2023 عام الكوارث.. التغيرات المناخية تضرب دول العالم.. زلازل وفيضانات وأعاصير وحرائق
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
زلزال تركيا وسوري والمغرب الأسوأ.. وفيضان ليبيا أودي بحياة أكثر من 11 ألف شخص
إعصار أوتيس ضرب الساحل المكسيكي على المحيط الهادي بأقصي سرعة للرياح
تزداد وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة في كل دول العالم، ورؤية مأساوية للعقود المقبلة مع سوء تغذية وانعدام الأمن المائي وأوبئة يُحدثها التغير المناخي، ويعاني حاليا أكثر من نصف سكان العالم من انعدام الأمن المائي، وتأثيرات المناخ ستؤدي بلا شك إلى تفاقم هذا الوضع.
إن أقوى الكوارث الطبيعية التي شهدتها منطقتنا خلال عام 2023 كان زلزال تركيا وسوريا الذي وقع في فبراير الماضي، وكان بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر، وتلاه زلزال آخر بقوة 7.7 درجة، وهو ما تسبب بتفاقم الكارثة ليصل عدد الضحايا في المجمل إلى أكثر من 50 ألف شخص، مع ضِعف هذا العدد من الجرحى وملايين النازحين عن المناطق المتضررة.
و تلا ذلك زلزال آخر ضرب المغرب بقوة 6.8 درجة على مقياس ريختر، وكان مركز الزلزال على بُعد نحو 75 كلم جنوب غرب مراكش قرب بلدة إغيل في جبال الأطلس، وتسبب بوفاة قرابة ثلاثة آلاف شخص، وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي فمنذ عام 1900 لم يقع أي زلزال بقوة 6 أو أقوى ضمن مسافة 500 كلم من هذا الزلزال.
ومن المغرب وتركيا إلى أفغانستان التي شهدت في أكتوبر الماضي زلزالا تسبب بمقتل أكثر من 2400 شخص في مناطق ترتفع فيها بالفعل احتمالات وقوع الزلازل، حيث تقف جميعها أعلى "الحزام الألبي"، وهو حزام زلزالي وجبلي يمتد لأكثر من 15 ألف كيلومتر على طول الهامش الجنوبي من قارتي آسيا وأوروبا.
ثم أعنف زلزال شهدته الصين منذ 9 سنوات، ضرب الزلزال الذي بلغت قوته 6.2 درجة منطقة جبلية ليلة الاثنين الماضي تقع بين مقاطعتي قانسو وتشينغهاي على بعد حوالي 1300 كيلومتر (800 ميل) جنوب غرب العاصمة الصينية بكين.
وكشفت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية، أن الزلزال المدمر الذي ضرب شمال غرب الصين أدى إلى مقتل 148 شخصًا على الأقل، وتسبب في خسائر اقتصادية تقدر بعشرات الملايين في قطاعي الزراعة وصيد الأسماك.
وأفادت الوكالة، في تقرير أعدته حول هذا الشأن، أن قناة CCTV الحكومية الصينية أعلنت أن المسئولين في مقاطعة قانسو أجروا تقييمات أولية أظهرت أن الصناعات الزراعية وصيد الأسماك في المقاطعة خسرت 532 مليون يوان (أي حوالي 74.6 مليون دولار).
مرورا بزلزال عنيف يضرب تشيلي، وقال مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي إن زلزالا بقوة 5.8 درجة وقع قبالة ساحل منطقة بيو بيو في تشيلي.
الفيضاناتالفيضانات الكارثيةوهناك كوارث أخرى قاسية غمرت عام 2023، يعتقد العلماء أنها تتأثر بشكل مباشر أو غير مباشر بالتغير المناخي، حيث يستمر ارتفاع متوسط درجات الحرارة بشكل متسارع، وسجلت بعض المصادر البحثية عام 2023 على أنه الأكثر حرارة في تاريخ القياس.
وبحسب تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، بات من الواضح أن التغير المناخي أثر بشكل ملحوظ في العديد من المتغيرات المرتبطة بالمياه مثل هطول الأمطار ونشاط الرياح الشديدة، وهي ظواهر ترفع من شدة وسرعة وتيرة الفيضانات.
ويظهر ذلك في عدد من الفيضانات الكارثية في عام 2023 وعلى رأسها فيضانات ليبيا التي أودت بحياة أكثر من 11 ألف شخص.
