تركيا والمملكة العربية السعودية تتمتعان بعلاقات قوية وودية
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
بقلم : غضنفر علي خان
إن العلاقات بين تركيا والمملكة العربية السعودية والتي يعود تاريخها إلى عام 1926م مع تعيين أول مبعوث تركي إلى المملكة تتجه نحو التوسع والنمو بشكل سريع في مختلف القطاعات بما في ذلك التجارة والإستثمار حيث وضعت تركيا والتي تتمتع بإمكانيات التصدير المتنوعة لديها خطة من اجل تحقيق هدف طموح من خلال زيادة التجارة الثنائية مع المملكة العربية السعودية يبلغ 10 مليارات دولار خلال فترة زمنية قصيرة.
حيث صرح ذلك السفير التركي لدى المملكة العربية السعودية في مقابلة اجريت معه مؤخراً وقال السفير التركي فاتح ” من المتوقع أن يزيد حجم تجارتنا بشكل أكبر وهدفنا الحالي على المدى القصير هو 10 مليارات دولار على الأقل سنوياً وهو أمر يمكن تحقيقه بسهولة . كما اضاف السفير ” قطاع البتروكيميات يقود تقليدياً صادرات المملكة العربية السعودية إلى تركيا لكن مع زيادة الإنتاج المحلي ، اعتقد أنه سيتم تنويع ذلك أيضاً” على حد قوله .
وفيما يتعلق بصادرات تركيا إلى المملكة العربية السعودية ، تشمل العناصر الرائدة هي كل من مواد البناء والأثاث والآلات والمنتجات الغذائية وقطع غيار السيارات والمنسوجات حيث قال الدبلوماسي ” مع ذلك نتطلع الآن بشدة إلى تعزيز مجالات اضافية مثل المعدات الطبية والأدوية ومواد الدفاع والأمن والبرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات وصناعة الترفيه وخدمات هندسة الأنظمة والمنتجات العضوية وهي مجالات التي تمثل نقاط القوة بالنسبة لتركيا ” على حد وصفه .
وفي هذا السياق ، قال السفير التركي فاتح ” إن تركيا تبعث بعثات تجارية متكررة والتي تزور المملكة العربية السعودية في حين تعزز الحكومة التركية دعمها بشكل كامل مشاركة الشركات التركية في المعارض التجارية في السعودية مضيفاً ” اعتقد أنه مع استمرار مفاوضتنا حول الإتفاقية التجارية الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي ، لدينا إمكانات هائلة لزيادة حجم التبادل التجاري بشكل أوسع مشيراً إلى تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين المملكة وتركيا .
كما اشار السفير التركي إلى أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قام بزيارة المملكة مرتين في هذا العام ، المرة الأولى في شهر يوليو إلى جدة وأخرى في شهر نوفمبر إلى العاصمة السعودية الرياض قائلاً ” أنه بعد الزيارات رفيعة المستوى الأخيرة التي قام بها قادة بلدينا في العامين الماضيين ، نعتقد أن مستقبل العلاقات التركية السعودية يبدو أكثر اشراقاً ” موضحاً أن البيان المشترك الذي صدر خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، قد حدد بعض المجالات للتعاون المشترك بين البلدين .
حيث تشمل هذه المجالات كل من التجارة والإستثمار والسياحة والترفيه والتنمية والصناعة والتعديل ومشاريع البناء والنقل والبنية التحتية بما في ذلك ( المقاولات) والزراعة والأمن الغذائي والصحة والإتصالات وتكنولوجيا المعلومات والإعلام والرياضة والطاقة والطاقة المتجددة والبيئة، وتغير المناخ، والذكاء الإصطناعي والتقنيات الرقمية، والمدن الذكية والتعاون العلمي والمنشآت الصغيرة والمتوسطة والتعاون الدفاعي الخ..
