عربي21:
2024-07-04@05:12:43 GMT

عثرة جرد.. فلله المكر جميعا

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

‏اعتلى خطيب المنبر متسترا بسنن ظاهرة وشيء من قشور العلم وذلك رغبة فيما عند الناس، وكان صاحب سوابق؛ فانخدع به الناس، فقربوه فوق ما يستحق، وهم يعتقدون أنهم يتقربون إلى الله بإكرامه، واستغلهم واستعملهم وكان الناس يثقون به، ويحكمونه في الخلاف، وفي الميراث، وقوله عندهم هو القول الفصل، رغم أنه لا يستحق أن يعتلي منبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يملك من العلم والأخلاق ولا من القدوة ما يؤهله لاعتلاء هذا المنبر.



إلا أنه وجد في هذا المنبر، فرصة لاستغلال الناس والتستر على سلوكه السيِّئ. وذات يوم كان يرتدي جرد "لباس ليبي كالذي يرتديه عمر المختار رحمه الله" فعثر في جرده، وهو نازل من المنبر والميكرفون الشخصي على جرده، فتلفظ، أثناء سقوطه على الأرض، بكلمة سفيهة أظهرت سوء خلقه، وسمعه الناس في المسجد جميعا من خلال الميكرفون ، فجاءه جمع من الناس وقالوا له: لا تعتل هذا المسجد مرة أخرى وإلا قطعنا ساقاك .. فضحه الله على الملأ.. فلله المكر جميعا.
‏في غزة المحاصرة فضح الله خططا، وحكاما، وشخصيات كنا نعتقد فيها الخير، فضح التاريخ كله وصرنا لا نثق في شيء منه .. كيف نصدق رواياتهم، ونحن رأينا بأم أعيننا من يزوره على مسمع ومرأى منا ومن العالم، ونحن شهود على ما يحدث وما يزور وكيف يزور.
‏وهكذا يفضح الله بهائم ولي الأمر، بمواقفهم المشينة ضد مقاومة المحتل في ⁧‫غزة‬⁩، ولحنهم في القول، الذي يشبه أقوال المنافقين، التي فضحها القرآن، وقالوا ما قاله المنافقون لطالوت "لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده"، وما قالوه للرسول صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب عن وعد النصر "ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورًا".

‏في غزة المحاصرة فضح الله خططا، وحكاما، وشخصيات كنا نعتقد فيها الخير، فضح التاريخ كله وصرنا لا نثق في شيء منه .. كيف نصدق رواياتهم، ونحن رأينا بأم أعيننا من يزوره على مسمع ومرأى منا ومن العالم، ونحن شهود على ما يحدث وما يزور وكيف يزور. 

‏فضحت الآلة الإعلامية التي تبنت في بداية الحرب السردية الإسرائيلية المزورة بكل بجاحة.. فحرية الرأي صار فيها رأي آخر، فهي مفصلة محددة .. ليس منها انتقاد الكيان الاسرائيلي وفضح المظلومية الكاذبة للصهاينة.

‏غزة فضحت دولا تلبست بقيم عليا كنا نتطلع إليها وإذ هي قيم من عجين يأكولونها إذا جاعوا .. لم تؤمنوا بها يوما، فظهروا، بدون هذه القيم، كالعاهرة بدون مكياج.

‏صورة ⁧‫روح الروح‬⁩ خالد صاحب العمامة واللحية الكثة بذلت فيها دول كبرى مئات الملايين لتكون النموذج للشخص الإرهابي، شاء الله أن تتبدد في ساعة من قدره سبحانه لتتبخر تلك الصورة المشوهة وتحل محلها صورة الصابر المحتسب الذي ملء قلبه الحب والرحمة والشفقة وأكد في تلك اللحظة من لحظات القدر الرباط الأسري العميق .. فلله المكر جميعا.

‏صمود وصبر أهل غزة جعل الناس تقبل على القرآن لتعرف السر وراء هذا الصبر الذي مثله الطفل الفلسطيني وهو يخرج من تحت الأنقاض ويقول الحمد لله، والأب الذي فقد أباه وأمه وأبناءه ويخرج وهو يحمد رب العالمين .. ويسمع الزوجة التي فقدت زوجها أو تلك التي رزقت بطفل بعد أكثر من 500 حقنة وقدمته شهيدا وهي تقول الحمد لله .. فلله المكر جميعا.

‏ليس هذا فحسب بل إن غزة مثلت الأمل في ربيع أمريكي أوروبي وشيك لأول مرة. منذ خمسة وسبعين سنة لم تحدث هذه الإفاقة في الغرب .. احرار العالم الذين يتخذون من صيحة "فري .. فري بلاستاين" أي "فلسطين حرة حرة" شعارا للحرية. أحرار العالم في كل مكان وجدوا أنفسهم بلا حرية .. ليسوا أحرارا كما كانوا يظنون بل أسرى لسردية مفبركة ولوسائل إعلام كاذبة .. فلله المكر جميعا.

