جريدة الوطن:
2025-03-31@22:51:29 GMT

من جدول أعمال التقدير وسوء التقدير

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

من جدول أعمال التقدير وسوء التقدير

متى يسعفك التقدير، ومتى يخونك؟ الشَّائع عمومًا، التقدير قَدْ يضعك على سكَّة الواقع، ويلبِّي آمالك في النجاح استنساخًا للرقصة الَّتي أدَّاها أرخميدس وهو يصيح وجدتُها، وجدتُها.
التقدير يستهوي كُلَّ البَشَر الأسوياء، إذ يتمُّ اللجوء إليه من أجْلِ إيجاد موطئ قدمٍ لأحلامهم، ربَّما يحشرون أنْفُسهم في عنق الزجاجة، أو في فسحة ترهّي (من الفعل ترهَّى أي توسَّعَ) تحت طائلة حاجةٍ ملحَّةٍ، أو بطرًا.


بَيْنَ نجاح التقدير وسوء التقدير تتأرجح مصائرنا، ويحرِّكنا الكسب المبرمج، أو الوهم والإرباك والتنطُّع في متواليات لا حدود لها.
في كلا الحالين يضعنا ذلك أمام سبيلَيْنِ، أن نفتخرَ بما أنجزناه، أمَّا حين لا يحالفنا الواقع ولا أقول الحظ تتأسَّس المفارقة الشهيرة (وتقدّرون وتضحك الأقدار).
في المشهد العالَمي الآن صراع تقديرات مرتبطة بمصالح تحكمها جدليَّة عرض القوَّة الغاشمة والزعم والمناورة وركوب الأحداث بغير فهمٍ، وإذا كان الصينيون يقولون (لا تصعد السلالم ويديك في جيوبك) مخافة اختلال التوازن، فإنَّ الكثيرين يستسهلون التقدير ويقعون في المحظور.
يخونك التقدير تحت طائلة إيهامهِ لك أنَّ (في العجلة الندامة وفي التأني السلامة) مع أنَّ الأمثال تُضرب ولا يُقاس عَلَيْها، حينها تتمدَّد الآراء، ويلوح لك أنَّ الفسحة الزمنيَّة وازنةٌ، وأنَّ من حقِّك أن تتأنَّى في التقديرات بَيْنَما تكُونُ المرحلة الَّتي أنتَ فيها على نار حامية فيحصل التضارب بالاجتهادات، والمراوحة في المحطَّات، وما أكثر القطارات الَّتي غادرت دُونَ أن نكترثَ لمغادرتها مع أنَّنا ملزمون منطقيًّا بالسَّفر فيها.
يخونك التقدير عِندما يتجمَّل للآخر، الَّذي أنتَ على علاقة عمل معه، أنَّ من حقِّه أن يتمدَّدَ في إهماله، وأنَّ ما أنجزتماه في مشروع مشترك يجمعكما يتطلب الدخول في استهمال ليس من حقِّك الاعتراض عَلَيْه، وهكذا تَضيع الأسبقيَّات، ويتأصَّل الاستخفاف والاختلاطات وتدام الانتظارات.
ويخونك التقدير عِندما يأخذك بعيدًا عن أسبقيَّاتك لصالح قضايا هامشيَّة تأكل المزيد من اهتماماتك بغير وجْه حقٍّ.
السَّائد أيضًا، أنَّ التقدير قَدْ يكُونُ بنزعة مفاجئة بِدُونِ إنذار مبكِّر وليس مبنيًّا على حسابات واضحة.
يقول العرب (جملًا بنيَّة وجِمال بنيَّة)، مضرب هذا المثل جاء تحت وطأة الصحراء بكُلِّ ما تحفل به من مدى مفتوح مع تصاعد احتمالات العطش وتشوش فرص الاستدلال، ولك أن تتصوَّرَ حجم الغموض بَيْنَ موقف ذلك الجملْ مع جِمال أخرى ليس واردًا أنَّها تطيعه على نيَّته.
من الأسئلة الحائرة هنا: هل أفعل هذا أو ذاك؟ أم أستمتع بما يجري مدعومًا بامال (لا يصح إلَّا الصحيح) في حين أنَّ الصحيح لا يأتي هِبةً، بل من خلال البحث والتقصِّي.
هناك صنوف تقدير تبشِّر بخيانات من هذا النَّوع تدفعنا للقَبول بها تحت وطأة «وجدتُ فلانًا يفعل ذلك فراقني أن أفعلَ مِثله».
إنَّ المتلازمة الَّتي تحكم مُجتمعاتنا الآن تتشابه وتتكامل مع نيَّة الجَمل الَّذي غادر قطيعه، وإذا كان لذلك الجَمل عذره الغرائزي الَّذي دفعه إلى الانشقاق عن القطيع تظلُّ المسؤوليَّة الأخلاقيَّة المنطقيَّة على الإنسان أن تكُونَ لدَيْه حزمة معرفيَّة تُجيز له التكهُّن البنيوي المستند إلى مفاتيح حسابيَّة رصينة وليس تنجيمًا، وإذا كان من خلاص علمي استشاري يتوخَّى الدقَّة في الإنجاز فهو التبشير بالعقلانيَّة.
لا شكَّ أنَّ الترفع عن التطرف في التقدير يضعنا في صميم قناعة بما لنَا وما للآخرين، وعِندها يتمُّ الفرز الموضوعي، وتُصان الشفافيَّة سيِّدة المواقف الإنسانيَّة الَّتي ما زال البحث جاريًا عَنْها في السَّاحات الدوليَّة!
بخلاصة استدلاليَّة، العالَم الآن على عتبة توديع عام 2023، والتقدير المشروع إزاء استقبال العام الجديد 2024، اعتماد أسبقيَّات تلملم المواقف لصالح مناهج عقلانيَّة غابت عنوة تحت طائلة عدم الثقة والمناكدات والقتل والتجويع والتنكيل والزواغ عن الحقائق واللعب بالوقت.
لا فرصة أمام العالَم الآن إلَّا تقدير الترشيد والتسامح والرحمة والمناهج التشاركيَّة، وإصلاح ذات البيْنِ ونبذ الطمع…

