شيخ الأزهر يستقبل وفدًا أوزباكستانيًّا لمناقشة قضايا المرأة والأسرة في الإسلام
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
استقبل فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء بمشيخة الأزهر، وفد لجنة الشؤون الدينية وإدارة مسلمي أوزباكستان وأكاديمية أوزباكستان الإسلامية، لمناقشة قضايا المرأة والأسرة في الإسلام، برئاسة الدكتور كادير مليكة أكبر، رئيسة لجنة مجلس الشيوخ في مجلس الوزراء الأوزباكي حول قضايا المرأة والأسرة.
وقال فضيلة الإمام الأكبر ، إنَّ موضوع "المرأة في الإسلام" يطفو بين الحين والآخر على الساحة العالمية لاتهام الإسلام زُورًا وبهتانًا بأنه دين معاد للمرأة، مشيرًا إلى أنَّ القرآن الكريم والسنة النبويَّة المطهَّرة وسلوك النبي في تعامله مع المرأة كلها أمور صريحة في إقرار المساواة بين الرجل والمرأة، وأنَّ هذه المساواة هي مساواة تكامل وتخصيص أدوار بما يناسب طبيعة كل طرف وفطرته، وأنَّ القرآن والسنة شرحَا طريقة تطبيق هذه المساواة، وأكَّدها سلوك النبي مع المرأة في العهدين المكي والمدني، وأسند للزوج والزوجة مهام محددة وواضحة، وأسس لمنظومة الزواج على أنها مؤسسة غاية في الأهمية، ووفَّر لها كل عوامل النجاح والاستقرار.
وأكَّد شيخ الأزهر، أن القرآن والسنة النبوية أشارا إلى فلسفة المساواة بين الرجل والمرأة في عدة مواضع، وجعلا الحفاظ على الأسرة هدفًا نبيلًا يجب على كل طرف بذلُ كل ما في وُسعِه للحفاظ عليه حتى في أحلك الظروف وفي حالات كره طرف لطرف، منها قوله تعالى: {وعاشروهن بالمعروف} وقوله: {فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خير كثيرا}، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يَفْرَكُ مؤمنٌ مؤمنةً إن كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها خُلقًا آخرَ»، مشيرًا إلى أن الكثير من المسلمين لم يفهموا مقصود قوله تعالى {وللرجال عليهن درجة}، وفسروه على أنَّه تفضيلٌ للرجل على المرأة، ولكن الحقيقةَ أن مفهوم الدرجة هنا هي مسؤولية الأسرة والأبناء والإنفاق وغيرها من مسؤوليات الرجل.
وأشار فضيلة الإمام الأكبر، إلى أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم جاء في عصر كانت المرأة تعاني فيه من ضياع حقوقها، ولم تحظَ فيه بمعاملة إنسانية، بل كان الرجال يبادرون بوأد بناتهم فور ولادتهنَّ، ودفنهن في التراب، فجاء النبي ليعلن في هذا المجتمع بأن «النساء شقائق الرجال»، وأنَّ المساواة بين الرجل والمرأة هي مساواة في الفضل والقدر والمنزلة والإنسانية.
وأوضح شيخ الأزهر، أن النبي صلى الله عليه وسلم رسَّخ لثقافة المساواة بين الرجل والمرأة، وورث الصحابة والصحابيات هذه الثقافة، فحرصوا على تطبيقها، وحذوا حذوه صلى الله عليه وسلم، فبرزت المرأة في عدة مجالات كالقيادة والعلوم، وكانت شريكة للرجل في تشييد المجتمع الإسلامي الذي ازدهر في هذا الوقت واتَّسعت رقعته، ولكن حينما بدأت تعاليم الإسلام في الاختفاء عن الظهور في الصفوف الأولى من الاهتمامات، تغلَّبت العادات والتَّقاليد فيما يخص التعامل مع قضايا المرأة، وفقدت المرأة كثيرًا من الحقوق التي أقرَّها لها الإسلام، وظهر فقهٌ جديدٌ لا يستند إلى نصوص الشريعة بقدر استناده للعادات والتقاليد المجتمعية في هذا الوقت، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم فقدت المرأة المسلمة الكثير من حقوقها، وفقد المجتمع الإسلامي الساق الثانية التي كان يركض ويعدو بها لتحقيق نهضته وازدهاره، مصرحا فضيلته: "أنا ممَّن يؤمنون بأن أحد أسباب ما أصاب المجتمع الإسلامي من ضعف وهوان، هو افتقاده لمنطق تأصيل الإسلام للمساواة بين الرجل والمرأة"، مشددًا على أنَّ المرأة عليها أن تقاتل من أجل استعادة حقوقها التي كفلها لها الإسلام.