وكذلك فإنه ابتداء من 29 يوليو شهدت 16 مدينة ومقاطعة على الأقل في شمال شرق الصين هطول أمطار وفيضانات قياسية بسبب إعصار دوكسوري، وشهدت بكين أشد هطول للأمطار منذ قرابة قرن ونصف.
وللأسف لم تتوقف الأمطار الغزيرة والأعاصير، بل امتدت بكثافة خلال شهر أغسطس فتعرضت جميع أنحاء الصين للكثير من الانهيارات الطينية والفيضانات المفاجئة.
وفي هاييتي تسبب الطقس المضطرب بضرب سبع من المقاطعات العشر في البلاد ونزوح أكثر من 13 ألف شخص خلال يونيو 2023، وتعرضت عدة بلدان لفيضانات كبيرة من ثلاثة أنهار أودت بحياة أكثر من 50 شخصا.
وربما كانت الفيضانات هي الكارثة الطبيعية الأكثر تكرارا في 2023، حيث شهدت دول مثل البرازيل وغانا والهند والمملكة المتحدة وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية والإكوادور والكونغو الديمقراطية وموزمبيق وزامبيا فيضانات خلال هذا العام.
الأعاصيرالأعاصير المرعبةالتغير المناخي تسبب في ارتفاع درجة حرارة سطح الماء في بحار ومحيطات العالم، مما أدى إلى زيادة شدة ومعدلات وطول الأعاصير، حيث يستقي أي إعصار طاقته من حرارة المحيط، ويستخدمها لتغذية دورانه مما يرفع من سرعة رياحه، ولذلك فإنه أصبح من المؤكد بالنسبة للعلماء، أنه كلما ارتفعت درجة الاحتباس الحراري، أصبحت الأرض عرضة لأعاصير أكثر قسوة وسرعة عن ذي قبل.
ويظهر ذلك بوضوح في عدة كوارث طبيعية وقعت في عام 2023، منها مثلا إعصار أوتيس الذي ضرب الساحل المكسيكي على المحيط الهادي في 25 أكتوبر الماضي مع رياح تبلغ سرعتها 250 كيلومترا في الساعة، متجاوزا إعصار باتريشيا كأقوى إعصار مسجل يصل إلى اليابسة.
وأدى هذا الإعصار إلى تدمير ما يقرب من 80% من الفنادق و96% من الشركات في مدينة أكابولكو المكسيكية التي مر خلالها.
وشهدت بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية موسم عواصف استثنائي دفع بعض الوكالات مثل الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي لإعلان 2023 على أنه العام الأكثر كلفة من حيث إدارة الكوارث الطبيعية.
فقد تأكد ما لا يقل عن عشرات الأعاصير الموثقة في عام 2023 داخل الولايات المتحدة، وتجاوزت الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023 المتوسط، وكان عام 2023 واحدا من أعلى الأعوام المسجلة في الولايات المتحدة بالنسبة لعدد الوفيات بسبب العواصف مع 76 حالة وفاة.
حرائق الغاباتحرائق الغاباتتسبب التغير المناخي بارتفاع تردد الموجات الحارة وموجات الجفاف حول العالم، ومع الجفاف تخزن النباتات كمية أقل من الماء وتنمو ببطء، ويؤدي ذلك إلى المزيد من تساقط الأوراق الجافة الخاصة بها وموت الأشجار نفسها سريعا، ما يوفر بيئة مناسبة لانتشار الحرائق.
عام 2023 من السنوات التي سجلت حالات قاسية من حرائق الغابات، نتذكر مثلا حرائق الغابات في الجزائر، خلال شهر يوليو الماضي، حيث شهدت البلاد قرابة 100 حريق في 16 ولاية تسببت بمقتل 34 شخصا على الأقل بينهم 10 جنود، ولعب الطقس الحار والرياح الشديدة دورا في تأجج تلك الحرائق، حيث وصلت درجة الحرارة أثناءها إلى 48 درجة مئوية.
وإلى جانب حرائق الغابات في الجزائر، اندلعت حرائق الغابات بمستوى غير مسبوق في دول عدة، ففي أوروبا مثلا سجلت اليونان أقوى موجة من انبعاثات الغازات الدفيئة صادرة من حرائق الغابات على الإطلاق خلال 2023، وفي المحيط الهادي أصبح الحريق الذي اندلع في جزيرة ماوي بهاواي هو أشد حرائق الغابات فتكا في الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن.
