الجفاف الشديد يفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
أكد وزير المياه والبيئة في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، توفيق الشرجبي، أن التغيرات المناخية تؤثر سلبا على إنتاج الغذاء في بلاده، مما فاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي والمائي، وسط استمرار الصراع في هذا البلد المصنف كأحد أفقر الدول العربية.
وذكر تقرير حديث للبنك الدولي، أن اليمن يُعد من بين أكثر بلدان العالم فقرا في المياه، حيث لا يحصل أكثر من 55 بالمئة من السكان، أي نحو 18 مليون نسمة، على المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي الآمنة.
وقال الشرجبي في مقابلة مع وكالة رويترز: "خلال العقد الأخير، أصبح للتغيرات المناخية آثار كارثية على البيئة بشكل عام، وعلى الإنتاج الزراعي والسمكي والحيواني بشكل خاص".
ونبه إلى أن "العديد من المناطق اليمنية تعاني من ارتفاع درجات الحرارة، والجفاف الطويل، وتذبذب سقوط الأمطار، وتغير في مواعيد مواسم الزراعة والحصاد المرتبطة بالمواسم المطرية أو العواصف والأعاصير والسيول الجارفة وتدهور التربة الزراعية بشكل كبير، ونضوب وتلوث مصادر المياه، مما أجبر السكان على الهجرة الداخلية والنزوح بحثا عن المياه والخدمات".
وأوضح الشرجبي أن "تأثيرات التغيرات المناخية على المناطق الساحلية، من العوامل المهمة في هجرة الكثير من أنواع الأسماك التي لا تتحمل تلك التغيرات".
التحدي الأكبروأكد البنك الدولي في تقرير حديث، أن انعدام الأمن الغذائي يمثل "التحدي الأكبر" الذي يواجه اليمن حاليا، في ظل استمرار الحرب وتصاعد معدلات التضخم وتغير المناخ.
وقال البنك في تقرير نُشر منتصف ديسمبر، تحت عنوان "مكافحة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في خضم تحديات متعددة"، إن عدد اليمنيين الذين يعانون من الجوع كل يوم "زاد بمقدار 6.4 مليون شخص خلال التسع سنوات الأخيرة من الحرب، وتداعياتها الاقتصادية والإنسانية الكارثية".
توقعات متشائمة بشأن المناخ في ثلاث دول عربية وضع تقرير صادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر والصليب الأحمر النروجي، الخميس، توقعات متشائمة بشأن المناخ في ثلاث دول عربية تشهد صراعات منذ عدة سنوات.وأشار التقرير إلى ارتفاع عدد الذين يعانون من الجوع باليمن إلى 17 مليون شخص في 2023، من 10.6 مليون في عام 2014.
وتشير تقارير وبيانات رسمية، إلى تأثر جميع المناطق الزراعية في اليمن بظروف الجفاف، مع ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة خلال الأعوام الماضية، وارتفاع نسبة التصحر من 90 بالمئة عام 2014 إلى 97 بالمئة عام 2022، مما أدى إلى خسارة سنوية تتراوح بين 3 و5 بالمئة من الأراضي الصالحة للزراعة.
وقدّرت تلك البيانات تكلفة تغير المناخ في قطاع الزراعة بأكثر من 64 بالمئة من إجمالي خسائر الاقتصاد اليمني، بينما زادت فجوة الغذاء إلى 40 بالمئة.
ويقدّر حجم الأراضي المتدهورة من التقلبات المناخية إلى 5.6 مليون هكتار، أي بنسبة تصل إلى 12.5 بالمئة من إجمالي مساحة الأراضي الزراعية.
وانطلاقا من هذا الواقع، قال الشرجبي إن "اليمن يحتاج إلى الكثير من المشاريع لمواجهة التغيرات المناخية، حيث تشكل التغيرات المناخية تحديا كبيرا لجميع دول العالم الثالث، وعلى وجه الخصوص اليمن، كونها أكثر حساسية للتغيرات المناخية، وهذا ما تؤكده الكثير من تقارير الخبراء".
لكنه أكد أن "الحكومة شرعت في اتخاذ العديد من الإجراءات والمعالجات، وبدأت في تنفيذ عدة مشاريع ممولة من المانحين كمساعدات أو منح من الدول الصديقة والصناديق التمويلية، للتخفيف من تفاقم آثار تغير المناخ على الأمن الغذائي في اليمن، وبتدخلات مختلفة في تحسين إدارة المياه وتدابير الحفاظ عليها والاستثمار في البنية التحتية للمياه".
