عن الإمام الصادق المهدي.. رسالة من محمد منير إلى ندوة اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
استضاف اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا ندوة إطلاق "الأعمال الكاملة للصادق المهدي" انعقدت الندوة في قاعة نجيب محفوظ بحى جاردن سيتي. بالتعاون مع المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي، ومشاركة أسرة الإمام المهدي: الدكتورة مريم الصادق المهدي وزيرة خارجية السودان السابقة، والأستاذة رباح الصادق المهدي مسئولة المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي، كما حضر اللقاء رئيس حزب الأمة اللواء فضل الله برمة، وأمين عام اتحاد كتاب السودان نادر السماني، ونخبة من الساسة والمثقفين المصريين والسودانيين.
قال الكاتب السياسي أحمد المسلماني المستشار السابق لرئيس الجمهورية وأمين عام اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية: إن استضافة الاتحاد لإطلاق الأعمال الكاملة للإمام الصادق المهدي هو تأكيد على احترامنا لتاريخ وحضارة السودان، وتأكيد متجدد على تقديرنا للفكر السوداني المعاصر وكبار العقول السودانية، وفي المقدمة منهم المفكر السياسي الكبير الإمام الصادق المهدي.
وأضاف المسلماني: إن تكوين الإمام الصادق المهدي بالغ الثراء، ومن الكتّاب إلى اكسفورد، ومن الفلسفة إلى السلطة، ومن العائلة إلى الدولة. لقد التقيتُ رئيس الوزراء السوداني الأسبق الإمام الصادق المهدي في القاهرة، واسمتعت إلى رؤاه لثنائية الثورة والدولة.. على ضوء الثورة المهدية 1881 في السودان والثورة المصرية 1952، ثم التقيته مع الدكتور أحمد زويل في الخرطوم، وقد أعجب الدكتور زويل بالرؤى الفكرية للإمام الصادق المهدي، وطلب نسخة من مؤلفاته.
واليوم نحتفي جميعًا بمفكر وسياسي من الوزن الثقيل، ونضئ على مشروعه الأخلاقي والحداثي، في لحظة مظلمة من تاريخ السودان، يحتاج إلى استعادة العقل واستحضار الحكمة التي تحلّى بها الإمام الصادق المهدي.
نقل أمين عام اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا تحيات الدكتور حلمي الحديدي وزير الصحة الأسبق ورئيس منظمة تضامن الشعوب الأفروآسيوية، كما نقل رسالة ودّ من الفنان الكبير محمد منير إلى الندوة والمشاركين فيها. وكان الإمام الصادق المهدي قد زار الفنان محمد منير في منزله بالقاهرة للإطمئنان على صحته عام 2018، وقدم منير العزاء للعائلة بعد رحيل "صديقه" الصادق المهدي 2020.
من جانبها أعلنت رباح المهدي كريمة الإمام الصادق المهدي أن الأعمال الكاملة تشمل (10) مجلدات، وهى تضم كتب وأبحاث ومقالات ومحاضرات وخطب الإمام الصادق المهدي. وهى لا تمثل مشروعًا ثقافيًا كبيرًا فحسب، بل هى مشروع أكبر يهدف إلى إحياء أمّة.
وأبدت رباح المهدي أسفها على الحرب الدائرة في السودان، وقصف مكتبة الصادق المهدي التي تضم (23) ألف كتاب، و(30) مليون وثيقة حكومية وحزبية ومؤسسية، كما تضم (1000) شريط فيديو وكاسيت، و(4000) صورة فوتوغرافية، وهى بذلك تمثل كنزًا معرفيًا سودانيًا لا مثيل له.
وفي كلمته بالندوة أشاد الدكتور الشفيع خضر مدير عام مؤسسة "فكرة" للدراسات والتنمية، بالمشروع التوفيقي الذي قاده الصادق المهدي في حقبة ما بعد الاستقلال، سواء تلك المتعلقة بالتوفيق بين الفكر والسياسة، والنظرية والتطبيق، أو تلك المتعلقة بالتوفيق بين الإسلام والحداثة.. حيث قدم الإمام المهدي مشروعًا رصينًا في تحديث الخطاب الديني.
يذكر أن اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا قد تأسس عام ١٩٥٨ في سريلانكا ، وعقد مؤتمره التأسيسي في تركيا ، وانضمت إليه أمريكا اللاتينية بعد مؤتمر الاتحاد في فيتنام عام ٢٠١٣، وحينما تولي الأديب يوسف السباعي وزير الثقافة المصري الأسبق قيادة الاتحاد قام بنقل مقره إلي القاهرة.
