صحيفة الجارديان البريطانية: حرب غزة تزيد من العزلة السياسية الأمريكية وتفضح النفاق الغربي
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
أثير —مكتب أثير في القاهرة
خلص تحليل نشرته صحيفة الجارديان البريطانية إلى أن الحرب على غزة أشعلت انتفاضة عالمية ضد ازدواجية المعايير الأمريكية والغربية، وجعلت الولايات المتحدة أكثر عزلة سياسيا.
وأكد التقرير أن الحرب أصبح لها بالفعل تأثيرا حقيقيا على العلاقات بين الشمال والجنوب العالمي، والغرب والشرق، مما يصنع عواقب قد يتردد صداها لعقود من الزمن.
وأوضح أن إدارة بايدن، المترددة في تغيير المسار، قد تقول إن أوجه التشابه بين غزة وأوكرانيا بعيدة كل البعد عن الدقة، ولكن يبدو أنها تعرف أيضًا أنها تفقد الدعم الدبلوماسي تدريجيًا.
وقال :عندما تنضم إلى الولايات المتحدة وتل أبيب في الجمعية العامة للأمم المتحدة ثماني دول أخرى فقط، بما في ذلك ميكرونيزيا وناورو، كما حدث عندما رفضت قرار وقف إطلاق النار في غزة في ديسمبر الجاري ، فمن الصعب القول بأن أمريكا تظل “الأمة التي لا غنى عنها” – وهي عبارة ذكرتها وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت، والتي أشار إليها بايدن بشكل متكرر.
ووفقا لفيونا هيل، المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الأمريكية المتخصصة في الشؤون الروسية فإن الخطاب الذي ألقاه جو بايدن في أكتوبر الماضي، والذي ربط فيه بين أوكرانيا والكيان الصهيوني معاً في إطار جهوده لإقناع الكونجرس بالإفراج عن الأموال المخصصة للأوكرانيا، كان بمثابة سياسة جيدة للكونغرس، ولكنه ربما لم يكن سياسة عالمية جيدة”.
وأفاد بأن انتقائية أميركا في تعاملاتها ، كما ينظر إليها في قسم كبير من الجنوب العالمي، من المرجح أن تؤدي إلى حسابات أوسع نطاقا، ففي كثير من الأحيان، تم التعامل مع فلسطين في الماضي باعتبارها حالة تاريخية خاصة في السياسة العالمية، وباعتبارها محمية مقبولة للولايات المتحدة، لكن الآن، وبحسب الخبير الإسرائيلي دانييل ليفي، وصلت القضية إلى قلب ما أطلق عليه البعض “الأزمة المتعددة”.
يقول ليفي: “إن الممارسة الاحتكارية الأمريكية فيما يتعلق بمصير غزة، لا تتوافق مع العالم الذي نعيش فيه اليوم ومع الجغرافيا السياسية المعاصرة.
وذكر التقرير أنه في هذا الصدد، حدث شيء مهم ومثير للاهتمام، وربما حتى مصدر لبعض الأمل، وهو أننا رأينا أنه بالنسبة لجزء كبير مما يسمى بالجنوب العالمي وفي العديد من المدن في الغرب، تحتل فلسطين الآن هذا النوع من الفضاء الرمزي. وإنه نوع من تجسيد التمرد ضد النفاق الغربي، وضد هذا النظام العالمي غير المقبول، وضد نظام ما بعد الاستعمار.
وشدد على أنه إذا استمر دفاع الولايات المتحدة عن الكيان الصهيوني في ارتكاب الأخطاء، فمن المرجح أن تكون هناك نتيجة أو اثنتين؛ إذ سوف ينمو الاتجاه نحو تحويل التحالفات غير الإيديولوجية، والتوجه نحو التحوط المالي، وقد تجد أميركا نفسها في مواجهة كتل بديلة أكبر وأكثر حزما، سواء كانت مجموعة البريكس الموسعة، التي يقودها بوتين، أو التحالفات الأخرى التي تقودها الصين.
وقال إن الغرب عموما، مع بعض الاستثناءات، التزم الصمت إزاء غزة عندما بدأ الهجوم الصهيوني، لكن جوزيب بوريل، مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أحد الذين انشقوا عن الصف، قائلاً: “أعتقد أن حرمان السكان المدنيين من الخدمات الأساسية – الماء والغذاء والدواء وكل شيء – هو أمر يبدو وكأنه مخالف للقانون الدولي.
وأشار إلى أنه يكفي انه في خطاب ألقته أمام مؤتمر ميونيخ الأمني، في فبراير 2023، كررت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، أن الولايات المتحدة قررت رسميًا أن روسيا ارتكبت جرائم ضد الإنسانية. وأضافت: “سنسعى لتحقيق العدالة في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يواصل الروس ارتكابها”. ليس هناك الكثير من المراوغة أو الإذعان للسلطة القضائية العليا، لكن على النقيض من ذلك، بعد شهرين من الدمار في غزة، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لا ترى حاجة لبدء أي فحص داخلي رسمي حول ما إذا كانت تل أبيب قد ارتكبت جرائم حرب، على الرغم من أن الأسلحة التي تستخدمها تم توفيرها من قبل الولايات المتحدة، بل وتشير بعض الإحصائيات إلى أن عدد المدنيين الذين قُتلوا في غزة خلال شهرين يفوق عدد المدنيين الذين قُتلوا في أوكرانيا على مدى أكثر من عامين.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الخارجية الأمريكية: سنرسل وفدًا دبلوماسيًا إلى دمشق لبحث العملية الانتقالية في سوريا
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها سترسل وفدًا دبلوماسيًا إلى العاصمة السورية دمشق.
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية في تصريح صحفي مساء أمس: “إن الوفد سيعمل على الدفع بمخرجات اجتماع العقبة الذي عقد الأسبوع الماضي في الأردن لبحث العملية الانتقالية في سوريا”.
وأضاف المتحدث بأن الدبلوماسيين الأمريكيين سيلتقون بأعضاء الحكومة المؤقتة، إضافة إلى ناشطين من المجتمع المدني وممثلي الأقليات، وذلك لبحث “رؤيتهم لمستقبل بلادهم وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تساعد في دعمهم”.