الجعران المقدس هدية أمنحتب الثالث لزوجته.. تميمة الحظ السعيد في الكرنك
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
في قلب معبد الكرنك، يقف حجر عظيم من الجرانيت الوردي، يشهد على تاريخ عريق وحكايات عجيبة، الجعران المقدس الذي أهداه الملك أمنحتب الثالث لزوجته الملكة تي، التي كانت تحظى بمكانة خاصة في قلبه وفي حكمه، واكتشف الجعران في البحيرة المقدسة، التي كانت ترمز للمياه الأولية التي خلقت الحياة، ونقل إلى جوار مقام الملكة، حيث يزين مدخله حتى الآن.
أوضح الدكتور مصطفى الصغير، مدير عام معابد الكرنك، أن المصريين القدماء كانوا يؤمنون بأن الشمس تمر بدورة يومية، تبدأ بالخروج من الأفق الشرقي، وتنتهي بالغروب في الأفق الغربي، ثم تسافر في عالم الجبانة، حيث تواجه الأعداء والظلام، قبل أن تنتصر عليهم وتعود مجددا في اليوم التالي، إذ كان الجعران يرمز لهذه الدورة، ولقوة الحياة التي تتغلب على الموت.
وأضاف أنه لم يقتصر احترام الجعران على الفراعنة والكهنة فحسب، وإنما انتشر بين الشعب المصري، وحتى بين الزوار من بلاد أخرى، وظهرت معتقدات شعبية تربط بين الطواف حول الجعران وتحقيق الأمنيات والبركات، فمنهم من يطوف خمس مرات للحماية من العين والحسد، ومنهم من يطوف ثلاث مرات لجلب الثراء والرزق، ومنهم من يطوف سبع مرات للحصول على الذرية والنسل، ومنهم من يطوف ست مرات لإيجاد الزوج أو الزوجة المناسبين.
وأشار الطيب غريب، مدير معابد الكرنك، إلى أن الجعران كان له أهمية بالغة فى مصر القديمة، وكان اسمه «خبري»، بمعني يتجدد أو يأتي كل يوم إلى الوجود باللغة المصرية القديمة، ومن خلال هذا المعتقد نصل لسر تقديس المصري القديم للجعران، لأنه كان يمثل الاتصال بعقيدة أو عبادة الشمس.
واستطرد قائلا: صناعة الجعارين فى مصر القديمة انتشرت فى عصر الدولة الوسطى، وصولا إلى عصر الدولة الحديثة، إذ بدأت عملية صنع الجعارين والكتابة عليها تنتشر بشكل كبير، وكان الملك تحتمس الثالث والملك أمنحتب الثالث، توسعا فى عملية صناعة الجعارين، وكتابة مجموعة من الذكريات عليها.
يجذب العديد من المشاهيروتابع: ما زال الجعران المقدس يحظى بشهرة واسعة في العالم، فهو يجذب العديد من المشاهير والمهتمين بالحضارة المصرية، الذين يأتون لرؤيته والتبرك به، والحصول على صور تذكارية معه. ويوجد أيضا نسخ مصغرة من الجعران في البازارات السياحية، يشترونها الزوار كهدايا أو تحف للمنازل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأقصر معبد الكرنك البحيرة المقدسة
إقرأ أيضاً:
الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى وجود رأس القديس يوحنا المعمدان
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأحد، الموافق الثلاثون من شهر أمشير القبطي، بالعثور على رأس القديس يوحنا المعمدان في حِمْص بالشام.
العثور على رأس القديسوقال كتاب السنكسار الكنسي الذي يدون سير الآباء الشهداء والقديسين، إنه في مثل هذا اليوم وجدت رأس القديس يوحنا المعمدان.
وأضاف السنكسار: أن القديس يوحنا المعمدان ظهر لأنبا مرتيانوس أسقف حِمْص في رؤيا وأرشده إلى موضع الرأس فأخذها واحتفل بها بإكرام جزيل.
وتابع السنكسار: قصة رحلة رأس يوحنا المعمدان بدأت عندما قطع هيرودس رأسه المقدس بسبب زواجه من هيروديا ( مت 14: 3 – 12)، ثم أخفي الرأس المقدس في منزله، وظلت مجهولة زماناً طويلاً حتى أتى رجلان مسيحيان من أهل حمص إلى أورشليم في الصوم الكبير للتبرك من الأماكن المقدسة، وأمسى عليهما الوقت بالقرب من بيت هيرودس، فناما فظهر القديس يوحنا لأحدهما وأعلمه باسمه وعرفه بموضع رأسه وأمره أن يحمله معه إلى منزله، فلما استيقظا من نومهما حفرا في الموضع الذي أخبرهما به القديس، فوجدا الرأس المقدس داخل وعاء فخاري.
وواصل السنكسار: ولما فتحاه صعدت منه رائحة طيبة، وأخذ الرجل الذي رأى الرؤيا الرأس معه إلى منزله، ووضع أمامه قنديلاً، وبعد وفاة هذا الرجل انتقل الرأس من مكان إلى آخر داخل مدينة حِمْص إلى أن ظهر القديس يوحنا لأنبا مرتيانوس أسقف حمص في أواخر القرن الرابع وأرشده إلى موضع الرأس فأخذها واحتفل بها احتفالاً.
كتاب السنكسار الكنسيجدير بالذكر أن كتاب السنكسار يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
ويستخدم السنكسار ثلاثة عشر شهرًا، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
والسنكسار بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.