من جانبه، أعرب أعضاء الوفد الأوزباكي عن سعادتهم بلقاء شيخ الأزهر، وتقديرهم لمواقف فضيلته الداعمة لقضايا الإسلام والمسلمين، وتواجدهم في هذه المؤسسة العريقة التي تعد قبلة العلم والمعرفة للمسلمين حول العالم، واعتزازهم بدراسة ما يقارب ٣٠٠٠ طالب أوزباكستاني في معاهد الأزهر وجامعته العريقة، مؤكِّدين تطلعهم لاستمرار التعاون مع الأزهر وبما يخدم المسلمين في أوزباكستاني ويلبي احتياجاتهم الدينية والدعوية والعلمية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر شيخ الأزهر مشيخة الأزهر قضايا المرأة والأسرة الأسرة في الإسلام السنة النبوية المساواة بين الرجل والمرأة صلى الله علیه وسلم شیخ الأزهر فی الإسلام المرأة فی
إقرأ أيضاً:
في يومها العالمي.. الماركسية والمرأة
في يومها العالمي.. الماركسية والمرأة
تاج السر عثمان بابو
1يمر 8 مارس اليوم العالمي للمرأة في ظروف الحرب اللعينة في السودان التي تعاني منها المرأة والأطفال في معسكرات النزوح داخل البلاد وخارجها، وفي ظروف عالمية اشتدت فيها هجمة الليبرالية الجديدة على الحقوق الاجتماعية في الصحة والتعليم وحماية الأمومة والطفولة الشيخوخة، وزادت ميزانيات الحروب بهدف نهب الموارد والثروات على حساب تلك الحقوق كما هو الحال في الحرب الروسية – الأوكرانية، وحرب غزة والسودان، وفي كل الأحوال تدفع النساء والعاملات في المصانع والمكاتب والحقول ثمن تلك الحروب، وبمناسبة يوم المرأة العالمي نعيد نشر هذا المقال عن “الماركسية وتحرر المرأة”.
2نظرت الماركسية إلى قضية تحرير المرأة في ارتباط وثيق مع تحرير المجتمع من كل أشكال الاضطهاد الطبقي والقومي والاثني والديني، وكما هو معلوم، فإن أول بحث رائد في الماركسية حول قضية المرأة هو الذي قدمه انجلز في مؤلفه( أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة)، والذي نشر لأول مرة عام 1884م، استند انجلز في مؤلفه علي بحث عالم الاجتماع الأمريكي مورغان الذي عاش لفترة عشرين سنة وسط القبائل البدائية للهنود الحمر.
انطلق انجلز من الفهم المادي للتاريخ الذي يقول أن التحول في اسلوب الانتاج يؤثر علي الوجود الإنساني بأسره، بما في ذلك شكل العلاقات بين الرجال والنساء، ولايمكن الفصل بين الانتاج وتجديد النوع البشري في تطور المجتمع.
وكانت أهم استنتاجات انجلز تتلخص في الآتي:أ – النظرة إلى دونية المرأة هي نتاج تطور تاريخي اجتماعي، لاتتعلق بالفروق البيولوجية بين المرأة والرجل.
ب- المجتمعات البدائية شهدت المساواة بين المرأة والرجل، وكانت العلاقات الجنسية تقوم على الاختيار الحر من الطرفين ، كما شهدت تلك المجتمعات حق الأم ، كان الأبناء ينسبون إلى الأم.
ج- مع ظهور المجتمعات الزراعية والرعوية والفروق الطبقية والدولة، وتركز الثروة في يد الرجال( ملكية الأراضي الزراعية وقطعان الماشية)، بدأت تظهر عدم المساواة بين المرأة والرجل ، وأصبحت الوراثة من جهة الأب لاستمرار سيطرة الرجل.
د- أشار انجلز الي أن الإطاحة بحق الأم كان الهزيمة التاريخية العالمية لجنس النساء، ومن هنا بدأت سيطرة الرجل وهيمنته في المجتمع ، وتراجع دور المرأة الى المنزل.وهذه الهزيمة ارتبطت بانقسام المجتمع إلى طبقات مستغلة(بكسر الغين) ومستغلة(بفتح الغين)، وبالتالي يستحيل فصل النساء عن تحرير المجتمع ككل من الاضطهاد الطبقي وكل أشكال القمع والاضطهاد الأخري.
إضافة لمساهمة انجلز التي كانت رائدة بحق في البحث عن الجذور الحقيقية لاضطهاد المرأة والتي شكلت سلاحا مهما للحركة النسوية في نضالها من اجل التحرر، أشار ماركس في مؤلفات متفرقة إلى قضية المرأة على النحو التالي:
ا- إن تطور المجتمع يقاس بتقدم المرأة.
ب- خروج المرأة للعمل مع الرجل، لابد أن يصبح بالضرورة مصدرا للتقدم الانساني، ويخلق أساسا اقتصاديا جديدا لشكل أعلى من الأسرة وللعلاقات بين الجنسين ، مكان العمل يفتح أمام النساء أوسع الفرص للنضال والتنظيم.
