جريدة الوطن:
2025-01-24@09:57:09 GMT

خطوة متواضعة.. ولكن

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

خطوة متواضعة.. ولكن

جاء اعتماد القرار الرقم ٢٧٢٢ تاريخ ٢٢ كانون الأول/ديسمبر ٢٠٢٣ الصادر عن أعمال مجلس الأمن الدولي، خطوة متواضعة… ولكنَّها بالاتِّجاه الصحيح لوقف العدوان الفاشي الهمجي «الإسرائيلي الصهيوني» على قِطاع غزَّة. فضلًا عن كونه يأتي في سياق التأكيد على تَحمُّل مجلس الأمن الدولي لمسؤوليَّاته في حماية المَدنيِّين الفلسطينيِّين، ورفض التهجير القسري لأبناء شَعبنا في القِطاع، والتأكيد بأنَّ القِطاع بأرضه وسكَّانه جزءٌ لا يتجزَّأ من الأرض الفلسطينيَّة.

القرار الأُممي 2722 ما زال متواضعًا، ولَمْ يرقَ إلى مستوى التطلعات والتحدِّيات والمسؤوليَّات الَّتي ينبغي الوصول إليها مع المستويات غير المسبوقة من العدوان الَّذي وصل إلى كونه عمليَّة إبادة بكُلِّ ما للكلمة من معنى. عمليَّة إبادة للبَشَر بالصوت والصورة المنقولة لحظةً بلحظةٍ أمام العالَم بأسْره. القرار يدعو إلى «توسيع دخول المساعدات الإنسانيَّة إلى قِطاع غزَّة ومراقبتها»، ويلبِّي بحدود معيَّنة وليس بالشكل المطلوب متطلبات الحالة الكارثيَّة الَّتي صنعتها آلة الحرب والدَّمار العسكريَّة «الإسرائيليَّة» في قِطاع غزَّة، خصوصًا أنَّه لَمْ يتضمَّن نصًّا واضحًا بوقف حرب الإبادة الجماعيَّة الَّتي يشنُّها كيان الاحتلال على شَعبنا الفلسطيني في قِطاع غزَّة، نتيجة الفيتو الَّذي سبق استصدار القرار الأخير 2722 والتصويت عَلَيْه، حين اتَّخذت واشنطن حقَّ النقض مطالبةً بشطب الفقرة الَّتي تدعو للوقف الفوري للحرب كما كان يطالب المندوب الروسي. وظهر من خلال المداولات الَّتي سبقت التصويت على القرار 2722، وجود مناخ دولي أفضل نسبيًّا من الاجتماعات الَّتي سَبَقَت الأعمال الأخيرة لمجلس الأمن، رغم استخدام الولايات المُتَّحدة حقَّ النقض (الفيتو) قَبل ساعة من اعتماد القرار الأخير، لرفضها نصًّا يتضمن في جانبٍ مِنْه الدَّعوة لـ»الوقف المستدام للحرب» على قِطاع غزَّة. وعَلَيْه امتنعت واشنطن عن التصويت على القرار الأخير الَّذي تمَّ اعتماده، كما امتنعت روسيا عن التصويت. ونال القرار موافقة 13 دَولة وامتناع دولتَيْنِ عن التصويت. مندوب الصين في مجلس الأمن، وبعد التصويت على القرار وصدوره، دعا «إسرائيل» على وقف هجماتها والعقاب الجماعي لأهالي غزَّة واحترام القانون الدولي والتوجُّه للحلِّ السياسي. بَيْنَما أعلن مندوب روسيا فاسيلي نبيينزيا: «الولايات المُتَّحدة لجأت إلى أدوات تخريب شتَّى لمنع صدور قرار أفضل وحاسم لجهة وقف الحرب على قِطاع غزَّة». مُضيفًا أنَّ واشنطن «أفرغت نصَّ مشروع القرار في نسخته الأولى بشأن المساعدات لغزَّة من جوهره وتحديدًا ما يتعلق بآليَّة إدخالها، والوقف المستدام للحرب». إنَّ الموقف الدولي باتَ يضيق ذرعًا من استمرار العدوان وسياسة الصَّلف والعنجهيَّة من قِبل دَولة الاحتلال، وإصرارها على الاستمرار بحرب الإبادة ضدَّ الشَّعب والأرض في قِطاع غزَّة، وقَدْ دفعت رئاسة مجلس الأمن في جلسته قُبَيل صدور القرار الأخير، لطرد المندوب «الإسرائيلي» وإخراجه من قاعة الاجتماعات نتيجة تطاوله على أعلى الهيئات الدوليَّة ونعني جلسة مجلس الأمن الأخيرة. من هنا تأتي أهمِّية الإسراع في تنفيذ هذا القرار رغم كُلِّ الملاحظات عَلَيْه بـ»اعتباره لَمْ يرتقِ لمستوى الحدث»، والتنفيذ بإشراف الأمين العامِّ لهيئة الأُمم المُتَّحدة أنطونيو جوتيريش، وفق الآليَّة الَّتي اعتمدها. فالقرار يطالب من جملة أمور، الالتزام بالقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وحماية المَدنيِّين والأحياء المَدَنيَّة وفتح المعابر لوصول المساعدات الإنسانيَّة، وحماية العاملين في المجال الإنساني وحُريَّة حركتهم.

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: القرار الأخیر مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

ليبيا تستضيف مكتب منظمة الأمن الأفريقية.. العايب: خطوة لتعزيز التعاون ضد التهديدات الأمنية

ليبيا – افتتاح مكتب منظمة “سيسا” للأمن والمخابرات الإفريقية في ليبيا

تعزيز العمل الاستخباراتي الإقليمي

أكد تقرير إخباري لصحيفة “ذا نيو فيزن” الأوغندية افتتاح مكتب ليبيا لمنظمة “أجهزة الأمن والمخابرات بالاتحاد الإفريقي” (سيسا)، مشيرًا إلى الدور المحوري للبلاد في دعم الأمن والاستقرار الإفريقي.

