قائد الجيش الإسرائيلي يصرح بأستمرار الحرب مع حماس لأشهر عديدة
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
ديسمبر 27, 2023آخر تحديث: ديسمبر 27, 2023
المستقلة/- قصفت إسرائيل قطاع غزة مرة أخرى بضربات جوية و قصف مدفعي يوم الأربعاء بعد أن حذر قائد قواتها المسلحة من أن الحرب مع حماس ستستمر “أشهرا عديدة أخرى”.
و سمع دوي أنفجارات في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة التي كانت مركزا لقتال عنيف منذ أن أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيطر إلى حد كبير على شمال القطاع.
و قال شهود إن اشتباكات عنيفة اندلعت مرة أخرى حول مدينة غزة في الشمال، في حين أصابت غارة جوية 11 شخصا قرب رفح، و هي مدينة تقع في أقصى الجنوب و تكتظ بالنازحين.
و قد أدىت الغارات الأسرائيلية الى مقتل نحو 21 ألف فلسطيني، و الأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة، إلى تفاقم الدعوات المطالبة بإنهاء الأعمال العدائية.
و قال قائد القوات المسلحة هرتسي هاليفي مساء الثلاثاء إن “أهداف هذه الحرب ضرورية وليس من السهل تحقيقها”. “لذلك فإن الحرب ستستمر لعدة أشهر أخرى.”
و أدت الحملة إلى مقتل ما لا يقل عن 20915 شخصا، معظمهم من النساء و الأطفال، وفقا لأحدث حصيلة صادرة عن وزارة الصحة في غزة.
و قال الجيش الأسرائيلي إن عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا داخل غزة ارتفع إلى 164 جنديا.
ذكرت مصادر في وزارة الصحة في القطاع أن إسرائيل أعادت اليوم الثلاثاء، عبر الصليب الأحمر، جثث 80 فلسطينيا قتلوا في غزة، بعد التحقق من عدم وجود أسرى بينهم.
و يعاني سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة من نقص حاد في المياه و الغذاء و الوقود و الأدوية، مع دخول مساعدات محدودة إلى القطاع. و تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى نزوح 1.9 مليون من سكان غزة.
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقابلة مع التلفزيون المصري إن حرب غزة “تتجاوز الكارثة و الإبادة الجماعية”.
و قال رئيس السلطة الفلسطينية إن “ما يحدث الآن أبشع بكثير مما حدث” خلال حرب عام 1948 التي صاحبت قيام إسرائيل بطرد 760 ألف فلسطيني من منازلهم.
و قال عباس: “خطة نتنياهو هي التخلص من الفلسطينيين و السلطة الفلسطينية”.
و دعا مجلس الأمن الدولي في قراره بشأن غزة الأسبوع الماضي إلى “إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن و دون عوائق على نطاق واسع”.
المصدر:https://www.france24.com/en/live-news/20231227-israel-army-chief-says-war-with-hamas-will-last-many-more-months
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
ماذا لو نجحت صفقة الممر الآمن وعادت غزة للسلطة الفلسطينية؟
مرّ أكثر من عام كامل على الحرب التي دمّرت قطاع غزة، ولم تتوقف دولة الاحتلال الإسرائيلي عن قتل المدنيين وترويع الصغير والكبير واعتقال الشباب وتحويل القطاع إلى كومة ركام ومكان غير صالح للعيش. ونعلم جميعًا مدى تغير المشهد في غزة بعد اغتيال إسرائيل لـ “يحيى السنوار” زعيم حركة حماس، وكذلك استهداف عناصر ومقرات الحركة في رفح وجميع ربوع غزة. وفي خضم هذه الأحداث، عادت من جديد جهود الوساطة المصرية والقطرية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التهدئة في غزة ووقف الحرب، ولكن تصرّ إسرائيل على شروط غير قابلة للنقاش لوقف هذه الحرب الشعواء.
ومن بين شروط إسرائيل إبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس تشمل الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين “دفعة واحدة”، ومنح قادة حماس ممرًا آمنًا للخروج من غزة إذا ألقوا أسلحتهم. وفي المقابل، يتم الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ولكن بشرط تسليم القطاع إلى السلطة الفلسطينية.
