دبلوماسي إسرائيلي سابق: نتنياهو يخوض حرب غزة لمصالحه الشخصية
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
قال دانيال ليفي، مستشار رئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود باراك، إن انتهاء الهجمات على غزة "ستشهد بداية المرحلة السياسية الأكثر تعقيدا" بالنسبة لبنيامين نتنياهو، متهمه بأن لديه "مصالح شخصية" في قطاع غزة.
وخلال مقابلته مع وكالة الأناضول في لندن، انتقد ليفي الهجمات الإسرائيلية على غزة والدعم السياسي والعسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل، معبّرا عن شكوكه بشأن الأهداف السياسية لرئيس الوزراء في غزة.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة عقب عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غلاف غزة، يواجه نتنياهو وحكومته انتقادات حادة داخل إسرائيل، حيث تتزايد المطالب بتقديم استقالته بسبب "فشل حكومته في حماية المواطنين".
وبحسب المراقبين، يسعى نتنياهو إلى تمديد فترة الحرب بهدف تفادي محاكمته في قضايا فساد يواجهها منذ سنوات، بحجة الانشغال بالحرب.
وأمام فشل حكومته في حماية الإسرائيليين في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أظهرت استطلاعات الرأي تراجع دعم الشعب لإعادة انتخابه، وتوجّههم نحو محاسبته سياسيا عن فشله في صناديق الاقتراع.
وأعرب ليفي عن قلقه بشأن ما وصفه بخطورة الوضع في القطاع، مشيرا إلى ما تشير إليه المنظمات الإنسانية والمنظمات التابعة للأمم المتحدة، بأن ما يقرب من نصف مليون شخص معرض لخطر الجوع.
القصف الإسرائيلي على القطاع
وفيما يتعلق بالقصف الإسرائيلي والخسائر البشرية والمادية الناتجة عنه، أفاد ليفي بأن إسرائيل "نفذت عمليات قصف جوي ومدفعي على غزة بشكل عشوائي، بدون التمييز بين الجماعات المسلحة والمدنيين".
ولفت ليفي إلى أن "تلك الهجمات أدت إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص، في حين لا تتوفر أرقام دقيقة حول عدد المدنيين الذين لا يزالون تحت الأنقاض".
وأشار إلى أن "أكثر من 8 آلاف طفل قتلوا في الهجمات الإسرائيلية على غزة، وأن آثار الكارثة الإنسانية واضحة في القطاع".
وأضاف: "ورغم ذلك، فإن الولايات المتحدة تعمل جاهدة لتجنب أي تحرك سريع في الأمم المتحدة لوضع حد لهذا الوضع".
وأكمل قائلا: "يتعين علينا أن نكون صريحين للغاية. لا يمكننا التعامل مع هذه الكارثة الإنسانية ما لم تتوقف المدافع".
وقف الحرب
وعندما سئل عن موعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، أجاب ليفي: "ليس لدي إجابة عن هذا السؤال". وأضاف: "هناك ضغط داخلي محدود على إسرائيل، ويأتي جزئيا من عائلات المحتجزين في غزة، حيث يعتقدون أن استمرار الحرب لن يؤدي إلى إطلاق سراحهم".
وأكمل ليفي: "لقد تكبد الجانب الإسرائيلي خسائر كبيرة، ومع ذلك، لم يمارس المجتمع الدولي الضغط اللازم حتى الآن لوقف هذه الخسائر. وأرغب في التنويه في هذا السياق إلى أن الولايات المتحدة تعتبر المورد الرئيسي للأسلحة وتقدم الدعم السياسي والدبلوماسي لتل أبيب".
وأشار ليفي أيضا إلى أن الضغط الحالي على نتنياهو لإيقاف الحرب ليس كافيا، وقال: "ينبغي علينا ألا ننسى أن نهاية هذه الحرب ستكون بداية للفترة السياسية الأكثر صعوبة بالنسبة لنتنياهو".
وأنهى حديثه بالقول: "المصالح الشخصية تمثل المحرك الرئيسي الذي يحفز نتنياهو على عدم إنهاء هذه الحرب".
وفي اجتماع لحزبه "الليكود"، أعلن نتنياهو الاثنين أن "الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة ستستمر لفترة طويلة ولم تقترب من نهايتها بعد".
