بغداد اليوم -  متابعة 

نفت حركة المقاومة الإسلامية حماس صحة ما ورد على لسان المتحدث باسم حرس الثورة الإسلامية، العميد رمضان شريف فيما يخص عملية طوفان الأقصى ودوافعها.

وقالت حماس في تصريح صحفي، تابعته "بغداد اليوم"، اليوم الأربعاء (27 كانون الأول 2023) إنه " أكدنا مرارا دوافع وأسباب عملية طوفان الأقصى، وفي مقدمتها الأخطار التي تهدد المسجد الأقصى"، مشيراً الى أن "كل أعمال المقاومة الفلسطينية، تأتي رداً على وجود الاحتلال وعدوانه المتواصل على شعبنا ومقدساتنا.

وكان الحرس الثوري الإيراني، توعد في وقت سابق من اليوم الأربعاء، بالثأر لمقتل الجنرال رضي موسوي في سوريا، لافتاً الى أن الرد سيكون بالمباشر او تحركات من جانب جبهة المقاومة.

وقال المتحدث باسم الحرس، رمضان شريف، في مؤتمر صحافي، إن "تل أبيب تحاول جعل حرب غزة صراعا أميركياً إيرانياً"، مشيراً الى أن "هجمات إسرائيل خارج غزة محاولات لجر بقية الأطراف الإقليمية إلى الصراع لتخفيف الضغط عليها".

وأضاف أن "اغتيال أحد مستشارينا في سوريا لن يعوق استمرارنا في مواجهة الكيان الإسرائيلي"، مشيراً الى أننا "نعلم جيدا أسباب اغتيال أحد مستشارينا وسيتم الرد عليه بالصورة المناسبة".

وأوضح أن "عملية طوفان الأقصى كانت إحدى الردود على اغتيال قاسم سليماني"، مؤكداً أن "ردنا على اغتيال رضي موسوي سيشمل الرد المباشر وتحركات من جانب جبهة المقاومة".

ودخلت عملية “طوفان الأقصى” التي أعلن القائد العام لكتائب القسّام الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف انطلاقها، يومها الـ82، ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأٌقصى.

وأعلن الضيف في خطاب له صباح 7 أكتوبر الماضي، بدء عملية عسكرية ضد كيان الاحتلال الصهيوني باسم "طوفان الأقصى"، وإطلاق آلاف الصواريخ باتجاهها.

وقال قائد القسام في رسالة صوتية، بثتها فضائية الأقصى إن عملية طوفان الأقصى تأتي في ظل الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وتنكر الاحتلال للقوانين الدولية وفي ظل الدعم الأميركي والغربي والصمت الدولي.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: عملیة طوفان الأقصى الى أن

إقرأ أيضاً:

 من طوفان الأقصى إلى طوفان العودة

 

 

لقد كانت لطوفان الأقصى أصداء واسعة في مجريات الأحداث العربية والدولية، وكانت له ارتدادات مختلفة على مختلف الأصعدة، كما كشفت هذه العملية النوعية سوءة دول العالم المتحضر التي تدعي الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان بل وتكيل بمكيالين وفق مصالحها دون أي مراعاة للقيم الأخلاقية والإنسانية.
ونحن نتابع على شاشات الفضائيات منذ اليوم الأول من عملية طوفان الأقصى، ونستمع إلى التحليلات من كافة الآراء المختلفة، سمعنا الكثير ممن يحملون فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية “حماس” تداعيات هذه العملية التي لم تأت من فراغ ولم تكن لتحدث دون وجود وحدوث تهجير واحتلال واستيطان للأراضي الفلسطينية، وعلاوة على ذلك فقد كانت دولة الكيان الصهيوني تقوم بالكثير من الإجراءات الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، وضد السكان المقدسيين بالذات داخل المدينة القديمة في القدس الشريف من إقامة الحواجز المعيقة لدخولهم وخروجهم منها، وكذا توسيع عمليات الاستيطان عبر مصادرة الأراضي الفلسطينية في مدن الضفة الغربية، والقيام باعتقال أي معارض أو مقاوم لهذه الإجراءات، وكذا الاستمرار في حصار أكثر من 2.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة، كل ذلك ودول العالم لم تحرك ساكناً ولم تندد ولم تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني في الحياة على أرضه وفي مدنه وقراه.
طالعتنا معظم الشاشات العربية قبل الأجنبية بتحميل حركة المقاومة الإسلامية وفصائل المقاومة الفلسطينية المختلفة كل التداعيات التي حصلت بعد طوفان الأقصى دون النظر إلى الأسباب والمسببات، ودون النظر إلى المعاناة التي لقيها الشعب الفلسطيني على مدى أكثر من 80 عاماً من التهجير ومصادرة الأراضي والتشرد والإبعاد والنفي، وغيرها من أشكال المعاناة على مدى أجيال.

