جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-23@19:19:10 GMT

ماذا أكتب؟!

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

ماذا أكتب؟!

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

يأتي الواحد منِّا لهذه الدنيا الفانية البالية ولا يعلم بما حوله وأقلها من غسّلهُ ولفهُ في قطعة قماش بعد ولادته، وكذلك ُيغادر من هذه الدنيا ولا يعلم أيضًا من غسّلهُ وكفّنهُ، وبين البداية الأولى للحياة ونهايتنا عليها، هنالك مسافة إما قصيرة أو طويلة!

وفي هذه المسافة نحن على طريقين وفي امتحان وبلاء ومعترك وصراع دائم، فإما أن ننجو من المهلكات الأربع الدنيا والنفس والهوى والشيطان بتقوانا وصلاحنا وإصلاحنا وباعتصامنا بالله عز وجل، أو ستنسينا تلك المهلكات أنفسنا والله تعالى جل جلاله، وكذلك ما علينا من حقوق تجاهه وتجاه خلقه الى أن نلقاه.

وقد نهانا تبارك وتعالى عن أن نكون كالذين نسوا الله فقال "وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"، والواضح من هذه الآية الكريمة أن الذي ينسى الله تعالى، ينحدر في أخلاقه وسلوكه، إلى أن يصل إلى درجة الفسق، ويكون والعياذ بالله فاسقاً، ولربما يختم له بذلك، والله تعالى لا يهدي القوم الفاسقين.

إذن والأمر كذلك، فإن الإنسان منذ وعيه وبلوغه سن الرشد وربما قبل ذلك، هو في تعب وجهاد ونصب ووصب، وبين شد وجذب وعراك مستمر بين كثير من الأمور. وإذ جئنا إلى الشخصية التي تُعرف بالكاتِب المرتبط بكتابة مقال أسبوعي مثلا كحالنا، فإنه ليس ببعيد عن ما ذكرناه أعلاه، فهذا الكاتِب في النهاية هو إنسان وبشر ولديه ارتباطات ومسؤوليات مختلفة، واهتمامات والتزامات كثيرة متعددة، وربما يعيش ظروفا معيشية وأحوالا وأوضاعاً حياتية صعبة، أو يمر بحالات ومواقف لا يعلمها إلا الله.

من هذه الحالات والظروف والتبعات والأزمات، أن يحين موعد كتابة مقالهِ، ولا يعلم ماذا يكتب لأسباب كثيرة، فمثلا النفسية لدى هذا الكاتب في ذاك اليوم والوقت صفراء؛ سواء بسبب مرضه هو أو مرض أهله أو أحد أولاده أو أقربائه، أو بسبب ظرف ما محيط به ويعيشه ويشغله ويقهره ويقلقه، أو بسبب موقف صعب يمر به ويعيشه، أو بسبب تعدد المواضيع التي يحتاج الكتابة عنها والتطرق إليها، وعليه وقتها أن يقرر كتابة وتناول الموضوع الأهم عن المهم. وكذلك عند اختياره للموضوع والشروع في الكتابة فيه ويود طرحه لحصول الفائدة منه، تجد ذاك الكاتب يحسب حساب الكثير من الأمور، منها مثلا مقص الرقيب والملاحظات والوسطية والاعتدال في كتابة المقال، ناهيك عن الزمان والمكان والوقت الذي يستغرقه الكاتب في الكتابة، والأجواء المحيطة به؛ فهو حتما محتاج إلى جو هادي ومكان مريح يساعده على الإبداع واستحضار الكلمات الجميلة المعبرة ووالمفردات، كذلك على الكاتب أن يقرأ كثيرًا، ويكون قارئًا جيدًا للشأن المحلي، ومُحبًا للقراءة والاطلاع، وأنه يجب أن يكون عارفًا ومثقفًا؛ فالأمر إذن لا يتوقف عند حد إمساك القلم أو استلام لوحة مفاتيح الحاسوب، فقبل الكتابة على الكاتب أن يستحضر أولًا الفكرة، ومن ثم أصل الموضوع وترجمته من خلال مقدمة ووسط وخاتمة. وهذا كله يحتاج إلى عصارة أفكار ومزاج رائق ورؤية واضحة وهدوء نفسي كبير، وأمور قد لا تتوفر لدى أي كاتب في تلك اللحظة.