‏غزة منحتهم الحرية للمطالبة بحرية حقيقية .. غزة جعلت كثيرا من المفكرين يرتفع صوتهم بالنقد والتنظير لمرحلة جديدة تتشكل في الغرب .. هذا الربيع الغربي المنتظر سيؤدي إلى تغيير كبير في المشهد السياسي الأمريكي والغربي خلال السنوات القادمة وسينقطع الحبل الذي تتمسك به اسرائيل من أجل البقاء، مما سيؤدي إلى زوالها.

‏هذا مكر الله جاءهم من قطاع غزة المحاصر من كل زوايا الأرض بشتى أنواع الأسلحة والأسوار ومن البحر بالبارجات والغواصات ومن السماء بالطائرات والمسيرات بأيادي مسلمة وكافرة .. جاءهم من قطاع يعرف بأنه أكبر سجن مفتوح في العالم .. فلله المكر جميعا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة غزة الاحتلال مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

أستاذ علم نفس تربوي: تطوير مسيرة التعليم مرتبط بالثقافة السائدة في المجتمع

بعد تولي الدكتور محمد عبد اللطيف حقيبة وزارة التربية والتعليم، تتبادر إلى الأذهان تساؤلات كثيرة، حول كيفية إصلاح منظومة التعليم في مصر؟.

وتعليقا على ذلك، دعا الدكتور عاصم حجازى أستاذ علم النفس التربوي بكلية الدراسات العليا جامعة القاهرة، إلى حوار مجتمعي، قائلا، إن «إن الحوار المجتمعي، على رأس المطالب في الفترة القادمة المطلوبة من وزير التربية والتعليم الجديد، وأن يعطي اهتماما أكبر للثقافة السائدة في المجتمع، وبصفة خاصة في الأوساط التربوية، معلمين وطلاب وأولياء أمور»

وأشار إلى أنه من خلال الملاحظة الدقيقة لمسار التعليم المصري، فإنه يمكن رد معظم المشكلات الخطيرة التي يواجهها ملف التعليم في مصر إلى أسباب تتعلق بالثقافة السائدة لدى معظم الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور.

فالمعلم يسهل الغش ويساعد عليه بسبب ثقافته التي تعتبر أن هذا نوع من أنواع البر والرحمة، وحينما ينجح في اكتشاف طالب غشاش، فإنه لا يتخذ الإجراء القانوني المناسب في أحيان كثيرة لنفس الأسباب.. .والمعلم الذي لا يهتم بالشرح نظرا لانتشار ثقافة الشرح على قدر المقابل المادي وولي الأمر الذي يشجع على الغش بدعوى أنه مثل باقي الناس والطالب وولي الأمر الذي يهتم بالدروس الخصوصية لأن الجميع يقبل عليها ومثله مثل كل الناس.

وأضاف، أن معظم أسباب المشكلات مردها إلى الثقافة السائدة عند عدد كبير من الناس وليس الجميع بالطبع، ومردها أيضا إلى سمات الشخصية السائدة مثل الميل للمسايرة الاجتماعية وعدم الاستقلالية وضعف الثقة بالنفس.

موضحًا انه فى الفترة القادمة يجب التركيز على هذا الجانب من خلال التوعية والندوات لكافة الأطراف ذات الصلة بالعملية التعليمية وذلك بالتعاون مع المؤسسات الدينية والثقافية والإعلامية والتربوية في المجتمع.

مقالات مشابهة

  • غزة.. بين الموت قصفاً والموت جوعاً..!
  • ???? الناس البتخون قيادة الجيش برهان وكباشي والعطا بيستفيدوا شنو !؟
  • شاهد عيان: والله الجنجويد جرو جري من الله خلقني ما شفت راجل بيجري بالطريقة دي
  • لقاءات لكبار العلماء.. قناة «الناس» تقدم تغطية خاصة احتفالا بالهجرة النبوية
  • أستاذ علم نفس تربوي: تطوير مسيرة التعليم مرتبط بالثقافة السائدة في المجتمع
  • بالفيديو – ويجز يدافع عن طالبة رقصت في حفل تخرّجها
  • البنا: بيتنا اول بيت يتم استباحته من الدعامة.. ربنا ينصر قواتنا المسلحة ويعود السودان كما كان واجمل
  • ???? نازح يحكي كيف قتل الدعامة مواطن رفض يعطيهم مفتاح سيارته وقصص حزينة جدا
  • حكم قراءة القرآن بصورة جماعية.. الإفتاء توضح
  • المشروع الحضاري وقفة الملاح