كما كانت حرائق الغابات في تشيلي، والتي بدأت في يناير 2023، واحدة من الحالات المتطرفة كذلك، حيث تطورت لتصل لما لا يقل عن 406 حرائق، وصُنفت العشرات منها على أنها حرائق خطيرة، قضت في مجموعها على أكثر من مليون فدان، وأسفرت عن مقتل 24 شخصا، مما دفع الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ في مناطق متعددة من البلاد.
التغير المناخيالتغيرات المناخيةتغير المناخ هو أي تغيير مؤثر وطويل المدى في معدل حالة الطقس يحدث لمنطقة معينة، يمكن أن يشمل معدل حالة الطقس معدل درجات الحرارة ومعدل التساقط وحالة الرياح، كما يمكن أن يكون تغير المناخ ناتجًا عن التغيرات الطبيعية في النظام المناخي للأرض، مثل التغيرات في نشاط الشمس أو الانفجارات البركانية الكبيرة.
ويساهم تغيّر المناخ بشكل مباشر في حدوث حالات الطوارئ الإنسانية الناجمة عن موجات الحر وحرائق الغابات والفيضانات والعواصف الاستوائية والأعاصير، التي تتزايد من حيث الحجم والتواتر والشدة، ومنذ القرن التاسع عشر، كانت الأنشطة البشرية هي المحرك الرئيسي لتغير المناخ، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز.
وتعد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتراكمة هي العامل الأكثر تأثيرا في التغير المناخي، وقد بدأت هذه الانبعاثات في الارتفاع خلال الثورة الصناعية (خاصة بعد عام 1850)، مما يعني أن البلدان الأكثر تقدما مثل الولايات المتحدة، والتي انتقلت مبكرا إلى نظام اقتصادي قائم على الوقود الأحفوري بشكل كبير، لها دور كبير في التأثيرات المناخية التي نراها اليوم حول العالم.
عندما يتم حرق الوقود الأحفوري، يتم إطلاق الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان إلى الغلاف الجوي، التي تعمل هذه الغازات على حبس الحرارة، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة الأرض.
يقدر خبراء التغير المناخي أن الفرق بين متوسط درجة حرارة الأرض اليوم ومتوسط درجات الحرارة في العصور الجليدية هو 5 درجات مئوية فقط، لكن درجة واحدة أو درجتين في حرارة الأرض كافية لإحداث حرائق في الغابات وجفاف في المزروعات وفيضانات في البحار والأنهار.
الدول الأكثر مساهمة في التغير المناخيإن أكثر الدول التي ينبعث منها غاز ثاني أكسيد الكربون هي على التوالي: الصين والولايات المتحدة والهند وروسيا واليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية وإيران وإندونيسيا وكندا.
ويحذر تقرير لصندوق النقد الدولي من أن نحو 60% من سكان العالم حاليا يعيشون في بلدان معرضة لعواقب تغير المناخ، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع إلى 75% بحلول نهاية القرن الحالي.
وقالت الأمم المتحدة إن ثلث سكان العالم، لا سيما في البلدان الأقل نموا والدول الجزرية الصغيرة النامية، ليس لديها نظام إنذار مبكر، موضحة على سبيل المثال أن 60% من سكان أفريقيا معرضون تماما لتأثيرات الكوارث المناخية.
التغيرات المناخية تضرب دول العالمالمصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غضب الطبيعة الكوارث التغيرات المناخية زلازل الفيضانات الأعاصير حرائق الغابات التغير المناخي الولایات المتحدة التغیر المناخی حرائق الغابات ألف شخص أکثر من عام 2023
إقرأ أيضاً:
"الزراعة" و"التعليم" يبحثان تطوير المدارس الفنية الزراعية.. "صيام": التغيرات المناخية تفرض علينا تحديات كبير.. ونواب: ندعم وربط التعليم بسوق العمل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يساهم البحث العلمي في التصدي لكافة التحديات التي تواجه المجتمعات؛ سواء كانت تحديات بشرية، أو ظواهر طبيعية، أو كوارث بيئية، كما يعمل في إحداث النهضة الزراعية المنشودة عبر الاستفادة من المدارس الزراعية ومدارس التعليم الفنى البالغ عددها 172 مدرسة، بما يحقق التنمية فى مجال القطاع الزراعى.
من هذا المنطلق، استقبل علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، لتعزيز أوجه التعاون مع القطاع الخاص فى تطوير المدارس الفنية الزراعية، وتم الاتفاق على وضع خطة عمل وضم المؤسسات المتخصصة مثل مركز البحوث الزراعية، ومركز التصدير للحاسبات الزراعية، ومجلس التصدير للصناعات الغذائية .