وأسفرت الحرب حتى الثلاثاء عن استشهاد 20 ألفا و915 فلسطينيا، وإصابة 54 ألفا و918 آخرين، معظمهم أطفال ونساء. كما تسببت هذه الحرب في تدمير هائل للبنية التحتية وأدّت إلى "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقا لتقارير فلسطينية ودولية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو ووقف إطلاق النار
أجمع، ويجمع، أغلب المتابعين لمفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بأن الطبخة التي على النار، قد اقتربت من الاستواء.
وذلك بمعنى اقتراب التوصل إلى اتفاق، أصبح قابلاً للتحقق، بعد أن مرّت أشهر على إفشاله، ومواصلة العدوان الصهيوني على غزة، بحربيه: الحرب البريّة التي استهدفت القضاء على المقاومة. ومن ثم احتلال القطاع عسكرياً. أما الحرب الثانية فكانت حرب الإبادة (القتل الجماعي لفلسطينيي غزة، وتدمير القسم الأكبر من عمرانها وبنيتها التحتية.
لقد توفرت في أغلب تلك المراحل التي مرت بالحربين، وسلسلة من المفاوضات، عوامل داخلية وإقليمية وعالمية، تفرض على نتنياهو، قبول التوصل إلى اتفاق، خصوصاً، بعد أن تأكد لأشهر، عبث مواصلة العدوان في مجاليه، الحرب البريّة وحرب الإبادة التدميرية.
وذلك بدليل الفشل، في القضاء العسكري، على قوات المقاومة التي تقودها كتائب عز الدين القسام، كما الفشل في أن ينتج عن حرب الإبادة، ما يعود على نتنياهو، بانتصار يحقق هدفه من العدوان.
أكثر من أربعة عشر شهراً، وحرب العدوان مستعرة في غزة، ويد المقاومة هي العليا، في كل الاشتباكات الصفرية، وأكثر من أربعة عشر شهراً، والرأي العام العالمي ينقلب، يوماً بعد يوم ضد الكيان الصهيوني، الذي أصبح يحمل لقب، قاتل الأطفال ومدمّر المستشفيات، ومرتكب جرائم الحرب على أنواعها كافة.
ولكَم تجمعت ضغوط داخلية وخارجية على نتنياهو، ليوقف ذلك العدوان. ولكنه عاند عناد الخاسر الطفلي، أو المقامر العبثي، ليواصل الحرب بأي ثمن، وبالرغم من كل الضغوط.
أكثر من أربعة عشر شهراً، وحرب العدوان مستعرة في غزة، ويد المقاومة هي العليا، في كل الاشتباكات الصفرية، وأكثر من أربعة عشر شهراً، والرأي العام العالمي ينقلب، يوماً بعد يوم ضد الكيان الصهيوني، الذي أصبح يحمل لقب، قاتل الأطفال ومدمّر المستشفيات، ومرتكب جرائم الحرب على أنواعها كافة.مما يسمح بالقول، أنه غير قادر على عقد اتفاق، خشية الإقرار بانتصار المقاومة، وبسبب خوفه من انفراط تحالفه، كما خوفه من تحميله، مسؤولية الهزيمة أمام طوفان الأقصى، إلى جانب محاكمته بقضايا فساد.
وقد ساعد نتنياهو على هذا العناد العبثي، في حربه ضد المقاومة والشعب في قطاع غزة، انجرار بايدن وراءه، وما أدّاه له من دعم عسكري وتغطية سياسية، كان هو وجيشه، لولاهما، ذاهبين إلى هزيمة عسكرية ميدانية. فمواصلة نتنياهو لحربه ضد غزة، لم تقم على أساس موازين قوى في مصلحته.
وهنا يطرح السؤال، ما الذي استجدّ في هذه الجولة من المفاوضات، إلى الاقتراب الجدّي، من وقف إطلاق النار، فيما نتنياهو هو نتنياهو، والموانع التي تفرض عليه أن يستمر بالحرب، ولو بالخسارة، وبالاستراتيجية الفاشلة عسكرياً، ما زالت كما هي؟
الجواب يكمن، في ما مارسه ترامب، من ضغط لوقف الحرب، كما يكمن في محاولة بايدن، إنهاء عهده بالوصول إلى اتفاق، بعد أن ألحق بحزبه الخسائر الفادحة، أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي.
ومع ذلك فإن استدعاء نتنياهو لوفده المفاوض، ليس له من تفسير، إلاّ محاولة أخيرة لعرقلة، التوصل إلى اتفاق. فنتنياهو، والحالة هذه، يواجه مأزقاً خانقاً، بالرغم مما يحاول ترويجه من "انتصارات" على المستوى العام. الأمر الذي سوف يكشف وهمية ما يدّعيه، من "انتصارات" على المستوى العام كذلك.