جريدة الوطن:
2024-10-05@18:57:43 GMT

النصر الخفي «1»

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

لقد وصف الله تعالى الأمة الإسلامية أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) بالصفات الحميدة في كثير من آي كتابه العزيز، وذلك لكونهم مستمرين وملتزمين بأمر الله تعالى، ويدعون إليه بل ويقاتلون عليه من ناوأهم من خلق الله حتى يأتي أمر الله تعالى.
فأمة محمد (صلى الله عليه وسلم) لا يزالون متمسكين بما هم عليه تتعدد مآثرهم، وتتنوع مشاربهم، وتتكامل وظائفهم؛ فمنهم من يقوم بالعلم ونشره، وآخرون يقومون بالدعوة وتبليغها، وآخرون يرفعون راية الجهاد، وآخرون أهل زهد وعبادة، وآخرون يقومون بالعمل والصنع والتقدم.

. إلى غير ذلك من اختلاف الأعمال، حيث أن الكل على ثغر من ثغور الإسلام.
فمن أبرز سماتهم وصفاتهم الثبات على الحق وقتالهم من أجله وإصرارهم عليه، يبارون من ناوأهم إلى يوم القيامة، ولا يبالون بمن يخذلهم، ولا من يخالفهم، غير خائفين ولا مستترين بل ظاهرون منتصرون غالبون، وظاهرون بفخر على غيرهم حسًّا ومعنى وبهذا استحقوا البشارة من الله تعالى لهم بالنصر والتمكين لهم في الدنيا والفوز والفلاح في الآخرة، (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور ـ ٥٥)، ويؤيد هذه الآية حديث جابر بن سمرة ـ رضي الله عنه ـ مرفوعًا:(لن يبرح هذا الدين قائمًا، يُقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة) (المستدرك على الصحيحين، ج 4، ص 449)، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم):(لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم الدجال) (سنن أبي داود، كتاب الجهاد، باب في دوام الجهاد (ج 3)، ص 11، والمستدرك للحاكم (ج 2)، ص 71، و(ج 4)، ص 450)، (صحيح مسلم بشرح النووي، (ج 13)، ص 66، والحديث يفيد العموم في ربوع الأمة الإسلامية، ويقول الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله:(ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين في بلد واحد بل يجوز اجتماعهم في قطر واحد، وافتراقهم في أقطار الأرض، ويجوز أن يجتمعوا في البلد الواحد، وأن يكونوا في بعض منه دون بعض، ويجوز إخلاء الأرض كلها من بعضهم أولاً فأولاً إلى ألا يبقى إلا فرقة واحدة ببلد واحد؛ فإذا انقرضوا جاء أمر الله) (فتح الباري ج (13)، ص295).
وما أكثر النصوص النبوية تدل دلالة واضحة على أهمية الجهاد في سبيل الله، وأنه لا ينقطع بل
إنه مستمر حتى قيام الساعة من أجل حماية الدين ونصرة الحق ودمغ الباطل، فلا يخفى علينا جميعًا أنّ طريق العزة في الدارين هي إعلان راية الجهاد في سبيل الله، وبذل المال والنفس في سبيله حتى تنعم البشرية المسلمة بالنصر والعزة في واقعها البشري، أو تنعم بالفوز والفلاح في واقعها الأخروي، عملًا بأمر الله تعالى، فمطلوبه سبحانه من أمة الإسلامية أن يعدوا العدة لإرهاب أعداء الله وأعدائهم، وأن يحرضوا المؤمنين على القتال، وأن يهيئوا أنفسهم للنفور في سبيل الله خفافاً وثقالاً، وأن يصبروا على ما يلاقون في طريقهم من الأذى والعنت والمشقة، وأن يتوكلوا على الله وحده حق التوكل.
ومع كل هذا لا بد أن تستقر الحقيقة الكبرى في النفوس أن النصر من عند الله العزيز الحكيم..
وللحديث بقية.

