تفاصيل إلغاء تبون زيارة كانت مقررة إلى منطقة القبايل
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
ألغى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون زيارة كانت مرتقبة إلى منطقة "القبايل"، دون الكشف عن أسباب هذا العدول المفاجئ الذي فتح باب التأويلات على مصراعيه.
وسخّر "تبون"، قبل تاريخ الزيارة، عددا من الجنود ورجال الأمن لتأمين هذا الحدث، لاسيما وأن علاقة النظام الجزائري بساكنة "القبايل" متوترة ويطبعها الاحتقان، نظرا إلى مطالبتهم بتقرير مصيرهم بأنفسهم بعيدا عن تعليمات جنرالات قصر المرادية.
صحيفة "أتالايار" الناطقة بالإسبانية سلطت الضوء على هذا الملف، مشيرة إلى أن الزيارة كانت مقررة يوم الأربعاء المنصرم؛ بيد أن أسباب مجهولة وراء الإلغاء، موضحة أن تبون لم يظهر في الجزائر منذ يوم الأربعاء 21 دجنبر الجاري.
هذا وعُرف "القبايليون" بمقاطعة الانتخابات الرئاسية في 19 دجنبر 2019 بشكل كامل، التي أسفرت عن تعيين عبد المجيد تبون رئيسا للجزائر.
وكشف هذا الإلغاء، وفق المصدر عينه، غياب أي تواصل في هذا الصدد؛ إذ لم تصدر الرئاسة ولا الصحافة الجزائرية أي إعلان رسمي؛ بل حتى الصحفيون المعتمدون لتغطية رحلة الرئيس تلقوا تعليمات بعدم الحديث عنها.
وقبل 48 ساعة من زيارة رئيس الجمهورية إلى "تيزي وزو"، تشرح "أتالايار"، فوجئت السلطات المحلية وشعرت بالقلق عندما علمت أن كافة الاتصالات مع الأجهزة الأمنية ورئاسة الجمهورية انقطعت منذ ظهر الخميس 21 دجنبر الحالي.
وسبق للسلطات المحلية أن أصدرت تعليماتها ببذل كل ما في وسعها لضمان نجاح زيارة التحدي هذه، وتعبئة أكبر قدر ممكن من سكان منطقة القبائل، الذين ضاعفت الحكومة مبادراتها تجاههم لكسب تعاطفهم؛ من قبيل تزويد شبيبة القبائل، نادي كرة القدم الأكثر نجاحا في الجزائر، بملعب جديد.
هذا الملعب أطلق عليه اسم أحد أعظم الشخصيات التاريخية في منطقة القبائل، حسين آيت أحمد، رغم أنه حمل السلاح في عام 1963، بعد الاستقلال مباشرة، وقاد جيشا للإعلان عن تمرد القبائل ضد الحكومة المركزية في الجزائر العاصمة.
ولاستمالة عطف "القبايليين"، يضيف المصدر ذاته، قامت الجزائر بتوزيع ما يقرب من 1000 منزل بمدينة عزازقة، مدينة فرحات مهني، زعيم حركة تقرير مصير منطقة القبائل (MAK).
"من الواضح أن كل شيء كان جاهزًا من الناحية الأمنية"، تستطرد "أتالايار" قبل أن تواصل: "تمركزت فرقة أولى عددها 4000 جندي بحرم جامعة "تامدا" في "تيزي وزو" لمدة أسبوع تقريبا".
هذا وخلصت الصحيفة المذكورة إلى أن الوالي كلف رؤساء الدوائر بتوجيه رؤساء البلديات لتعبئة أكبر عدد ممكن من الناس؛ إذ سيتم منح مقعد في مجلس الأمة (مجلس الشيوخ) لرئيس البلدية الأكثر التزاما، لو اكتملت أجندة هذه الزيارة الملغاة بشكل مفاجئ.
تجدر الإشارة إلى شد الحبل بين "القبايليين" والنظام الجزائري ما يزال متواصلا، عبر اتهام زعمائها بتهم خطيرة دفعت عددا منهم إلى العيش بعيدا عن الجزائر خوفا من الاعتقال والتعذيب، من قبيل فرحات مهني الغني عن التعريف الذي اختار العيش والاستقرار في فرنسا.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
الإمارات دربت الدعم السريع بذريعة القتال في اليمن.. هذه تفاصيل زيارة حميدتي
كشف مصدران يمنيان مطلعان أن قائد قوات "الدعم السريع" السودانية، محمد حمدان دقلو، زار اليمن بالتنسيق مع دولة الإمارات أثناء مشاركة قوات الجيش السوداني ضمن عمليات التحالف العربي الذي قادتها السعودية ضد الحوثيين منذ 2015.
وقال المصدران أحدهما عسكري لـ"عربي21" إن "حميدتي" وصل إلى منطقة الساحل الغربي اليمني القريب من مضيق باب المندب حيث ممر الملاحة الدولية عام 2017، في ذروة العمليات القتالية التي كانت تدور رحاها بين القوات اليمنية المدعومة من الإمارات والسعودية ومسلحي جماعة الحوثيين إلى الغرب من محافظة تعز، وفي المناطق الجنوبية من محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر.