وبالإشارة إلى فرص الإستثمار في تركيا، قال السفير التركي فاتح ” إن تركيا لديها سوق محلية كبيرة تضم أكثر من 85 مليون نسمة بإلإضافة إلى مئات الملايين من السكان المجاورين مما يمثل سوقاً إقليمياً ضخماً مع الأخذ في الإعتبار الإتحاد الجمركي مع الإتحاد الأوروبي مضيفاً ” علاوة على ذلك ، نحن أحد أسرع الإقتصادات نمواً حيث يبلغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي 5.4 % ( 2022م) ويوجد لدينا سكان ديناميكيون وقوى عاملة ماهرة وتنافسية” وفق قوله .
كما صرح السفير التركي إنه يمكن لحاملي جوازات السفر السعودية الآن الحصول على تأشيرات الدخول الإلكترونية المتعددة لتركيا خلال دقائق معدودة عبر هواتفهم المحمولة في حين تقوم السلطات التركية بإجراء دراسات جديدة لتسهيل زيارات الإخوة والأخوات السعوديين إلى تركيا . كما تعمل تركيا بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية في إطار رؤية 2030 والتي اعطت أولوية لعدد من القطاعات بما في ذلك الآلات والمعدات والمنتجات الغذائية والسيارات والطيران والأدوية والأجهزة الطبية وصناعة الدفاع والطاقة والإنتاج الصناعي والبناء والسياحة ونحو ذلك .
كما عبر السفير التركي عن آمله قائلاً ” إن تركيا يمكن تقديم مساهمات غالية في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وعلى وجه الخصوص القطاعات المذكورة أعلاه مشيراً إلى أن الشركات التركية في المملكة العربية السعودية تتمتع بتاريخ طويل وملف ناجح ولها قدرة مؤسسية على تنفيذ المشاريع الكبرى وفي الواقع أنه تم تنفيذ العديد من المشاريع البنية التحتية والمياه والإسكان والمستشفيات في المملكة العربية السعودية بنجاح من قبل الشركات التركية في الماضي .
بالإضافة إلى قطاع البناء ، تعتبر السياحة مجالاً هاماً للتعاون بين البلدين حيث اثبتت تركيا نجاحها على مستوى العالم حيث قال الدبلوماسي أن تركيا تحتل المركز الرابع بين الدول الأكثر زيارة في العالم والتي تجذب السياح إلى تراثها الثقافي الغني ومناظرها الطبيعية الخلابة في حين برزت تركيا كواحدة من الدول الرائدة في مجال السياحة الصحية مع العلم أنه في الأشهر العشرة الأولى من عام 2023م، قام أكثر من 733 ألف مواطن سعودي بزيارة تركيا لغرض السياحة .
ورداً على سؤال حول التعاون الثنائي المتنامي تدريجياً ، قال السفير التركي فاتح ” إن المملكة العربية السعودية وتركيا وقعتا مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال التعدين في 28 اغسطس 2023م في أنقرة على هامش زيارة بندر الخريف ، وزير الصناعة والثروة المعدنية موضحاً إن مذكرة التفاهم ستمهد الطريق لمزيد من التعاون في مجال المعادن الحيوية مشيراً إلى وجهات النظر المماثلة حول القضايا الإقليمية والدولية” على حد وصفه.
وبشأن الوضع الأخير في غزة، قال الدبلوماسي إن تركيا والمملكة العربية السعودية تعملان بجد من خلال دبلوماسية نشطة لضمان السلام والإستقرار ومنع استهداف المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة مشيراً إلى أن ” بلدنا هي أيضاً جزء من اللجنة الوزارية التي تم تكليفها من قبل القمة المشتركة لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية التي استضافتها المملكة في 11 نوفمبر 2023م بالرياض مؤكداً على اننا كغيرنا من الدول الشقيقة في المنطقة ، نعارض جميع المحاولات للتغيير الديمغرافية في فلسطين خاصة في غزة ” .
وتلبية الإحتياجات الإنسانية لشعب غزة، قال السفير أن تركيا ارسلت 12 طائرة محملة اكثر من 225 طناً من المساعدات الإنسانية والطبية مضيفاً ” لقد ارسلنا ايضاً سفينتين محملتان أكثر من 2.160 طناً من المساعدات الإنسانية بالإضافة إلى ارسال فريق طبي إلى مصر للمساعدة في علاج المصابين في غزة وإنشاء مستشفى ميداني . وفي هذا السياق قال السفير التركي فاتح ” نحن نؤمن بإيمان راسخ بأن استهداف المدنيين أمر غير مقبول على الإطلاق بغض النظر عن جنسياتهم ومعتقداتهم وخلفياتهم الأيدولوجية” على حد اعتباره .