إعداد ـ مبارك بن عبدالله العامري
كاتب عماني

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الله تعالى

إقرأ أيضاً:

طوفان مليوني في صنعاء وفاء (لشهيد المسلمين) ودعما لغزة ولبنان

وفاض أكبر ميادين العاصمة صنعاء بحشود مليونية حاملة للأعلام اليمنية والفلسطينية ورايات الحرية، وصورا للشهيد القائد سماحة السيد حسن نصرالله، وصورا للشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي، والشهيد الرئيس صالح الصماد، ولافتات منددة بالإجرام الصهيوني بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني.

وجاءت المسيرة في سياق الخروج الأسبوعي اليمني المساند للشعب الفلسطيني واللبناني منذ عام كامل، وتلبية لدعوة السيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي في كلمته أمس الخميس بشأن آخر تطورات العدوان على غزة ولبنان.

وقال السيد القائد في كلمته "ونحن على مقربةٍ من اكتمال عام منذ طوفان الأقصى، استجابةً لله تعالى، ووفاءً للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء، ووفاءً للسيد حسن نصر الله “رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ”، ولحزب الله، ومجاهدي لبنان، وللشعب اللبناني، وتأكيداً على ثبات الموقف، واستمراراً في حمل راية الجهاد، أدعو شعبنا العزيز إلى الخروج المليوني الكبير يوم غد الجمعة، في العاصمة صنعاء، وفي بقية المحافظات والمديريات، وحسب الترتيبات المعتمدة.

وبالتزامن مع المسيرة المركزية في صنعاء تخرج مسيرات كبرى بعشرات الساحات في بقية المحافظات والمدن والمديريات، تحت شعار "وفاء لشهيد المسلمين.. مع غزة ولبنان معركة واحدة حتى النصر".

وقرأت الحشود سورة الفاتحة والإخلاص بصوت واحد إلى روح شهيد الأمة السيد حسن نصرالله، ورددت هتافات منها (لابد أن تزول إسرائيل من الوجود)، (فقد العظماء على الأمة.. من أعظم نكبات الأمة)، (فقد العظماء على الأمة.. من أعظم نكبات الأمة)، (دم القائد نصر الله.. سيزلزل أعداء الله)، (دم شهيد الإنسانية.. سوف يزيل الصهيونية)، (قتلة أنبياء الله.. قتلوا السيد نصر الله.. دكوهم يا جند الله)، (تضحية السيد والقادة.. زادت حزب الله إرادة)، (يمن الحكمة والإيمان.. في غزة أو في لبنان.. سيشاركهم في الميدان).

كما ردد المحتشدون عبارات (يا حماس ويا الجهاد.. أنتم عنوان الجهاد)، (العزة لله العزة.. ولجند الإسلام بغزة)، (الوعد الإيراني الصادق.. تنكيل ليس له سابق.. فلتخرس يا كل منافق)، (الجهاد الجهاد.. حيى حيى على الجهاد)، (يا لبنان ويا فلسطين.. معكم كل اليمنيين)، (يا غزة يا لبنان واحنا معكم.. أنتم لستم وحدكم)، (فوضناك فوضناك.. يا قائدنا فوضناك).

(الشعب اليمني والقائد.. لك يا حزب الله نعاهد)، (سنقاتل معكم ونجاهد.. لك يا حزب الله نعاهد)، (والله على هذا شاهد.. لك يا حزب الله نعاهد)، (سنثأر معكم للقائد. لك يا حزب الله نعاهد)، (نصر الله شهيد الأمة)، (الصهيوني لن يدوم.. زوال إسرائيل محتوم).

بيان المسيرات: كابوس نصرالله سيبقى يطارد اليهود الصهاينة حتى زوالهم

وصدر بيان ختامي عن المسيرات المليونية "وفاء لشهيد المسلمين.. مع غزة ولبنان معركة واحدة حتى النصر"، خاطب اليهود الصهاينة الإسرائيليين المجرمين قتلة الأنبياء والصالحين بقوله: إن كابوس نصر الله سيبقى يطاردكم حتى زوالكم المحتوم، الذي سيكون بأيدينا وأيدي اخواننا المجاهدين في محور الجهاد والمقاومة بإذن الله، مضيفا "بيننا وبينكم الليالي والأيام والميدان" كما قال شهيدنا العظيم السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه.

