أثير —مكتب أثير في القاهرة

خلص تحليل نشرته صحيفة الجارديان البريطانية إلى أن الحرب على غزة أشعلت انتفاضة عالمية ضد ازدواجية المعايير الأمريكية والغربية، وجعلت الولايات المتحدة أكثر عزلة سياسيا.

وأكد التقرير أن الحرب أصبح لها بالفعل تأثيرا حقيقيا على العلاقات بين الشمال والجنوب العالمي، والغرب والشرق، مما يصنع عواقب قد يتردد صداها لعقود من الزمن.

وأوضح أن إدارة بايدن، المترددة في تغيير المسار، قد تقول إن أوجه التشابه بين غزة وأوكرانيا بعيدة كل البعد عن الدقة، ولكن يبدو أنها تعرف أيضًا أنها تفقد الدعم الدبلوماسي تدريجيًا.

وقال :عندما تنضم إلى الولايات المتحدة وتل أبيب في الجمعية العامة للأمم المتحدة ثماني دول أخرى فقط، بما في ذلك ميكرونيزيا وناورو، كما حدث عندما رفضت قرار وقف إطلاق النار في غزة في ديسمبر الجاري ، فمن الصعب القول بأن أمريكا تظل “الأمة التي لا غنى عنها” – وهي عبارة ذكرتها وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت، والتي أشار إليها بايدن بشكل متكرر.

ووفقا لفيونا هيل، المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الأمريكية المتخصصة في الشؤون الروسية فإن الخطاب الذي ألقاه جو بايدن في أكتوبر الماضي، والذي ربط فيه بين أوكرانيا والكيان الصهيوني معاً في إطار جهوده لإقناع الكونجرس بالإفراج عن الأموال المخصصة للأوكرانيا، كان بمثابة سياسة جيدة للكونغرس، ولكنه ربما لم يكن سياسة عالمية جيدة”.

وأفاد بأن انتقائية أميركا في تعاملاتها ، كما ينظر إليها في قسم كبير من الجنوب العالمي، من المرجح أن تؤدي إلى حسابات أوسع نطاقا، ففي كثير من الأحيان، تم التعامل مع فلسطين في الماضي باعتبارها حالة تاريخية خاصة في السياسة العالمية، وباعتبارها محمية مقبولة للولايات المتحدة، لكن الآن، وبحسب الخبير الإسرائيلي دانييل ليفي، وصلت القضية إلى قلب ما أطلق عليه البعض “الأزمة المتعددة”.

يقول ليفي: “إن الممارسة الاحتكارية الأمريكية فيما يتعلق بمصير غزة، لا تتوافق مع العالم الذي نعيش فيه اليوم ومع الجغرافيا السياسية المعاصرة.

وذكر التقرير أنه في هذا الصدد، حدث شيء مهم ومثير للاهتمام، وربما حتى مصدر لبعض الأمل، وهو أننا رأينا أنه بالنسبة لجزء كبير مما يسمى بالجنوب العالمي وفي العديد من المدن في الغرب، تحتل فلسطين الآن هذا النوع من الفضاء الرمزي. وإنه نوع من تجسيد التمرد ضد النفاق الغربي، وضد هذا النظام العالمي غير المقبول، وضد نظام ما بعد الاستعمار.

وشدد على أنه إذا استمر دفاع الولايات المتحدة عن الكيان الصهيوني في ارتكاب الأخطاء، فمن المرجح أن تكون هناك نتيجة أو اثنتين؛ إذ سوف ينمو الاتجاه نحو تحويل التحالفات غير الإيديولوجية، والتوجه نحو التحوط المالي، وقد تجد أميركا نفسها في مواجهة كتل بديلة أكبر وأكثر حزما، سواء كانت مجموعة البريكس الموسعة، التي يقودها بوتين، أو التحالفات الأخرى التي تقودها الصين.

وقال إن الغرب عموما، مع بعض الاستثناءات، التزم الصمت إزاء غزة عندما بدأ الهجوم الصهيوني، لكن جوزيب بوريل، مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أحد الذين انشقوا عن الصف، قائلاً: “أعتقد أن حرمان السكان المدنيين من الخدمات الأساسية – الماء والغذاء والدواء وكل شيء – هو أمر يبدو وكأنه مخالف للقانون الدولي.

وأشار إلى أنه يكفي انه في خطاب ألقته أمام مؤتمر ميونيخ الأمني، في فبراير 2023، كررت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، أن الولايات المتحدة قررت رسميًا أن روسيا ارتكبت جرائم ضد الإنسانية. وأضافت: “سنسعى لتحقيق العدالة في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يواصل الروس ارتكابها”. ليس هناك الكثير من المراوغة أو الإذعان للسلطة القضائية العليا، لكن على النقيض من ذلك، بعد شهرين من الدمار في غزة، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لا ترى حاجة لبدء أي فحص داخلي رسمي حول ما إذا كانت تل أبيب قد ارتكبت جرائم حرب، على الرغم من أن الأسلحة التي تستخدمها تم توفيرها من قبل الولايات المتحدة، بل وتشير بعض الإحصائيات إلى أن عدد المدنيين الذين قُتلوا في غزة خلال شهرين يفوق عدد المدنيين الذين قُتلوا في أوكرانيا على مدى أكثر من عامين.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

«مصطفى بكري» يدعو للتظاهر دعما للقيادة السياسية و مواجهة الضغوط الأمريكية «فيديو»

أكد الإعلامي مصطفى بكري أن القوات المسلحة المصرية هي الدرع الحامي للأمن القومي، مشددًا على أن الشعب المصري دائمًا يقف خلف قيادته السياسية وقواته المسلحة، مؤمنًا بدورها في حماية البلاد من التهديدات والمخاطر.

