غزة: الشرائح الإلكترونية وسيلة تواصل سكان القطاع مع العالم في ظل الانقطاع المتكررللاتصالات
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
في ظل الانقطاعات المتكررة لشبكتي الهاتف والإنترنت، أصبحت الشريحة الإلكترونية (eSIM) الوسيلة الوحيدة للكثير من سكان قطاع غزة للتواصل مع أقاربهم أو نقل مجريات الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وعادت خدمات الاتصالات والانترنت "بشكل تدريجي في مناطق وسط وجنوب قطاع غزة" الأربعاء، وفق شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل"، بعد انقطاعها بالكامل للمرة الرابعة منذ اندلاع الحرب في القطاع المحاصر في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأصبحت هذه الشرائح وسيلة اتصال بالعالم للكثير من سكان القطاع بعد أن يبتاعها لهم أقارب أو معارف في الخارج. وتعمل الشرائح وفق مبدأ بسيط، اذ يتعين على المستخدم لتشغيلها مسح "رمز الاستجابة السريعة" (QR code) المرسل من الخارج، باستخدام كاميرا الهاتف النقال، ما يتيح وصله بشبكة اتصالات هاتفية خارجية، غالبا ما تكون إسرائيلية، وأحيانا مصرية.
وقال الصحافي هاني الشاعر (35 عاما) لوكالة الأنباء الفرنسية "لا خيار أمامنا في ظل انقطاع الاتصالات والإنترنت في القطاع سوى استخدام هذه الشرائح".
وإذ أكد أهميتها في المساعدة على "نقل الصوت والصورة"، اعتبر أنه "لولا هذه الخدمة لانقطعنا عن العالم على الصعيد المهني والشخصي أيضا".
اتصال "يفي بالغرض"اندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على جنوب إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة.
وأدى الهجوم غير المسبوق لمقتل نحو 1140 شخصا في إسرائيل غالبيتهم من المدنيين وفق أرقام رسمية إسرائيلية. وأخذ نحو 250 شخصا رهائن لا يزال 129 منهم في غزة، وفق المصادر ذاتها.
وردت إسرائيل بقصف مكثف ومدمر على القطاع، وبدأت عمليات برية أواخر تشرين الأول/أكتوبر، ما تسبب بمقتل 20915 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق آخر أرقام حكومة حماس.
وتسببت الحرب بأزمة إنسانية حادة شملت نزوح 1,9 مليون شخص يشكلون 85 بالمئة من إجمالي سكان القطاع، وفق الأمم المتحدة. كما شددت إسرائيل حصارها وقيدت إدخال المساعدات.
في ظل الدمار الواسع الذي طال مناطق واسعة، أكدت سمر لبد التي كانت تقطن مدينة غزة بشمال القطاع، أنها "فقدت الاتصال مع الجميع لأكثر من أسبوع".
وأوضحت ربة المنزل البالغة من العمر 38 عاما، والنازحة حاليا الى مدينة رفح (جنوب) مع أولادها الثلاثة، أن شقيقها المقيم في بلجيكا قام "بإرسال شريحة الكترونية لي لتوفير الإنترنت لنتمكن من الاتصال ببعضنا البعض".
وتابعت "الاتصال ليس ثابتا لكنه يفي بالغرض، على الأقل نتواصل مع بعض للاطمئنان ولو بشكل غير مستمر".
على الرغم من ذلك، لا تتمكن لبد من الاتصال بأقارب آخرين موجودين حاليا في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع وحيث تتركز العمليات العسكرية منذ أيام.
وأضافت "لكني أطمئن عليهم عبر هذه الخدمة المتوفرة مع أحد الاشخاص الذي يقيم معهم لأن هاتفه يدعمها".
ولا يضمن الحصول على الشريحة الإلكترونية توافر خدمة الاتصال، إذ إنها غير ممكنة سوى في المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل، أو تتطلب الانتقال الى أماكن مرتفعة للتمكن من التقاط إشارة جيدة.
في متجره للهواتف النقالة في مدينة رفح (جنوب)، يستقبل إبراهيم مخيمر الكثير من الصحافيين والمراسلين.
وأكد أن هؤلاء هم "أكثر فئة تستخدم الشريحة الإلكترونية بسبب نقل الصورة الصحافية إلى العالم الخارجي في ظل سعي الاحتلال (لأن يتم) تجاهل قطاع غزة وألا يقوم العالم الخارجي بدعم القطاع الذي لا يتمتع بأي مقومات للحياة".
وإضافة إلى الصحافيين، أكد مخيمر أن هذه الشرائح تلقى إقبالا من عناصر "الإسعاف والدفاع المدني الذين يريدون معرفة أماكن القصف لنجدة من يمكن أن يقدموا له المساعدات"، إضافة إلى عاملين مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) "من أجل توجيه البضائع... والمساعدات إلى الأماكن الصحيحة من أجل إنقاذ الناس".
أماكن مرتفعة ومفتوحةوفي حين أن الشرائح تهدف لتعويض انقطاع الاتصالات، تبقى المفارقة في أن تشغيلها رهن توافر الإنترنت، وهو ما يتطلب "ساعتين أو ثلاث ساعات"، وفق المصور الصحافي ياسر قديح.
وتابع "لجأنا للعمل باستخدام الشرائح الإلكترونية بسبب انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت... لكننا نعاني لالتقاط إشارة جيدة للتمكن من إرسال موادنا الصحافية، إذ تتطلب هذه الشرائح التواجد في أماكن مرتفعة ومفتوحة لتكون الإشارة جيدة".