وقد شهد الاتحاد دوراً كبيراً لعدد من رموز الفكر والثقافة في مقدمتهم الأديب والكاتب لطفي الخولي الذي تولي منصب الأمين العام للاتحاد عقب يوسف السباعي . وكان من بين نخبته الفكرية الأديب عبد الرحمن الشرقاوي والشاعر محمود درويش والكاتب إدوار الخراط وعدد من قادة المعرفة في القارتين .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اتحاد کتاب أفریقیا وآسیا الإمام الصادق المهدی
إقرأ أيضاً:
مفهوم القرض الحسن وضابطه وكيفية سداده
قالت دار الإفتاء المصرية إن القرضُ الحسن هو ما يُعطيهِ شخص مِنَ المالِ ونحوِهِ لشخص أخر يسمى المقترِضِ دونَ اشتراطِ زيادة، لِيَرُدَّ إليْهِ مِثلهُ؛ وقد عبَّر عن حقيقته الإمام الطاهر ابن عاشور بقوله في "التحرير والتنوير" (27/ 377، ط. الدار التونسية): [القرض الحسن: هو القرض المُسْتَكْمِلُ محاسِنَ نَوْعِهِ من كَوْنِهِ عن طِيب نفسٍ وبشاشةٍ في وجه الْمُسْتَقْرِضِ، وخُلُوٍّ عن كل ما يُعَرِّضُ بالْمِنَّةِ أو بتضييق أجل القضاء] اهـ.
ضابط القرض الحسن
وأوضحت الإفتاء أن إقراض المحتاج رفقًا به وإحسانًا إليه دون نفعٍ يبتغيه أو مقابلٍ يعود عليه هو من قبيل تنفيس الكربات التي يضاعف الله بها الأجر والثواب؛ مصداقًا لقول المولى تبارك وتعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [البقرة: 245]، وقوله عزَّ وجلَّ: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ﴾ [الحديد: 11].
وأضافت الإفتاء قائلة: إذا كان الشرعُ الشريفُ قد رغَّبَ في القَرْضِ الحَسَنِ وأجزل الثواب للمُقْرِضِ، وحثَّ على قضاء حوائج الناس وتفريج كروبهم، فإنَّه أيضًا قد نهى عن استغلال حوائج الناس وإيقاعهم في الحرج الذي يدفعهم لارتكاب المحظور؛ لذا كان الأصل في القرض ألَّا يَجُرَّ للمقرِض نفعًا، وأن يكون غير مشروط بزيادةٍ على أصله، وأن يكون على سبيل الترفُّق لا التربُّح؛ لأنَّه من عقود التبرعات لا المعاوضات. ينظر: "بدائع الصنائع" للإمام الكاساني الحنفي (7/ 395، ط. دار الكتب العلمية)، و"الكافي" للحافظ ابن عبد البر المالكي (2/ 728، ط. مكتبة الرياض الحديثة)، و"المجموع" للإمام النووي (13/ 170، ط. دار الفكر)، و"المغني" للإمام ابن قُدَامَة الحنبلي (4/ 240، ط. مكتبة القاهرة).
كيفية سداد القرض
وقالت الإفتاء إن الأصل أن يتم سداد القرض بمثله؛ فإنه من المقرر شرعًا وفاء القرض بمثلهِ قدرًا وصفةً بالنسبة للنقود الورقية، لأنها من الأموال المثلية، وتُرد بمثلها طالما لم ينقطع التعامل بها، ولا أثر لغلائها أو رخصها في سداد القرض ما دامت صالحة للتعامل ولم يحصل لها انهيار في القيمة.
قال الإمام الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (7/ 395) في شرائط القرض: [أن يكون مما له مثل كالمكيلات والموزونات والعدديات المتقاربة، فلا يجوز قرض ما لا مثل له من المذروعات، والمعدودات المتقاربة؛ لأنه لا سبيل إلى إيجاب رد العين ولا إلى إيجاب رد القيمة؛ لأنه يؤدي إلى المنازعة لاختلاف القيمة باختلاف تقويم المقومين؛ فتعين أن يكون الواجب فيه رد المثل؛ فيختص جوازه بما له مثل] اهـ.
وقال العلامة علي أبو الحسن المالكي في "كفاية الطالب الرباني" (2/ 162، ط. دار الفكر): [(وإن كان) مثليًا (مما يوزن أو يكال) أو يعد (فليرد مثله..)] اهـ.
وقال الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج" (3/ 33، ط. دار الكتب العلمية): [(ويرد) في القرض (المثل في المثلي)؛ لأنه أقرب إلى حقِّه] اهـ.
وقال الإمام الرُّحَيْبَانِي الحنبلي في "مطالب أولي النهى" (3/ 242- 243، ط. المكتب الإسلامي): [(ويجب) على مقترض (رد مثل فلوس) اقترضها، ولم تحرم المعاملة بها.. قَالَ الْمُوَفَّقُ: إذا زادت قيمة الفلوس أو نقصت؛ رد مثلها؛ كما لو اقترض عرْضًا مثليًّا؛ كبُرٍّ وشعير وحديد ونحاس، فإنه يرد مثله وإن غلا أو رخص؛ لأن غلو قيمته أو نقصانها لا يسقط المثل عن ذمة المستقرض] اهـ.