بينها حماس.. 4 نقاط فشل محتملة في غزة تهدد إسرائيل بمخاطر
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
تواجه إسرائيل أربع نقاط فشل محتملة ستتحول إلى مخاطر ترتبط بحربها المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب دانييل بايمان، هو زميل أول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في تحليل بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية (Foreign Policy).
بايمان قال، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إنه علم ببعض هذه النقاط خلال زيارة مع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى إسرائيل مؤخرا، حيث أجرى مقابلات مع مسؤولين أمنيين وشخصيات رفيعة أخرى.
ولخص هذه النقاط بقوله: "بالنسبة لإسرائيل في غزة، فإن المخاطر قد تنبع من التقليل من تقدير "حماس" وتعززها عن غير قصد، وإضعاف التماسك في الداخل الإسرائيلي، والفشل في الانتقال من الحرب إلى الحكم في غزة، وأخيرا تقويض علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة".
وحتى أمس الثلاثاء، خلّفت الحرب الإسرائيلية الوحشية 20 ألفا و915 شهيدا، و54 ألفا و918 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً ارتفاع حصيلة عدوان غزة لـ21 ألفا و915 شهيدا.. وقتلى الاحتلال لـ498
قدرة حماس
"تسعى إسرائيل إلى تدمير حماس بقتل قادتها وقسم كبير من جنودها، وفمن بين قوة الحركة، البالغة نحو 25 ألف مقاتل، تزعم إسرائيل أنها قتلت نحو سبعة آلاف"، كما أضاف بايمان.
واستدرك: "من الصعب للغاية تدمير حماس بالكامل، وكما أخبرني أحد الخبراء الإسرائيليين: "سأكون متشككا للغاية بشأن (التقديرات الإسرائيلية المتعلقة) بعدد مقاتلي حماس الذين قُتلوا".
وشدد على أن "حماس متجذرة بعمق في غزة، وتسيطر على القطاع منذ عام 2007، وقد نشأ جيل تحت سيطرتها، وهي تعمل بشكل وثيق مع عشائر غزة ولها قاعدة قوة في مجتمع اللاجئين، ومنذ وقت طويل تدير المدارس والمستشفيات والمساجد. وبفضل هذه الجذور العميقة، تستطيع حماس أن تنمو من جديد بسهولة، حتى لو تم تدمير الغالبية العظمى من أجهزتها القتالية".
و"حماس أكثر من مجرد منظمة، فهي تجسد "المقاومة" لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة"، وفقا لبايمان الذي أشار إلى نتائج استطلاع حديث للرأي أظهر أن أكثر من 80% من الفلسطينيين في الضفة الغربية يأديون الهجوم الذي شنته "حماس" على إسرائيل.
وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة.
وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مقابل نحو 240 فلسطينيا أطلق سراحهم الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
اقرأ أيضاً
رئيس الأركان الإسرائيلي السابق: خسرنا الحرب ضد حماس.. والنصر بإزاحة نتنياهو
أزمة ثقة
بايمان قال إن هجوم "حماس" أجبر العديد من الإسرائيليين على ترك منازلهم في الجنوب بالقرب من حدود غزة، كما أدى إطلاق "حزب الله" من لبنان للصواريخ وقذائف الهاون على شمال إسرائيل إلى نزوح عشرات الآلاف الآخرين.
وتابع: "يعيش الآن 250 ألف إسرائيلي بعيدا عن منازلهم، ومنح هؤلاء الثقة للعودة إلى ديارهم هو أولوية إسرائيلية، لكن استعادة الثقة سيكون أمرا صعبا، على المستويين العسكري والنفسي، ويجب أن تكون إسرائيل قادرة على هزيمة أو ردع حماس وحزب الله، لكن هذا بعيد المنال".
وزاد بأنه "يجب على إسرائيل أن تقنع شعبها بأنهم في أمان، وهذا صعب نظرا لفشل المخابرات الإسرائيلية في اكتشاف هجوم حماس والتحذير منه، وفشلت القوات في الدفاع عن المجتمعات القريبة من غزة".
