تواجه إسرائيل أربع نقاط فشل محتملة ستتحول إلى مخاطر ترتبط بحربها المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب دانييل بايمان، هو زميل أول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في تحليل بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية (Foreign Policy).

بايمان قال، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إنه علم ببعض هذه النقاط خلال زيارة مع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى إسرائيل مؤخرا، حيث أجرى مقابلات مع مسؤولين أمنيين وشخصيات رفيعة أخرى.

ولخص هذه النقاط بقوله: "بالنسبة لإسرائيل في غزة، فإن المخاطر قد تنبع من التقليل من تقدير "حماس" وتعززها عن غير قصد، وإضعاف التماسك في الداخل الإسرائيلي، والفشل في الانتقال من الحرب إلى الحكم في غزة، وأخيرا تقويض علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة".

وحتى أمس الثلاثاء، خلّفت الحرب الإسرائيلية الوحشية 20 ألفا و915 شهيدا، و54 ألفا و918 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً

ارتفاع حصيلة عدوان غزة لـ21 ألفا و915 شهيدا.. وقتلى الاحتلال لـ498

قدرة حماس

"تسعى إسرائيل إلى تدمير حماس بقتل قادتها وقسم كبير من جنودها، وفمن بين قوة الحركة، البالغة نحو 25 ألف مقاتل، تزعم إسرائيل أنها قتلت نحو سبعة آلاف"، كما أضاف بايمان.

واستدرك: "من الصعب للغاية تدمير حماس بالكامل، وكما أخبرني أحد الخبراء الإسرائيليين: "سأكون متشككا للغاية بشأن (التقديرات الإسرائيلية المتعلقة) بعدد مقاتلي حماس الذين قُتلوا".

وشدد على أن "حماس متجذرة بعمق في غزة، وتسيطر على القطاع منذ عام 2007، وقد نشأ جيل تحت سيطرتها، وهي تعمل بشكل وثيق مع عشائر غزة ولها قاعدة قوة في مجتمع اللاجئين، ومنذ وقت طويل تدير المدارس والمستشفيات والمساجد. وبفضل هذه الجذور العميقة، تستطيع حماس أن تنمو من جديد بسهولة، حتى لو تم تدمير الغالبية العظمى من أجهزتها القتالية".

و"حماس أكثر من مجرد منظمة، فهي تجسد "المقاومة" لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة"، وفقا لبايمان الذي أشار إلى نتائج استطلاع حديث للرأي أظهر أن أكثر من 80% من الفلسطينيين في الضفة الغربية يأديون الهجوم الذي شنته "حماس" على إسرائيل.

وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة.

وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مقابل نحو 240 فلسطينيا أطلق سراحهم الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.

اقرأ أيضاً

رئيس الأركان الإسرائيلي السابق: خسرنا الحرب ضد حماس.. والنصر بإزاحة نتنياهو

أزمة ثقة

بايمان قال إن هجوم "حماس" أجبر العديد من الإسرائيليين على ترك منازلهم في الجنوب بالقرب من حدود غزة، كما أدى إطلاق "حزب الله" من لبنان للصواريخ وقذائف الهاون على شمال إسرائيل إلى نزوح عشرات الآلاف الآخرين.

وتابع: "يعيش الآن 250 ألف إسرائيلي بعيدا عن منازلهم، ومنح هؤلاء الثقة للعودة إلى ديارهم هو أولوية إسرائيلية، لكن استعادة الثقة سيكون أمرا صعبا، على المستويين العسكري والنفسي، ويجب أن تكون إسرائيل قادرة على هزيمة أو ردع حماس وحزب الله، لكن هذا بعيد المنال".

وزاد بأنه "يجب على إسرائيل أن تقنع شعبها بأنهم في أمان، وهذا صعب نظرا لفشل المخابرات الإسرائيلية في اكتشاف هجوم حماس والتحذير منه، وفشلت القوات في الدفاع عن المجتمعات القريبة من غزة".

و"ما يزيد الطين بلة هو وجود أزمة ثقة في النظام السياسي، قبل 7 أكتوبر، كانت إسرائيل مجتمعا منقسما للغاية، مع انقسامات حادة بين المجتمعات الدينية والعلمانية، والعرب الإسرائيليين واليهود الإسرائيليين، واليهود من الدول الأوروبية مقابل اليهود من الدول العربية"، كما أردف بايمان.

