WP: أغاني الحزن والمقاومة تغذي تضامن العرب مع غزة
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرا، أعدته حنا علم، حول انتشار أغاني الحزن والمقاومة التي تغذي التضامن مع الفلسطينيين.
وأشارت الصحيفة، إلى تجمع فني وسط القاهرة التاريخية، حيث اشتعل الحضور عندما بدأ العازفون على المسرح بغناء أول كلمات في أغنية "يا فلسطينية"، ومع البيت الثاني من الأغنية حول تشريد الفلسطينيين، كانوا يصفقون على وقع الطبل والأصوات في أعلى نبرة لها، وتتشكل معا حزنا على واحد من أقدم الجراح في الشرق الأوسط.
وظهرت أغنية "يا فلسطينية" قبل 50 عاما كصرخة حشد، بعد هزيمة عام 1967، وغنى الحضور الشاب في معظمه الأغنية، من أجل أن يكرم الضحايا الجدد، أكثر من 20.000 استشهدوا في الرد الانتقامي من الاحتلال الإسرائيلي على غزة، بعد عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
والأغنية هي جزء من تقليد موسيقي يتم تداوله، ويضاف إليه مع كل جولة قتال بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين. وظلت أغاني المنفى والمقاومة قائمة لأن القضية مستمرة حيث يجد كل جيل صدى له.
وتضيف أن الموسيقى، وعلى هذا التقاطع العنيف هي تذكير بتضامن الشارع وسجل للأحزان ووسيلة للغضب الطازج. ونقلت عن عازف العود هاني الحمزاوي الذي كان جزءا من فرقة العزف تلك الليلة إن "كل الدول العربية تغني هذه الأغاني" و"تخترق روحك".
وانتشرت ومنذ بداية الحرب الحالية في غزة، أصوات المقاومة والتضامن مع فلسطين وبشكل واضح على وسائل التواصل الاجتماعي حيث ظهرت عازفون باسم "أصوات فلسطينية" و"فلسطين للأبد" إلى جانب تطبيقات تبث الموسيقى والتي تمزج ما بين الموضوعات القديمة عن التشريد والنزوح مع تعبيرات متطرفة في غضبها.
ويقول المؤرخ في موسيقى البوب العربية بجامعة دارتموث، أندرو سيمون، إنهم "يقولون تبا للاحتلال". وقال إن الأسلوب الصدامي يختلف عن الأغاني التي غنتها فيروز في السبعينات والثمانينات عن جسر العودة الذي سيمر عليه الفلسطينيون من منفاهم.
وتقول الصحيفة، إن الفنانين العرب وخلال الشهرين الماضيين، أصدروا موجة من الأغاني عن غزة، بعدة أشكال فنية، وقام الشبان الماهرون في استخدام منصات التواصل الاجتماعي بإضافة ترجمات بالإنكليزية لها ونشرها بين الجماهير في الغرب، والذي شهدت مدنه أكبر تظاهرات مؤيدة لفلسطين من واشنطن إلى لندن وباريس. ولكن الهدف الرئيسي للأغاني هو الجيل الجديد في العالم العربي الذي لا يتذكر المواجهات السابقة.
وأصدر مغني الراب المصري، الجنايني، أغنية له، خلال الشهر الماضي، والتي احتوت على إشارات عن الاحتلال والجغرافيا، واحتوت على خريطة وبعنوان "أرض كنعان" وحتى لو كانت مجرد أغنية.
ومن الموضوعات الأخرى في أغنية أخيرة انتشرت سريعا تناولت المعايير المزدوجة للغرب، ففرقة "كايروكي" أغنية حزينة "تلك قضية"، والتي تحدثت عن ازدواجية المعايير الغربية والمفارقة بين إنقاذ السلاحف وقتل "الحيوانات البشرية" في إشارة لتصريحات وزير حرب الاحتلال الاحتلال عن أهل غزة، بأنهم حيوانات بشرية. والأغنية الحزينة تجري على خلفية تمثال للحرية نصفه وجه شيطان.
