عربي21:
2024-12-18@14:46:13 GMT

عثرة جرد.. فلله المكر جميعا

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

‏اعتلى خطيب المنبر متسترا بسنن ظاهرة وشيء من قشور العلم وذلك رغبة فيما عند الناس، وكان صاحب سوابق؛ فانخدع به الناس، فقربوه فوق ما يستحق، وهم يعتقدون أنهم يتقربون إلى الله بإكرامه، واستغلهم واستعملهم وكان الناس يثقون به، ويحكمونه في الخلاف، وفي الميراث، وقوله عندهم هو القول الفصل، رغم أنه لا يستحق أن يعتلي منبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يملك من العلم والأخلاق ولا من القدوة ما يؤهله لاعتلاء هذا المنبر.



إلا أنه وجد في هذا المنبر، فرصة لاستغلال الناس والتستر على سلوكه السيِّئ. وذات يوم كان يرتدي جرد "لباس ليبي كالذي يرتديه عمر المختار رحمه الله" فعثر في جرده، وهو نازل من المنبر والميكرفون الشخصي على جرده، فتلفظ، أثناء سقوطه على الأرض، بكلمة سفيهة أظهرت سوء خلقه، وسمعه الناس في المسجد جميعا من خلال الميكرفون ، فجاءه جمع من الناس وقالوا له: لا تعتل هذا المسجد مرة أخرى وإلا قطعنا ساقاك .. فضحه الله على الملأ.. فلله المكر جميعا.
‏في غزة المحاصرة فضح الله خططا، وحكاما، وشخصيات كنا نعتقد فيها الخير، فضح التاريخ كله وصرنا لا نثق في شيء منه .. كيف نصدق رواياتهم، ونحن رأينا بأم أعيننا من يزوره على مسمع ومرأى منا ومن العالم، ونحن شهود على ما يحدث وما يزور وكيف يزور.
‏وهكذا يفضح الله بهائم ولي الأمر، بمواقفهم المشينة ضد مقاومة المحتل في ⁧‫غزة‬⁩، ولحنهم في القول، الذي يشبه أقوال المنافقين، التي فضحها القرآن، وقالوا ما قاله المنافقون لطالوت "لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده"، وما قالوه للرسول صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب عن وعد النصر "ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورًا".

‏في غزة المحاصرة فضح الله خططا، وحكاما، وشخصيات كنا نعتقد فيها الخير، فضح التاريخ كله وصرنا لا نثق في شيء منه .. كيف نصدق رواياتهم، ونحن رأينا بأم أعيننا من يزوره على مسمع ومرأى منا ومن العالم، ونحن شهود على ما يحدث وما يزور وكيف يزور. 

‏فضحت الآلة الإعلامية التي تبنت في بداية الحرب السردية الإسرائيلية المزورة بكل بجاحة.. فحرية الرأي صار فيها رأي آخر، فهي مفصلة محددة .. ليس منها انتقاد الكيان الاسرائيلي وفضح المظلومية الكاذبة للصهاينة.

‏غزة فضحت دولا تلبست بقيم عليا كنا نتطلع إليها وإذ هي قيم من عجين يأكولونها إذا جاعوا .. لم تؤمنوا بها يوما، فظهروا، بدون هذه القيم، كالعاهرة بدون مكياج.

‏صورة ⁧‫روح الروح‬⁩ خالد صاحب العمامة واللحية الكثة بذلت فيها دول كبرى مئات الملايين لتكون النموذج للشخص الإرهابي، شاء الله أن تتبدد في ساعة من قدره سبحانه لتتبخر تلك الصورة المشوهة وتحل محلها صورة الصابر المحتسب الذي ملء قلبه الحب والرحمة والشفقة وأكد في تلك اللحظة من لحظات القدر الرباط الأسري العميق .. فلله المكر جميعا.

‏صمود وصبر أهل غزة جعل الناس تقبل على القرآن لتعرف السر وراء هذا الصبر الذي مثله الطفل الفلسطيني وهو يخرج من تحت الأنقاض ويقول الحمد لله، والأب الذي فقد أباه وأمه وأبناءه ويخرج وهو يحمد رب العالمين .. ويسمع الزوجة التي فقدت زوجها أو تلك التي رزقت بطفل بعد أكثر من 500 حقنة وقدمته شهيدا وهي تقول الحمد لله .. فلله المكر جميعا.