وفي الحقيقة، فإن هذا الشرط هو الأنسب والأفضل لأهالي غزة، لأنه يمكن أن يوقف الحرب التي زادت عن العام. هذا بالإضافة إلى أن السلطة الفلسطينية هي سلطة حكيمة وراشدة، وتستطيع أن تتعامل بدبلوماسية مع إسرائيل حتى تحصل على حقوق أهالي غزة في العودة إلى بيوتهم مع وقف الحرب واستمرار التهدئة، لتقوم بعد ذلك بتنفيذ خطة إعمار غزة بشكل تدريجي. كما تستطيع الحصول على الدعم المادي من جميع بلدان العالم والمنظمات الدولية من أجل دعم وتعزيز إعادة إعمار القطاع مجددًا وحق أهله في العودة إلى بيوت آمنة.
وأعلنت بعض قيادات الحركة أن حماس منفتحة على أي اتفاق أو أفكار تُنهي معاناة شعب غزة، وتوقف إطلاق النار بشكل نهائي، وتؤدي إلى انسحاب الاحتلال من كامل القطاع ورفع الحصار، وتقديم الإغاثة والدعم والإيواء لأهالي القطاع. وأيضًا قد تدرس الخروج الآمن لها ولجميع مقاتليها من غزة إلى السودان مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة ووقف الحرب تمامًا وإتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، على أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، خاصة وأن فرص حماس في حكم قطاع غزة بعد أن تضع الحرب أوزارها باتت شبه مستحيلة.
وهنا قد تحصل الحركة على مكاسب مالية وسياسية، خاصة مع إبداء الجيش السوداني موافقته على استضافة جميع قادة حماس ومقاتليها على أراضيه، مع تحرير أموالهم المحتجزة في البنوك السودانية، وتسليمهم كل العقارات والأموال والمحطة التلفزيونية التي كانت تملكها الحركة في الخرطوم إبان حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير.
أما عن وسطاء الصفقة، فهم يعملون الآن على إقناع حماس وإسرائيل بمقترح لوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة وتبادل محدود للأسرى، والتي تعتبر هي الصفقة الجزئية كعلامة على حسن النية من الطرفين، على أن تبدأ المفاوضات الفورية لوقف إطلاق النار بشكل دائم في غزة في ظل عدم وجود اشتباكات جارية. وقد تثمر هذه الصفقة عن شيوع الهدوء في المنطقة سواء على صعيد فلسطين ولبنان، وتحسين الظروف الاقتصادية لباقي دول منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد أن تسببت الاضطرابات الجيوسياسية في أزمات اقتصادية متتالية.
وإذا تمت الصفقة بالفعل، فهنا يبقى أهل الأرض وسكانها الأصليون، وتنسحب قوات جيش الاحتلال من غزة، وتخرج حماس عبر معبر رفح إلى مصر، وبعدها إلى السودان بعد أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، والتي يجب عليها من الآن أن تفتح باب الحوار والمشاركة أمام نخبة غزة المهاجرة ومنظمات المجتمع المدني من أجل الإعداد للمرحلة المستقبلية لما بعد الحرب، وهي الورقة الكفيلة بقطع الطريق أمام مخطط عودة السلطة العسكرية الإسرائيلية. ومن هنا يأتي الخير للبلاد والعباد.
لكننا لا نعرف حتى الآن النية الإسرائيلية الحقيقية لهذه الصفقة، فدائمًا ما يراودني سؤال وهو: هل نية إسرائيل في الانسحاب من غزة حقيقية؟ وفي حالة انسحاب حماس، فهل تنسحب إسرائيل بشكل كامل هي الأخرى، ويتركان الشعب الفلسطيني في حاله؟ وتنتهي الخطة الإسرائيلية لتدمير البيوت ومراكز الإيواء والمستشفيات وغيرها، ويعود الأهالي إلى العيش بدون حرب وتحت مظلة السلطة الفلسطينية، أم أنها مجرد أحلام؟ ويظل نتنياهو مستمرًا في نهج الهروب إلى الأمام وإلقاء الكرة في ملعب حماس، ويُرحّل حسم وقف إطلاق النار في غزة إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية؟
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.