ليبيا تتولى رئاسة “سيسا”

وأوضح التقرير أن ليبيا، ممثلة برئيس جهاز المخابرات العامة اللواء حسين العايب، تولت رئاسة “سيسا” لعام 2025. ونقل عن العايب أن افتتاح المكتب يمثل دفعة قوية لتعزيز التعاون الاستخباراتي بين الدول الأعضاء.

تعزيز التنسيق الاستخباراتي ضد التهديدات الأمنية

أكد العايب أهمية تكثيف التنسيق بين أجهزة المخابرات الإفريقية لمواجهة التحديات المشتركة مثل الإرهاب والجريمة المنظمة. وأضاف أن وجود مكتب المنظمة في ليبيا يعزز ريادة البلاد في المجال الاستخباراتي على المستوى الإقليمي.

إشادة إفريقية بالدور الليبي

من جهته، أشاد الأمين التنفيذي لـ”سيسا” جاكسون فيكتور هاماتا بدور ليبيا في تعزيز الأمن الإفريقي، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستسهم في تقوية التعاون وتبادل المعلومات حول التهديدات الأمنية التي تواجه القارة.

ما هي منظمة أجهزة الأمن والمخابرات الإفريقية (CISSA) ؟

تأسست منظمة أجهزة الأمن والمخابرات الإفريقية (CISSA) في 26 أغسطس 2004 في العاصمة النيجيرية أبوجا، بمبادرة من رؤساء أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية. تهدف المنظمة إلى تعزيز الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية من خلال التنسيق بين أجهزتها الأمنية والاستخباراتية، ومساعدة الاتحاد الأفريقي ومؤسساته في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة.

الأهداف الرئيسية للمنظمة:

تعزيز التعاون والتنسيق بين أجهزة الأمن والمخابرات في أفريقيا. تبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن التهديدات الأمنية المشتركة. تقديم المشورة للاتحاد الأفريقي بشأن قضايا الأمن والمخابرات. وضع استراتيجيات مشتركة لمواجهة التحديات الأمنية، مثل الإرهاب، الجريمة المنظمة، والهجرة غير النظامية.

عضوية المنظمة: تضم المنظمة في عضويتها 54 دولة أفريقية. وتُعقد مؤتمراتها السنوية لمناقشة التحديات الأمنية ووضع خطط مشتركة للتصدي لها. على سبيل المثال، استضافت القاهرة المؤتمر السابع عشر للمنظمة في ديسمبر 2021، حيث تسلمت المخابرات العامة المصرية رئاسة اللجنة لمدة عام.

أنشطة ومشاريع المنظمة: تركز المنظمة على قضايا رئيسية مثل مكافحة الإرهاب، الحد من الجريمة المنظمة، وتعزيز أمن الحدود. كما تسعى إلى تحسين تبادل المعلومات بين الدول الأعضاء والتعاون في مكافحة التهديدات الأمنية العابرة للحدود.

افتتاح مكتب المنظمة في ليبيا: في يناير 2025، تم افتتاح مكتب جديد لـ”سيسا” في العاصمة الليبية طرابلس، بحضور رئيس جهاز المخابرات الليبية اللواء حسين العايب، الذي تسلم رئاسة المنظمة لعام 2025. يعكس هذا الحدث أهمية ليبيا كدولة محورية في القارة الأفريقية، ودورها في تعزيز الأمن الإقليمي.

أهمية المنظمة: تلعب “سيسا” دورًا رئيسيًا في تعزيز الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية من خلال التنسيق المستمر وتبادل المعلومات بين أجهزة المخابرات والأمن في الدول الأعضاء. كما تسعى المنظمة إلى تطوير آليات عمل فعالة لمواجهة التحديات الأمنية التي تهدد السلم والأمن في القارة، بما يعزز من قدرة الدول الأعضاء على مواجهة التهديدات الأمنية المشتركة بشكل أكثر كفاءة.

ترجمة المرصد – خاص

 

مقالات مشابهة

  • «دافوس 2025».. «بلوغ الميل الأخير» تطلق تقريراً حول الدعم الدولي لمعالجة قضايا المناخ والصحة
  • مقرر بالحوار الوطني: تشكيل لجان استشارية متخصصة خطوة مهمة لتعزيز الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص
  • ائتلاف المالكي:المشهداني أعلن التصويت على القوانين الجدلية بدون تحقيق النصاب
  • منة القيعي: محمد منير شخصية متواضعة وكتبت له أغنية
  • مصدر نيابي:التصويت على القوانين الجدلية “باطل” وخارج النصاب القانوني
  • حراك نيابي لإقالة المشهداني لكذبه بعدم التصويت على القوانين الجدلية بسلة واحدة
  • «بلوغ الميل الأخير» تطلق تقريرها عن الدعم الدولي لمعالجة قضايا المناخ والصحة
  • بعد التصويت على ثلاثة قوانين بسلة واحدة.. نواب يدعون الى اقالة رئيس البرلمان العراقي
  • العفو الرئاسي عن 4466 مسجونا..| عمال مصر: يعكس اهتمام الرئيس بالبعد الإنساني ويعزز العدالة الاجتماعية
  • ليبيا تستضيف مكتب منظمة الأمن الأفريقية.. العايب: خطوة لتعزيز التعاون ضد التهديدات الأمنية