ينتهي عام ويأتي آخر جديد، بعيدًا عن إطفاء شمعة وإضاءة أخرى، تأتي أهمِّية التاريخ في قراءة أيِّ حدَثٍ قراءة صحيحة، بَيْنَما البعض «الصورة» يضع على وجهه الأقنعة احتفالًا وهو في عزله بعيدًا عن التفاعل الطبيعي مع الحياة، فيما «الأصل» يقرأ الحدث ويعرف أهمِّية العِلم والتاريخ والفكر والفلسفة في تحديد صحيح الأشياء.
لا يُمكِن قراءة أيِّ حدَث قراءة صحيحة إلَّا بعد معرفة الهدف من الحدث، حتَّى نفهمَ مغزى حقيقة أنَّ الأشياء لا تبدو متشابهة عِندما يتمُّ النظر إليها من زوايا مختلفة، فكان السؤال الملحُّ: لماذا يريد رئيس وزراء «إسرائيل» بنيامين نتنياهو إطالة الحرب تحت حجَّة أنَّ الهدف من شنِّ الحرب على غزَّة هو تحرير الأسرى، بَيْنَما الحقيقة أنَّه لَمْ ينجحْ في ذلك، بل إنَّه لَمْ يتم الإفراج عن جزء من الأسرى إلَّا بعد الاتِّفاق مع حماس من خلال الهدنة، وقَدْ تكُونُ الإجابة أنَّ التلذُّذ بشهوة البقاء في الحُكم، والخوف من العزْل والمحاكمة بعد أن حقَّق أكبر المنافع له بالمخالفة للقانون بتلقِّي الرشاوى، ومع إصراره على استمرار الحرب يتلقَّى أشدَّ الهزائم، وتظهر عورات الجيش الَّذي أصبح يُقهر رغم استعانته بمرتزقة من مُعْظم دوَل العالَم ووقوف أميركا وبعض الدوَل الأوروبيَّة معه عسكريًّا وماليًّا وسياسيًّا.
إنَّ قيامة غزَّة وتحوُّلها من الطوفان الأول إلى الثاني والثالث… منذ السَّابع من أكتوبر الفائت تكتب تاريخًا جديدًا للمنطقة، رغم التخاذل من بعض الأصدقاء والأشقاء. وإذا كان العام المنصرم شهد بداية القيامة فإنَّ المؤشِّرات تقول إنَّه لا نهاية لهذه القيامة إلَّا بنصرة القضيَّة الفلسطينيَّة، الَّتي أصبحت هي القضيَّة الأولى الَّتي تتصدر عواصم الدوَل الَّتي كانت ماضيًا تقف مع دَولة الاحتلال، والآن عرفت الحقيقة وأصبح «الإسرائيلي» مكروهًا بعد أن وُصم بالهمجيَّة والعنصريَّة ومشاهدة شعوب العالَم لجُثَث الأطفال والنِّساء والعجائز الأبرياء الباحثين عن مكان يوارى الثرى بعد أن ضاقت عَلَيْهم الحياة وهُمْ أحياء، ولهؤلاء أقول: عامٌ مضَى وأنتُم شهداء تنعمون بالجَنَّة وبصحبة الأنبياء، وعامٌ آتٍ والنَّصر يُحلِّق مع رائحتكم الذكيَّة، بفضل رجال ليسوا ككُلِّ الرجال.
جودة مرسي
godamorsi4@yahoo.com
من أسرة تحرير «الوطن»
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
عن إستشهاد نصرالله ونهاية حزب الله... هذا ما قاله خامنئي اليوم
أفادت وكالة "تسنيم" أن المرشد الاعلى للثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي، استقبل جمعا من مسؤولي البلاد وممثلي وسفراء الدول الاسلامية وذلك في ذكرى المبعث النبوي الشريف.
وتطرق خامنئي إلى استشهاد السيّد حسن نصرالله، معتبرا أن "رحيل شخصية بحجمه خسارة عظيمة، فهو من القادة القلائل في العالم الذين امتلكوا هذا المستوى من البصيرة والشجاعة"، وقال "حزب الله تكبّد خسارة بحجم فقدان شخصية مثل السيّد حسن نصرالله، وهذا ليس بالأمر الهيّن. كم لدينا في العالم من شخصيات عظيمة بحجم نصرالله، هذا الشهيد الجليل؟ لقد فقد حزب الله شخصية كهذه".
وأضاف: "الأعداء والأصدقاء ظنوا أن استشهاد نصرالله سيؤدي إلى نهاية حزب الله، لكن الحزب أثبت العكس، بل ازدادت عزيمته واستطاع أن يواجه الكيان الصهيوني بثبات أكبر". (تسنيم)