أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالعلاقة مع الهند التي وصفها بالإستراتيجية والخاصة، وذلك لدى استقباله رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي كضيف شرف بمناسبة العيد الوطني لفرنسا.

وقال ماكرون في خطاب بحضور رئيس الوزراء الهندي مودي، إنه سيتم تعزيز الشراكة بين البلدين، كما أشار إلى تقاسم الرؤية بشأن الصراع في أوكرانيا.

وقال مودي -الذي مُنح في وقت سابق وسام جوقة الشرف من رتبة الصليب الأكبر، وهو أعلى وسام في فرنسا- "نعتبر فرنسا شريكا طبيعيا.. وضعنا خريطة طريق للسنوات الـ25 المقبلة".

وحضر ماكرون ومودي صباح أمس الجمعة عرضا تقليديا يُقام سنويا في 14 يوليو/تموز في جادة الشانزليزيه؛ حيث تحتفل فرنسا بذكرى الثورة الفرنسية واقتحام سجن الباستيل عام 1789 في باريس في 14 يوليو/تموز.

ونفّذت 9 طائرات "ألفا جت" عرضا جويا في سماء باريس رسمت خلاله العلم الفرنسي بالأزرق والأبيض والأحمر، ثم افتتح العرضَ 240 عنصرا من القوات المسلحة الهندية وضع بعضهم عمامات على رؤوسهم.

وشارك في العرض هذه السنة 6500 جندي وأكثر من 60 طائرة بينها طائرات أجنبية و28 مروحية و157 آلية و62 دراجة نارية برفقة 200 من خيول الحرس الجمهوري في الشانزليزيه.

Vive l’amitié entre l’Inde et la France !
Long live the French-Indian friendship!
भारत और फ्रांस के बीच दोस्ती अमर रहे! pic.twitter.com/f0OP31GzIH

— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) July 14, 2023

أحزاب فرنسية تنتقد الزيارة

وانتقد اليسار الفرنسي زيارة مودي التي رأى أنها "تسلط الضوء على مستبد فاشٍ"، وفق زعيم الحزب الاشتراكي أوليفييه فور.

وندد زعيم حزب "فرنسا الأبية" جان لوك ميلانشون بالاتفاق بين زعيمين "كلاهما موسوم بعنف استبدادي"، وفق وصفه.

كما انتقدت أحزاب البيئة هذه الزيارة، قائلة في بيان إنه منذ وصول حزب مودي إلى السلطة في 2014 "لم تتوقف الهند عن تسجيل تراجع في معركتها ضد الفقر والتفاوت الاجتماعي وكذلك في مجال حقوق الإنسان والحريات الأساسية".

وأول أمس الخميس أعلنت الهند -التي كانت قد طلبت 36 طائرة من طراز "رافال" (Rafale) لقواتها الجوية- أنها تريد أيضا شراء 26 طائرة أخرى لتجهيز حاملة طائراتها، إضافة إلى 3 غواصات من طراز سكوربين.

ويعتزم البلدان كذلك التعاون من أجل التطوير المشترك لمحركات مروحيات نقل ثقيل، كما كشفا أيضا عن اتفاقات تعاون عدة في المجال الفضائي بينها وضع نظام مشترك للمراقبة البحرية عبر الأقمار الصناعية وإطلاق بناء قمر صناعي فرنسي هندي يعمل بالأشعة تحت الحمراء (تريشنا).

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

وصول اليمين المتطرف للسلطة في فرنسا

ترجمة: بدر بن خميـس الظفري -

عاجلا أو آجلا، وربما في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، سوف يتولى حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف السلطة في فرنسا. هذه هي الرسالة الرئيسة التي بعثت من الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت يوم الأحد الماضي، والتي نجح فيها القوميون المناهضون للهجرة بزعامة مارين لوبان في مضاعفة نتائجهم في الانتخابات الأوروبية بنسبة إقبال أعلى بكثير.

مخاطرة الرئيس إيمانويل ماكرون بحل البرلمان، والسعي للحصول على «تفويض» من الناخبين بعد حملة انتخابية قصيرة للغاية استمرت ثلاثة أسابيع أتت بنتائج عكسية مذهلة على أنصاره. واحتل ائتلافه الوسطي المركز الثالث بفارق كبير خلف حزب التجمع الوطني والجبهة الشعبية الجديدة اليسارية في التصويت الشعبي، ويبدو أنه سيحتفظ بأقل من 100 مقعد من مقاعده البالغ عددها 249 مقعدا في الجمعية الوطنية المؤلفة من 577 عضوا. وبعد الانتخابات الأولى التي جرت يوم الأحد، دعا ماكرون إلى «تجمع حاشد واسع النطاق لدعم المرشحين الجمهوريين والديمقراطيين» ضد اليمين المتطرف، لكن القليل من الناس يستجيبون.