وعاهد بيان المسيرات المليونية شهيد الإسلام والإنسانية والقدس، السيد حسن نصر الله "بأننا لن نحيد عن درب الجهاد الذيبقيت عليه ثابتاً حتى لقيت الله سبحانه وتعالى، مضيفا "نحن أيضا نقول لك كما قال لك إخواننا المجاهدون في حزب الله: كما كنت تعدنا بالنصر دائماً، نعدك بالنصر مجدداً بإذن الله.

وبارك البيان "عملية الوعد الصادق الثانية التي نفذتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي طالت كل جغرافيا فلسطين المحتلة، ونسفت أوهام العدو بالقوة والتفوق والسيطرة وأخبرته مجدداً بأنه هو واسطورة دفاعاته الجوية أوهن من بيت العنكبوت، وأن زاوله قريب وحتمي بإذن الله.

ونحن على مقربة من العام الثاني لمعركة طوفان الأقصى المباركة، خاطب البيان للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، بقوله: نجدد لكم العهد والوعد بأننا سنبقى معكم وإلى جانبكم، ولن نخذلكم مهما طالت المعركة، ومهما كانت الكلفة، وهو ذات العهد والوعد للشعب اللبناني ولحزب الله الغالب، ونحن على يقين بوعد الله الذي لا يخلف الميعاد بالنصر المحتوم لعباده المجاهدين قال تعالى: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين).

وندد بيان المسيرات بجرائم الإبادة الجماعية بحق إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة منذ عام، والذي امتدت الجرائم مؤخرا إلى الضفة ولبنان، في ظل صمت عالمي، وتخاذل عربي وإسلامي مخز ومعيب.

وأكد الاستمرار على الموقف الثابت للشعب اليمني بالجهاد في سبيله وابتغاء لمرضاته، والوفاء لشهيد الإسلام والإنسانية سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، وشهداء محور الجهاد والمقاومة، ونصرة لإخواننا في فلسطين ولبنان، مشددا على مواصلة الخروج في المسيرات المليونية الأسبوعية حتى النصر بإذن الله.

ويعد طوفان هذه الجُمعة في مسيرات (وفاء لشهيد المسلمين.. مع غزة ولبنان معركة واحدة حتى النصر) بميدان السبعين هو الطوفان البشري المليوني الـ 51 على التوالي الذي تشهده العاصمة صنعاء نصرة وإسنادا للشعبين الفلسطيني واللبناني، حيث شهدت صنعاء طوفانها الشعبي الأول في الـ 7 من أكتوبر بعد ساعات قليلة من الإعلان عن معركة طوفان الأقصى.

 

 

مقالات مشابهة

  • في اليوم العالمي للمعلم.. كيف حث الإسلام على العلم؟
  • الجهاد تنعى القائد في كتائب القسام سعيد عطا الله علي
  • متى يبدأ وينتهي قيام الليل.. دار الإفتاء توضح
  • شاهد - هذا ماحدث اليوم بميدان السبعين بصنعاء
  • 6 مسيرات حاشدة بالضالع تأكيداً على السير في درب الجهاد حتى تحقيق النصر
  • 73 مسيرة حاشدة بالحديدة تضامناً مع الشعبين الفلسطيني واللبناني
  • طوفان مليوني في صنعاء وفاء (لشهيد المسلمين) ودعما لغزة ولبنان
  • أزهر الغربية يحتفي بنصر أكتوبر المجيد بكلية القرآن الكريم بطنطا
  • علاج الحزن والاكتئاب من آيات الله لرسوله
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بأحد الجناة في منطقة الرياض