3 أسئلة.. كل ما تريد معرفته عن تركيا وعضوية السويد في الناتو
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
اقتربت السويد خطوة من عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الثلاثاء؛ إثر موافقة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي على بروتوكول انضمام ستوكهولم إلى المنظمة العسكرية، بحسب سوزان فريزر في تقرير بوكالة "أسوشيتدبرس" (Associated Press).
فريزر أضافت، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تخلى، خلال قمة "الناتو" في يوليو/تموز الماضي، عن اعتراضه على عضوية السويد، لكن الأمر استغرق عدة أشهر لإرسال البروتوكول إلى البرلمان للتصديق عليه، وأسابيع حتى وافقت اللجنة.
ولفتت إلى السويد وفنلندا تخلتا عن حيادهما الذي استمر لعقود من الزمن، وسعتا للحصول على عضوية "الناتو"؛ وسط مخاوف أمنية متزايدة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا حربا على أوكرانيا تبررها بأن خطط جارتها، المدعومة من الغرب، للانضمام إلى "الناتو"، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.
وأصبحت فنلندا العضو الحادي والثلاثين في "الناتو" في وقت سابق من العام الجاري، بعد أن صدّق البرلمان التركي على طلبها.
ولم تعلن المجر، الدولة الأخرى الوحيدة في الحلف التي تعارض السويد، عن موعد لتصديق البلاد على البروتوكول.
وعبر الإجابة عن ثلاثة أسئلة، يمكن إلقاء نظرة شاملة على المشكلات التي أخرت انضمام السويد إلى "الناتو"، ولماذا وافقت تركيا أخيرا، وما يمكن توقعه بعد ذلك.
اقرأ أيضاً
"خارجية" البرلمان التركي تصادق على عضوية السويد في الناتو
لماذا تأخرت تركيا؟
بحسب فريزر، "تنبع معارضة تركيا لعضوية السويد في الحلف من اعتقادها بأن الدولة الواقعة في شمالي أوروبا متساهلة للغاية تجاه مؤيدي المسلحين الأكراد والجماعات الأخرى في السويد التي تعتبرها أنقرة تهديدات أمنية".
وأوضحت أن "من بين هؤلاء أشخاص مرتبطون بحزب العمال الكردستاني، الذي يشن في تركيا تمردا منذ 39 عاما، وآخرين يُزعم أن لهم صلات بمحاولة انقلاب عام 2016 ضد حكومة الرئيس أردوغان".
وتابعت: "يبدو أن تركيا مستعدة للسماح للسويد بالانضمام إلى الناتو، وقد توصلت تركيا والسويد وفنلندا إلى اتفاق في العام الماضي لمعالجة مخاوف أنقرة الأمنية، واتخذت السويد خطوات لتشديد قوانين مكافحة الإرهاب، عبر تجريم دعم المنظمات المتطرفة والنص على عقوبة السجن لمدة تصل إلى ثماني سنوات".
فريزر استدركت: "لكن ستوكولهم شهدت سلسلة من الاحتجاجات المناهضة لتركيا والمعادية للإسلام، وتضمن بعضها حرق نسخ من القرآن الكريم، ما أثار غضب حكومة أردوغان والشعب التركي".
وأضافت أنه "على الرغم من إدانة الحكومة السويدية لهذه المظاهرات، إلا أن نظيرتها التركية انتقدت السويد، التي تقول إن لديها قوانين تحمي (ما تعتبره) حرية التعبير؛ وذلك لسماحها بهذه الاحتجاجات المعادية للمسلمين".
اقرأ أيضاً أردوغان: ننتظر تطورات إيجابية من أمريكا وكندا للموافقة على انضمام السويد للناتو
لماذا تراجعت أنقرة؟
"في حين عززت السويد قوانينها لمكافحة الإرهاب لمعالجة مخاوف أنقرة، وافق الناتو على استحداث منصب منسق خاص لمكافحة الإرهاب وعيَّن مساعد الأمين العام للحلف توم جوفوس في المنصب"، كما زادت فريزر.
كما قال الأمين العام لـ"الناتو" ينس ستولتنبرج، خلال قمة يوليو الماضي، إن السويد وافقت على "الدعم النشط للجهود الرامية إلى تنشيط عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي".
وأضافت فريزر أن "السويد أعلنت أنها ستسعى إلى تحسين الترتيبات الجمركية واتخاذ خطوات لمنح المواطنين الأتراك حق السفر إلى أوروبا بدون تأشيرة".