وعاد فنانون إلى تيمة "راجعين" حيث تعاون 25 فنانا من الشرق الأوسط ومن أساليب غنائية مختلف، وفي جزء منها يندفع مغني راب ويقول: "سوري أنا مش من أوكرانيا سوري أنا بشرتي مش بيضا".
وفي الوقت الذي تميزت فيه الأغاني القديمة بالكآبة، إلا أن الحديثة أكثر تمردا وناقدة للنظام بشكل عام، كما تقول غادة العيسى، 26 عاما من مصر، والتي كانت ترتدي قلادة فلسطينية اشترتها قبل فترة. وكانت مع صديقتها ياسمين أوربان، 25 عاما تبحث عن أغان فلسطينية قديمة، فالحرب جعلتها "مرتبطة بمستوى مختلف".
وقال اوربان "أستطيع تخيل الكلمات لأنني أشاهد ما يحدث" و "تشاهد شعبنا يقتل كل يوم". وتعود أغاني فلسطين إلى نكبة عام 1948، حيث صورت العائلات التي اقتلعت من أراضيها، وذلك حسب لويس بريهوني، الأكاديمي المقيم في بريطانيا في كتابه الصادر الشهر الماضي "الموسيقى الفلسطينية بالمنفى: أصوات المقاومة".
وأوقفت النكبة المشهد الموسيقي الحافل في فلسطين، حيث لم يتبق من ذلك المشهد الذي استلهم كثيرا من الموسيقى المصرية، كما يقول. و"تم نهب تسجيلات هؤلاء الفنانين في 1948"، وبعضها موجود بأرشيف الاحتلال الإسرائيلي وتشتت الآخر مع الشتات.
وتطورت الموسيقى والأغاني من ندب الفقدان إلى الحديث عن الصمود، وتعرض الفنانون العرب الذي دعموا القضية الفلسطينية بفنهم، للقمع من الأنظمة الديكتاتورية التي كانت تخشى من فن يدعو لحمل البندقية.
وكان هذا هو مصير أغنية "يا فلسطينية" للشيخ إمام، التي منعت من الإذاعة المصرية وأسهمت التسجيلات في نشرها، وشكل إمام مع الشاعر المعروف أحمد فؤاد نجم، ظاهرة فنية فريدة في الفن العربي.
وسجن الفنان والشاعر عدة مرات بسبب الأغاني التي انتشرت بين المصريين والعرب. وتعيد التوقيعات الجديدة على أغاني إمام، نجم غناء بعضها بنبرة جديدة مثل أغنية "شرفت يا نكسون بابا" التي وصف فيها زيارة الرئيس الأمريكي، ريتشارد لمصر "شرفت يا نكسون بابا يا بتاع الووتر غيت، عملو لك قيمة وسيما سلاطين الفول والزيت" لكن التوقيع الجديد غير الاسم "شرفت بايدن بابا" ودعم إدارته لإسرائيل في غزة.
وقال مدير جمعية الشيخ إمام، محمود عزت: "مع جرائم غزة وجدت نفسي أعود للشيخ إمام، وغزة في قلوب العرب".
وأشارت علم للطريقة التي تم فيها تحويل الغناء لسلاح، ففي مقطعين انتشرا على تيك توك، ظهر جندي إسرائيلي وهو يعزف الغيتار وسط أنقاض غزة، وهذا الغيتار هو هدية من والد الموسيقار، حمادة نصر الله، من فرقة "سول" ولم يكن قادرا على حمله معه عندما ترك بيته. وفي لقطة أخرى، وقف أطباء وممرضون أمام مستشفى العودة وهم يغنون "سوف نبقى كي يزول الالم. سوف نحيا هنا سوف يحلو النغم".
يذكر أن الفنانة جوليا بطرس أعادت توقيع أغنيتها "يما موال الهوى يما مواليا" بنسخة جديدة تعكس مأساة غزة وصمودها.