ج- النضال ضد إضطهاد المرأة مهمة الرجال والنساء في الحزب ، وليس مهمة النساء وحدهن، لأن تحسين احوال العاملات تفيد المجتمع وكل العاملين ( رياض الأطفال ، المساواة في الأجر، الإجازة مدفوعة الأجر في حالة الولادة، الحضانات المجانيه، الخ).
د- وكان من رأي ماركس وانجلز أن تحرير المرأة يتطلب ليس فقط دخولها إلى مجال الإنتاج الاجتماعي ، انما كذلك احالة الخدمات من امثال العناية بالأطفال والمسنين والعجزة إلى المجتمع. كما يمثل ازالة الفوارق الطبقية وتقسيم العمل بين الجنسين شرطا مسبقا لبلوغ النساء المساواة التامة.
3 الشق الثقافي لتحرير المرأةعلي أنه من الخطأ التصور ان الماركسية نظرت إلى تحرر المرأة في مستوى العلاقات الاقتصادية والإنتاجية فقط ، ولكن للمسألة شقها الثقافي الذي يتعلق بالبنية الفوقية للمجتمع ،فبمجرد تحرير المجتمع كله من الاضطهاد الطبقي ومساواة المرأة مع الرجل في الأجر وبقية الحقوق ، لايعني ذلك أن قضية المرأة قد تم حلها. ذلك أن لقضية المرأة شقها الثقافي والذي يتعلق بالصراع ضد الأيديولوجية التي تكرس اضطهاد المرأة ودونيتها ، والتي هي نتاج قرون طويلة من قمع واضطهاد المرأة ، وبالتالي لابد من مواصلة الصراع في الجبهة الثقافية أو البنية الفوقية للمجتمع، ضد الأفكار والمعتقدات التي تكرس دونية المرأة والتي كرستها مجتمعات الرق والإقطاع وحتى الرأسمالية التي تعيد إنتاج عدم المساواة في توزيع الثروة وبين البلدان المتخلفة والرأسمالية، وتعيد إنتاج عدم المساواة بين المرأة والرجل وتجعل منها سلعة واداة للمتعة الدعارة واداة للإعلان والدعاية، اضافة للقهر الطبقي والثقافي والاثني والجنسي.
فلا يكفي فقط التحرر الاقتصادي وزوال المجتمع الطبقي ، بل لابد من خوض صراع فكري وثقافي طويل النفس ضد البنية العلوية التي تكرس اضطهاد ودونية المرأة.
اذن قضية المرأة ننظر لها نظرة شاملة وفي أبعادها المتعددة ومن زاوية: تحررها كجنس ومن الاضطهاد الطبقي والقومي والاثني والنفسي والأبوي، وفي مستوى البنية الثقافية للمجتمع التي تكرس اضطهاد المراة والتي هي نتاج قرون من مجتمعات الرق والإقطاع ولاتزول بين يوم وليلة، بل تحتاج إلى نضال ثقافي وفكري شاق.
أشار ماركس وانجلز إلى أن الاشتراكية توفر الظروف المادية والحقوقية الضرورية للمرأة ، إلا أن الأوهام في ان تؤدي الاشتراكية إلى هذا التحرر تلقائيا لم يدر بخلد مؤسسي الماركسية ، ولم يتصور ماركس وانجلز: أنه مع انتصار الاشتراكية ستسود المساواة فورا بين المرأة والرجل ، فقد تناول ماركس الاشتراكية بصورة واقعية مشيرا إلى أن الحديث يدور حول تشكيلة اشتراكية تخرج من احشاء الرأسمالية، ولذا سوف تحتفظ بسماتها، التي تعيد إنتاج عدم المساواة لفترة طويلة، ولاسيما البنية العلوية التي تكرس اضطهاد المرأة.
كما كان لينين يشير الي أن ( المساواة في القانون لايعني المساواة في الحياة) ، وكان لينين يدرك تماما أن عدم المساواة بين الجنسين سيبقى في المجتمع الجديد ، و أسطع مثال على ذلك هو العمل المنزلي يقول لينين (حتى في ظل المساواة التامة في الحقوق يبقي علي كل حال ذلك التقييد الفعلي للمرأة لأنه يلقى علي كاهلها أعباء كل الشئون المنزلية وهذه الشئون المنزلية هي في غالبية الحالات أقل الأعمال التي تقوم بها المرأة انتاجية واكثرها وحشية و أشدها وطأة وارهاقا ، وهذا العمل في منتهى الحقارة والصغر ولا ينطوى على شئ من شأنه أن يسهم بقدر ما في تطوير المرأة)( لينين المؤلفات الكاملة مجلد 40، ص 157).
كما كان لينين يشير إلى (أن الطبقة العاملة لاتستطيع احراز حريتها الكاملة اذا لم تحرز الحرية الكاملة للنساء).
مثال من تجربة الثورة الروسية:
كانت الثورة الروسية نقطة تحول حرجة في حقوق المرأة حيث اعطت الثورة المرأة الحقوق التالية، علي سبيل المثال لاالحصر:-
ا- الحق الكامل في الاقتراع.