و"ما يزيد الطين بلة هو وجود أزمة ثقة في النظام السياسي، قبل 7 أكتوبر، كانت إسرائيل مجتمعا منقسما للغاية، مع انقسامات حادة بين المجتمعات الدينية والعلمانية، والعرب الإسرائيليين واليهود الإسرائيليين، واليهود من الدول الأوروبية مقابل اليهود من الدول العربية"، كما أردف بايمان.
اقرأ أيضاً
بايدن يصحح المسار تدريجيا تجاه الحرب على غزة.. إليك الأسباب والدلائل
المرحلة الانتقالية
بايمان قال إنه "عند نقطة ما، ستنهي إسرائيل عملياتها العسكرية المكثفة في غزة، إما لأنها دمرت حماس إلى حد كبير أو لأن التكلفة من الأرواح والشواكل ومكانتها الدولية لاتت باهظة للغاية".
وأضاف أنه "لتجنب التحول إلى قوة احتلال ومنع حماس من إعادة تجميع صفوفها، فستحتاج إسرائيل إلى تسليم بعض الحكم في غزة على الأقل إلى كيان فلسطيني، قد يكون هي السلطة الفلسطينية، التي تحكم الضفة الغربية بدعم إسرائيلي، أو مجموعة من التكنوقراط".
و"خيارات إسرائيل ضعيفة؛ فالسلطة الفلسطينية فاسدة ولا تحظى بشعبية، كما أدت سياسات إسرائيل في الضفة الغربية إلى تقويض مصداقية السلطة، وأدى هجوم حماس ورد فعل إسرائيل إلى تآكل شعبيتها"، بحسب بايمان.
وملمحا إلى احتمال فشل المرحلة الانتقالية في غزة، قال إن "غزة ستشكل تحديا أكبر بكثير من الضفة الغربية، ومع ذلك لا توجد خيارات أفضل (من تولي السلطة الفلسطينية المسؤولية)".
اقرأ أيضاً
بينها عباس.. عراقيل أمام جهود أمريكا لإحياء السلطة الفلسطينية
العلاقة مع واشنطن
منذ اندلاع الحرب، قدمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للاحتلال أقوى دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، حتى بات منتقدون يعتبرون واشنطن "شريكة" في "جرائم الحرب" الإسرائيلية بغزة.
وبحسب بايمان فإن "هذه العلاقة يمكن أن تنحرف بسهولة، إذ يحاول بايدن إدارة الحزب الديمقراطي المنقسم، الذي يعارض معظمه دعمه القوي لإسرائيل، في حين يمارس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالفعل لعبة سياسية من خلال علاقته الحاسمة مع واشنطن".
وأردف أن "الولايات المتحدة مارست الضغوط على إسرائيل لحملها على الحد من الخسائر بين المدنيين وتجنب التصعيد مع حزب الله، في حين يعتقد العديد من الإسرائيليين أنهم في حاجة إلى تدمير حماس بالكامل، حتى لو مات العديد من المدنيين".
و"يمكن لهذه الفجوات السياسية والاستراتيجية أن تقّسم الولايات المتحدة وإسرائيل، مما يترك الأخيرة أكثر عزلة على المستوى الدولي ومن دون الدعم العسكري الذي تحتاجه"، كما ختم بايمان.
ويُصر نتنياهو على مواصلة الحرب، على أمل الاستمرار في منصبه بعدها، عبر إعدة الأسرى الإسرائيليين، وإنهاء حكم "حماس" لغزة، والقضاء على القدرات العسكرية للكرة، التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال القائم لفلسطيني منذ عقود.