اقرأ أيضاً

بايدن يصحح المسار تدريجيا تجاه الحرب على غزة.. إليك الأسباب والدلائل

المرحلة الانتقالية

بايمان قال إنه "عند نقطة ما، ستنهي إسرائيل عملياتها العسكرية المكثفة في غزة، إما لأنها دمرت حماس إلى حد كبير أو لأن التكلفة من الأرواح والشواكل  ومكانتها الدولية لاتت باهظة للغاية".

وأضاف أنه "لتجنب التحول إلى قوة احتلال ومنع حماس من إعادة تجميع صفوفها، فستحتاج إسرائيل إلى تسليم بعض الحكم في غزة على الأقل إلى كيان فلسطيني، قد يكون هي السلطة الفلسطينية، التي تحكم الضفة الغربية بدعم إسرائيلي، أو مجموعة من التكنوقراط".

و"خيارات إسرائيل ضعيفة؛ فالسلطة الفلسطينية فاسدة ولا تحظى بشعبية، كما أدت سياسات إسرائيل في الضفة الغربية إلى تقويض مصداقية السلطة، وأدى هجوم حماس ورد فعل إسرائيل إلى تآكل شعبيتها"، بحسب بايمان.

وملمحا إلى احتمال فشل المرحلة الانتقالية في غزة، قال إن "غزة ستشكل تحديا أكبر بكثير من الضفة الغربية، ومع ذلك لا توجد خيارات أفضل (من تولي السلطة الفلسطينية المسؤولية)".

اقرأ أيضاً

بينها عباس.. عراقيل أمام جهود أمريكا لإحياء السلطة الفلسطينية

العلاقة مع واشنطن

منذ اندلاع الحرب، قدمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للاحتلال أقوى دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، حتى بات منتقدون يعتبرون واشنطن "شريكة" في "جرائم الحرب" الإسرائيلية بغزة.

وبحسب بايمان فإن "هذه العلاقة يمكن أن تنحرف بسهولة، إذ يحاول بايدن إدارة الحزب الديمقراطي المنقسم، الذي يعارض معظمه دعمه القوي لإسرائيل، في حين يمارس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالفعل لعبة سياسية من خلال علاقته الحاسمة مع واشنطن".

وأردف أن "الولايات المتحدة مارست الضغوط على إسرائيل لحملها على الحد من الخسائر بين المدنيين وتجنب التصعيد مع حزب الله، في حين يعتقد العديد من الإسرائيليين أنهم في حاجة إلى تدمير حماس بالكامل، حتى لو مات العديد من المدنيين".

و"يمكن لهذه الفجوات السياسية والاستراتيجية أن تقّسم الولايات المتحدة وإسرائيل، مما يترك الأخيرة أكثر عزلة على المستوى الدولي ومن دون الدعم العسكري الذي تحتاجه"، كما ختم بايمان.

ويُصر نتنياهو على مواصلة الحرب، على أمل الاستمرار في منصبه بعدها، عبر إعدة الأسرى الإسرائيليين، وإنهاء حكم "حماس" لغزة، والقضاء على القدرات العسكرية للكرة، التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال القائم لفلسطيني منذ عقود.

((5))

المصدر | دانييل بايمان/ فورين بوليسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة الضفة الغربیة إسرائیل إلى اقرأ أیضا فی غزة

إقرأ أيضاً:

WSJ: حماس أعادت تجميع قواتها وتستعد لجولة قادمة ضد إسرائيل

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تقريرا، أعدّته سمر سعيد، وروري جونز، وبينوا فوكون، قالوا فيه إنّ: "حركة حماس التي خسرت الكثير من قوتها العسكرية تحضّر لجولة جديدة"، مبرزين أنّ: "الحركة عيّنت قيادات جديدة مع اقتراب انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار نهاية الأسبوع الحالي".

وأضافت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" أنّ: حماس تُعيد تجميع قواتها استعدادا لعودة محتملة للقتال ضد الاحتلال الإسرائيلي في غزة، فيما يعمل الوسطاء على إنقاذ اتّفاق وقف إطلاق النار. 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب، قولهم أنّ: "الجناح العسكري للجماعة المسلحة، عيّن قادة جددا وبدأ في رسم خريطة لأماكن تمركز المقاتلين في حالة العودة إلى الحرب".