ب- حق الطلاق وطواعية علاقة الزواج.
ج- المساواة في الأجور وحقوق النساء والرجال في العمل.
د- المساواة الكاملة في الحقوق بين الزوج والزوجة.
ه- الغاء التمييز بين الأطفال الشرعيين وغير الشرعيين.
ز- حق الإجهاض.
ح – الحق في اختيار اسم الزوج أو الزوجة.
ط- التعليم المختلط.
ك- منع الدعارة .الخ
أى أن الثورة الروسية حققت بضربة واحدة كل الشعارات التي كانت تطالب بها الحركة النسوية في أوروبا منذ الثورة الانجليزية والثورة الفرنسية، ولكن القوانين شئ والواقع الروسي شئ آخر، فقد كان الواقع الروسي متخلفا، اضافة الى حروب التدخل والفقر والبطالة، كل ذلك جعل حق الطلاق للمرأة مستحيل، كما تجلى التدهور في أوضاع النساء إلى عودة الدعارة، كما أشار توني كليف في مؤلفه : نقد الحركة النسوية)، حيث أوضحت الاحصاءات الرسمية عام 1921: عدد العاهرات في بتروغراد 17 ألف والي 10ألف في موسكو، وانتشرت بيوت الدعارة والقوادين.
– اللجوء إلى الصناعة الثقيلة كان على حساب سلع الاستهلاك مثل الأدوات المنزلية التي تخفف أعباء النساء اضافة لعمل النساء في الصناعات الثقيلة الضارة بصحتهن.
– في عام 1936 ، تم الغاء الإجهاض القانوني، فيما عدا الحالات التي تهدد الحياة أو الصحة أو احتمالات وجود مرض وراثي خطير.
– فرضت قوانين عامى 1935، 1936 عقوبات على الطلاق ، وهي رسوم خمسين روبل علي أول طلاق وخمسين علي الطلاق الثاني وثلاثمائة علي الطلاق الثالث، الي تسجيل واقعة الطلاق في الوثائق الرسمية.
– تم الغاء التعليم المختلط عام 1943م.
– صدور قانون في 4/ يوليو/ 1942م، يحدد عقوبات شديدة علي الطلاق بزيادة الرسوم ( تتراوح بين خمسمائة والفي روبل)، وهى مبالغ تجعل الطلاق مستحيلا الا على الميسورين.
ويخلص تونى كليف الي أن هذا التراجع ارتبط بالقهر والتسلط والبيروقراطية الضخمة ذات الامتيازات الواسعة ، اضافة الى نزع ملكية ملايين الفلاحين الذين أرغموا على العمل في مزارع تعاونية .
وكان إخضاع النساء واحدا من وجوه الثورة المضادة الستالينية.
اضافة الى أن مساواة المرأة مع الرجل في الأجر وحق المرأة في العمل لم يغير عقلية الرجل الشرقي والتي نتاج قرون من النظرة الدونية للمرأة والتي تقوم بكل اعباء الواجبات المنزلية، رغم التحولات الاشتراكية التي تمت.
لقد كان لمصادرة الديمقراطية و القمع الستاليني إضافة لتخلف الواقع الروسي نفسه الدور الرئيسي في إجهاض مكتسبات المرأة التي حققتها في بداية الثورة الروسية ، وكان هذا من أسباب انهيار التجربة الاشتراكية( قمع نصف المجتمع). ولأن المرأة التي تتمتع بحقوقها كاملة هي الأقدر على الدفاع عن النظام الجديد ، وأن قضية تحرير المجتمع من القمع والاضطهاد هي مهمة الرجال والنساء، وكما أشار لينين: أن المرأة الشيوعية لها الواجبات والحقوق نفسها للرجل الشيوعي، ولا تنظيمات منفصلة للنساء.
4 الحركات والمدارس النسوية الجديدة:في الغرب الرأسمالي ظهرت مدارس نسوية جديدة قامت على نقد واقع المرأة في المجتمعات الرأسمالية المتطورة ونقد التجربة الاشتراكية الستالينية، باعتبارها كانت مخيبة للآمال فيما يتعلق بتحرير المرأة، ومهما كانت الخلافات حول هذه المدارس إلا أنها أسهمت في رفع الوعي بقضية المرأة ، وظهرت المراكز المتعددة التي تدافع عن حقوق المرأة من زوايا ومداخل متعددة، تناولت أبعاد جديدة حول قضية المرأة، أفرزها تطور المجتمع الرأسمالي المعاصر وإن كان من المهم ربط الجزء بالكل، وضرورة النظرة الديالكتيكية الشاملة، والتي تتناقض مع النظرة الأحادية الجانب:
– فهناك الحركات النسوية الليبرالية والتي تطالب بالحقوق السياسية والمعاملة المتساوية مع الرجال، ولكن من الزاوية الطبقية تدافع هذه الحركات عن نمط الإنتاج الرأسمالي، وتصور قضية المرأة وكأنها نسبة(كوتة)، أو تمثيل شكلي لها في المؤسسات البرلمانية، دون استكمال تلك الحقوق بالمحتوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وتحرير المجتمع ككل من الاضطهاد الطبقي والثقافي.
