ليس هناك حرب أهلية في السودان؛ هناك حرب كرامة يتوحد فيها الشعب السوداني ضد الخونة والمرتزقة والمجرمين وسيطهر الأرض منهم.

الهبة الشعبية ضد الأوباش في عدد من الولايات من الشرق إلى كردفان لا يقابلها أي حراك في مناطق ما كان يُعرف ب ‘الحاضنة الشعبية للدعم السريع”. فهناك تعبئة في ولايات الشرق والشمال والوسط وفي كردفان، وصمت في دارفور.

فماذا يعني ذلك؟
يعني أن مليشيات الدعم السريع ما عادت تمثل حواضن اجتماعية بعينها؛ أصبحوا مجرد مجموعات من المرتزقة والمجرمين يقاتلون بلا مشروع وبلا قضية، ولا يمثلون إلا أنفسهم. لقد أصبحت حرب بلا أي مضمون أخلاقي أو سياسي أو اجتماعي؛ مجرد عدوان إجرامي وتخريبي يستهدف المواطن في ماله وعرضه وأرضه ويستهدف الدولة في بنياتها التحتية دون أي هدف سوى التخريب والتدمير والسرقة والنهب.

الحرب في الخرطوم كان يمكن تبريرها بدوافع سياسية يتفق الناس حولها أو يختلفون؛ كان يُمكن النظر إلى الجرائم التي تحدث كجرائم مصاحبة للحرب، مثل كل الحروب. ولكن بخروج المليشيا من الخرطوم إلى الجزيرة وقراها الآمنة وتهديدها لبقية الولايات فقدت الحرب كل تبرير وظهرت بوجهها الفج كحرب إجرامية بلا أي مضمون سوى النهب والإجرام والتخريب. ولذلك، تفقد “حواضن الدعم السريع” أي دافع للقتال. فما الذي يدفع عرب دارفور إلى القتال في الجزيرة وسنار والقضارف والشرق؟ ولماذا يتوجب عليهم مواجهة القبائل في كل هذه المناطق في حرب لا-أخلاقية وخاسرة بكل المقاييس؟

لقد بدأت بعض قبائل دارفور وكردفان في سحب أبناءها من الخرطوم منذ فترة، ورأينا كيف تحول موقف الإدارات الأهلية في غرب كردفان من تأييد المليشيا إلى تأييد الجيش ومبايعته. لقد أدرك الجميع أن الدعم السريع ليس سوى مليشيا إجرامية لم تسلم منها أي منطقة دخلتها، حتى نيالا والضعين تعرضتا للنهب والتشريد بعد دخول الجنجويد، وكذلك ولايات كردفان.

حقيقة الحرب ضد هذه المليشيا الإجرامية هي حرب كل الشعب السوداني من بورتسودان إلى الجنينة مروراً بنيالا وبالضعين نفسها. مسألة وقت وسيتوحد كل الشعب السوداني ضد هؤلاء اللصوص الذين لا يجمع بينهم شيء سوى الارتزاق والإجرام بعضهم جاء من دارفور، وبعضهم من المدن الخرطوم ومدني وغيرها وبعضهم من قبائل الوسط في شرق النيل وفي البطانة وغيرها، وكيكل والبيشي ليسوا وحدهم؛ اللصوص ملة واحدة، وهناك مرتزق جاءوا من خارج السودان من ليبيا ومن اليمن ومن تشاد وافريقيا الوسطى والنيجر وجنوب السودان وأثيوبيا، هؤلاء كلهم مرتزقة يتعاملون مع الشعب السوداني كهدف للسرقة والنهب سواء كان هذا الشعب يسكن الخرطوم أو نيالا أو مدني، لا فرق. والتدمير الذي حدث لخدمات وللبنيات التحتية تضرر منها الجميع على السواء في كل بقعة حلت بها المليشيا.

هذه المعركة هي معركة الشعب السوداني ضد الخونة والمرتزقة واللصوص، وليست حرباً أهلية بين المكونات الاجتماعية، فهؤلاء اللصوص لا أهل لهم، وسيموتون مثل الكلاب دون أن يغضب لهم أحد.

حليم عباس

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الشعب السودانی هناک حرب

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني: نفذنا ضربات جوية ناجحة استهدفت تجمعات الدعم السريع شمال شرق الفاشر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفادت فضائية "القاهرة الإخبارية" في خبر عاجل لها، اليوم الثلاثاء، بأن الجيش السوداني نفذ ضربات جوية ناجحة استهدفت تجمعات الدعم السريع شمال شرق الفاشر.

يذكر أن منظمة الصحة العالمية، قد دعت إلى ضرورة حماية المدنيين والنظام الصحي وتحقيق سلام دائم في السودان، موضحًا: "نعمل على إيصال المساعدات إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين بالسودان".

وأوضحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أن السودان يعيش أكبر أزمة إنسانية في العالم مع دخول الصراع عامه الثالث، مؤكدة أن عددًا كبيرًا من الأطفال في السودان يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، مؤكدًا أن هناك تقديرات أولية تشير لمقتل وإصابة 500 شخص جراء هجمات قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للاجئين جنوب مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السوداني: ما يحدث ليس حربا أهلية ولكن محاولة انقلاب
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني و”الدعم السريع”
  • شهادات حية يرويها المتضررون.. كارثة إنسانية فى السودان بعد عامين على الحرب.. ميليشيات الدعم السريع ارتكبت إبادة جماعية ضد مجتمع المساليت فى دارفور
  • القيادي بحركة جيش تحرير السودان: هذا تعليقي على وجود مناوي خارج دارفور
  • الإمارات: القوات المسلحة والدعم السريع لا تمثلان الشعب السوداني
  • قوات الدعم السريع تعلن قيام حكومة موازية في السودان مع دخول الحرب عامها الثالث  
  • عاجل| مقتل 8 من ميليشيا الدعم السريع في مواجهات عنيفة مع الجيش السوداني
  • الجيش السوداني يعلن القضاء على 8 أفراد من قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني: نفذنا ضربات جوية ناجحة استهدفت تجمعات الدعم السريع شمال شرق الفاشر
  • الدعم السريع يقصف مخيم أبو شوك بالفاشر ويجبر السكان على الفرار