‏ليس هذا فحسب بل إن غزة مثلت الأمل في ربيع أمريكي أوروبي وشيك لأول مرة. منذ خمسة وسبعين سنة لم تحدث هذه الإفاقة في الغرب .. احرار العالم الذين يتخذون من صيحة "فري .. فري بلاستاين" أي "فلسطين حرة حرة" شعارا للحرية. أحرار العالم في كل مكان وجدوا أنفسهم بلا حرية .. ليسوا أحرارا كما كانوا يظنون بل أسرى لسردية مفبركة ولوسائل إعلام كاذبة .. فلله المكر جميعا.

‏غزة منحتهم الحرية للمطالبة بحرية حقيقية .. غزة جعلت كثيرا من المفكرين يرتفع صوتهم بالنقد والتنظير لمرحلة جديدة تتشكل في الغرب .. هذا الربيع الغربي المنتظر سيؤدي إلى تغيير كبير في المشهد السياسي الأمريكي والغربي خلال السنوات القادمة وسينقطع الحبل الذي تتمسك به اسرائيل من أجل البقاء، مما سيؤدي إلى زوالها.

‏هذا مكر الله جاءهم من قطاع غزة المحاصر من كل زوايا الأرض بشتى أنواع الأسلحة والأسوار ومن البحر بالبارجات والغواصات ومن السماء بالطائرات والمسيرات بأيادي مسلمة وكافرة .. جاءهم من قطاع يعرف بأنه أكبر سجن مفتوح في العالم .. فلله المكر جميعا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة غزة الاحتلال مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

رمضان عبد المعز: كلام سيدنا النبى بيطمنا ويعلمنا منخافش من بكرة

قال الدكتور رمضان عبد المعز الداعية الاسلامى: إن كلام سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم يجعلنا نستريح ويطمئن كل من يخاف من الغد، ويعلمنا أنه "قد أفلح من أسلم ورزق كفافا، وقنعه الله بما آتاه" أي يكون لديه حالة من الرضا.

وأضاف خلال حلقة اليوم من برنامج لعلهم يفقهون: القناعة كنز لا يفنى، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم إن من يأخذ عنى 5 كلمات يعرفهن ويعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن “ وأبو هريرة من أكثر الصحابة نقلا للأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال أنا يارسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ”اتق المحارم تكن أعبد الناس وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، أحسن إلى جارك تكن مؤمنا، أحب للناس كما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب.

فيما أكد الشيخ رمضان عبد المعز ، الداعية الإسلامي، أن من يقرأ القرآن يجد قوله تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ»، وأفلح فعل ماضٍ ويسبقها قد للتأكيد يعنى هي فعل مؤكد، قائلاً: "لو الناس مكروبة وشايلة الهم وخائفة من بكره علينا تذكر كلام النبي والله نستريح مجرد أن نسمعه".

وطالب عبد المعز، خلال تقديم برنامج «لعلهم يفقهون» بضرورة تطبيق كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-، مضيفا: "لو طبقنا كلامه وكان منهجنا هيكون ايه الحل أنه لو نطيع النبي نهتدي"، واستشهد بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما أتاه" يعنى عنده قناعة ورضا بما قسم الله له ولو فعل يكون أغنى الناس.

ووجه رسالة قائلاً: «ابعد عن الحرام وأي حاجة حرام ابعد عنها وارضى بما قسم الله عز وجل لك تكن أغنى الناس وأحسن إلى جارك تكون مؤمناً وحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب كما كانت النصيحة في الحديث النبوي».

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة الأزهر: صد الناس عن تعلم اللغة العربية داء قديم وإن استشرى في زماننا
  • «اللهم رب الناس أذهب البأس».. دعاء المريض كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • حقيقة قصة النبي ﷺ مع الرجل اليهودي
  • عملان يدخلوك الجنة ويبعدوك عن النار.. اكتشف ما ينفعك
  • بعملين صالحين فقط .. تُدخَل الجنة ويباعَد بينك وبين النار
  • "الأغذية العالمي": هناك حاجة ماسة إلى مليارات الدولارات لمعالجة بؤر الجوع حول العالم
  • «الأغذية العالمي»: هناك حاجة ماسة إلى مليارات الدولارات لمعالجة بؤر الجوع حول العالم
  • دعوةٌ للإبتهال والدعاء والتصدُّق والصيام بنيةِ وقفِ الحرب في السودان
  • "حقبة مظلمة".. أول تعليق من ميادة الحناوي بعد سقوط الأسد
  • رمضان عبد المعز: كلام سيدنا النبى بيطمنا ويعلمنا منخافش من بكرة