yuotl2468@gmail.com
تكادُ المسلَّمَاتُ بنهايةِ الإنسانيَّةِ تأخذُ حيِّزَها في عالمِنا هذا في عصرنا هذا.. رغم كل ملامح التطوُّر ومظاهر الحضارة وعلو كعب العلوم واطِّرادِها مجتمعة في التَّحدِيث والنمو.. أقول هذا ووطني السودان يتمزَّق وتتقطَّع أوْصَالُهُ.. أصبح كالفريسة التي انْقَضَّت عليها آكلات اللحوم من كل حدب وصوب من النسور العقبان والغربان والرخم.
. إنَّ الحرب الدائرة الآن تتبعها فوضى لم تحدث في تاريخ البشرية قاطبة.. إذ السودان قطر لا تقف على حدوده مع دول غرب افريقيا موانع طبيعية.. مما حدا بشباب دول تشاد وأفريقيا الوسطى ومالي والنيجر أن يجدوا من خلال مليشيا الدعم السريع التي أوجدها نظام البشير المتطرِّف ضالتَهم في الدخولِ إلى السودان وحَمْل السلاح مع هذه المليشيا التي فتحت الباب على مصراعيه؛ حتى صار دخول غيرهم مِمَّن يَتصيَّدُون المعارك لنهبِ مُمْتلَكَات المواطنين بحجة أنها (غنائم حرب) غدت بأيديهم كحق مستحق.. وقد شاعَ هذا التقليد بينهم منذ أن بدأت حرب الإبادة والتطهير العرقي وجرائم حرب البشير في دارفور متخذَا من ابن عم محمد حمدان دقلو المدعو موسى هلال وعلي كوشيب ميليشيا تقاتل إلى جانب الحكومة وباسم الحكومة .. تلك الحرب التي أزهقت أرواح ثلاثمائة ألف مواطن وسحلت واغتصبت العديد من نساء دارفور.. وبعد أن أخلى البشير مكانه للبرهان إثر الهبة الثورية المشهودة والتي احتالوا عليها جهارا نهارا؛ وتآمر عليها البرهان ونائبه حميدتي دقلو إلا أنهما لم يكونا على توافق ووفاق تامين، بل حاول كل منهما أن يغدر بالآخر فدارت الحروب بين الجيش ومليشيا حميدتي داخل العاصمة والتي غدت أطلالاً محروقة.. كما امتدت المحرقة خارجها إلى الأقاليم؛ إذ اسْتَحَرَّ القتال والفتك بدارفور وكردفان ثم انتقل إلى ولاية الجزيرة والنيل الأزرق؛ وها هي تقرع طبولها وتلهج باجتياح ولايات: القضارف، وكسلا ،والبحر الأحمر، ونهر النيل، والشمالية.. والأرواح تزهق والأملاك تنهب إلى دول الجوار الأفريقي.. في صور لا يتصورها العقل.. ومع العلم أن هذا المقال لا أعني به المتابعين العاديين لمجريات ما يحدث في السودان بل أرفعه إلى الهيئات والمؤسسات الإعلامية والمنظمات التي تضطلع بحقوق الإنسان والشؤون الإنسانية كصوت لوم غليظ تجاه هذا الصمت الذي يشبه أن نشببه بأنه مشائعًا لهذه الوحشية الآدمية والممارسات الإجرامية .. هل أصبح العالم يتلذذ بمثل هذه الأحداث.. حيث لم يعد هناك من يعر الشأن السوداني أدنى اهتمام.. حتى الإعلام العربي في محيط إقليمنا العربي قد غض الطرف وأشاح بوجهه متعمدًا هذا التجاهل.. وكأنْ لم يعد صوتنا أو استغاثاتنا تصل إلى المسامع إلى من خلال ما نبثه في وسائل تواصلنا الاجتماعي.. وحتى الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لا نرى منها ما يشي بأنها تضطلع بدورها تجاه قضايا إنسانية ملحة وعاجلة للغاية.. حيث الجثث منذ أن بدأت الحرب كانت تتحلل في شوارع الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري بل وكانت تنهشها الكلاب في شوارع العاصمة.. والملايين تم تشريدهم في بقاع الأرض، حتى من نزحوا إلى الأقاليم البعيدة ما تزال تلاحقتهم لعنة البارود و الهلاك و الإهانات والإذلال. وفيها فقد الناس ما يملكون من سبل العيش بل وفقدوا منازلهم وسياراتهم وذهبهم