وأوضح مصطفى بكري، خلال تقديمه برنامج «حقائق وأسرار» المذاع على قناة «صدى البلد»، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يواجه ضغوطًا هائلة فيما يتعلق بملف تهجير الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن مصر تدرك خطورة مخططات التهجير، التي قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الأمن القومي المصري.

منوها إلى تقرير أمريكي رصد هذه الضغوط على مصر، لقبول تهجير الفلسطينيين.

وطالب مصطفى بكري الحكومة بفتح المجال ليخرج المصريون للتظاهر دعما للرئيس السيسي الذي يواجه ضغوطا أمريكية شديدة من كافة الاتجاهات، وأن تكون هذه المظاهرات في أماكن محددة، منوها إلى أنه لن يستطيع أحد أن يندس خلف الشعب في هذه المظاهرات.

وأكد أن المساعدات الأمريكية لن تجعل مصر تخضع لأي ضغوط، ولن تسمح لأي جهة بفرض إرادتها عليها، مشددًا على أن السيادة الوطنية لا تخضع للمساومات، وأن المصريين سيظلون صامدين أمام أي محاولات للضغط.

وناشد مصطفى بكري الحكومة بالسماح للشعب المصري بالخروج في مظاهرات داعمة للقيادة السياسية ولمساندة القضية الفلسطينية وقطاع غزة، مؤكدًا أن الضغوط الأمريكية لن تثني مصر عن موقفها، وأن الشعب المصري لن يذل أبدا.

وختم حديثه بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية تمثل جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، مشيرًا إلى التزام مصر باتفاقية كامب ديفيد، في الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل بانتهاك هذه الاتفاقيات باستمرار.

وأضاف الإعلامي مصطفى بكري: «أين أمريكا التي تتحدث كل يوم عن حقوق الإنسان، بينما الأطفال في فلسطين يُحرقون بالقنابل والنيران؟» مشيرًا إلى أن المنظمات الحقوقية متواطئة مع الاحتلال، وصامتة أمام المجازر التي تُرتكب بحق الأبرياء.

ووجه مصطفى بكري رسالة إلى العالم، قائلًا: «لا تتركوا إخوتنا في فلسطين يُذبحون بهذه الوحشية، أين أنتم من الأطفال الذين يُبادون يوميًا؟» مشددًا على حجم المأساة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، الذي لم يعد يجد حتى الأقمشة لدفن شهدائه.

وأضاف بكري: «أي شخص يقف ضد بلده في هذه اللحظة فهو خائن، فليضحِّ الجميع من أجل مصر، نحن لا نتحدث عن أوهام، بل عن مصير وطن، فاحذروا المخططات التي تستهدف بلدنا».

اقرأ أيضاًمصطفى بكري يوجه رسالة نارية لإسرائيل: لو حطيتوا رجلكم في سيناء الشعب هيكسرها

مصطفى بكري ضيفا على إذاعة الشباب والرياضة في هذا التوقيت اليوم

مصطفى بكري لـ شيخ الأزهر بعد تعرضه لوعكة صحية: حفظك الله ورعاك

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يشيد بالعلاقات الأخوية التي تربط مصر والبحرين
  • إيران تهدد بضرب قاعدة دييغو غارسيا الأمريكية البريطانية
  • نظرة على مشهد متغير.. هل تنزلق الولايات المتحدة نحو أمة يحكمها اللصوص؟.. اقتراب أباطرة التكنولوجيا من ترامب يثير مخاوف التواطؤ بين الثروة والسلطة السياسية
  • الخارجية البريطانية تطلب من مواطنيها مغادرة سوريا بأي وسيلة متاحة
  • القوى التي حررت الخرطوم- داخل معادلة الهندسة السياسية أم خارج المشهد القادم؟
  • صحيفة: ترامب يريد السيطرة على اقتصاد أوكرانيا لاسترداد أموال المساعدات الأمريكية
  • الولايات المتحدة:برنامج المساعدات الخارجية لخدمة مصالح أمريكا
  • «مصطفى بكري» يدعو للتظاهر دعما للقيادة السياسية و مواجهة الضغوط الأمريكية «فيديو»
  • الخارجية الأمريكية تستعين بالذكاء الاصطناعي لرصد المتعاطفين مع القضية الفلسطينية
  • الخارجية تحدث قسماً جديداً بمسمى “الأمانة العامة للشؤون السياسية”