لقد انتهى عصر ماكرون، حتى لو بقي الرئيس في قصر الإليزيه حتى تنتهي فترة ولايته في عام 2027، فقد رفضه الناخبون بأغلبية ساحقة للمرة الثانية خلال شهر واحد. وسوف تتضاءل سلطته على المستوى الداخلي والأوروبي إلى حد بعيد، أيا كانت نتيجة جولة الإعادة في الأسبوع المقبل.

ومن المتوقع أن تصبح فرنسا، العضو المؤسس والقوة الدافعة في الاتحاد الأوروبي، واقتصاد مجموعة السبع، والطاقة النووية والعضو الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، شريكاً صعبا وأكثر تركيزاً على الشؤون الداخليّة في مفاوضات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وأقل تأييدا لأوكرانيا وستكون باريس عائقا في طريق المزيد من التكامل الأوروبي.

وسواء فاز حزب الجبهة الوطنية بالأغلبية المطلقة في الجولة الثانية يوم الأحد المقبل وأصبح جوردان بارديلا، تلميذ لوبان البالغ من العمر 28 عاما، رئيساً للوزراء، أو لم يفز وتحملت فرنسا فترة من عدم الاستقرار مع برلمان مُعلّق، فإن الأمر ليس سوى مسألة وقت قبل أن يسيطر على الحكومة القوميون غير المتحمسين للعمل الأوروبي، والمؤيدون لإعطاء القضايا الفرنسية الداخلية أولوية.

وقال رئيس الوزراء (غابرييل أتال)، في نداء حزين للناخبين مطالبا إياهم ببذل كل ما في وسعهم لإغلاق الطريق أمام حزب الجبهة الوطنية: «اليمين المتطرف على أبواب السلطة». فاز الحزب الذي أسسه جان ماري لوبان، المدان بإنكار المحرقة، بنسبة 33% بحوالي 10.6 مليون صوت و37 مقعدًا يوم الأحد، وجاء الدعم في الغالب من مدن في المناطق الصناعية الشمالية (حزام الصدأ) والمناطق السياحية الجنوبية (حزام الشمس). وحصل التحالف اليساري الذي شُكّل على عجل والذي يهيمن عليه حزب جان لوك ميلينشون الراديكالي «فرنسا الجامحة» على 28% من الأصوات، وكتلة المجموعة الوسطية على 20.76%. وسجل الجمهوريون المحافظون 6.56% بعد انشقاق زعيمهم إريك سيوتي ليتحالف مع حزب الجبهة الوطنية.

وتشير التوقعات بناء على نتائج يوم الأحد إلى أن حزب التجمع الوطني سيحصل على ما بين 240 إلى 270 مقعدا بعد جولة الإعادة، بينما سيفوز حزب الجبهة الوطنية ما بين 180 إلى 200، ووسط ماكرون بـ 60 إلى 90 مقعدا، وحزب يمين الوسط (الديجولي) من 30 إلى 50 مقعدا، بينما ستذهب ما يصل إلى 20 مقعدا إلى المرشحين الآخرين. وتحتاج الأغلبية إلى 289 مقعدا، لذا تشير هذه التوقعات إلى برلمان معلق بدون أغلبية واضحة، والذي سيواجه صعوبات في تمرير الميزانية، مما قد يدفع ماكرون إلى حل الجمعية مرة أخرى في غضون 12 شهرا.

ولا تزال هناك الكثير من الشكوك، لأنه في أكثر من 300 دائرة انتخابية، فاز ثلاثة مرشحين أو أكثر بما يكفي من الأصوات لخوض الاقتراع الثاني.

يبدو دعم حزب الجبهة الوطنية قوياً للغاية، كما أن فرص توحد قوى يمين الوسط والوسط واليسار في غضون خمسة أيام فقط من الحملات الانتخابية لمنع فوزه غير مؤكدة إلى حد كبير، لدرجة أن بارديلا قد يحقق أغلبية عامة مفاجئة في الأسبوع القادم.

ذلك أن الناخبين من اليمين واليسار أجمعوا على حد سواء على رفض نهج ماكرون التكنوقراطي من أعلى إلى أسفل في التعامل مع الحكم وسياساته الرامية إلى تحرير الاقتصاد والتركيز على الإنتاج. تعكس نتائج الانتخابات يوم الأحد، جزئيًا، رد فعل عنيفا ضد إصلاحاته المثيرة للجدل، بما في ذلك التغييرات التي لا تحظى بشعبية بشأن معاشات التقاعد وأنظمة سوق العمل والتي رفعت سن التقاعد وخفضت إعانات البطالة، مما أدى إلى احتجاجات واسعة النطاق.

لقد تخلى حزب لوبان أو أَجّلَ العديد من وعوده الاقتصادية الأكثر تكلفة، وربما يتعامل بحذر مع السياسة المالية لتجنب إثارة قلق الأسواق المالية التي رفعت بالفعل علاوة المخاطر السياسية على الاحتفاظ بالأسهم والسندات الفرنسية.