وأموالهم..!! حتى البنوك والمزارع والمتاجر والمصانع ..!! كل شيء..!! كل شيء لم يسلم لم يسلم..!! والناس تشكو وتتضوَّر جوعاً وكثير منهم يضجع الثرى ويلتحف السماء.. نقول هذا وغُصَّة في الحلق تخنقنا عن نكوص الوعي الحقيقي تجاه آدميتنا..!! حتى صرنا نتساءل هل نحن مثل الآخرين نستحق أن نستنشق الهواء ونعيش بكرامة وحرية..؟! هل نحن بشر نستحق الحياة إذ لنا وطن ككل الأوطان..؟!! وما زالت هناك بكل أسف أيادٍ وظاهرة تقف من وراء مخطط إخراج الناس وتهجيرهم من أجل أن يخلو لهم وجه ثراء الأرض واكتناز باطنها من ثروات زراعية ومعدنية.. وعلى مرأى ومسمع الأمم المتحدة وحقوق الإنسان.. التي نحسب أن أضابيرها قد امتلأت بصنوف شتى من أنواع الدعاوى في كل هذه المظالم من أبناء وطننا في الداخل والخارج..
////////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحذر من تدهور الوضع في جنوب السودان
حذرت هيئة حقوقية تابعة للأمم المتحدة اليوم السبت من تزايد العنف والخلافات السياسية في جنوب السودان، وذلك بعد أيام من إلقاء القبض على عدد من المسؤولين المتحالفين مع رياك مشار نائب رئيس البلاد.
وحذرت ياسمين سوكا رئيسة لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان، من تراجع مثير للقلق قد يمحو التقدم الذي تحقق بشق الأنفس على مدى السنوات الماضية. ودعت القادة إلى التركيز بشكل عاجل على عملية السلام، ودعم حقوق الإنسان، وضمان انتقال سلس إلى الديمقراطية، بدلا من تأجيج الانقسام والصراع.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، ألقت قوات أمن موالية للرئيس سلفاكير ميارديت القبض على وزيرين وعدد من كبار المسؤولين العسكريين المتحالفين مع رياك مشار.
وأثارت الاعتقالات مخاوف بشأن مستقبل اتفاق السلام المبرم عام 2018 والذي أنهى حربا أهلية استمرت 5 سنوات بين القوات الموالية لكل من كير ومشار وأودت بحياة ما يقرب من 400 ألف شخص.
وتأتي عمليات الاحتجاز الأخيرة بعد اشتباكات عنيفة في بلدة الناصر الإستراتيجية بشمال البلاد بين القوات الوطنية ومليشيا "الجيش الأبيض"، وهي جماعة غير منظمة معظم أفرادها من قبيلة النوير التي ينتمي إليها نائب الرئيس رياك مشار.
إعلان
وقال المتحدث باسم الحكومة ميخائيل ماكوي إن عمليات الاحتجاز كانت بسبب "مخالفة المسؤولين الموالين لمشار للقانون"، واتهمهم بالتعاون مع الجيش الأبيض ومهاجمة ثكنة عسكرية قرب الناصر في الرابع من مارس/آذار الجاري. من جانبه، نفى حزب مشار هذه الاتهامات.
وقتل نحو 27 جنديا خلال هجوم على طائرة مروحية تابعة للأمم المتحدة حاولت إجلاء قوات في بلدة الناصر أمس الجمعة.
واتهم حلفاء كير قوات مشار بإثارة الاضطرابات بالتعاون مع ما يسمى "الجيش الأبيض" الذي يضم شبانا مسلحين.
من جهته، دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى إنهاء العنف في دولة جنوب السودان فورا والالتزام بترتيبات وقف إطلاق النار.
وأكد في تصريحات له أنه يتشاور مع قادة دولة جنوب السودان ومنظمة إيغاد بشأن إجراءات مشتركة لتهدئة الوضع في المنطقة.
وجنوب السودان، الذي أصبح أحدث دولة في العالم بعد استقلاله في عام 2011، يعاني من الفقر والصراعات المستمرة على السلطة، ورغم غناه بالموارد النفطية، فإن الفساد والنزاعات الإثنية تهدد استقراره وتنميته.