وأوضح قديح أن سعر الشريحة "يراوح بين 15 إلى 70 دولارا حسب سرعتها ومدتها" بين أسبوع وشهرين.
من جهته، أكد الشاعر أن "الشرائح الإلكترونية بالنسبة لنا كصحافيين تعتبر قشة لا يوجد أمامنا (خيار) سوى التعلق بها للتمكن من العمل".
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد حذرت أواخر تشرين الأول/أكتوبر من أن قطع الاتصالات في غزة قد يكون بمثابة "غطاء لفظائع جماعية ويسهم في الإفلات من العقاب على انتهاكات لحقوق الإنسان".
عدا عن دورهم في نقل صورة الحرب، بات الصحافيون الفلسطينيون في غزة الذين تتوافر معهم شريحة إلكترونية، صلة وصل بين سكان القطاع وأقاربهم في الخارج.
وأوضح هاني الشاعر "الكثير من المغتربين يتواصلون معنا لمعرفة أخبار قطاع غزة وأخبار ذويهم، ونحن نطمئنهم عن أماكن القصف وأخبار ذويهم في ظل انقطاع هذه الشبكة الفلسطينية وبقاء الشرائح الإلكترونية فقط هي المتصلة على الشبكات الخلوية الدولية".
فرانس24/ أ ف بالمصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الحرب بين حماس وإسرائيل غزة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني حماس إسرائيل فلسطينيون الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل غزة فرنسا الولايات المتحدة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الشرائح الإلکترونیة تشرین الأول أکتوبر هذه الشرائح سکان القطاع قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
“النصر” يوقع مع بطل العالم في الرياضات الإلكترونية
المناطق_واس
وقع نادي النصر عقد شراكة مع شركة Mkers, الرائدة عالميًا في مجال الألعاب الإلكترونية, التي بموجبها سيرتدي بطل كأس العالم للرياضات الإلكترونية “FC24” النجم البرتغالي جواو أفونسو فاسكونسيلوس، المعروف بـ “جافونسو” قميص نادي النصر السعودي، تمهيدًا لتمثيله بدءًا من يوم غدٍ الاثنين 25 من نوفمبر، والمشاركة في تصفيات “FC PRO” في العاصمة البريطانية “لندن”.
أخبار قد تهمك “السمكة الصغيرة التهمت الكبيرة”.. صحيفة إسبانية تعلّق على خسارة النصر أمام القادسية 23 نوفمبر 2024 - 12:26 مساءً تعادل إيجابي بين النصر والهلال.. والاتحاد يكسب نقاط الأهلي مع ختام الجولة التاسعة من الدوري السعودي للمحترفين 3 نوفمبر 2024 - 7:20 صباحًا
وبهذه الشراكة، يجمع النصر بين بطلين برتغاليين ضمن صفوفه، هما قائد المنتخب البرتغالي وفريق النصر النجم “كريستيانو رونالدو”، وبطل العالم، المصنف الأول عالميًا في دوري المحترفين في (لعبة كرة القدم الإلكترونية) “جافونسو”، في خطوة تعزز مكانة النادي في كرة القدم الواقعية والافتراضية.
من جهته لفت الرئيس التنفيذي لشركة النصر جويدو فينجا الانتباه إلى أن هذه الشراكة مع شركة Mkers العالمية خطوة مهمة في طريق عملية التطوير القائمة في نادي النصر، لاسيما أنها في مجال جديد يحظى بشعبية كبيرة لدى المجتمع الرياضي السعودي عمومًا وجماهير النادي على وجه الخصوص، مؤكدًا أن عنصري التميز والابتكار هما أساس تقوم عليه إستراتيجية النادي وتنطلق منه، منوّهًا بآمال وتطلعات إدارة نادي النصر بأن يضيف البطل “جافونسو” مزيدًا من الإنجازات للنصر، عبر تحقيق انتصارات جديدة في مسابقات الألعاب الإلكترونية الدولية الكبرى.
بدوره أعرب الرئيس التنفيذي لشركة Mkers “لوكا بيكاسيتشي” عن فخره باختيار نادٍ كبير مثل النصر لشركتهم ليؤسسا معًا قسمًا للرياضات الإلكترونية عادًّا ذلك شرفًا ومسؤولية في آنٍ واحد، إذ إنها شراكة تجسد رؤية مشتركة لإعادة تعريف صناعة الألعاب التنافسية، مؤكدًا عزمهم على العمل جنبًا إلى جنب مع نادي النصر لنهضة وتعزيز هذا المشروع وترسيخه معيارًا عالميًّا.
يذكر أن عام 2024، شهدت فيه الرياض والقدية نموًّا هائلًا في قطاع الرياضات الإلكترونية من خلال استثمارات تجاوزت 500 مليون دولار، مما جعل المملكة العربية السعودية مركزًا عالميًا للألعاب الإلكترونية؛ مما أسهم في جذبها لفعاليات رياضية عديدة، وتبني أخرى على غرار “كأس العالم للرياضات الإلكترونية (EWC)” في العاصمة الرياض، شهدت حضور أكثر من 45,000 متفرج، علاوةً على ملايين المشاهدات عبر البث التلفزيوني والإلكتروني، الأمر الذي يؤكد أهمية متزايدة لهذا القطاع.