اقتربت السويد خطوة من عضوية  حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الثلاثاء؛ إثر موافقة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي على بروتوكول انضمام ستوكهولم إلى المنظمة العسكرية، بحسب سوزان فريزر في تقرير بوكالة "أسوشيتدبرس" (Associated Press).

فريزر أضافت، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تخلى، خلال قمة "الناتو" في يوليو/تموز الماضي، عن اعتراضه على عضوية السويد، لكن الأمر استغرق عدة أشهر لإرسال البروتوكول إلى البرلمان للتصديق عليه، وأسابيع حتى وافقت اللجنة.

ولفتت إلى السويد وفنلندا تخلتا عن حيادهما الذي استمر لعقود من الزمن، وسعتا للحصول على عضوية "الناتو"؛ وسط مخاوف أمنية متزايدة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا حربا على أوكرانيا تبررها بأن خطط جارتها، المدعومة من الغرب، للانضمام إلى "الناتو"، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.

وأصبحت فنلندا العضو الحادي والثلاثين في "الناتو" في وقت سابق من العام الجاري، بعد أن صدّق البرلمان التركي على طلبها.

ولم تعلن المجر، الدولة الأخرى الوحيدة في الحلف التي تعارض السويد، عن موعد لتصديق البلاد على البروتوكول.

وعبر الإجابة عن ثلاثة أسئلة، يمكن إلقاء نظرة شاملة على المشكلات التي أخرت انضمام السويد إلى "الناتو"، ولماذا وافقت تركيا أخيرا، وما يمكن توقعه بعد ذلك.

اقرأ أيضاً

"خارجية" البرلمان التركي تصادق على عضوية السويد في الناتو 

لماذا تأخرت تركيا؟

بحسب فريزر، "تنبع معارضة تركيا لعضوية السويد في الحلف من اعتقادها بأن الدولة الواقعة في شمالي أوروبا متساهلة للغاية تجاه مؤيدي المسلحين الأكراد والجماعات الأخرى في السويد التي تعتبرها أنقرة تهديدات أمنية".

وأوضحت أن "من بين هؤلاء أشخاص مرتبطون بحزب العمال الكردستاني، الذي يشن في تركيا تمردا منذ 39 عاما، وآخرين يُزعم أن لهم صلات بمحاولة انقلاب عام 2016 ضد حكومة الرئيس أردوغان".

وتابعت: "يبدو أن تركيا مستعدة للسماح للسويد بالانضمام إلى الناتو، وقد توصلت تركيا والسويد وفنلندا إلى اتفاق في العام الماضي لمعالجة مخاوف أنقرة الأمنية، واتخذت السويد خطوات لتشديد قوانين مكافحة الإرهاب، عبر تجريم دعم المنظمات المتطرفة والنص على عقوبة السجن لمدة تصل إلى ثماني سنوات".

فريزر استدركت: "لكن ستوكولهم شهدت سلسلة من الاحتجاجات المناهضة لتركيا والمعادية للإسلام، وتضمن بعضها حرق نسخ من القرآن الكريم، ما أثار غضب حكومة أردوغان والشعب التركي".

وأضافت أنه "على الرغم من إدانة الحكومة السويدية لهذه المظاهرات، إلا أن نظيرتها التركية انتقدت السويد، التي تقول إن لديها قوانين تحمي (ما تعتبره) حرية التعبير؛ وذلك لسماحها بهذه الاحتجاجات المعادية للمسلمين".

اقرأ أيضاً

أردوغان: ننتظر تطورات إيجابية من أمريكا وكندا للموافقة على انضمام السويد للناتو

لماذا تراجعت أنقرة؟

"في حين عززت السويد قوانينها لمكافحة الإرهاب لمعالجة مخاوف أنقرة، وافق الناتو على استحداث منصب منسق خاص لمكافحة الإرهاب وعيَّن مساعد الأمين العام للحلف توم جوفوس في المنصب"، كما زادت فريزر.

كما قال الأمين العام لـ"الناتو" ينس ستولتنبرج، خلال قمة يوليو الماضي، إن السويد وافقت على "الدعم النشط للجهود الرامية إلى تنشيط عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي".

وأضافت فريزر أن "السويد أعلنت أنها ستسعى إلى تحسين الترتيبات الجمركية واتخاذ خطوات لمنح المواطنين الأتراك حق السفر إلى أوروبا بدون تأشيرة".

وفي عام 2018، توقفت محادثات حصول أنقرة على عضوية الاتحاد الأوروبي؛ بسبب خلافات حول ملفات بينها الحالة الديمقراطية وأوضاع حقوق الإنسان في تركيا.

"وفي وقت سابق من الشهر الجاري، ربط أردوغان علانية عضوية السويد في الناتو بجهود أنقرة لشراء طائرات مقاتلة أمريكية الصنع من طراز إف-16، كما دعا كندا وحلفاء الناتو الآخرين إلى رفع حظر الأسلحة المفروض على تركيا"، وفقا لفريزر.

وتريد تركيا شراء 40 طائرة مقاتلة ومعدات تحديث لأسطولها الحالي، وتدعم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن طلب أنقرة لشراء هذه المقاتلات، لكنه يواجه معارضة قوية داخل الكونجرس، كما أضافت فريزر.

اقرأ أيضاً

لأول مرة.. القضاء السويدي يدين حارقا للمصحف

ماذا بعد؟

فريزر قالت إن "موافقة اللجنة البرلمانية التركية تمهد الطريق أمام مناقشة بروتوكول انضمام السويد والمصادقة عليه من جانب البرلمان في جلسة عامة، وبعد ذلك يجب أن يوقع عليه أردوغان ليصبح ساري المفعول"، مشيرة إلى أنه لم يتضح متى سيناقش البرلمان بكامل هيئتها البروتوكول.

