جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-05@18:13:12 GMT

جلالة السلطان يصدر مرسومين ساميين

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

جلالة السلطان يصدر مرسومين ساميين

مسقط- العمانية

أصدر جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مرسومين سلطانيين ساميين، قضى الأول بالتصديق على اتفاقية تأسيس المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، وقضى الثاني بالتصديق على اتفاقية بين حكومة سلطنة عمان وحكومة روسيا الاتحادية لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي بالنسبة للضرائب على الدخل.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

من ناقة علي ضبعان إلى سيارة وانيت اليابانية

 

 

خالد الشنفري

رحلتان يفصل بينهما عدة عقود زمنية على طريق "صلالة - مسقط" الصحراوي؛ الأولى لرجل الصحاري والبراري الشهير بـ"علي ضبعان" على ظهر ناقته "السبوق" في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، والذي كان مُوكلًا من السلطان سعيد بن تيمور بتوصيل البريد الحكومي من صلالة إلى مسقط ذهابًا وإيابًا، وكانت رحلته تستغرق في كل مرة نصف شهر ذهابًا، ونصف شهر إيابًا.

ولا شك أن ناقة علي ضبعان لكي تقوم بهذه الرحلات المتواصلة طوال العام في ظروف هذا الطريق الصحراوي التي تمتد لأكثر من ألف كيلومتر، كانت تمتلك أهم الصفات الجسمانية التي تتمتع بها النوق العربية الأصيلة كالسرعة في الجري والشفاه المشقوقة لتساعدها على تناول النباتات الشوكية المتوفرة هناك وتُمكِّنها من إغلاق فتحات الأنف أثناء العواصف الرملية، وقدرة على تخزين الماء والطعام في أكياس داخل معدتها، تستعيدها للمضغ مرة أخرى؛ لندرة الطعام والماء هناك ومقاومة حر وبرد الصحراء.

أما رحلة "وانيت" اليابانية التي كنتُ أحد ركابها في منتصف السبعينيات بمعية بعض الأقارب والأصحاب للمشاركة مع قوافل الذاهبين من صلالة إلى مسقط على هذه الطريق، والتي كانت لا تزال ترابية لم تتم سفلتتها، فقد استغرقت بنا يومين وليلتين بالتمام والكمال، وليست 8 ساعات كما نقطعها الآن. وكان لا بُد من التزوُّد بالوقود الإضافي والماء والطعام؛ حيث لا توجد إلّا محطة وقود وحيدة في منتصف الطريق في ولاية هيماء، بها مطعم صغير ودكان أصغر، يمكن التزود منهما بما تحتاجه لنصف المسافة المتبقية، لكن شتان ما بين رحلتنا ورحلة علي ضبعان. فبرغم معاناة الطريق إلّا أن هدف رحلتنا كان مفرحًا وسعيدًا، فقد ذهبنا مع جموع الظفاريين للتهنئة بزواج السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- سنة 1976، وكانت أعدادنا مهولة على متون سيارات وشاحنات من مختلف الأنواع، وحتى الشاحنات، ورغم أنها لم تكن مريحة ولا مكيفة كما هو الحال اليوم، لكن كان سيحسدنا عليها علي ضبعان لو قُدِّر له أن يرانا!

لا أنسى إذا نسيت أننا كنا طوال الطريق في حوض السيارة "الوانيت" الخلفي، نرفع أرجلنا عند كل انحناءة أو حفرة في الطريق؛ لأن جراب التمر الذي أخذناه معنا زاد الطريق وبراميل البنزين والماء، تفتك بأرجلنا جيئةً وذهابًا داخل حوض الوانيت، لكن عناية الرحمن كانت تحفنا، وسيارات جنود عُمان البواسل على طول الطريق ترعانا، وتُقدِّم أي دعم لنا، حتى وصلنا الى روي (مدرج مطار بيت الفلج القديم تحديدًا)؛ حيث نُصِبَت مئات الخيم لاستقبالنا طيلة أيام مكوثنا في مسقط، للتهنئة بالزواج الميمون والمشاركة في احتفالات عُمان بزواج السلطان.

تحرك هذا الحشد الظفاري المهيب مشيًا على الأقدام من مطار بيت الفلج إلى قصر العلم العامر بمسقط، مرورًا بكورنيش مطرح إلى مسقط في زوامل الهبوت وصيحات الرجال وأهازيجهم. كان المغفور له السلطان قابوس في انتظارنا من على شرفة قصره يُلوِّح لنا بيديه الكريمتين، وبقينا هناك لعدة أيام، نشارك أفراح سلطاننا من عاصمتنا الحبيبة مسقط، وعدنا بعد ذلك كما ذهبنا على نفس الطريق، لكن الفرق هذه المرة أن جراب التمر لم يكن معنا، وحلت محله كراتين التفاح والبرتقال التي تزوَّدنا ببعضها من مخازن المطابخ التي جُهِّزت بمخيماتنا في مدرجات مطار بيت الفلج المسفلتة التي أُعدت خصيصًا لإيوائنا خلال فترة إقامتنا هناك.

أخيرًا وليس بآخر، أسأل الله أن يمدنا بطول العمر للسفر مرة أخرى على نفس الطريق بعد أن يتم الانتهاء من المرحلة الثانية من ازدواجية طريق هيماء - صلالة. اللهم آمين.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • وفد عسكري كويتي يزور أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة
  • جلالة السلطان يهنّئ الحاكمة العامة لنيوزيلندا
  • جلالة السلطان وسلاطين أُسرة البوسعيد على طوابع تذكارية وطنية جديدة
  • جلالة السلطان يستعرض مجالات التعاون العسكري والأمني بين سلطنة عُمان والكويت
  • من ناقة علي ضبعان إلى سيارة وانيت اليابانية
  • جلالة السلطان يصدر ثلاثة مراسيم سامية
  • جلالة السلطان يصدر ثلاثة مراسيم سامية.. عاجل
  • جلالة السلطان يتلقى رسالة شفوية من أمير الكويت
  • جلالة الملك يعزي الرئيس الألماني في وفاة كوهلر
  • اتفاقية بين "عمانتل" وجامعة السلطان قابوس لدعم كرسي اليونسكو في الذكاء الاصطناعي