لقد قضت آلات “العدوان الإسرائيلي على غزة” بعد طوفان الأقصى على جميع مظاهر الحياة في هذا القطاع الذي يضم أكثر من 2.5 مليون فلسطيني، وظل هذا العدد الكبير ينزح من منطقة إلى أخرى في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية وجوية صعبة، الأمر الذي زاد من معاناتهم أثناء النزوح من منطقة إلى أخرى في ظل هذه الظروف وفي ظل العمليات العسكرية المتكررة التي كان ينفذها جيش الكيان الصهيوني.
لقد أثمرت ملاحم الصمود تلك التي سطرها الشعب الفلسطيني مع المقاومة الباسلة عبر أكثر من 15 شهراً انتصارات مشهودة في رضوخ حكومة الكيان الغاصب إلى صفقة تبادل الأسرى، وتم تحرير المئات من الأسرى الفلسطينيين ممن يحملون الأحكام المؤبدة، وما كان سيتم الإفراج عنهم، لولا طوفان الأقصى الذي أفضى إلى هذه الصفقة، وكذا ممن يحملون أحكاماً عالية.
مع كل تلك المشاهد المؤلمة والتي ظهرت فيها منطقة شمال غزة وهي مدمرة تدميراً كلياً ولم تعد صالحة للعيش، مربعات سكنية تم تدميرها كلياً، الطرقات، المستشفيات، المدارس، جميع تلك المشاهد لم تقف حاجزاً أمام سكان غزة الذين قرروا العودة إلى منازلهم المحطمة ومدنهم المدمرة التي لم تعد تحوي أي مظاهر للحياة..
لقد أثمر طوفان الأقصى، طوفاناً آخر هو طوفان العودة والذي يعتبر أول رحلة لعودة الفلسطينيين إلى منازلهم ومدنهم، إن حشود أهل غزة الذين عادوا إلى أطلال بيوتهم ومدارس أبنائهم ومساجدهم هي مظاهرة سيسجلها التاريخ لتكون جزءاً من رحلة العودة إلى أرض الوطن لكل المهاجرين في بلاد الله، وإنها صورة حاضر سوف تصبح يوما حقيقة أمام التاريخ.
إن حشود غزة التي انطلقت في ساعات وقطعت أكثر من 25 كيلومتراً قد تجاوزت أعداد الجيش الإسرائيلي، من يصدق أن 300 ألف فلسطيني قد عبروا أطفالا ونساء ورجالاً لكي يعودوا إلى مدن مدمرة وبيوت من الأنقاض، إنها إرادة شعب يحب الحياة ومات في سبيلها، لأن هذا الوطن يستحق الحياة..
لقد أصابت هذه الحشود العالم بالدهشة، وأصابت أيضاً الكيان الصهيوني بالذهول والرعب ليس من طوفان الأقصى فقط ولكن من بركان الثأر والغضب الذي انطلق في هذه المواكب التي احتشدت تعانق أرضها.
ان حشود البشر التي شهدتها غزة وعودة الشعب الفلسطيني إلى بيوته ينبغي أن تكون درساً للعالم أجمع وللكيان الإسرائيلي الغاصب أن الأوطان ليست باتساع أرضها ولكن الأوطان بقوة إرادتها وصمود شعبها وقدرتها على تحقيق الأمن والرخاء.
لقد أعطتنا هذه الحشود وأعطت العالم رسالة مفادها أن للصمود والإرادة قوة تتجاوز قوة الرصاص والقتل والإبادة، فلو غيرت هذه الحشود مسارها واتجهت إلى المستوطنات التي أقامها الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين لأسقطتها في ساعات دون أن تطلق رصاصة واحدة.
لقد تجسد النصر الحقيقي في حرب غزة في هذا المشهد التاريخي للعائدين إلى شمال غزة، لقد غطت صورهم الشاشات في كل بلاد الدنيا وهم يحملون على أكتافهم ما بقي لديهم من الماء والطعام، ورغم هذا ساروا لساعات مشياً على أقدامهم وكأنهم يؤدون صلاة الفجر على أطلال غزة وهم يعانقون شواطئها في لحظة شوق وإيمان.
