلى راسهم الأستاذ حاتم الطائي رئيس التحرير، وكل العاملين فيها، على يقظتهم ونباهتهم وقوة ملاحظاتهم وجهودهم التي يبذلونها من أجل أن تكون مقالات الكتاب هادفة ومفيدة، وماضية في مسار صحيح، في ظل الاعتراف بالصحافة بأنها السلطة الرابعة.

ونحن على اعتاب ومشارف عام ميلادي جديد.. أقول حفظ الله بلادنا وجلالة السلطان المعظم والشعب العماني وكل مقيم على أرضنا، من كل سوء وشر ومكروه، ووفّق الله بلادنا وسلطاننا إلى ما فيه خير البلاد والعباد.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بعد تفجيرات لبنان.. ماذا تعرف عن أجهزة "البيجر"؟

تصدّرت أجهزة النداء أو الاستدعاء "البيجر" عناوين الأخبار العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى أصبح الأكثر بحثاً على غوغل خلال الساعات الماضية، بعد الجريمة التي أصابت الآلاف من عناصر حزب الله في لبنان أمس الثلاثاء.

حصلت على براءة اختراع لأول مرة عام 1949 من قبل ألفريد ج. غروس

اخترقت أجهزة البيجر بعملية مشتركة بين وكالة المخابرات الإسرائيلية الغامضة (الموساد) والجيش الإسرائيلي

لكن الأخبار المتعلقة بالحادثة لم تقتصر على الأبعاد السياسية والأمنية للتفجيرات، بل توسعت وسائل الإعلام الغربية، لاسيما الصحف البريطانية والأمريكية في التعريف عن هذا الجهاز، بداياته، مميزاته، وحتى المخاطر المرتبطة ببطاريته الليثيوم.

كما تركز الاهتمام بين الصحف على تقييم مستوى الأمان عند استخدامه، خاصة أنه كان يعتبر "وسيلة آمنة" للتواصل بين الأفراد والمنظمات، بعيداً عن الاختراق أو التجسس لأنه لا يحتاج إلى شبكة الإنترنت لتشغيله.

شبّهت صحيفة "بيزنيس ستاندرد" البريطانية تفجيرات البيجر بـ "الخيال العلمي"، وألقت فيها بعض الضوء على جهاز "البيجر" وأصوله وطريقة استخدامه.

ما هي أجهزة البيجر؟

هي أجهزة اتصال لاسلكية، حصلت على براءة اختراع لأول مرة عام 1949 من قبل ألفريد ج. غروس.
استخدمت على نطاق واسع في الثمانينيات، لكن بعد ذلك شهد استخدامها انخفاضاً هائلاً في جميع أنحاء العالم، لكنها لا تزال تستخدم على نطاق واسع بين العديد من المرافق الطبية والتجارية ومراكز الإطفاء وخدمات الطوارئ.
ولأنها غير متصلة بشبكة الإنترنت، تستخدمها بعض المنظمات الأمنية الخاصة والعصابات الإجرامية في اتصالاتها الداخلية، لحماية معلوماتها من الاختراق.


طريقة عمل الأجهزة

تصدر "البيجرات" صغيرة الحجم نغمة أو إشارة صوتية أو اهتزازاً لإعلام المستخدمين بالرسائل الواردة، وهو أمر مفيد في البيئات الصاخبة حيث يفضل الصمت، مثل المستشفيات، مما يوضح سبب استمرار بعض المتخصصين الطبيين في استخدامها.
تتمثل الوظائف الأساسية للأجهزة في استقبال وعرض الرسائل الأبجدية الرقمية أو الصوتية عبر ترددات الراديو من محطة أساسية أو إرسال مركزي، بهدف تنبيه المستخدمين.
وتعمل عبر ترددات راديو مخصصة مصممة لإرسال واستقبال الرسائل عبر هذه الترددات.