بدوره ذكر وزير الزراعة، تحتاج النهضة الزراعية إلى عمالة فنية زراعية مدربة في تقنيات الزراعة الحديثة والابتكار الزراعي وأساليب الري وكذلك الأنشطة المرتبطة بالثروة الحيوانية والداجنة والسمكية وتحسين السلالات والزراعات العضوية وغيرها، كما أشار إلى أنه يمكن الاستعانة بخريجى هذه المدارس في سد العجز بالإرشاد الزراعى بالإضافة إلى التصنيع الزراعي.
وبدوره يقول الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي، التعاون في البحث العلمي بين الزراعة والتعليم، في غاية الأهمية يحقق نتائج هامة في القطاع الزراعي عن طريق التنسيق بين خبرات مراكز البحوث الزراعية والمجالس التصدرية، وبين الكوادر البشرية الجديدة من الشباب عن طريق تشغيلهم وتدربيهم.
ويضيف"صيام": التغيرات المناخية تفرض علينا تحديات كبيرة في القطاع الزراعي والأمن الغذائي المصري، وهنا لابد من زيادة البحوث في السلالات وإدخال التقنية الجديدة في الزراعات، وهذا لن ينحج بدون تدريب الكادر البشري من شباب مدارس التعليم الفني بما يحقق زيادة الانتاجية من جهة، وربط الخريجين بإحتياجات سوق العمل من جهة أخري.
بدوره يقول محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، تعمل حاليًا على توسيع قاعدة الشراكات مع قطاع الأعمال لتأهيل وتدريب الطلاب، مشيرا إلى أن عدد المدارس الزراعية يبلغ ١٧٢ مدرسة.
كما نسعى للتعاون مع وزارة الزراعة وكافة الشركاء للارتقاء بالتعليم الفني باعتباره أحد أهم عناصر تنمية الاقتصاد المصري، مؤكدا الحرص على الاستفادة من مختلف الخبرات لتحقيق الأهداف المرجوة بخروج طلاب تواكب قدراتهم التخصصات المختلفة من خلال مد جسور الشراكة والتعاون، بهدف رفع كفاءتهم وقدراتهم فى مجالات التنمية الزراعية، وربط التعليم الزراعى باحتياجات سوق العمل الفعلية واستحداث مهن وتخصصات جديدة تخدم مجال الزراعة.
وفي السياق ذاته، رحب المهندس حسام رضا، خبير الارشاد الزراعي، بأهمية الخطوة مطالبًا بترجمة التعاون إلى برتوكول تعاون بين الوزارتين والشركاء للمساهمة في رفع قدرات مراكز البحوث الزراعية ومدارس الثانوية الزراعية للقدرة على تأهيل الطلاب في التخصصات الزراعية مختلفة بما يخدم الاستراتجية الزراعية المصرية وسوق العمل.
وأوضح "عبد اللطيف": أن الشراكات مع القطاع الخاص وقطاع الأعمال يستفيد من خلالها صاحب العمل عبر تدريب الطلاب علميًا وفنيًا وعمليًا خلال سنوات الدراسة ليصبحوا عمالة مدربة طبقًا لمعاييره ومتطلباته والذي يعد استثمارًا جيدًا لجميع الأطراف المعنية، مؤكدًا أن كل سفراء الدول الذين تم الالتقاء بهم، أعربوا عن تطلع دولهم للتعاون مع مصر في هذا القطاع الهام.
كما أكد النائب هشام الحصري والمهندس عبدالسلام الجبلى رئيسا لجنتي الزراعة والري في مجلسى النواب والشيوخ، على الدعم البرلمانى لتوجه وزارتي الزراعة والتربية والتعليم في تطوير المدارس الفنية الزراعية وربط التعليم بسوق العمل لإعداد خريج مؤهل للسوق المحلي أو للعمل في الخارج.
وأخيرًا طرق الاجتماع إلى بحث سبل دعم القدرات المؤسسية للمدارس الثانوية الفنية الزراعية، وتلبية احتياجات الاستثمار من خلال مد جسور الشراكة والتعاون لتنفيذ برامج تدريب وتأهيل لطلاب التعليم الفنى الزراعى، بهدف رفع كفاءتهم وقدراتهم فى مجالات التنمية الزراعية، وربط التعليم الزراعى باحتياجات سوق العمل الفعلية واستحداث مهن وتخصصات جديدة تخدم تخصصات القطاع الزراعى.