وأشار المصدر العسكري إلى أن قائد قوات "الدعم السريع" السودانية الذي يقود تمردا على مجلس السيادة الانتقالي المعترف به دوليا في السودان، التقى باللواء، هيثم قاسم طاهر، وزير الدفاع اليمني الأسبق، أحد القيادات العسكرية الانفصالية المدعومة من أبوظبي والذي كان يقود لواءين في الساحل الغربي. في حين كانت "الدعم السريع" تشارك في العمليات القتالية ضد الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح وقتئذ، ضمن القوات التي تشرف عليها أبوظبي شريك الرياض في التحالف العسكري الذي بدء عملياته في مارس/ آذار 2015.
وتابع المصدر ذاته والذي كان حاضرا خلال زيارة "حميدتي" أن قائد قوات "الدعم السريع" مكث في الساحل الغربي اليمني أيام، قبل أن يغادر على متن طائرة خاصة إلى دولة الإمارات".
وحسب المصدرين فإن أبوظبي أنشأت معسكرات حشد وتجنيد السودانيين ضمن قوات "الدعم السريع" في الأراضي الإماراتية وفي جزيرة عصب الإرتيرية، حيث كانت تقوم بذلك تحت لافتة القوات السودانية المشاركة ضمن الائتلاف العسكري الذي تقوده الرياض لدعم السلطة الشرعية اليمنية وإنهاء انقلاب جماعة الحوثيين.
وأكدا أن "حميدتي" ضمن قيادات عسكرية سودانية أجروا زيارات إلى اليمن، بعد أن استقدمتهم دولة الإمارات تحت غطاء " إيفاد القوات إلى اليمن وفي إطار نظام الرئيس السابق، عمر البشير"، فيما كانت عمليات التحشيد والتجنيد للسودانيين ضمن قوات الدعم السريع لغايات أخرى، اتضحت مؤخرا في السودان.
وأوضح المصدران أن الضباط الإماراتيين ومخابرات الدولة الخليجية كانت تنشط بكثافة بين السودانيين الذين يتم استقدامهم إلى الساحل الغربي وكانت تقوم بتشكيلهم في وحدات عسكرية وتقوم بتعيين قيادات لتلك الوحدات ضمنت ولاءها.
كما أن الإماراتيين حولوا اليمن إلى منطقة تأطير لقوات "الدعم السريع" بقيادة حميدتي لتنفيذ أجنداتها في السودان، ونظمت خطوط التواصل وضباط الارتباط بينهما، والأدوار والمهام المنوطة بكل قيادي عسكري قبل أن يعودوا إلى معسكرات التجنيد الداخلية التي أنشأتها في البلد العربي الأفريقي، مستغلة علاقتها الجيدة مع عمر البشير قبل أعوام من الإطاحة به عام 2019.
وأفاد أحد المصدرين المطلعين أن حكومة أبوظبي كانت تقوم بحشد وطلب القوات المسماة بـ"الدعم السريع" وتقوم بتدريبها وتحمل تكاليف إعدادها وتسلحيها، ومن بوابة "اليمن" كانت تعد لمعركة السودان الحالية، مؤكدا أن الدولة الخليجية دخلت إلى الواقع السوداني عبر اليمن إذا قامت باستقدام قوات "الدعم السريع" كوحدات تابعة للجيش السوداني وبالتنسيق مع النظام الرسمي في الخرطوم قبل أن تعود هذه القوات كجيش موازي يقود حربا على الدولة السودانية".
فيما قال مصدر عسكري ثالث لـ"عربي21" إن مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن كانت فاعلة بالنظر إلى الغزارة العددية التي ضمت "الألاف من السودانيين" والخبرة القتالية والحوافز الأخرى المادية والعقدية ووفرة أسلحة المشاة وتنوعها. فيما ذكر أحد المصدرين أن حجم التنسيق والعمل كان أكبر من المشاركة في حرب اليمن بل الإعداد لمعركة السودان الجارية منذ عامين تقريبا.
وتابع المصدر العسكري الثالث أن مشاركة السودان في عمليات التحالف القتالية بقيادة السعودية تمثلت في صنفين من القوات الأول بقوات ما تسمى "الدعم السريع" التي يقودها حميدتي ولعبت دور قتالي في الساحل الغربي.
أما الصنف الآخر، فكان عبارة عن "بعثات تدريبية من الجيش السوداني لتعزيز التدريب في صفوف القوات الموالية للحكومة الشرعية، حيث لعبت دورا كبيرا في تدريب قوات "العمالقة" (ألوية سلفية مدعومة من الإمارات والسعودية) وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله قبل تشكيله أوساط 2017.
ولفت المصدر إلى أن هذه البعثات تابعة لوزارة الدفاع السودانية ولازال جزءا من هذه البعثات موجودة وبالتنسيق بين الحكومة اليمنية والسودانية، مؤكدا أن هناك قوات سودانية من الجيش النظامي موجودة أيضا، في الحدود الجنوبية من المملكة مع اليمن وتشرف عليها الرياض، ومن أبرزها وحدات مدفعية.