– وهناك الحركات النسوية الراديكالية التي توجه سهام نقدها للمعايير الأبوية الذكورية، وكأن الذكور يمثلون طبقة اجتماعية واحدة، علما أن بعض الذكور يدافعون عن قضية المرأة وتحرير المجتمع من كل أشكال الاضطهاد، وبعض الذكور له مصلحة في تكريس المجتمع الرأسمالي الذي يعيد انتاج عدم المساواة في الثروة وفي النوع، كما أن هناك بعض النساء يدافعن بشراسة عن مصالحهن الطبقية في المجتمع الرأسمالي.
– وهناك الحركات التي تسهم في تقديم خدمات خاصة مثل المراكز النسائية لتقديم العون لضحايا الاغتصاب والعناية بأمراض النساء والاستشارة النفسية أو العناية بالطفل.
– كما أن هناك حركات نسوية تفتقد النظرة الشاملة لقضية المرأة وتصور أن العدو هو الرجل باعتباره القوى التي تضطهد المراة وسيطرته في الدور الذكوري، ولاترى أن الرأسمالية أو أى نظام آخر هو السبب وراء اضطهاد النساء ( توني كليف: المصدر السابق، ص 262).
– وهناك الاتجاه النسوي الذي يرجع اضطهاد المرأة إلى عامل نفسي وجنسي ، والي أن التناقضات الطبقية نبحث عنها في اللامساواة بين الرجال والنساء ، وبالتالي، فإن الدعوة للاضراب في سرير الزوجية يسدد ضربة ليس فقط إلى التعالي الجنسي ونواتجه الثانوية من مجتمع طبقي وعنصرية ، كما يرى أن المرأة الغنية عمياء عن ظروف النساء من بنات جنسها، كما يرى عدم اختلاط الرجال بالنساء( المساحقات)، وأن الحل هو أمة المساحقات.
ولكن التجربة أكدت أن تلك الاتجاهات لم تحل قضية المرأة، بسبب عدم النظرة الشاملة ، وأن القضية ما زالت تكمن في نضال المرأة والرجل من أجل التحرر من كل أشكال الاضطهاد الطبقي والقومي والاثني والجنسي والثقافي.كما يؤكد خصوصية وضع المرأة وضرورة العمل المشترك بين النساء غض النظر عن منطلقاتهن الفكرية لتحرير المرأة بتحقيق المطالب العامة التي تهم المرأة كجنس.كما تؤكد تلك الاتجاهات أن الرجل نفسه يحتاج الي تحرير من البنية الفوقية للمجتمع التي تكرس دونية المرأة.
5 خصوصية واقع المرأة السودانيةعلي أن منهج الماركسية لابد أن يغوص بنا لمعرفة واقع وخصوصية تطور المرأة السودانية ، وذلك أن دراسة واقع المرأة السودانية وتطورها لاينفصل عن تطور المجتمع السوداني، لأن التقدم الاجتماعي يقاس بتقدم النساء ودرجة اسهامهن في تطور ورقي المجتمع، كما أن دراسة تطور المرأة السودانية لاينفصل عن تحليل المجتمع ودراسة التفاوت الطبقي والاجتماعي والتنوع في سبل كسب العيش وتطور قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج ، وتوضيح التقسيم الاجتماعي للعمل بين الرجال والنساء ، والنظر في الجذور التاريخية لتهميش المرأة ، ومتابعة الأشكال الثقافية التي تكرس التمايز بين الرجال والنساء، فلا يكفي ، أن نشير فقط إلى العوامل الاقتصادية لاستغلال المرأة واضطهادها ، بل لابد من الإشارة للعوامل المكملة الثقافية والاجتماعية التي تسهم في إعادة إنتاج اضطهاد المرأة.
بدون التقليل من أهمية وحصاد الفكر النظري الذي درس الجذور التاريخية لتطور واضطهاد المرأة مثل مؤلف انجلز ( أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة)، وكذلك ما توصل اليه علم الانثروبولوجيا المعاصر، وما أكده علي أهمية الدراسة المستقلة لكل مجتمع ، وكذلك ظهور الحركات النسوية بمدارسها المختلفة ، وما توصلت إليه الدراسات المتخصصة حول المرأة وقضايا النوع ، كل ذلك مفيد ، ويوضح لنا الزوايا المختلفة لقضية المرأة، ويشكل لنا خلفية ضرورية ، ولكن ذلك لايعفينا من بذل الجهد المستقل للتعرف على خصوصية تطور المرأة السودانية ، بهدف الإسهام في الفكر النظري العالمي من خلال تجربتنا المحلية وفي تفاعل واخذ وعطاء متبادل ، فدراسة حصاد الفكر النظري ليس بديلا لدراسة خصوصية وتاريخية تطور المرأة السودانية ، وبذل الجهد المستقل الذي يشكل جوهر الفهم المادي للتاريخ لمعرفة الأوضاع التاريخية التي تجلت فيها تهميش واضطهاد المرأة السودانية ودرجة إسهامها في تطور المجتمع. وهذا الموضوع يحتاج لمزيد من تسليط الضوء عليه، لأن دراسة ومعرفة الواقع والجذور التاريخية لاضطهاد المرأة هو شرط لا غنى عنه لتغييره، في صراع ثقافي طويل النفس.
