أبرزها السكر والبصل.. كيف يواجه البرلمان استمرار أزمات السلع الغذائية؟
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
على الرغم من القرارات التي أصدرتها الحكومة لمواجهة أزمة ارتفاع أسعار السلع الغذائية مابين قرارات بإيقاف التصدير والتلويح بفرض التسعيرة الجبرية، وعلى رأسها أزمة السكر والبصل، واللذان تجاوزا حجز الـ 50 جنيه للكيلو الواحد، إلا أن الأزمة ما زالت مستمرة بل تتفاقم يومًا بعد يوم دون وجود حلول جذرية لهذه الأزمات، وهو ما أدى إلى وجود تحركات مستمرة من جانب أعضاء مجلس النواب تنوعت ما بين طلبات إحاطة وأسئلة برلمانية، ومطالبات باستدعاء وزير التموين للمثول أمام البرلمان.
السكر والبصل النائبة سميرة الجزار
وفي هذا الصدد أرجع أعضاء لجنة الخطة والموازنة بمجلس للنواب، إلى أن اتباع السياسات الخاطئة من جانب الحكومة هي السبب الرئيسي في تفاقمها، مطالبين بضرورة وجود سياسات تختلف جذريًا عن ما يتم اتباعه خلال الآونة الأخيرة.
من جانبها، أوضحت النائبة سميرة الجزار، عضو لجنة الخطة والموازنة، قائلة: مجلس النواب سلطة تشريعية ورقابية وليس سلطة تنفيذية من شأنها اتخاذ القرارات لحل الأزمة، وإنما هي مسئولية الحكومية، مشيرة إلى أن استدعاء الحكومة والوزارات المعنية. من بين الإجراءات الرقابية التي يختص بها مجلس النواب وهو ما عمل عليه البرلمان خلال الفترة الماضية ما بين طلبات إحاطة وأسئلة برلمانية تم توجيهها إلى الحكومة، ولكن حتى الآن ليس هناك مؤشرات داخل المجلس باستدعاء الحكومة للمثول أمام النواب.
وأضافت "الجزار" في تصريح خاص لـ "الفجر"، قمت بتقديم العديد من طلبات الإحاطة بشأن أزمة ارتفاع أسعار السلع الاستراتيجية وتم توجيهها إلى 4 وزراء، ولكن حتى الآن لم تتسلم اللجان أيا من الردود بحضور الوزراء المعنيين لمناقشة ما تم تقديمه خلال الفترة الماضية، لافتة إلى أنه لم يتم استجواب أي وزير خلال دور الانعقاد الثاني للبرلمان على الرغم من تقديم النواب بطلبات استجواب ولكن لم يحضر أحد.
وحول الحلول المقترحة لمواجهة الأزمات، أكدت عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، على ضرورة تغيير السياسات داخل الحكومة، ووجود سياسات تختلف تمامًا عن ما يتم اتباعه خلال الفترة الحالية من الناحية الاقتصادية وعدم الاقتصار فقط على الخدمات التنموية، وإنما يتم الاهتمام بالنواحي الزراعية والصناعية التي تسهم في عملية التصدير وعدم الاقتصار على الاستيراد فقط بأسعار مرتفعة للغاية، مستطردة: "نحتاج إلى سياسة مالية واقتصادية صحيحة".
وأشارت النائبة سميرة الجزار، إلى أن أزمة البصل الحالية سببها الأساسي عدم التوسع في زراعة المحصول لهذا العام مقارنة بالأعوام الماضية وتصديرها للخارج، فلم تستطع الدولة تحقيق الاكتفاء الذاتي منه بسبب تصدير جميع المحصول، مؤكدة أن قلة الإنتاج والتصدير هما السبب الرئيسي لهذه الأزمة، مثلما حصل سابقًا في أزمة الأرز.
وتابعت: لدينا أزمات كثيرة ولكن للأسف الشديد لم تقوم الحكومة بالواجب المنوط بها لعدم وجود تخطيط وسياسات مُحكمة يتم الرقابة عليها باستمرار، متسائلة: ماذا تم تنفيذه من خطة عام 2023/ 2024، وما تم عمل فيه، حتى الآن لم نعرف ماذا سنفعل، وماذا سيفعل البنك الدولي مع مصر بشأن الديون عليها؟
النائب محمد بدراوي
وفي سياق متصل، قال النائب محمد بدراوي، عضو اللجنة، أن الأزمة الأساسية لارتفاع أسعار السلع الاستراتيجية وعلى رأسها السكر والبصل، تتمثل في استراتيجية العرض والطلب، لافتا إلى عدم وجود توازن بين ما هو مطروح في الأسواق وما هو مطلوب.