ومن المشاريع التي تعمل عليها الحكومة اليمنية، أنظمة تجميع مياه الأمطار وشبكات الري الصغيرة، وتعزيز توافر المياه للزراعة وممارسات كفاءة المياه وتثقيف المزارعين حول الاستخدام المستدام للمياه، وإنشاء أنظمة إنذار مبكر والاستثمار في تحسين قدرات مراقبة الطقس والتنبؤ به، ونشر الإنذارات للمزارعين والمجتمعات الضعيفة.
تقليل الوقود الأحفوريوفيما يتعلق بالانبعاثات وغازات الاحتباس الحراري، أفاد وزير المياه والبيئة اليمني بأن "اليمن يعد من الدول الأقل نموا، وبالتالي لا توجد فيها صناعات ثقيلة أو لها تأثير كبير في الانبعاثات، إذ تكاد تكون نسبة الانبعاثات معدومة".
وتابع: "نعمل على التقليل من استخدامات الوقود الأحفوري لتخفيض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ضمن تعهدات اليمن للوفاء بالتزاماته نحو المجتمع الدولي".
وأشار إلى أنه لهذا الغرض، تعمل وزارة المياه والبيئة حاليا على إعداد استراتيجية وطنية "للخروج التدريجي" من استخدام الوقود الأحفوري والتحول للطاقة المتجددة، في عمليات توليد الطاقة، وإنتاج وضخ مياه الشرب من خلال إدارة حقول المياه بالطاقة الشمسية.
ويعتمد قطاع الكهرباء في اليمن بشكل كبير على الوقود الأحفوري، وخصوصا النفط والغاز، حيث يمثّلان ما يقرب من 90 بالمئة من إنتاج الكهرباء محليا.
تحذير من آثار استبعاد "دول عربية تشهد صراعات" من تمويلات مكافحة تغير المناخ حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والصليب الأحمر النروجي في تقرير، الخميس، من أن البلدان التي تشهد نزاعات في الشرق الأوسط هي من بين الأكثر عرضة للتأثر بتغيرات المناخ، لكنّها تبقى مستبعدة تقريبا من أي تمويل متعلق بمكافحة هذه الظاهرة.واليمن منتج صغير للنفط، وتراجع إنتاجه حاليا إلى 60 ألف برميل يوميا، بعد أن كان قبل الحرب يتراوح ما بين 150 و200 ألف برميل يوميا، في حين كان يزيد الإنتاج على 450 ألف برميل يوميا عام 2007، بحسب البيانات الرسمية.
وأكد وزير المياه اليمني عزم الحكومة على اعتماد إمدادات الطاقة المتجددة والنظيفة كحل لأزمة قطاع الطاقة المستعصية في اليمن، حيث ستدخل أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في مدينة عدن الخدمة مع مطلع العام الجديد 2024 بقدرة 120 ميغاوات، بتمويل إماراتي، كمرحلة أولى قابلة للتوسع لنحو 300 ميغاوات.
ومثلها، محطة في مدينة المخا على البحر الأحمر، والتي ستسهم في تقليل كُلفة توليد الكهرباء في ساعات النهار والتقليل من استخدامات الوقود.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: انعدام الأمن الغذائی التغیرات المناخیة الوقود الأحفوری بالمئة من فی الیمن
إقرأ أيضاً:
448 يوما من العدوان.. غزة تحت القصف المستمر وانعدام الأمن الغذائي بين الأمهات
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لليوم الـ 448 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال شن مئات الغارات، والقصف المدفعي وتنفيذ جرائم في مختلف أرجاء قطاع غزة.
شهد قطاع غزة، الوفاة الرابعة لطفل رضيع من البرد وانخفاض درجات الحرارة، خلال 72 ساعة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، نقلا عن مصادر طبية لم تسمها بأن انعدام الأمن الغذائي بين الأمهات أدى إلى حالات مرضية جديدة بين الأطفال.
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازر دامية ضد المدنيين، ونفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار، ونزوح أكثر من 90% من السكان.
وقالت وكالة "وفا" إنه لا يزال آلاف الشهداء والجرحى لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض؛ منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023.
وأكدت حركة المقاومة الفلسطينية حماس، أن جريمة الاحتلال بحق صحفيي طاقم قناة "القدس اليوم" جريمة حرب مروعة، مشيرة إلى أن محاولات الاحتلال إرهاب الصحفيين وثنيهم عن أداء رسالتهم في تغطية حرب الإبادة ستبوء بالفشل.