أن يخرج المقال كمقال ناجح كامل مكتمل وصالح للنشر، بحيث إنه لا يتعارض مع قوانين المطبوعات والنشر، ومع النظام العام، فهذا ليس بالأمر الهين والسهل. فتحية إكبار وإجلال ومحبة لكل الزملاء والإخوة والأساتذة الكتاب، وخاصة كتاب الأعمدة والمقالات الأسبوعية، كذلك في هذه السانحة نود أن نشيد بجريدة الرؤية وهيئة تحريرها وعلى راسهم الأستاذ حاتم الطائي رئيس التحرير، وكل العاملين فيها، على يقظتهم ونباهتهم وقوة ملاحظاتهم وجهودهم التي يبذلونها من أجل أن تكون مقالات الكتاب هادفة ومفيدة، وماضية في مسار صحيح، في ظل الاعتراف بالصحافة بأنها السلطة الرابعة.

ونحن على اعتاب ومشارف عام ميلادي جديد.. أقول حفظ الله بلادنا وجلالة السلطان المعظم والشعب العماني وكل مقيم على أرضنا، من كل سوء وشر ومكروه، ووفّق الله بلادنا وسلطاننا إلى ما فيه خير البلاد والعباد.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نجل نصر الله يخاطب من سيشاركون في جنازته.. ماذا قال؟ (شاهد)

وجه نجل أمين عام حزب الله السابق، حسن نصر الله، رسالة إلى المشاركين في تشييع جثمان والده، متهما "الأعداء والمبغضين" بالسعي لمنع التشييع.

وذكر محمد مهدي نصرالله، في مقطع فيديو نشره على حسابه عبر "إنستغرام"، قبل أيام من موعد تشييع والده، أن "الأعداء والمبغضين تكالبوا علينا سعيًا منهم لمنع حصول هذا التشييع بكافة الوسائل".

أضاف نصرالله، "في المقابل، رغم الظروف والتحديات والصعوبات، وحتى التهديدات، من بذل الجهد والوقت من أجلنا، ليس بقليل، عليه أن نبذل الجهد والوقت ولو القليل، من أجله".


وتابع نصرالله، "إلى كل الذين سيشاركون في التشييع يوم الأحد، أقل كلمة يمكن أن أقولها هي أنكم أهل الوفاء".

وأضاف: "أما عن الذين باستطاعتهم النزول ولن ينزلوا، ويتحججون بحجج واهية مثل الازدحام، وأن التشييع لن يتوقف على شخص، أو الأمطار، فأريد أن أتوجه لهم بالقول: هذا السيد وقف بوجه العواصف العاتية لعشرات السنين، وقف تحت الأمطار وفي ظل انفجارات من أطنان المتفجرات من أجلكم".

وأردف نصرالله: "الأحد ليس فقط للمشاركة في التشييع، بل لإعطاء موقف وتجديد العهد: لبيك يا نصرالله".
السيد محمد مهدي نصر اللّٰه نجل سيد شهداء الامة حسن نصر اللّٰه pic.twitter.com/EDXlbuG7LT — السيد علي الحسيني (@Ali91Husseini) February 20, 2025
وأكد نصرالله، الابن أن "كل من كان يقول له فداك نفسي وأولادي وعائلتي يا سيد، يجب أن يترجم هذه المحبة يوم الأحد، وإن الأحد لناظره قريب".

وفي 28 أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلن حزب الله رسميا استشهاد أمينه العام حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية، قائلا إن "سيد المقاومة انتقل إلى جوار ربه ورضوانه شهيدا عظيما قائدا بطلا مقداما شجاعا حكيما مستبصرا مؤمنا".

وأضاف حزب الله حينها أن نصر الله "التحق برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوا من ثلاثين عاما، حيث قادهم فيها من نصر إلى نصر".

مقالات مشابهة

  • عن حماس و حزب الله.. ماذا كشف تقرير إسرائيلي؟
  • وفاة الروائي و الكاتب السوداني محمد خير عبدالله متأثرا بداء الكوليرا
  • الكاتب ياسمينة خضرا يشكر رئيس الجمهورية على تهنئته له بعد فوزه بجائزة عالمية
  • حديث البرد عدو.. ماذا قال النبي عن موجة الصقيع وما نهى عنه؟
  • العاصفة آدم تضرب 8 دول عربية وهذا موقف مصر | ماذا يحدث؟
  • بنت قلبت الدنيا برقصها.. انتقادات لـ نبيلة عبيد بسبب «الراقصة والسياسي»
  • «المفتي»: يجب على المؤمن جعل عمله في الدنيا وسيلةً لنيل رضا الله «فيديو»
  • نجل نصر الله يخاطب من سيشاركون في جنازته.. ماذا قال؟ (شاهد)
  • خطيب الجامع الأزهر: تقوى الله أقوم سبيل للطمأنينة في الدنيا والسعادة بالآخرة
  • خطيب الجامع الأزهر: تقوى الله أمثل طريق للطمأنينة في الدنيا والآخرة