وبحسب المسؤولين أنفسهم فإنّ: "الجماعة بدأت أيضا في إصلاح شبكة أنفاقها تحت الأرض ووزّعت منشورات على المقاتلين الجدد حول كيفية استخدام الأسلحة"، مردفين أن: هذه الاستعدادات تأتي في الوقت الذي تدفع فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، حركة حماس، لتمديد الهدنة الحالية في غزة وإطلاق سراح المزيد من الأسرى قبل الدخول في مفاوضات بشأن إنهاء دائم للحرب. 

وبحسب التقرير نفسه، فإن الاحتلال الإسرائيلي يريد من حماس نزع سلاحها والتخلّي عن أي دور في حكم غزة، وهو ما لا يمكن من طرف الحركة. وقالت الولايات المتحدة، وهي وسيط رئيسي في محادثات وقف إطلاق النار، إنها ملتزمة بالتوصل إلى مرحلة ثانية من الهدنة التي تشمل مفاوضات لإنهاء الحرب، لكنها تحتاج للمزيد من الوقت، عقب الموعد النهائي الحالي لوقف إطلاق النار والذي ينتهي يوم السبت.
 
وتابع التقرير: "عبّرت حماس عن انفتاح بشأن تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. ولكن الطريق الذي يواجه الطرفين بشأن المرحلة المقبلة، يوصف بالمسدود"؛ وقال المسؤولون إنّ الجماعة المسلحة كلّفت مقاتلين بمراقبة غزة بحثا عن جواسيس وكلفت وحدة أخرى بمراقبة التسلل المحتمل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب جنرال إسرائيلي متقاعد، إسرائيل زيف، فإنه: "بالطبع، يتولى شخص جديد المسؤولية". وقال إن حماس "مثل حزام البندقية: تطلق رصاصة واحدة فتظهر رصاصة أخرى".

كذلك، قال زميل السياسة البارز في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، هيو لوفات: "من الواضح أن هناك تباينا في وجهات النظر بين أولئك في غزة، وأولئك في الدوحة"؛ فيما نقلت الصحيفة ما قاله عضو المكتب السياسي لحماس، حسام بدران، في مقابلة أجريت معه هذا الشهر: "حماس موحّدة كحركة في الداخل والخارج". 


وأوضحت: "خلال الهدنة، استخدمت حماس إطلاق سراح الأسرى في غزة لإظهار قوتها. بعد تحرير مئات الأسرى من السجون الإسرائيلية كجزء من اتّفاق وقف إطلاق النار. وعرضت الجماعة مئات المسلحين في الدروع الواقية والزي العسكري في جميع أنحاء القطاع، وعرضت عشرات الشاحنات الصغيرة ومخزون من البنادق الهجومية، العديد منها مصنعة في إسرائيل والولايات المتحدة".

وأردفت: "نصبت حماس منصات مزودة بمكبرات الصوت واللافتات الضخمة المطبوعة حديثا بشعارات معادية للاحتلال تشير إلى الأحداث الأخيرة. وارتدى المقاتلون أحزمة حول رقبتهم -أكثر شيوعا في الأحداث المؤسسية الرصينة- وقامت طواقم إعلام حماس بتصوير التبادلات، ثم بثت الدعاية لاحقا على وسائل التواصل الاجتماعي".

"كما تؤكد الجماعة سيطرتها الإدارية على الأمور المدنية. إن قوات الشرطة التابعة لحماس تعمل الآن على تأمين توصيل المساعدات التي تدفقت على غزة من قبل المنظمات الإنسانية خلال وقف إطلاق النار الحالي" استرسل التقرير نفسه.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يدرس فرص التطبيع مع السعودية.. تعرّف على أبرز العقبات
  • محور فيلادلفيا إلى الواجهة مجددا.. هل يصمد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس؟
  • حماس: إسرائيل تحاول التنصل من اتفاق التهدئة بغزة
  • حماس: إطلاق سراح 600 فلسطيني ضمن اتفاق تبادل الأسرى مع إسرائيل
  • حماس: محاولات إسرائيل تعطيل الإفراج عن أسرانا باءت بالفشل
  • حماس تحذر إسرائيل: أي محاولة لعرقلة اتفاق غزة ستزيد من معاناة الأسرى
  • 20 % من الإسرائيليين الفارين من الحرب فقدوا وظائفهم 
  • WSJ: حماس أعادت تجميع قواتها وتستعد لجولة قادمة ضد إسرائيل
  • هل يتحول اتفاق غزة إلى هدنة مؤقتة مع استعداد الاحتلال لاستئناف العدوان؟
  • بيان من حماس بشأن قرار إسرائيل بحق المسجد الإبراهيمي