بنظرة عامة لتطور المرأة السودانية، نلاحظ الآتي:
– السودان كغيره من أقطار العالم مر بالفترات التاريخية نفسها التي بدأت بالعصور الحجرية ، كما أوضحت الحفريات التي قام بها علماء الآثار، وبالتالي عرف المجتمعات المشاعية البدائية التي كانت تقوم على الصيد والتقاط الثمار، وكان التقسيم الاجتماعي للعمل، كما أوضحت تجارب معظم الشعوب يقوم على الآتي:
– الرجال ينصرفون إلى الصيد أو القنص. والنساء ينصرفن إلى التقاط الثمار والحيوانات الصغيرة غير المؤذية ، اضافة للاعمال المنزلية وتربية الأطفال وصناعة الفخار والأواني المنزلية وصناعة النسيج أو الملابس من الصوف أو جلود الحيوانات.
وباكتشاف الزراعة وتربية الحيوانات في حضارة المجموعة (أ)، (ج)، ظهرت الحضارة وعرفت القبائل السودانية القديمة ظاهرة تقديس الأم ، كما عرفت نظام الأمومة الذي عرفته شعوب أخرى وأديان كانت قائمة على عبادة الهات الخصب ، وهو نظام ارتبط بالدور الذي لعبته النساء في اكتشاف الزراعة.
وكانت البنية الاجتماعية في المجتمعات البدائية تقوم على الملكية الجماعية لوسائل الانتاج، ولم تعرف الفوارق الطبقية والفوارق بين الرجال والنساء، ولم تعرف الدولة ولا الجيش.
كانت مملكة كرمة علامة فارقة في تطور الحضارة السودانية، فقد قامت أول دولة سودانية، ونشأ جهاز دولة يتكون من : الكهنة، الموظفين، والسياسيين. وظهر أول انقسام طبقي يتلخص في طبقة الحكام والكهنة والموظفين والملاك، وطبقة أصحاب الحرف ، المزارعين، والرقيق.
وبظهور مملكة كرمة بدأت تنحسر أو تتقلص الملكية المشاعية للأرض التي كانت سائدة في حضارتي المجموعة(أ)،(ج)، ومنذ تلك اللحظة بدأت تظهر عدم المساواة بين الرجال والنساء ، وبدأ الرجل يتفوق على المرأة من زاوية التفاوت في ملكية القطعان وملكية المحصول ، وأصبح دور المرأة يقل تدريجيا في النشاط الاقتصادي في المجتمع ، واستمر هذا الاتجاه يتعمق مع تطور الدولة والانقسام الطبقي في حضارات نبتة ومروي والنوبة المسيحية والممالك الاسلامية(الفونج، دارفور، المسبعات، وتقلى) حتى يومنا هذا من تاريخنا الحديث.
كما عرفت المرأة العادات الثقافية الضارة منذ السودان القديم، مثل: الخفاض الفرعوني، الشلوخ، الخ.
كما كان للمرأة دور هام في الحياة الاجتماعية والدينية والسياسية والحربية منذ مملكة مروى(الكنداكة)، وفي المراحل التاريخية المختلفة.
وفي مجتمعات الرق مثل السلطنة الزرقاء ، عرفت المرأة نوعين من الاضطهاد: اضطهادها كعاملة، واجبارها على المضاجعة القسرية.
كما تطور زى المرأة في تلك الفترة من الرحط لغير المتزوجات إلى الثوب الذي ترجع جذوره إلى تلك الفترة ، والذي نبع من البيئة السودانية . هذا اضافة الى ظهور مؤسسة البغاء التي أشار اليها انجلز في مؤلفه( أصل العائلة…)، والتي ترتبط بخروج المرأة من الإنتاج المادي ، وكان معظم تجار الرقيق في تلك الفترة يقومون بتأجير الجوارى للبغاء.
كما شهدت تلك الفترة التحول لنظام الابوة.
كما كانت المرأة في سلطنة دارفور وما زالت حتى الآن تلعب دورا هاما في النشاط الاقتصادي والاجتماعي والديني.
وفي فترة الحكم التركي ارتبط السودان بالنظام الرأسمالي العالمي من خلال تصدير سلعتي العاج والصمغ ، وبدأ يظهر التعليم المدني الحديث والقضاء المدني، كما شهدت البلاد دخول خدمات التلغراف وإدخال البواخر النيلية. وكان لهذه الأوضاع الجديدة انعكاسها على تطور المرأة، فقد شهدت الفتاة السودانية بذور التعليم الحديث من خلال مدارس الإرساليات التي فتحها المطران كمبوني للبنين والبنات ، اضافة الى تعليم فن الطبخ والخياطة والتطريز.