ومع ذلك، يهدف بارديلا إلى تحفيز وجذب مؤيديه من خلال التركيز على القضايا الرئيسية مثل الهجرة والأمن. إن الجبهة الوطنية ثابتة في هدفها المتمثل في إنهاء حق المواطنة بالولادة للأطفال المولودين لأجانب على الأراضي الفرنسية، وتنفيذ سياسة المعاملة التفضيلية للمواطنين الفرنسيين في الرعاية الاجتماعية والإسكان والتوظيف العام. ومن المرجح أن تؤدي سياسة «التفضيل الوطني» هذه إلى إثارة صدامات مع أعلى الهيئات القانونية في فرنسا، وهما المجلس الدستوري ومجلس الدولة، مما قد يؤدي إلى أزمة دستورية إذا حاولت الحكومة تجاهل أو إضعاف سلطة المحاكم.

وعلى نحو مماثل، في أوروبا، قد تؤدي خطط حزب الجبهة الوطنية المعلنة للانسحاب من سوق الكهرباء في الاتحاد الأوروبي والمطالبة بخصم على مساهمة فرنسا في ميزانية الاتحاد الأوروبي إلى خلافات مع بروكسل. من المرجح أن تقاوم الحكومة التي يقودها حزب التجمع الوطني تنفيذ تشريعات المناخ في الاتحاد الأوروبي وتسعى إلى إلغاء الحظر المفروض على المبيدات الحشرية الكيميائية ومكافحة الأنظمة البيئية التي أثارت احتجاجات عنيفة نظمها المزارعون الفرنسيون في وقت سابق من هذا العام.

وقال بارديلا إن حزب الجبهة الوطنية سيرفض دخول الحكومة ما لم يفز بالأغلبية المطلقة في البرلمان. وقد يكون هذا مجرد تكتيك لتحفيز الناخبين، وقد يحاول تشكيل ائتلاف غير رسمي مع مجموعة من النواب المستقلين وإغراء النواب من حزب اليسار، الحريصين على إنقاذ مظهرهم السياسي مع اضمحلال حزبهم الديغولي الذي كان عظيماً ذات يوم.

حتى الآن، لا يوجد على الإطلاق بدائل لحكومة يقودها حزب الجبهة الوطنية. وتحدث أتال مساء الأحد الماضي عن السعي لبناء تحالف بين القوى الديمقراطية والجمهورية التي تشمل الاشتراكيين ويسار الوسط الأخضر إلى اليسار. لكن الأرقام غير منطقية حتى لو كان الاشتراكيون والخضر على استعداد للتخلي عن تحالفهم مع يسار ميلينشون المتشدد، وهو أمر يبدو أنه غير مرجح في الوقت الحالي.

إن لم يفز أي حزب بأغلبية واضحة، فقد يطلب ماكرون من أتال الاستمرار في منصب رئيس الوزراء ومحاولة الحكم بدعم من مجموعات مختلفة حول قضايا محددة. ومع ذلك، قد تواجه الحكومة الهشة انقلابًا سريعًا من خلال التصويت بحجب الثقة خلال مناقشات الميزانية في الخريف. وبدلاً من ذلك، يمكن للرئيس أن يفكر في تشكيل حكومة خبراء غير حزبية ذات تركيز ضيق، لكن هذه الحكومة قد تكون أيضًا قصيرة الأجل بسبب الاستياء الواسع النطاق من قيادة ماكرون.

لذا يبدو أن الاختيار هو بين حكومة حزب التجمع الوطني الآن، وحكومة حزب التجمع الوطني لاحقا، بعد المرور بفترة من الفوضى وعدم الاستقرار، تؤدي أخيرا إلى انتخابات أخرى.

بول تايلور هو زميل زائر كبير في مركز السياسة الأوروبية.

مقالات مشابهة

  • يورو 2024.. نهائي مبكر بين المانيا واسبانيا وقمة فرنسية برتغالية ملتهبة
  • مساع اميركية ــ فرنسية لضبط التصعيد هوكشتين في باريس: الكل في انتظار غزة
  • بعد تصريح ماكرون عن الحرب الاهلية.. ما حقيقة تأجيل أولمبياد باريس؟
  • بعد تصريح ماكرون.. حقيقة تأجيل أولمبياد باريس بسبب “الحرب الأهلية”
  • مباحثات أمريكية فرنسية لاستعادة الهدوء في الشرق الأوسط
  • فرنسا قلقة من تصاعد التوترات جنوبا.. ميقاتي: العدوان الاسرائيلي تدميري وارهابي
  • رسالة فرنسية - أميركية لإسرائيل تخصّ لبنان.. ماذا فيها؟
  • وصول اليمين المتطرف للسلطة في فرنسا
  • 116 قتيلا في تدافع خلال تجمع ديني في الهند
  • رئيس الدولة ونائباه يعزون رئيس وزراء الهند في ضحايا حادث التدافع