وفي عام 2018، توقفت محادثات حصول أنقرة على عضوية الاتحاد الأوروبي؛ بسبب خلافات حول ملفات بينها الحالة الديمقراطية وأوضاع حقوق الإنسان في تركيا.
"وفي وقت سابق من الشهر الجاري، ربط أردوغان علانية عضوية السويد في الناتو بجهود أنقرة لشراء طائرات مقاتلة أمريكية الصنع من طراز إف-16، كما دعا كندا وحلفاء الناتو الآخرين إلى رفع حظر الأسلحة المفروض على تركيا"، وفقا لفريزر.
وتريد تركيا شراء 40 طائرة مقاتلة ومعدات تحديث لأسطولها الحالي، وتدعم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن طلب أنقرة لشراء هذه المقاتلات، لكنه يواجه معارضة قوية داخل الكونجرس، كما أضافت فريزر.
اقرأ أيضاً
لأول مرة.. القضاء السويدي يدين حارقا للمصحف
ماذا بعد؟
فريزر قالت إن "موافقة اللجنة البرلمانية التركية تمهد الطريق أمام مناقشة بروتوكول انضمام السويد والمصادقة عليه من جانب البرلمان في جلسة عامة، وبعد ذلك يجب أن يوقع عليه أردوغان ليصبح ساري المفعول"، مشيرة إلى أنه لم يتضح متى سيناقش البرلمان بكامل هيئتها البروتوكول.
ولفتت إلى أن "حزب أردوغان الحاكم، العدالة والتنمية، وحلفاؤه يمتلكون أغلبية في البرلمان المؤلف من 600 مقعد".
لكن "ما يزال الحلفاء القوميون (حزب الحركة القومية) للحزب الحاكم يشعرون بعدم الارتياح تجاه عضوية السويد ويتهمون أعضاء الناتو باللامبالاة تجاه التهديد الذي يشكله حزب العمال الكردستاني لتركيا"، كما استدركت فريزر.
اقرأ أيضاً
لأول مرة.. القضاء السويدي يدين حارقا للمصحف
المصدر | سوزان فريزر/ أسوشيتدبرس- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: عضویة السوید فی على عضویة اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
عبر الشراكات وحل النزاعات.. تركيا تسعى إلى تعزيز نفوذها في أفريقيا
تسعى تركيا منذ فترة طويلة إلى توسيع نفوذها في أفريقيا، عبر التوسط في حل نزاعات وبناء شراكات عسكرية مع دول القارة.
وفي الأشهر الأخيرة، تسارعت هذه الجهود مع تحقيق نجاحات دبلوماسية في حل نزاعات محلية، في ظل انسحاب القوى التقليدية مثل فرنسا والولايات المتحدة من القارة، وفق محللين ودبلوماسيين.
وفي إطار جهود أنقرة لتعزيز حضورها في أفريقيا، جذب المنتدى الدبلوماسي السنوي الذي عُقد في مدينة أنطاليا المطلة على البحر الأبيض المتوسط بين 11 و13 أبريل/نيسان الجاري، العديد من المسؤولين الأفارقة، من بينهم رئيس الصومال حسن شيخ محمود.
تركيا أحد أهم الخياراتويقول البروفسور إيغوسا أوساغاي المدير العام للمعهد النيجيري للشؤون الدولية الذي حضر المنتدى، لوكالة الصحافة الفرنسية، "اليوم، تبحث الدول الأفريقية عن بدائل، وتركيا تمثل أحد هذه الخيارات، ولقي ذلك استحسانا في أفريقيا".
وقد عزز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مكانته الدولية بعد إطاحة الفصائل المعارضة التي كانت تدعمها أنقرة بالرئيس السوري بشار الأسد، والتوسط في اتفاق سلام مهم في منطقة القرن الأفريقي بين الصومال وإثيوبيا.
كما أن أنقرة التي كانت قد استضافت جولتين من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا في بداية الحرب، أعلنت مرارا أنها مستعدة لدعم أي مبادرة تؤدي إلى السلام بين جارتيها في حوض البحر الأسود.
إعلانوحضر المنتدى الرئيس الانتقالي في سوريا أحمد الشرع ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأوكراني أندريه سيبيغا.