ولفتت إلى أن "حزب أردوغان الحاكم، العدالة والتنمية، وحلفاؤه يمتلكون أغلبية في البرلمان المؤلف من 600 مقعد".

لكن "ما يزال الحلفاء القوميون (حزب الحركة القومية) للحزب الحاكم يشعرون بعدم الارتياح تجاه عضوية السويد ويتهمون أعضاء الناتو باللامبالاة تجاه التهديد الذي يشكله حزب العمال الكردستاني لتركيا"، كما استدركت فريزر.

اقرأ أيضاً

لأول مرة.. القضاء السويدي يدين حارقا للمصحف

المصدر | سوزان فريزر/ أسوشيتدبرس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: عضویة السوید فی على عضویة اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

أردوغان: مستعدون للتعامل مع الوضع الجديد بعد الانسحاب الأمريكي المحتمل من سوريا

شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، على استعداد بلاده على التعامل مع الوضع في شمال سوريا في حال قررت الولايات المتحدة سحب قواتها العسكرية، مشيرا إلى أن أنقرة "لن تتسامح مع الكيانات التي تهددها من خارج حدودها".

وقال أردوغان في حديثه مع الصحفيين على متن طائرته عائدا من البرازيل بعد مشاركته في قمة العشرين، إن بلاده "مصممة على جعل الإرهاب من الماضي"، مشددا على أن أنقرة "لن تتسامح على الإطلاق مع الكيانات التي تشكل تهديدا على الأمن القومي التركي من خارج الحدود".

وتواصل تركيا استهداف العناصر التابعة لحزب العمال الكردستاني "بي كي كي" (PKK) على حدودها الجنوبية مع سوريا والعراق، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ووحدات حماية الشعب "واي بي جي" (YPG) في شمالي شرقي الأراضي السورية.


وتعتبر تركيا هذه التنظيمات في سوريا امتدادا لحزب "العمال الكردستاني" المدرج على قوائم الإرهاب في تركيا وعدد من الدول الغربية، والذي يتخذ من جبال قنديل شمالي العراق مقرا له.

وقال أردوغان "أبلغنا جميع محاورينا بمدى وضوحنا وتصميمنا بشأن هذه المسألة، وسنبلغ الشيء نفسه لمحاورينا الجدد"، لافتا إلى أن تركيا "مستعدة للتعامل مع الواقع الحالي والوضع الجديد الذي سيحدثه الانسحاب الأمريكي المحتمل من سوريا".

وشدد الرئيس التركي على أن "أمننا القومي يأتي قبل كل شيء"، لافتا إلى أن "عدم الاستقرار في سوريا بسبب الحرب جذب التنظيمات الإرهابية خارج حدودنا كما يجذب المستنقع الذباب"، حسب وكالة الأناضول.

وأضاف في إطار حديثه عن مكافحة حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، "مثلما نبذل جهودا لتجفيف هذا المستنقع ينبغي على الحكومة السورية أيضا أن تبذل ذات الجهد".

وقال أردوغان "أوشكنا على تحقيق هدف جعل تركيا خالية من الإرهاب بعد تركيزنا على المشكلة بجميع جوانبها"، على حد قوله.

ويأتي حديث أردوغان على وقع ترقب العالم دخول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد مراسم تنصيبه في كانون الثاني /يناير الماضي، بالإضافة إلى تلويح أنقرة باستعدادها لشن عملية عسكرية جديدة عابرة للحدود على الجانب السوري لتأمين حدودها.


وقبل أيام، قال أردوغان في حديثه للصحفيين على متن طائرته عائدا من أذربيجان، إن "عملياتنا عبر الحدود على جدول أعمالنا من أجل أمن بلادنا وسلام مواطنينا. إذا شعرنا بالتهديد، فلدينا الاستعداد للبدء في أي وقت".

في حين قال وزير الدفاع التركي يشار غولر، في تصريحات مع إحدى القنوات المحلية، إنه يعتقد أن "ترامب سوف يسحب القوات الأمريكية من سوريا خلال هذه الفترة"، معتبرا أن الولايات المتحدة "لديها أشياء أكبر للقيام بها".

وكان أردوغان شدد على هدف بلاده إنشاء "حزام أمني" على طول الحدود الجنوبية بعمق من 30 إلى 40 كيلومترا، مشيرا إلى عزم أنقرة في الفترة المقبلة استكمال الحلقات الناقصة من هذا الحزام على حدودها مع سوريا.

مقالات مشابهة

  • يبدأ غدا.. كل ما تريد معرفته عن التقديم بالحصة في الأزهر
  • كل ما تريد معرفته عن "GHP" المعروف بعقار "اغتصاب الفتيات"
  • كل ما تريد معرفته عن مبادرة بداية وكيف تستفيد منها؟
  • تصيب النساء.. كل ما تريد معرفته عن متلازمة كابجراس الأسباب والأعراض
  • كل ما تريد معرفته عن قرعة دوري الأمم الأوروبية والمواجهات المحتملة
  • كل ما تريد معرفته عن نتيجة قرعة الحج 2025.. وأسعار الحج السياحي
  • أردوغان: مستعدون للتعامل مع الوضع الجديد بعد الانسحاب الأمريكي المحتمل من سوريا
  • روسيا: انضمام السويد للناتو يصعد حدة التوتر في البلطيق والقطب الشمالي
  • أكاديمي إسرائيلي يهاجم أردوغان بعد دعوته لقطع العلاقات الدولية التجارية مع الاحتلال
  • كل ما تريد معرفته عن وزارة الكفاءة الحكومية بقيادة إيلون ماسك