كما ظهر في هذه الفترة نظام الحريم (الحجاب) الذي كان سائدا في الدولة العثمانية والبلاد التي كانت تتبع لها ، والذي كان يرى في المرأة اداة لمتعة الرجل وراحته الجسمانية و اداة لحفظ النسل (حاجة كاشف:الحركة النسائية في السودان،1984م).
كما استمرت العادات السابقة( الخفاض، الزآر، غلاء المهور،… الخ). كما انتشرت بيوت الدعارة والبغاء التي كان يديرها بعض التجار والذين كانوا يحققون ارباحا كثيرة منها ويتهربون من تسديد الضرائب، كما أشار سلاطين باشا في مؤلفه: السيف والنار في السودان. وفي هذه الفترة تم ضم الجنوب ( المديريات الجنوبية) إلى السودان، والتي كان بها عادات واعراف واحوال شخصية تختلف عن أحوال المسلمين والمسيحيين. كما عرف الجنوب تعدد الزوجات (بدون تحديد)، مع التفاوت في نظم العائلة، والتقسيم الاجتماعي للعمل بين الرجال والنساء والدور الكبير الذي تقوم به المرأة في العمليات الزراعية والأعمال المنزلية وقطع الغابات واعداد الطعام ورعاية الاطفال .
وفي جبال النوبا كان للمرأة دور كبير في التقسيم الاجتماعي للعمل: النسيج، الزراعة، كما تشارك في العمل التعاوني (النفير) سواء باعداد الطعام أو صنع المريسة أو بالمشاركة في العمليات الزراعية في تنظيف الأرض وعمليات البذور والحصاد. الخ.وكذلك الحال في منطقة الانقسنا.
فترة المهدية: جاءت فترة المهدية التي أصدرت قوانين منع خروج المرأة للشارع(حجر النساء)، حجاب النساء، جلد النساء اللائي يخرجن كاشفات الرؤوس. كما أصدرت قوانين . لتخفيض نفقات الأعراس ، كما تم منع الرقص والحفلات والغناء،.الخ، ولكن المهدية فشلت في حجر النساء ، فقد خرجت المرأة للنشاط التجاري ، فالمرأة اصلا كانت عاملة في: الزراعة، التجارة، بناء المساكن، الغزل والنسيج، وكانت الضرورات الاقتصادية تفرض علي المرأة خروج المرأة للعمل، وقام الخليفة عبد الله بتنظيم مكان للنساء في سوق أم درمان، والمدن الأخرى. كما لعبت المرأة دورا هاما في الثورة المهدية.
فترة الحكم الانجليزي- المصري: ثم بعد ذلك جاءت فترة الحكم الثنائي التي تميزت بظهور حركة تعليم المرأة(الحديث)،وخروج المرأة للعمل في النظام الحديث (في البداية: مجال التعليم والصحة، ثم اتسعت مجالات عمل المرأة فيما بعد). كما ظهرت التنظيمات النسائية ( الاتحاد النسائي عام 1952م). ساهمت المرأة في الاحزاب السياسية والنقابات. طرح الاتحاد النسائي في أول برنامج له: حقوق المرأة في التعليم والتثقيف ومحاربة الخرافة و العادات الضارة والمطالبة بالحقوق السياسية والاجر المتساوي للعمل المتساوى(كان مرتب المرأة يساوى أربعة أخماس مرتب الرجل)، والاهتمام بالطفل.كما نجح الاتحاد النسائي في عام 1954م، في الحصول علي حق النساء في التصويت للبرلمان وشاركت في انتخابات 1954م، خريجات الثانوي والجامعة والمعاهد.كما طرح الاتحاد النسائي ضرورة أخذ رأي الفتاة في الزواج، وصدرت صحيفة صوت المرأة لسان حال الاتحاد النسائي التي كانت تحارب العادات الضارة مثل: الخفاض الفرعوني والمشاط ولبس ملابس الحداد وغلاء المهور،…الخ. كما شارك الاتحاد النسائي في مقاومة قانون النشاط الهدام ومصادرة الحقوق الديمقراطية عام 1953م. اسهم الاتحاد النسائي في إنشاء عدد من المدارس الأولية للبنات ومدارس اوسطى وقامت فروعه في مدن السودان المختلفة . كما تقدمت المرأة في الحياة الاجتماعية وساهمت في النشاط الثقافي والفني والأدبي.