▪️في بيان بمناسبة مرور 20 عاماً على حصول #تركيا على صفة مراقب لدى الاتحاد الإفريقي.. الخارجية التركية: ماضون بتعزيز تعاوننا مع الاتحاد الإفريقي https://t.co/kh4wrfDy6H pic.twitter.com/AOzjv4oIoO
— Anadolu العربية (@aa_arabic) April 13, 2025
ويرى أوساغاي أن قدرة تركيا على ملء الفراغ الذي خلفته فرنسا في أفريقيا بعد ابتعاد العديد من مستعمراتها السابقة عنها، "تعتمد إلى حد كبير على مدى جاذبية العروض التركية للدول الأفريقية".
وفي حديث لوكالة الصحافة الفرنسية على هامش منتدى أنطاليا، قال وزير خارجية كوت ديفوار (ساحل العاج) كاكو ليون أدوم "لدينا علاقات مع فرنسا نفخر بها للغاية؛ ولكن فرنسا لا تمنعنا من إقامة شراكات أخرى".
وأشار إلى أن بلاده حريصة على العمل مع تركيا في كافة القطاعات، بما في ذلك الاتصالات والتجارة والأمن والتعليم والتدريب. وأضاف "كل هذا يهمنا؛ ومن هذا المنطلق، تقدم لنا تركيا عروضا وسندرسها".
حجر الأساستواجه العديد من الدول الأفريقية تحديات أمنية بوجود مجموعات قادرة على التسبب بالفوضى والدمار، مثل "حركة الشباب" في الصومال و"بوكو حرام" في نيجيريا و"جيش الرب للمقاومة" الذي نشأ في أوغندا.
وفي هذا الإطار، يقول أوساغاي "إذا كان من الممكن لتركيا أن تقدم مساعدة لهذه المناطق، فلم لا؟".
ويضيف "الأمر الجيد أن العديد من الدول الأفريقية لديها تعاون عسكري مع تركيا. ويمكن لذلك أن يكون حجر الأساس للنفوذ التركي".
وقد وقّعت تركيا بالفعل اتفاقات دفاعية مع عدد من الدول في مختلف أنحاء القارة، بما في ذلك الصومال وليبيا وكينيا ورواندا وإثيوبيا ونيجيريا وغانا.
وفتحت هذه الاتفاقات المجال أمام عقود لصناعة الدفاع التركية، وخصوصا الطائرات دون طيار التي تشتهر بفعاليتها وبانخفاض تكلفتها.
إعلانوقال الدبلوماسي التركي ألب آي إن أنقرة تعرض الحوار، مشيرا إلى نجاحها في جعل الصومال وإثيوبيا يتوصلان إلى إنهاء نزاع مرير أثار مخاوف من اندلاع صراع في منطقة القرن الأفريقي.
وأضاف آي الذي يعمل كممثل خاص في المفاوضات بين الصومال ومنطقة صوماليلاند (أرض الصومال) الانفصالية، "نحاول ضمان أن تتمكن أفريقيا من إيجاد حلولها الخاصة للمشاكل الأفريقية".
أفريقيا بحاجة إلى وسطاء
وتصاعدت التوترات بين الصومال وإثيوبيا العام الماضي، بعدما توصلت الأخيرة إلى اتفاق مع صوماليلاند يتيح لها منفذا على البحر. وكانت هذه المنطقة قد أعلنت استقلالها من جانب واحد عن الصومال في عام 1991، في خطوة لا تعترف بها مقديشو.
غير أن أديس أبابا ومقديشو أعلنتا استئناف العلاقات بشكل كامل، بعد اتفاق تم التوصل إليه في ديسمبر/كانون الأول بوساطة تركيا.
وفي هذا السياق، أوضح آي أن المسؤولية تقع من الآن فصاعدا على الجانبين للحفاظ على الاتفاق، ولكن تركيا ستستمر في أداء دور الوسيط.
من جهته، أكد دبلوماسي صومالي كبير أن تركيا أدت "دورا مساعدا للغاية في جمع البلدين لحل هذه القضية".
وأضاف "إنه دور إيجابي. تركيا ليست منخرطة في الأمن فقط، ولكن أيضا في مشاريع تنموية أخرى في الصومال"، كما يعتقد -وفقا لما قال- "إن تركيا تؤدي دورا رئيسيا في الصومال".
وفي إشارة إلى نفوذ أنقرة المتنامي، التقى أردوغان نظيره الصومالي حسن شيخ محمود في أنطاليا السبت.
من جانبه، يؤكد أوساغاي أن "أفريقيا تحتاج بشدة إلى وسطاء ليسوا موثوقين فحسب، ولكنهم قادرون أيضا على القيام بالأمور التي أظهرتها التجربة التركية" في ملفات أخرى.