السبب المحتمل لتفجيرات لبنان

من جهتها، قدّمت صحيفة ديلي ميل نظريتها حول سبب تفجيرات البيجر، مشيرة إلى أن أجهزة البيجر الخاصة بحزب الله اخترقت بعملية مشتركة بين وكالة المخابرات الإسرائيلية (الموساد) والجيش الإسرائيلي، حيث تمكنوا عبر عملائهم من حشو أجهزة الاستدعاء الخاصة بالحزب الله بمواد متفجرة مع مفتاح تفجير قبل تسليمها.
وفي تصريح نقلته الصحيفة، رجّح محلل الاستخبارات السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية ديفيد كينيدي أن "يكون لدى إسرائيل عملاء داخل حزب الله تمكنوا من تفخيخ أجهزة النداء بمتفجرات".

 

نظريتان للتفجير

وفي تقرير آخر تحت عنوان "انفجارات أجهزة حزب الله: كيف يمكن لإسرائيل أن تتسبب في انفجار أجهزة حزب الله، قدّمت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية نظريتين رئيسيتين حول حدوث التفجيرات.
تعتبر النظرية الأولى أن أجهزة الاستدعاء كانت مليئة بالمتفجرات، وجرى تفعليها عن بُعد، بينما تفسر النظرية الأخرى حدوث خرق للأمن السيبراني تسبب في ارتفاع درجة حرارة بطاريات الليثيوم أيون الخاصة بأجهزة الاستدعاء وانفجارها.
ورغم أن بطاريات الليثيوم أيون تُستخدم بشكل شائع في الأجهزة الإلكترونية، إلا أنها يمكن أن ترتفع درجة حرارتها وتشتعل فيها النيران، بل وتنفجر بعنف في بعض الحالات.
يرجع ذلك إلى ظاهرة تسمى "الهروب الحراري"، وهو تفاعل كيميائي يحدث عندما تتعرض البطارية لتغير سريع في درجة الحرارة، والذي يتم تشغيله عند ارتفاع درجة حرارة البطارية أو ثقبها أو شحنها الزائد.
مع تقدم هذا التفاعل الكيميائي، يمكن أن يؤدي إلى إطلاق مفاجئ للطاقة مما قد يتسبب في انفجار الأجهزة بقوة وحرارة شديدة.

المصنّعون يتبرّأون

على وقع تفجيرات لبنان، سارعت شركة "غولد أبولو" التايوانية المصنّعة لأجهزة "بيجر" إلى نفي أن يكون نموذج أجهزة النداء المستخدمة في التفجيرات من صنعها.
وقال مؤسس ورئيس شركة "غولد أبولو" هسو تشينغ كوانغ للصحافيين من مكاتب الشركة في مدينة نيو تايبيه بشمال تايوان: "المنتج ليس منتجنا. كل ما في الأمر هو أنه كان يحمل علامتنا التجارية".
وأكد في تصريح نقلته وكالة رويترز، أن هذا النموذج تصنّعه شركةBAC Consulting ومقرها مدينة بودابست عاصمة المجر، موضحة أنها رخصت علامتها التجارية فقط للشركة المجرية، ولم تشارك في إنتاج الأجهزة.

مقالات مشابهة

  • بعد تفجيرات لبنان.. ماذا تعرف عن أجهزة "البيجر"؟
  • مركز أبوظبي للغة العربية يصدر «تاريخ الكتابة»
  • "أبوظبي للغة العربية" يصدر "تاريخ الكتابة"
  • بعد طرحها «عودتني الدنيا».. ماذا قالت ياسمين عبدالعزيز لـ شيرين عبدالوهاب؟
  • يوتيوبر صربي كاد يفقد حياته بسبب دب شرس.. ماذا حدث له بعد دخوله الكهف؟
  • لا يشبه ذوقان عبيدات أحدًا في الكتابة
  • بعد ‏الاعتداءات على بلدتي بليدا ‏وكفرشوبا.. ماذا استهدف حزب الله؟
  • في حال اندلاع حرب مع لبنان.. على ماذا يراهن نتنياهو؟
  • جُمعة: النبي كنز مخفي لمن أراد باب الله وعز الدنيا
  • أهل مصر .. أسس الكتابة والأداء المسرحي بورش ملتقى أطفال المحافظات الحدودية