بعد الاستقلال: شاركت المرأة في ثورة اكتوبر 1964م، كما انتزعت المرأة حق الانتخاب الذي قررته أول وزارة بعد الثورة وفازت فاطمة احمد ابراهيم كأول امراة سودانية تدخل البرلمان في دوائر الخريجين. وفي عام 1965م، تم تشكيل لجنة لمراجعة اجور ومرتبات العمال والموظفين ، ما يهمنا هنا ، أن تلك اللجنة أوصت بتطبيق مبدأ الأجر المتساوى للعمل المتساوى للرجل والمرأة علي حد سواء ( طبق في مجالات الطب والتمريض والتدريس)، ولم يطبق في جميع الوظائف الا في عام 1972م، واستمر الوضع حتي اشتراك المرأة في القوات النظامية والسلك القضائي والدبلوماسي والتوسع في التعليم العالي(الاحفاد، الجامعة الاسلامية،.الخ). ارتفاع عدد الطالبات في الجامعات ( علي سبيل المثال كانت نسبة الطالبات في الجامعات عام 2000م 48%)، وفي بعض الكليات مثل الطب والهنديه جامعة الخرطوم بلغت النسبة 65%. ارتفعت مساهمة المرأة في النشاط السياسي والثقافي والفني والمسرحي والأدبي والرياضي. قاومت المرأة الانظمة الديكتاتورية (عبود، نميري، الانقاذ)، وتعرضت للقمع والاعتقال والتعذيب والفصل التعسفي من العمل، والهجرة للخارج.
كما شهدت تلك الفترة اهتماما عالميا بقضية المرأة( المواثيق الدولية) مثل: الاجر المتساوى، التمييز في التعليم، الحقوق السياسية لمرأة، سيداو1979م، مؤتمر بكين، سيداو الاختياري 1999م.
صارعت المرأة ضد النفوذ السلفي لتجريد المرأة من مكاسبها التاريخية مثل محاولة فرض الحجاب عليها والعودة بها لعصر الحريم ، ..الخ).كما عانت من مشاكل الحروب والنزوح والاغتصاب ولاسيما في حرب دارفور، اضافة لمعاناتها في المهن الهامشية( الشاى، الاطعمة..الخ)من المطاردة والقمع. كما عانت النساء من التجنيد الاجباري لابناءهن . إضافة للقهر والجلد. كما صدر قانون الاحوال الشخصية لعام 1991م لتكريس أوضاع التخلف للمرأة. ولكن رغم قهر الانقاذ الا أن المرأة شقت طريقها في مختلف الميادين. كما دفعت ظروف الحرب والفقر والتشريد بالكثير من النساء للعمل، كما كثرت حالات الطلاق للإعسار ، واتسعت ظاهرة سجن النساء والولادة داخل السجون(اطفال مواليد السجون).كما اتسعت أعداد المراكز ومنظمات المجتمع المدني التي سلطت الأضواء المختلفة على قضايا المرأة من زوايا مختلفة وتعددت اشكال تنظيمات المراة وكانت الحصيلة اهتمام واسع ومتنوع بقضية المرأة وهذا يشكل معلما بارزا في مسيرة المرأة السودانية.
ويؤكد واقع وخصوصية تطور المرأة السودانية أن الصراع والثقافي مازال شاقا، لأنه من الصعب تغيير تقاليد وثقل التكوينات الاجتماعية التي تكونت لآلاف السنين بين يوم وليلة، وكما يقول ماركس : (ان تقاليد كل الاجيال الميتة تجثم مثل كابوس على دماغ الأحياء)، وعلى سبيل المثال لابد من تنمية عادات ثقافية طويلة النفس ، نواجه بها عادات مثل الخفاض الفرعوني والذي اكدت التجربة أنه من المستحيل ازالته بقرارات بين يوم وليلة.كما ان عملية تحرير النساء يقوم بها النساء انفسهن، وعملية تحرير المجتمع كله بنسائه ورجاله من الاضطهاد الطبقي والاثني والثقافي ، هو طريق شاق طويل تشترك في تحقيقه المرأة والرجل ، كما أن حركة تحرير المرأة ليست ضد الرجل. على انه مازالت هناك تحديات كثيرة ومطالب يجب تلبيتها لتحقيق المساواة الكاملة بين المرأة والرجل في السودان.
أهم المصادر والمراجع:1- انجلز: أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة، موسكو، 1972م.
2- الاشتراكية المرأة (مجموعة من الكتاب)، ترجمة جورج طرابيشي 1971م.
3- توني كليف: نقد الحركة النسوانية، ترجمة أروى صالح، تقديم فريدة النقاش، كتاب الأهالي ، ديسمبر 1991م.
4- تاج السر عثمان: تطور المرأة السودانية وخصوصيتها، دار عزة، 2007م.
5- حاجة كاشف بدري: الحركة النسائية في السودان، الخرطوم، 1984م.
6- فاطمة احمد ابراهيم: حصادنا في عشرين عاما (بدون تاريخ).
7- فاطمة بابكر محمود: المرأة الافريقية بين الارث والحداثة، 2002م.
الوسومالسودان الماركسية المرأة الأفريقية المرأة السودانية المهدية اليوم العالمي للمرأة انجلز تاج السر عثمان بابو حاجة كاشف دار عزة فاطمة أحمد إبراهيم فاطمة بابكر محمود