وأوضح "بدراوي" في تصريح خاص لـ "الفجر"، قائلًا: كافة هذه الأزمات جاءت نتيجة لاتباع السياسات الخاطئة فهي أزمات مفتعلة سببها الأساسي سوء الرقابة من الجهات التنفيذية، وهو ماأدى إلى تفاقم الأزمة حتى وصلت إلى ما نحن عليه الآن من أزمات مستمرة في السلع الاستراتيجية الأساسية بدأت بأزمة الأرز ثم تلاها أزمة السكر.
وبشأن الحلول المقترحة لحل الأزمة قال عضو لجنة الخطة والموازنة إن الحل الوحيد يتمثل في قيام وزارة التموين بضخ جزء من المخزون الاستراتيجي في الأسواق المصرية، الأمر الذي ينتج عنه حدوث توازن بين العرض والطلب مما سينتج عنه خفض الأسعار.
وفيما يتعلق بالسُبل التي سيتخذها مجلس النواب لمواجهة استمرار أزمات السلع الغذائية، قال "بدراوي"، أنه سيتم استدعاء الوزير من خلال طلبات الإحاطة والأسئلة البرلمانية المقدمة إذا استمرت الأزمة كثيرًا ولم يتم حلها خلال الأيام المقبلة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: النائبة سميرة الجزار التسعيرة الجبرية أسعار السلع الغذائية السلع الغذائية ارتفاع أسعار السلع ارتفاع أسعار السلع الغذائية لجنة الخطة والموازنة السکر والبصل مجلس النواب إلى أن
إقرأ أيضاً:
موقع مركز الأمن البحري الدولي: “أزمة البحر الأحمر فضحت انعدام الثقة بين واشنطن وأوروبا”
يمانيون../
خلاف عميق بين ضفتي الأطلسي، عنوانه العريض من يقود، ومن يتبع؟ تقرير أمريكي يكشف كيف وجدت واشنطن نفسها في عزلة بحرية، بعد أن أدارت أوروبا ظهرها لقيادتها العسكرية، مفضّلةً العمل تحت مظلة الاتحاد الأوروبي. انقسام يتجاوز أزمة مؤقتة، ويكشف عن صراع مكتوم يعيد رسم خرائط النفوذ داخل التحالف الغربي.
حيث نشر موقع مركز الأمن البحري الدولي (CIMSEC) الأمريكي مقالًا تحليليًا بقلم آنا ماتيلد باسولي بعنوان “تشريح أزمة البحر الأحمر: الناتو في مواجهة الاتحاد الأوروبي”، ضمن أسبوع القوة البحرية لحلف شمال الأطلسي، يكشف بقسوة عن الخلافات العميقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ويفضح فشل واشنطن في قيادة جهود موحدة لمواجهة أزمة البحر الأحمر، التي تعطل التجارة العالمية منذ أكثر من عام”. المقال، الذي حظي بتعليق واحد، يعري انقسامات عبر الأطلسي تهدد استراتيجية الناتو البحرية وتكشف عن عجز الولايات المتحدة في فرض هيمنتها أو كسب ثقة حلفائها”.
تكشف باسولي أن “الأزمة ليست مجرد اضطراب تجاري، بل فضحت انعدام الثقة بين واشنطن وأوروبا، حيث عبر مسؤولون أمريكيون في رسائل مسربة عن إحباطهم من “اضطرار الولايات المتحدة لإنقاذ أوروبا مرة أخرى”. لكن هذه المشاعر تتجاهل السبب الحقيقي: النهج الأمريكي الهجومي المنفصل عن النهج الدفاعي الأوروبي، مما أدى إلى شلل الجهود المشتركة. صعود الاتحاد الأوروبي كفاعل أمني بحري أضعف قبضة واشنطن على الناتو، حيث يرفض الأوروبيون القيادة الأمريكية، معتمدين على “أسبيدس” بدلاً من “حارس الرخاء”، في انقسام غير مسبوق يكشف هشاشة التحالف”.
وقالت الكاتبة : “في ديسمبر 2023، أطلقت واشنطن عملية “حارس الرخاء” لمواجهة هجمات الحوثيين، داعية حلفاء الناتو، بما في ذلك المملكة المتحدة، كندا، فرنسا، إيطاليا، هولندا، النرويج، وإسبانيا، للانضمام. لكن المملكة المتحدة، كندا، والنرويج فقط التزمت، بينما انسحبت القوات الأوروبية لدعم “أسبيدس”، مهمة دفاعية بقيادة الاتحاد الأوروبي، رافضةً صراحةً القيادة الأمريكية”.
