سودانايل:
2025-01-04@04:10:11 GMT

القادة المتهورين والتجييش

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

عندما يُناقش مصير شعب بأكمله، فإنه من الضروري أن نفهم الآثار السلبية التي يمكن أن تنجم عن قيادة متهورة أو شخصيات متخلفة في الحكم. للأسف يدفع السودان اليوم ثمناً باهظاً لهذا السيناريو السلبي. شهدت البلاد فترات طويلة من الصراعات الداخلية والنزاعات السياسية، وتأثير ذلك على مصير الشعب وتقدمه يكون واضحاً.

منذ استقلال السودان شهدت البلاد تغيرات حكومية متكررة وانقسامات سياسية عميقة. وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتحقيق السلام، فإن الشعب السوداني ما زال يعاني من آثار هذه القيادات المتهورة.
تأثير القادة المتهورين على مصير الشعب يتمثل في عدة جوانب. أولاً تتسبب القرارات السياسية الخاطئة والتصرفات الغير مسؤولة في إفساد الاستقرار السياسي والاقتصادي. فعلى سبيل المثال قد يقوم القادة المتهورون بتجاهل حاجات الشعب والتركيز فقط على مصالحهم الشخصية، مما يؤدي إلى الفساد والانقسام الاجتماعي والاقتصادي. ثانيًا يمكن للقادة المتهورين أن يتسببوا في تفاقم النزاعات القومية والعرقية. عندما يستخدم القادة السياسيون لغة الكراهية أو العنف لتحقيق أجنداتهم الشخصية، فإنهم يثيرون الفتن والتوتر في المجتمع. هذا يمكن أن يؤدي إلى زعزعة الوحدة الوطنية وتفكك الشعب السوداني. وأخيراً تترتب على قيادة الشخصيات المتخلفة عواقب اقتصادية كارثية. بدلاً من اتخاذ القرارات الاقتصادية الحكيمة التي تعزز تنمية البلد وتحسين معيشة المواطنين، يمكن أن يُقدم القادة المتهورون على الإجراءات الاقتصادية التي تؤثر سلباً على النمو وزيادة مستوى البطالة والفقر. هذا يعتبر مصدرًا للتوتر الاجتماعي وعجز الحكومة عن توفير الخدمات الأساسية.
نشاهد الآن في السودان ما يحصل من التجييش وحشد المواطنين على أساس مناطقي وقبلي للحرب هو أمر مؤسف وغير سليم. فهذه الممارسة، التي تعتمد على تجنيد الأفراد بناءً على انتمائهم الجغرافي أو العرقي، تعزز خللًا في النظام الاجتماعي والعدل، وتزيد من حدة التوتر والانقسامات بين أفراد المجتمع. و إن تجنيد الأشخاص بناءً على أساس مناطقي يؤدي إلى تشويه صورة المواطنية الحقيقية، حيث يرتبط انتماء الفرد إلى مجموعة بموقعه الجغرافي، وليس بمبادئه أو إسهاماته الفردية. هذا يمكن أن يؤدي إلى تفاقم العنصرية والتحيز القبلي، حيث يتم تقييم الأفراد بناءً على أجندات سياسية أو انتماءات اجتماعية بدلاً من قدراتهم وكفاءتهم. على سبيل المثال فعندما يُدفع الأفراد للالتحاق بالجيش بناءً على أصولهم الجغرافية، فإنهم قد يتحولون إلى وكلاء لمصالح مناطقهم الأصلية بدلاً من مصلحة الدولة بأكملها. هذا النوع من الانحياز يمكن أن يؤدي إلى تفكك الوحدة الوطنية وعدم قدرة الدولة على تحقيق العدالة والمساواة بين جميع مواطنيها. للأسف، تاريخنا يعكس العديد من الأمثلة السلبية لتجييش المواطنين بناءً على أساس مناطقي وقبلي. هذه التجارب سببت صراعات مستمرة وحروب طاحنة في العديد من الدول حول العالم. ومن الأمثلة الشهيرة على ذلك نجد الحروب الأهلية في أفريقيا والتي كان لها تأثير كارثي على المجتمعات المحلية.
د. سامر عوض حسين
27 ديسمبر 2023

samir.alawad@gmail.com
/////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: یؤدی إلى یمکن أن

إقرأ أيضاً:

أسوأ تجربة عملية لاستبدال العملة في تاريخ السودان الحديث

• من حق الشعب السوداني أن يتقدم للفريق البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني .. من حق هذا الشعب الصابر أن يسأل الفريق البرهان : هل يستحق محافظ البنك المركزي الزيارة في مقر البنك أم الاقالة من منصبه ؟!

• هذا الرجل يقدم أسوأ تجربة عملية لاستبدال العملة في تاريخ السودان الحديث .. ومن سؤ هذه التجربة أن العملة المستبدلة تعرّضت لعملية نهب وسرقة من داخل البنك وتم تشكيل لجنة قانونية للتحقيق في هذه الفضيحة التي تكفي وحدها لطرد المحافظ من منصبه وليس تكريمه بزيارة من أرفع قادة البلاد في الأجهزة القانونية والعسكرية والأمنية ..

• هل ستشهد بلادنا أزمة (كاش) قادمة .. أحاديث ردهات مكاتب بنك السودان واللجنة العليا لاستبدال العملة تقول إن الوارد من العملة المستبدلة لايتناسب مع المطبوع الجديد .. فهل سينتظر السودانيون أياماً قادمة لحين وصول حاويات جديدة من العملة المطبوعة ؟!!
• يحتاج قادة البلاد لمساءلة برعي ومحاسبته وليس زيارته للتحية والمجاملة ..

عبد الماجد عبد الحميد
عبدالماجد عبدالحميد
إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الرابعة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة لمساعدة الشعب السوري
  • البيانوني يهنئ السوريين بانتصار الثورة ويدعوهم إلى التوحد من أجل بناء الوطن
  • “حماس”: دماء العاروري وإخوانه القادة ستبقى نبراساً للمقاومة حتى تحرير فلسطين
  • ولا زال السودان بخير.. بعظمة أهله وعلمائه الأجلاء
  • ياسر العطا يتهم الإمارات بجلب المرتزقة ويطالبها بتعويض كل ما دمرته الحرب
  • العطا يتهم الإمارات بجلب المرتزقة ويطالبها بتعويض كل ما دمرته الحرب
  • أسوأ تجربة عملية لاستبدال العملة في تاريخ السودان الحديث
  • أهم أنواع الأسلحة الروسية التي لا يمكن التصدي لها في عام 2024
  • السفارة الأمريكية بدمشق: الشعب السوري أمام فرصة نادرة لإعادة بناء بلده
  • كشكوليات الإستقلال والحرب العبثية