سوف نبقى هنا كي يزول الألم⁰سوف نحيا هنا سوف يحلو النغم
موطني موطني موطني ذا الإباء⁰موطني موطني موطني يا أنا
رغم كيد العدا رغم كل النقم⁰سوف نسعى إلى أن تعم النعم⁰سوف نرنو إلى رفع كل الهمم⁰بالمسير للعلا ومناجاة القمم
فلنقم كلنا بالدوا والقلم⁰كلنا عطف على من يصارع السقم… pic.twitter.com/gdMqfEx5SF — ⵕⵉⴰⴷ ⴽⴰⵙⴸ ⵍⵎⴰⵣⵉⴴⴻⵏ (@riadkaced) December 18, 2023
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الفلسطينيين غزة فلسطين غزة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
أغاني أفلام الرسوم المتحركة العالمية على ترومبيت محمد حلمي في المسرح الصغير
ضمن إحتفالات وزارة الثقافة بأعياد الكريسماس والعام الجديد تنظم دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة لمياء زايد الحفل السنوى لعازف الترومبيت محمد حلمى الذى يضم كوكبة من أغانى أفلام الرسوم المتحركة العالمية ويصاحبها أداء حركى إستعراضى بمشاركة مجموعة من الأطفال الموهوبين وذلك فى الثامنة مساء الثلاثاء ٢٤ ديسمبر على المسرح الصغير منها " ميدلي الكريسماس ، ميدلى ترومبيت ، الجميلة والوحش ، علاء الدين ، فروزن و غيرها .
يذكر أن محمد حلمى تخرج فى المعهد العالى للكونسرفتوار عام ٢٠٠٦ بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف وعين به عام٢٠٠٧ ، إنضم لأوركسترا القاهرة السيمفوني وكان أصغر عازف به ، حاز على جوائز كثيرة في عزف الترومبيت ، عمل كمذيع فى إحدي القنوات الفضائية وحصل على جوائز عديده في مجال الإعلام وظل فى المجال لمدة ٦ سنوات ثم عاد لممارسة الموسيقى ، سافر إلي عدة دول للحصول على شهادة المعلم والماجستير والدكتوراه في مجال الترومبيت وحاليا يعمل كمدرس في الكونسرفتوار ، بدأ حفلات أغانى الرسوم المتحركة عام ٢٠٠٦ ليكون فريقه من الأطفال الموهوبين الذين يمثلون حاليا الجيل الرابع ، حصل على العديد من التكريمات وشهادات التقدير .
برامج وزارة الثقافةوزارة الثقافة هي إحدى الوزارات الحكومية التي تختص بتطوير وتعزيز الثقافة والفنون في المجتمع، تهدف الوزارة إلى نشر الثقافة الوطنية والعالمية، وتعزيز الهوية الثقافية من خلال دعم الفنون التشكيلية، الأدب، المسرح، السينما، الموسيقى، والعديد من الأنشطة الثقافية الأخرى.
تتولى الوزارة أيضًا المسؤولية عن حماية التراث الثقافي الوطني والحفاظ على الآثار التاريخية، بالإضافة إلى تنظيم الفعاليات الثقافية والمهرجانات التي تجمع بين مختلف الفئات الاجتماعية.
تسعى الوزارة إلى توفير بيئة ثقافية غنية تشجع على الإبداع وتدعم المبدعين في مختلف المجالات الفنية.
كما تركز على تعزيز دور الثقافة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، من خلال فتح آفاق جديدة للفنون ودعم المبادرات الثقافية التي تساهم في الرفاه المجتمعي.
علاوة على ذلك، تعمل الوزارة على تنمية العلاقة بين الأفراد والمجتمع عبر برامج ثقافية تعليمية، سواء في المدارس أو الجامعات أو من خلال المبادرات المجتمعية.
تشارك وزارة الثقافة أيضًا في تعزيز التعاون الثقافي بين الدول من خلال تنظيم المعارض والفعاليات الدولية، مما يعزز التفاهم والتبادل الثقافي بين الأمم.
بالصور.. دينا فؤاد تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بإطلالة ملكية أنيقة