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: المملكة العربية السعودية تركيا المملکة العربیة السعودیة إن ترکیا على حد
إقرأ أيضاً:
الدول العربية تشيد بنجاح مبادرة المملكة “الأسبوع العربي في اليونسكو”
أكّدت المجموعة العربية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، نجاح مبادرة المملكة العربية السعودية ممثلة في اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، “الأسبوع العربي في اليونسكو”، الذي انعقد في مقر المنظمة في باريس خلال الفترة 4 – 5 نوفمبر الحالي، بتنظيم من المجموعة العربية لدى اليونسكو.
وقدمت المجموعة العربية لدى اليونسكو في البيان الختامي لـ”الأسبوع العربي في اليونسكو”، شكرها للمملكة العربية السعودية على إطلاق المبادرة، مثمنة الجهود التي تبذلها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله – وحرصهما على تعزيز الجهود في مجالات التربية والثقافة والعلوم.
وعبّرت المجموعة العربية لدى اليونسكو عن شكرها لصاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، على ما حظي به الأسبوع العربي في اليونسكو من دعم لامحدود من قبل اللجنة، التي تكفلت بتمويل المبادرة وبذلت جهودًا مشكورة في تنفيذها على أتم وجه، مما عكس قصة نجاح أول تجمع عربي تقوده المملكة العربية السعودية في اليونسكو.
كما قدمت المجموعة العربية لدى اليونسكو شكرها وتقديرها للدول العربية على مشاركاتها الفاعلة، وما بذلته من جهود رفيعة المستوى في تعزيز التنسيق خلال رحلة العمل لإنجاح الأسبوع العربي في اليونسكو، الذي سيشكل على المدى البعيد بوابة مثالية للازدهار الثقافي بين العرب والعالم، عبر بناء جسور حضارية أكثر متانة.
وأوضحت المجموعة العربية لدى اليونسكو أن صدور هذا البيان يأتي إيمانًا بأهمية هذه المبادرة، وأن تكون قاعدة أساسية ورائدة تهدف إلى استمرار تحقيق التكامل، وتعظيم الأثر الإيجابي الذي تحقق من خلال عقد هذه المبادرة.
اقرأ أيضاًالمملكةبرئاسة ولي العهد.. مجلس الوزراء يناقش عددا من الموضوعات المحلية والدولية
وذكر البيان الختامي أن مبادرة الأسبوع العربي لدى اليونسكو تأسست لتصبح منصة مستدامة تقام سنويًا في مقر “اليونسكو”، للاحتفاء بالثقافة العربية وتسليط الضوء على تراثها وثراء حضارتها، وتعزيز الحوار بين الثقافات، والإسهام في تحقيق أهداف التنمية الثقافية المستدامة للدول العربية، وبناء جسور التواصل مع العالم.
وأشار البيان الختامي إلى الأسبوع العربي في اليونسكو يعد الأول في تاريخ عمل الدول العربية في منظمة “اليونسكو”، منذ أكثر من 70 عاماً، ويعكس حجم الثقة والاحترام المتبادل بين الدول العربية، والرغبة الحقيقية لديها في أن تنمو وتزدهر مثل هذه المبادرات الحضارية الكبرى.
وأفاد البيان الختامي أن 22 دولة عربية استعرضت خلال فعاليات “الأسبوع العربي في اليونسكو”، جوانب متعددة من ثقافتها وتراثها المادي وغير المادي، فيما شهد الحدث انعقاد ندوات أثرت الحضور، وتحدث فيها مسؤولون وخبراء من دول عدة حول موضوعات حيوية تتصل بالثقافة، فضلًا عن إقامة 4 معارض عن الثقافة والخط العربي والمواقع التراثية العربية والمنتجات العربية.