المبادرة الملكية لتسهيل ولوج دول الساحل إلى الأطلسي.. ديناميكية جيوسياسية تضع موريتانيا في مفترق الطرق
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
زنقة 20 | الرباط
في خطوة ذكية و استراتيجية ، شرع المغرب مؤخرا في تنزيل مضامين الخطاب الملكي الأخير، الذي أعلن خلاله الملك محمد السادس تعزيز حضور البعد الأطلسي في السياسة الخارجية المغربية وتعزيز ولوجية بلدان الساحل إلى الواجهة الأطلسية.
و في هذا الصدد ، احتضن المغرب الاسبوع المنصرم، اجتماعا حضره وزراء خارجية مجموعة من الدول الإفريقية منها مالي وتشاد والنيجر وبوركينا فاسو ، و الذين أعربوا عن انخراط بلدانهم في المبادرة الدولية التي أطلقها الملك محمد السادس لتعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.
و حسب متتبعين فإن المبادرة الملكية غير المسبوقة ، تعتبر ديناميكية جيوسياسية ستخلق تطورا هائلا في تنمية دول الساحل و القارة بأكملها.
وقد لاقت هذه المبادرة الدولية، التي أطلقها الملك محمد السادس، استحسانا من جانب بلدان الساحل، مما يؤكد الأهمية الاستراتيجية للمبادرة لتنمية هاته الدول اقتصاديا وانفتاحها على الأسواق العالمية.
في هذا السياق، تجد موريتانيا نفسها اليوم أمام قرار حاسم، إما قرار التخلي عن حيادها السلبي و الإلتحاق بالمبادرة المغربية ، وهو ما يتطلب إرادة سياسية قوية من هذا البلد الجار.
انضمام موريتانيا إلى ما يمكن وصف بـ”التحالف”، ستثبت من خلاله استقلاليتها في الاختيار، و تصميمها على عدم الخضوع للضغوط و تلاعبات النظام الجزائري.
المبادرة المغربية وضعت موريتانيا في وضع محرج ، حيث أنها مطالبة اليوم بتحرير نفسها من التهديدات والتدخلات المحتملة من النظام الجزائري، المعروف بأهدافه المزعزعة للاستقرار في منطقة الساحل والصحراء المغربية، وتولي مسؤولية مصيرها الجيوسياسي.
بالأرقام، يمكن بوضوح التعرف على الأهمية المتزايدة للعلاقات التجارية بين موريتانيا والمغرب ، بالمقارنة بحجم التجارة بين موريتانيا والجزائر.
و سجل حجم التجارة بين المغرب و موريتانيا زيادة بمقدار 1.5 مرة في عام 2022 ويمكن تفسير هذا التفاوت من خلال عدة عوامل منها علاقات سياسية أكثر انسجاما، والقرب الجغرافي المناسب للتجارة (لا سيما بين موانئ أكادير والداخلة مع ميناء نواديبو)، وتعزيز البنية التحتية في الصحراء المغربية، ومجموعة من الفرص الاقتصادية الأكثر تنوعا المتاحة من المغرب إلى جارته الموريتانية.
وبالتالي، فإن خيار موريتانيا الاستراتيجي للانخراط بشكل أكبر إلى جانب المغرب في هذه المبادرة لا يمثل تقدمًا جيوسياسيًا فحسب، بل يمثل أيضًا فرصة للبلاد لتعزيز علاقاتها الاقتصادية وتأكيد استقلالها واختيار الشركاء المناسبين في سياق إقليمي معقد.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
مفتي القدس يشيد بدعم المغرب بقيادة جلالة الملك لصمود الشعب الفلسطيني
زنقة 20 . متابعة
أشاد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، اليوم الأحد برام الله، بالدعم الذي تقدمه المملكة المغربية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لدعم صمود الشعب الفلسطيني وثباته.
ونوه الشيخ محمد حسين، خلال استقباله من قبل سفير المملكة المغربية لدى دولة فلسطين عبد الرحيم مزيان، بما تقدمه المملكة المغربية، ملكا وحكومة وشعبا، من أجل دعم الحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني، مثمنا العلاقات الوطيدة القائمة بين الشعبين الفلسطيني والمغربي.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وافا)، استعرض الشيح محمد حسين ، خلال هذا اللقاء، الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني عامة، ومدينة القدس والمقدسات خاصة، والانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك ، مطالبا المجتمع الدولي بضرورة التحرك لوقف الحرب على الفلسطينيين.
بدوره، أكد السفير مزيان أن المملكة المغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، “لن تتوانى عن تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني”، مشيرا إلى المساعي الدؤوبة التي يقوم بها المغرب لوقف إطلاق النار في غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية الإغاثية للأهل في القطاع والقدس.
ولفت إلى الدور المتواصل لوكالة بيت مال القدس الشريف، بتوجيه من جلالة الملك محمد السادس، في دعم صمود المقدسيين، وحماية الطابع التاريخي والحضاري لمدينة القدس في مجالات الصحة والتعليم، وصيانة الأضرار في المباني التاريخية، ودعم المشاريع الاجتماعية المتنوعة ورعاية الطفولة والشبيبة المقدسية.
من جهة ثانية، أعرب السفير عن تطلعه لتطوير التعاون الثنائي بين مؤسسة دار الإفتاء الفلسطينية إلى جانب باقي المؤسسات الدينية الفلسطينية ونظيراتها في المملكة المغربية، بما يرقى إلى مستوى العلاقة المتميزة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، خدمة للمسجد الأقصى المبارك وصيانة المعالم الدينية للمدينة المقدسة.