مؤكدة أن هذا “التمرد أضعف “حارس الرخاء”، حيث خصصت إيطاليا مدمرتين وفرقاطتين، وفرنسا ثلاث فرقاطات لأسبيدس، بينما قدمت مساهمات ضئيلة أو معدومة لحارس الرخاء”. ألمانيا وبلجيكا ساهمتا بفرقاطة لكل منهما، واليونان بفرقاطتين، وهولندا بفرقاطة وسفينة دعم، بينما قصّرت السويد وفنلندا بأفراد محدودين. إسبانيا، بشكل صارخ، لم تقدم شيئًا، رغم استفادة موانئها من الأزمة. في المقابل، قدمت المملكة المتحدة مدمرتين (HMS Diamond وHMS Duncan)، فرقاطتين، ودعمًا جويًا، مُظهرةً التزامًا يفضح تقاعس أوروبا. الدنمارك أرسلت فرقاطة معطلة، مما أدى لإقالة رئيس دفاعها، وأعطت فرنسا الأولوية لمصالحها الوطنية، مما يعكس أنانية أوروبية تعمق الفشل الأمريكي”.
واشار المقال إلى أن هذا الانقسام يكشف سعي أوروبا للاستقلال الاستراتيجي قبل إدارة ترامب الثانية، حيث أكدت إيطاليا، فرنسا، وألمانيا على عملية دفاعية دون ضربات برية، متجاهلةً دعوات واشنطن”…مضيفا بأن “خطاب الأوروبيين عن الوحدة عبر الأطلسي يتناقض مع مشاركتهم في مناورات المحيطين الهندي والهادئ والبحر الأبيض المتوسط كـ”تدريب” دون التزام فعلي، مما يثير تساؤلات عن موثوقيتهم”.
واشار المقال بأن “واشنطن تفشل أيضًا في الاعتراف بالاتحاد الأوروبي كفاعل أمني، حيث يركز محللون مثل مايكل سي. ديسيانا على حارس الرخاء، متجاهلين أسبيدس، بينما يبرر دوغ ليفرمور القوة من منظور أمريكي، غافلين عن أن الأوروبيين يرون أنفسهم يحمون التجارة بنجاح”.
وأن هذا “التحيز يكشف أن واشنطن ترى أوروبا عبر الناتو فقط، بينما تتجه أوروبا نحو الاتحاد الأوروبي، مدفوعةً بـ”عدوانية” أمريكية تدفعها للاستقلال. الولايات المتحدة ترى الأزمة كمنصة للهيمنة البحرية ومواجهة الصين، بينما لا تهتم أوروبا بالصين، مركزةً على التجارة بنهج دفاعي يشبه القوافل، مما يؤدي إلى عمليتين متداخلتين دون هدف مشترك”.
واختتم المقال أن الأزمة، من منظور أمريكي، “ليست لإنقاذ أوروبا، بل لتأكيد الهيمنة البحرية وإرسال رسائل للصين بأن واشنطن ليست “قوة ميتة”. لكن هذا الطموح يصطدم بإجهاد القوات الأمريكية ورفض أوروبي، مما يهدد مبادئ القوة الساحقة والسيطرة البحرية”. مشيرا الى أن “الحوثيين يحققون النصر، وميناء إيلات الإسرائيلي ينهار ماليًا كـ”الضحية الأولى”، بينما تظل واشنطن عاجزة عن فرض قيادة موحدة”.
أكد أن الفهم الأفضل للتوقعات والأهداف في البحر الأحمر قد يُمهد الطريق لإصلاح العلاقات عبر الأطلسي. وفي الوقت الحاضر، لا أحد يمتلك الوصفة المثالية لإنهاء هذه الأزمة، ومن المرجح أن النهج المنقسم قد طال أمده. فيما لم يكتفِ الحوثيون بتولي زمام المبادرة في الوصول إلى النصر، بل إن الضحية الحقيقية الأولى لهذه الأزمة – ميناء إيلات الإسرائيلي – قد وقع تحت ضغط مالي. مضيفا أن الوقت قد نفد أمام الولايات المتحدة للشكوى من أوروبا دون خطة. وبالمثل، أثبت الوقت أن الاتحاد الأوروبي لا يزال غير موثوق به كجهة أمنية فاعلة. مؤكدا أن استراتيجية حلف شمال الأطلسي المتكاملة التي تراعي المنظورين الأمريكي والأوروبي هي الخيار الوحيد لتحقيق النصر. أما الخيار البديل فهو الهزيمة.