وإذا كان العالم قد شاهد على مدار أكثر من 15 شهراً ما اقترفته آلة الحرب الإسرائيلية بدعم ومساندة من الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وألمانيا، فهو الآن يشاهد نفس الشعب في لحظة انتصاره، لأن النصر ليس فقط بالرصاص ولكنه بالصمود والإرادة.
إن حشود أهل غزة وهم يحتفلون بالنصر والعودة تبعث رسالة للعالم كله، بأنه أمام شعب دافع عن أرضه وقدم آلاف الشهداء ولن يفرط في حبة رمل، ولن يغادر أطلال غزة وسوف يموت على ما بقي منها.
وإذا كانت الإدارة الأمريكية الجديدة التي تقترح أن يتم تهجير سكان غزة إلى خارجها بحجة إعادة بنائها، فإن حشود البركان البشرى الهادر الذي انطلق في أرجاء غزة يعلن رفض البيع والصفقات والتهجير، والمؤكد الآن أن الشعوب العربية من حقها بل من واجبها أن تفخر بأن فيها شعباً صان كرامتها ودافع عن شرفها وحمى إرادتها ورفض أن يكون لعبة في أيدي المغامرين، ومن حق شعب غزة وكل فلسطينى أن يفخر ويعتز بهذه اللحظة التاريخية لأنها جزء عزيز من قضيته ومصدر فخر لكل أجياله.
لقد شاهد العالم تلك الحشود التي باتت أكثر من ليلة في العراء منتظرة لساعة الصفر، منتظرة لساعة الانطلاق والاعلان عن السماح لهم بالعودة، فانطلقت تلك الحشود دون هوادة من شارع الرشيد الذي يمتد على شاطئ غزة من الجنوب الى الشمال غير أبهة بأي شيء تردد فقط عبارة “الله أكبر ولله الحمد” انطلقت كأنها تحيي إحدى شعائر الحج وهي بالفعل قد اعلنت النفير من محور نتساريم إلى شمال غزة محرمة بالإرادة والقوة والعزيمة.. مرددة التهليل والتكبير.. تحمل امتعتها البسيطة وتجر عرباتها البدائية مصطحبة النساء والاطفال وعنوانها الرئيس “إننا شعب لا نقهر وشعب حي لا يموت وشعب مقاوم حتى أخر نفس في حياتنا”.
لقد تجاوزت هذه الحشود أكثر من 450 ألف فلسطيني اتجهوا إلى مدنهم المدمرة ومنازلهم المحطمة متحدين العالم بأكمله، وكما واجهوا العالم لأكثر من 15 شهرا.. فهم يواجهون الظروف القاسية وعادوا إلى اطلال منازلهم والعالم ينظر إليهم بكل دهشة وإكبار.

مقالات مشابهة

  • حماس: جاهزون لاستئناف تبادل الأسرى إذا التزم العدو الصهيوني بالاتفاق
  • عملية مشتركة لفصائل المقاومة ضد جيش الاحتلال في طولكرم (شاهد)
  • ترامب: خطتي لن تسمح للفلسطينيين بالعودة إلى غزة بعد إعمارها
  • ترامب: خطتي لن تسمح بالفلسطينيين بالعودة إلى غزة بعد إعمارها
  • حماس تؤكد أن طوفان الأقصى وحّد دم الشهداء فاختلط دمنا مع دم القادة والشهداء في لبنان والعراق واليمن وإيران
  • حماس: الشعب الفلسطيني لن ينسى أبداً كل من سانده وجاهد معه
  • قناة عبرية: إيران خططت مع حماس لهجوم أكتوبر قبل سنتين من تنفيذه
  • خليل الحية : ايران ستبقى مساندة لفلسطين ومقاومتنا لنكون معا في القدس
  • حماس ترد على ترامب: غزة لأهلها ولن يغادروها إلا إلى مدنهم المحتلة عام 1948
  •  من طوفان الأقصى إلى طوفان العودة