حذر ممثل عن وزارة المالية الإسرائيلية بتجرع اقتصاد بلاده خسارة اقتصادية كبيرة نتيجة عدم السماح للعمال الفلسطينيين بالدخول إليها، مرجحا أن تصل إلى 3 مليارات شيكل (830 مليون دولار) شهريا، وذلك خلال جلسة نقاش في الكنيست أمس الثلاثاء. يأتي ذلك في إطار التداعايات الاقتصادية للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

تهدف المناقشة، التي بدأها عضو الكنيست إلياهو رابيفو من حزب الليكود، إلى معالجة الوضع والسياسة المتعلقة بالعمال الفلسطينيين في إسرائيل، وحث حكومته على اتخاذ قرار في الوقت المناسب بشأنهم، حسبما ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست.

العمال الأجانب

شدد رابيفو على أن التأخر في اتخاذ قرار في هذا الصدد يضر باقتصاد إسرائيل بصورة كبيرة، مقترحًا فتح الأبواب أمام العمال الأجانب من مختلف البلدان لتعويض النقص في الأيدي العاملة في قطاعات مثل البناء والزراعة وخدمات النظافة.

ودعا الحكومة إلى الاختيار بين ما إذا كانت ستعتمد على العمال الفلسطينيين أم لا، وذلك وفقًا لمبدأ الاتفاقيات الثنائية مع الدول الأجنبية، منتقدًا عدم الوضوح فيما يتعلق بقبول العمال من غزة، وأنه على الرغم من فرض الإغلاق على الضفة الغربية، إلا أن العمال من غزة ما زالوا يدخلون، وغالبا ما يصلون إلى مناطق النزاع والمستشفيات والفنادق.

من جانبه، دعم عضو الكنيست موشيه أبوطبول، نائب وزير الزراعة، الحاجة إلى قرار واضح مشددًا على أهمية العاملين في قطاعات مثل الزراعة والبناء والتمريض.

اختبارات جديدة

قال نيتسان تسوك، رئيس أحد فروع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي أن 160 ألف فلسطيني دخلوا إسرائيل قبل الحرب، لكن منذ اندلاع المواجهات، تم إغلاق الضفة الغربية مع استثناءات فقط للشركات الأساسية.

وأضاف أن مجلس الأمن القومي طوّر اختبارات جديدة ومبادئ توجيهية محتملة للسماح بدخول ما يصل إلى 80 ألف فلسطيني.

وأعرب رئيس جمعية المقاولين الإسرائيليين، راؤول سارغو عن الصعوبات الشديدة التي يواجهها قطاعه، إذ بلغت الإنتاجية 30% فقط، في حين توقف العمل في نصف مواقع البناء.

وقال سارغو إن التأثير على اقتصاد إسرائيل وسوق الإسكان كبير، ومن المحتمل أن يؤثر على مليون شخص بشكل مباشر وعلى عدد كبير من الصناعات بصورة غير مباشرة، محذرًا من أن الأمر قد يؤثر على الدخل من الضرائب العقارية، وقد يؤدي إلى رفع دعاوى قضائية ضد الدولة.

يشار إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي نما 2.5%، على أساس سنوي، في الفترة من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة عليها، وبالتقدير السابق البالغ 2.8%.
وعلى أساس نصيب الفرد، نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.6% فقط في الربع الثالث، وفق بيانات مكتب الإحصاءات المركزي الإسرائيلي.
من المتوقع أن يتراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل إلى 2% أو أقل في العام 2023 كاملا، مقابل 6.5% في  2022، واحتمال أن لا يحقق أي نمو أو انكماش في 2024 ويرجع ذلك إلى التأثير السلبي للحرب.

ومنذ عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يُمنع نحو 200 ألف فلسطيني -كانوا يدخِلون سيولة تصل إلى 900 مليون شيكل شهريا (243 مليون دولار) إلى السوق الفلسطينية- من التوجه إلى أماكن عملهم داخل إسرائيل.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا يدعم طلبة الطب في غزة بـ150 ألف دولار

نجح تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا في جمع أكثر من 150 ألف دولار لدعم طلبة الطب في غزة، وذلك من خلال حملة تضامنية تهدف إلى تمكين الطلاب من تجاوز التحديات الاقتصادية التي تواجههم، وتعزيز القطاع الطبي في المنطقة المحاصرة.

وتستهدف المبادرة بالدرجة الأولى تمكين الطلبة من استكمال دراستهم في كليات الطب في غزة، من خلال توفير الدعم المالي اللازم لتغطية الرسوم الدراسية والتكاليف المتعلقة بالتدريب العملي.

ويعمل التجمع على تسهيل إشراف أكاديمي من أطباء متخصصين مقيمين في أوروبا، ليساهموا بخبراتهم في تطوير المهارات العلمية والعملية للطلبة.


التعاون مع الجامعات الفلسطينية
وتتم المبادرة بالتعاون مع الجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر في غزة، حيث تسعى إلى خلق بيئة تعليمية داعمة للطلبة. علاوة على ذلك، ساهمت شركة تقنية من جنوب أفريقيا في تقديم منصة إلكترونية مخصصة لجمع التبرعات، ما ساهم في تسهيل عملية جمع الأموال من المتبرعين حول العالم.

ويعاني قطاع غزة من نقص كبير في الكوادر الطبية نتيجة الحصار والظروف الاقتصادية الصعبة، ما يجعل مثل هذه المبادرات حيوية. الطلاب المستفيدون من هذه الحملة سيتمكنون من تخطي العقبات المادية والمساهمة في تحسين الخدمات الطبية في المستقبل، وهو ما يعود بالنفع على المجتمع بأسره.

وشهدت الحملة استجابة إيجابية من قبل الجاليات الفلسطينية والداعمين للقضية الفلسطينية في أوروبا، ما يعكس تعاضد الجهود لدعم التعليم الطبي في غزة كجزء من استراتيجية أوسع لتعزيز القطاع الصحي الفلسطيني.


مع نجاح هذه الحملة، يخطط التجمع لاستمرار المبادرة وتوسيعها لتشمل دعم مجالات أخرى مثل توفير المعدات الطبية والمساهمة في تحسين البنية التحتية الصحية في غزة. هذه الجهود تمثل استثمارًا مستدامًا في مستقبل القطاع الطبي في فلسطين.

هذا الإنجاز يبرز الدور الكبير للجاليات الفلسطينية في الخارج في دعم وطنها الأم، ويؤكد على أهمية تضافر الجهود الدولية والمحلية لتعزيز التعليم والصحة في فلسطين.

مقالات مشابهة

  • براتب 1790 دولار شهريا.. فيزا شنغن مجانية إلى هذه الدولة
  • رمضان صبحي يطلب تعويض 4.5 مليون دولار بسبب أزمة المنشطات
  • أحمد صبور: الاستثمار العقاري يسهم في الناتج المحلي بنسبة 20%
  • تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا يدعم طلبة الطب في غزة بـ150 ألف دولار
  • صرف 261 مليون ريال مستحقات الدفعة السادسة لمزارعي القمح المحلي
  • حملة قمع إسرائيلية ضد الفلسطينيين المقيمين بالأراضي المحتلة بسبب رفضهم للحرب في غزة
  • صرف (261) مليون ريال لمزارعي القمح المحلي
  • “الأمن الغذائي”: صرف (261) مليون ريال مستحقات الدفعة السادسة لمزارعي القمح المحلي
  • صرف 261.3 مليون ريال مستحقات الدفعة السادسة لمزارعي القمح المحلي
  • تغريم سامسونغ بدفع 118 مليون دولار بسبب انتهاك براءات اختراع