((5))
المصدر | دانييل بايمان/ فورين بوليسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة الضفة الغربیة إسرائیل إلى اقرأ أیضا فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تخشى تصاعد قوة حماس بالضفة بعد وقف إطلاق النار بغزة
القدس المحتلة- تخشى المؤسسة الإسرائيلية إمكانية تصاعد قوة حركة حماس وتنامي تأثيرها في الضفة الغربية المحتلة، بعد اتفاق وقف إطلاق النار، وهي المخاوف التي تعزز القول بفشل إسرائيل بعد 15 شهرا من الحرب في تقويض الترسانة العسكرية لحماس وإنهاء حكمها في قطاع غزة.
و سارع الاحتلال إلى شن عملية عسكرية في محافظة جنين، والتي أطلق عليها اسم "السور الحديدي"، إذ يتحضر الاحتلال لعلمية اجتياح واسعة للمخيم المحاصر لليوم الرابع على التوالي، ويشهد اشتباكات ضارية.
مع احتدام المعارك بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في جنين ومخيمها، تعالت الأصوات بالمؤسسة السياسية الإسرائيلية، من أجل توسيع العملية العسكرية لتشمل كافة المناطق في الضفة الغربية، التي تتعرض إلى حصار وإغلاق عبر نصب الاحتلال نحو 872 بوابة وحاجزا عسكريا.
جانب من اقتحامات قوات الاحتلال لمدينة جنين ومخيمها (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي) تصعيد و تخوف
ودفع جيش الاحتلال بمزيد من القوات والوحدات القتالية في إطار العملية العسكرية التي صادق عليها المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، مع توسيع الاقتحامات واحتدام الاشتباكات بين فصائل المقاومة والقوات المتوغلة، التي تشمل كتيبتين من "حرس الحدود"، ووحدة "يمام"، ووحدة "دوفدوفان" (المستعربين)، بالإضافة إلى وحدة "إيغوز" التابعة للواء "الكوماندوز".
إعلانويعكس عدوان الاحتلال على جنين ومخيمها وتوسيع التوغل بالضفة، مخاوف وهواجس إسرائيل، من تنفيذ فصائل المقاومة هجمات على المستوطنات في الضفة، وذلك على غرار معركة "طوفان الأقصى" التي شنتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس على "غلاف غزة"، وذلك بحسب التحليلات والتقديرات لمراكز الأبحاث الإسرائيلية.
ويعتقد محرر الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشع، أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، سيعزز قوة ونفوذ وتأثير حركة حماس في الضفة، وهو ما قد يؤدي إلى استلهام تجربتها العسكرية بالهجوم المفاجئ بالسابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، واعتمادها كنموذج للقتال وتنفيذ هجمات على المستوطنين والمستوطنات.
وأوضح يهوشع أن الضفة ومنذ بداية الحرب توجد في فوهة بركان، الأمر الذي وضع الجيش والأجهزة الأمنية أمام تحديات غير مسبوقة، مشيرا إلى أنه خلال عام 2024، أحبط جهاز الأمن العام "الشاباك" أكثر من ألف عملية هجومية، بينما كانت هناك مئات العمليات التي نفذت وكانت قاتلة بالنسبة للإسرائيليين، وأظهرت تنامي وتعاظم قوة الفصائل الفلسطينية المسلحة.
إنجازات وتحذيرات
السيناريو الأسوأ، حسب المحرر العسكري ذاته، أن المؤسسة الأمنية تخشى مواجهة شاملة في الضفة، حيث يظهر اتفاق غزة أن حماس لا تزال قادرة على الصمود، بل وتتفاخر بإنجازاتها وقدرتها على تحرير الأسرى.
وتبدي الأوساط الإسرائيلية تخوفا من احتمال التأثير السلبي على السلطة الفلسطينية ومكانتها، بظل ما تنجزه وتحققه الفصائل المسلحة، حسب توصيف المحرر العسكري.
مع هذه الإنجازات للفصائل المسلحة، يجزم المراسل العسكري في القناة 12 الإسرائيلية، إيتام المدون، أن حماس حددت هدفها التالي، وهو الضفة الغربية. ويرى أن الحركة توجد في مكانة وقدرة لم يسبق لها مثيل، وتحظى بتأييد شعبي واسع في الشارع الفلسطيني.