عادل سعد
كاتب عراقي
abuthara@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

جدول مباريات اليوم الأحد والقنوات الناقلة

يشهد اليوم الأحد مجموعة من المواجهات القوية في مختلف البطولات الأوروبية والعالمية، حيث يلتقي بورنموث مع مانشستر سيتي في كأس الاتحاد الإنجليزي، بينما يواجه نابولي نظيره ميلان في الدوري الإيطالي.

الدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد الإنجليزي
    •    بريستون نورث إيند × أستون فيلا – الساعة 2:30 مساءً (beIN Sports HD 2)
    •    بورنموث × مانشستر سيتي – الساعة 5:30 مساءً (beIN Sports HD 2)

الدوري الإسباني
    •    خيتافي × فياريال – الساعة 2:00 ظهرًا (beIN Sports HD 2)
    •    برشلونة × جيرونا – الساعة 4:15 عصرًا (beIN Sports HD 1)
    •    فالنسيا × ريال مايوركا – الساعة 6:30 مساءً (beIN Sports HD 2)
    •    أتلتيك بيلباو × أوساسونا – الساعة 6:30 مساءً (beIN Sports HD 6)
    •    ريال بيتيس × إشبيلية – الساعة 9:00 مساءً (beIN Sports HD 3)

الدوري الألماني
    •    فرايبورج × يونيون برلين – الساعة 3:30 عصرًا (beIN Sports HD 6)
    •    بوروسيا دورتموند × ماينز – الساعة 5:30 مساءً (beIN Sports HD 5)

الدوري الفرنسي
    •    تولوز × ستاد بريست – الساعة 3:00 عصرًا (beIN Sports HD 4)
    •    أنجيه × رين – الساعة 5:15 مساءً (beIN Sports HD 4)
    •    لوهافر × نانت – الساعة 5:15 مساءً (beIN SPORTS XTRA 1)
    •    أوكسير × مونبلييه – الساعة 5:15 مساءً (beIN Sports HD 9)
    •    ليل × لانس – الساعة 8:45 مساءً (beIN Sports HD 4)

الدوري الإيطالي
    •    كالياري × مونزا – الساعة 12:30 ظهرًا (AD SPORTS Premium 1)
    •    فيورنتينا × أتالانتا – الساعة 3:00 عصرًا (AD SPORTS Premium 1)
    •    إنتر ميلان × أودينيزي – الساعة 6:00 مساءً (AD SPORTS Premium 1)
    •    نابولي × ميلان – الساعة 8:45 مساءً (AD SPORTS Premium 1)

مباراة ودية دولية
    •    المغرب × أوغندا – الساعة 12:00 صباحًا (beIN Sports HD 6

مقالات مشابهة

  • الكرملين: جدول أعمال بوتين لا يتضمن محادثة هاتفية مع ترامب
  • لحظة تعكس التقدير والوفاء.. أبناء الشهداء يشاركون الرئيس السيسي صلاة عيد الفطر المبارك
  • أحمد حسن: رضا عبد العال شخص مثير للجدل.. وينتقد اللاعبين بطريقة مهينة
  • جدول امتحانات شهر أبريل 2025 لطلاب المدارس .. تفاصيل عاجلة بشأنه
  • برشلونة في مهمة صعبة ضد جيرونا بالدوري الإسباني
  • جدول مباريات اليوم الأحد والقنوات الناقلة
  • جدول مواعيد مباريات كرة القدم خلال إجازة عيد الفطر
  • «الأغذية العالمي»: مئات الآلاف من سكان غزة معرَّضون لخطر الجوع الشديد
  • مصر للطيران تصدر تعليمات جديدة للمسافرين إلى السودان والتطبيق من الغد
  • شريف عبد العال تحدى إعاقته.. فخاض المحنة فرزق بالبصيرة