قتل عدد من الصحفيين في غزةوقالت حماس في بيان لها، إن الجريمة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني المجرم فجر اليوم باغتيال خمسة صحفيين فلسطينيين وهم على رأس عملهم في تغطية مستجدات العدوان الصهيوني الإرهابي على مخيم النصيرات للاجئين، وسط قطاع غزة، هي جريمة حرب مروعة، واستهداف متعمد للعمل الصحفي الفلسطيني بهدف إرهاب الصحفيين وثنيهم عن أداء رسالتهم الإنسانية في تغطية الإبادة والتطهير العرقي ضد شعبنا.
وأضافت الحركة: ننعى هذه الكوكبة من الشهداء الصحفيين الأبطال الذين واصلوا عملهم بكل شجاعة وعزيمة لفضح جرائم العدو بحق شعبنا وأرضنا، لنؤكد بأن صحفيينا مستمرون في أداء رسالتهم الإعلامية والإنسانية في تغطية جرائم الاحتلال البشعة بحق شعبنا، وفي إكمال مسيرة زملائهم الصحفيين الذين قضوا نتيجة الإرهاب الصهيوني المتعمد بحقهم.
واختتمت الحركة: نطالب المؤسسات والمنظمات الصحفية الدولية بإدانة هذه الجرائم الوحشية بحقّ الصحفيين الفلسطينيين، وفرض عقوبات على الاحتلال ومقاطعته بسبب جرائمه المتعمدة بحق الصحفيين، والعمل على رفع القضايا أمام المحاكم الدولية لمحاسبة قادة الاحتلال الإرهابيين على جرائمهم بحق الصحفيين، وكافة جرائمهم و عدوانهم الهمجي على شعبنا الفلسطيني وأرضه.
خلال 72 ساعة .. وفاة 4 أطفال في قطاع غزة بسبب البردأول تعليق من حماس علي جريمة قتل الإحتلال لعدد من الصحفيين في غزةمن ناحية أخرى، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، نقلا عن مصدر عسكري، أن ضابطا برتبة رائد بجيش الاحتلال قتل في قطاع غزة.
وذكر المصدر أمس، الخميس، أن "الضابط برتبة رائد قتل برصاص قناص فلسطيني اليوم في منطقة نتساريم وسط قطاع غزة".
ويُشار إلي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل بدعم أميركي حربه على غزة منذ شهر أكتوبر 2023 مرتكبًا المجازر بحق الفلسطينيين وخصوصًا في أماكن إيواء النازحين كالمدارس، في حين تواصل المقاومة الفلسطينية عملياتها العسكرية ضد قوات وآليات جيش الاحتلال في غزة.
وتسبب عدوان الاحتلال على غزة بكارثة إنسانية غير مسبوقة، أدت إلى نزوح أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع بواقع 1.9 مليون شخصا.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 3 قياديين في حماس جراء غارات متفرقة على قطاع غزة.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن منذ قليل إنهاء عملية استمرت ليومين بمخيم طولكرم في الضفة الغربية.
واستُشهد مسعفين، أمس الخميس، في قصف الاحتلال الإسرائيلي محيط مستشفى الشهيد كمال عدوان ببلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وأفاد وكالة وفا، بأن الاحتلال استهدف بالقصف المسعفين عبد المجيد أبو العيش وماهر العجرمي، ما أدى إلى استشهادهما.
كما استُشهد مواطن آخر، إثر إلقاء مسيرة للاحتلال قنبلة أمام بوابة مستشفى كمال عدوان.
وفي حي الزيتون شرق مدينة غزة، انتشلت الطواقم الطبية جثامين 4 شهداء من تحت ركام منزل استهدفه الاحتلال مساء أمس.
وفي حي التفاح شرق غزة، استُشهد وأصيب عدد من المواطنين في قصف طائرات الاحتلال منزلًا يعود لعائلة حمادة بمنطقة شارع يافا.
وتواصل قوات الاحتلال لليوم الـ 448 على التوالي، شن مئات الغارات، والقصف المدفعي وتنفيذ جرائم في مختلف أرجاء قطاع غزة، وارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة في مناطق التوغل، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار، ونزوح أكثر من 90% من السكان.
وارتفعت حصيلة الشهداء إلى 45,399 مواطنا، والإصابات إلى 107,940، فيما لم تتمكن الطواقم الطبية من انتشال الآلاف من تحت الأنقاض، بسبب تواصل القصف وخطورة الأوضاع الميدانية، في ظل حصار خانق للقطاع، وقيود مشددة على دخول الوقود والمساعدات الحيوية العاجلة، لتخفيف الأوضاع الإنسانية الكارثية.
5 شهداء وعشرات المفقودين إثر قصف إسرائيلي على غزةمدير مركز القدس: إسرائيل تسعى للسيطرة المطلقة على غزة بغطاء دولي وإقليمي