إعلانوأشار المراسل العسكري نفسه أن الضفة شهدت خلال الحرب على غزة عمليات غير مسبوقة ضد المستوطنين وضد القوات الإسرائيلية، قائلا "الضفة كانت جبهة إسناد لغزة وإن كانت صغيرة، لكن تأثير العمليات المسلحة كان واسعا وإيجابيا على الفلسطينيين".
وأوضح أنه مع بدء وقف إطلاق النار تصاعدت قوة حماس وتأثيرها في الضفة، وعلى هذا الأساس جاءت عملية "السور الحديدي".
هواجس وتحديات
لطالما كانت الضفة إحدى الجبهات بالنسبة للجيش الإسرائيلي، وهي الجبهة التي أشعلتها شرارة "طوفان الأقصى"، وما زالت كذلك رغم وقف إطلاق النار في غزة. و تساءل تقدير موقف صادر عن مركز "يروشاليم لدراسة الإستراتيجيات والأمن" عن "ساحة القتال في الضفة الغربية، إلى أين؟"، وهو السؤال الذي فاقم الهواجس الإسرائيلية.
وزعم الباحث بالقضايا الأمنية والإستراتيجية العقيد احتياط غابي سيبوني، الذي أعد تقدير الموقف لمركز "يروشاليم" أن إيران تواصل جهودها الرامية إلى إنشاء قوة مقاومة داخل الضفة من خلال دعم حماس والجهاد الإسلامي، وهو ما يخلق تحديا كبيرا أمام الجيش الإسرائيلي.
الخوف الأكبر للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، يقول سيبوني "لا يقتصر على اندلاع مواجهات واشتباكات محلية أثناء نشاط القوات الإسرائيلية في مخيمات اللاجئين، بل في احتمال وقوع هجوم على المستوطنات بالضفة على غرار ما حدث في 7 أكتوبر".
عمليات عسكرية داخل المنازل بجنين وتحويل بعضها لثكنات عسكرية ( المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي) النصر والوعيالتصور ذاته، استعرضه الباحث في الشؤون الفلسطينية ميخائيل ميلشتاين الذي أكد أن حماس ومنذ اللحظة الأولى لوقف إطلاق النار أظهرت أنها عادت لتعمل بشكل منتظم في مختلف مقاليد الحكم في غزة، وأثبتت للعالم أنه لا يمكن تحييدها عن إدارة حكم القطاع مستقبلا. وهو ما رأى المتحدث أنه سيمنح الفلسطينيين في الضفة شعورا بالنصر.
إعلانويرى ميلشتاين، الذي يرأس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز "موشيه دايان" التابع لجامعة تل أبيب، في تقدير موقف، أن "حماس حققت إنجازات غير مسبوقة، وهذا هو الانطباع العام للفلسطينيين، حيث يعترف سكان غزة بأنهم دفعوا ثمنا غير مسبوق، لكنهم يوضحون أن الأمر كان يستحق ذلك مقابل الإضرار بإسرائيل وتعزيز الاحترام الوطني الفلسطيني".
من وجهة نظر الباحث الإسرائيلي، فإن خطة حماس الحالية، تتضمن تثبيت وقف إطلاق النار في غزة مع ترسيخ السيطرة على القطاع وترسيخ رواية النصر في الوعي الجمعي الفلسطيني.
ويعتقد ميلشتاين أن حماس تعمل على تحويل جهودها الهجومية نحو الضفة، التي تمت الإشارة إليها في خطاب المتحدث باسم الجناح العسكري للحركة، أبو عبيدة، بأنها "الساحة المركزية الجديدة"، وهي الجهود التي عبر عنها مسؤول ملف الضفة الغربية في حماس، زاهر جبارين، الذي قال "كما هزمت غزة نتنياهو، فإن الضفة ستهزمه أيضا".