شهادات مروّعة.. المعتقلون المفرج عنهم يروون فصول الإجرام الصهيوني / شاهد
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
#سواليف
“أنا عمري ٦٢ سنة ضربوني هواية (ضربة شديدة) في صدري وأنا عندي مشاكل بالجهاز التنفسي”، بهذه الكلمات يروي مسنٌ فلسطينيٌ أفرجت عنه مؤخرًا قوات الاحتلال الإسرائيلي ضمن آلاف اختطفهم خلال العدوان على #غزة ولا يعلم أحدٌ مصيرهم بعد، فيما العشرات الذين أفرج عنهم يروون فصولاً مرعبة من #الإجرام_الصهيوني و #التعذيب المخل بالكرامة الإنسانية.
يتابع شابٌ من المفرج عنهم رواية فصول #المأساة التي يصبها جيش مجرم وعدوٌ بلا أخلاق على الشعب الفلسطيني، وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع الذي يتشدق بحقوق الإنسان، فيقول: “كهربونا وشرّبونا حبوب هلوسة ومي وسخة”.
فيما يروي آخر جزءًا من مشهد التعذيب والإذلال الممنهج لهذا العدوّ الغاشم فيقول: “حرقني بالسيجارة في ظهري وغلط علي”، ورواية لرابع من المفرج عنهم يقول: “أخوي مصارينه مقطعة عامل عملية كهربوه وقالهم مريض صاروا يزيدوا”.
مقالات ذات صلة الهند.. العثور على رسالة موجهة إلى السفير الإسرائيلي قرب موقع الانفجار (فيديو) 2023/12/27#عدوان_بربري لكسر الإرادة
ويستمر العدوان البربري بتنفيذ إجرامه وسعيه لكسر إرادة الصمود الغزيّ، فيجبر المعتقلين كما يروي واحدٌ منهم: “كانوا يخلونا ننبح متل الكلاب، يمنعوا عنا الشرب والحمام.. بولنا على حالنا”.
ليس هذا فحسب، فبعد 3 أسابيع عايشوا خلالها صنوفا شتى من الإهانة والتجويع والتعذيب، أفرج جيش الاحتلال الإسرائيلي عن زهاء 20 مدنيا فلسطينيا، بينهم مرضى ومسنون، كان قد اعتقلهم من منازلهم السكنية ومراكز الإيواء داخل المدارس، في مدينة غزة وشمال قطاع غزة.
شهادات مؤلمة وصادمة للمفرج عنهم، لا سيما بعد أن يكشفوا عن أجزاء من أجسادهم وعليها آثار تعذيب شديدة.
ويؤكد المفرج عنهم إن جيش الاحتلال مارس التعذيب النفسي والجسدي بحقهم خلال أيام التحقيق القاسية التي تركزت حول قادة وعناصر ومقدرات حركة المقاومة الإسلامية حماس، وفصائل المقاومة.
تعذيب وتجويع
واستدعت حالة عدد من المعتقلين الصحية دخولهم المستشفى لتلقي العلاج اللازم، وبحسب رئيس لجنة الطوارئ الصحية في مدينة رفح مروان الهمص، فإن المعتقلين المحررين يعانون من إعياء شديد جراء أساليب التعذيب والتجويع التي مارسها جيش الاحتلال بحقهم.
المرصد الأورومتوسطي بدوره يؤكد أن الجيش الإسرائيلي يواصل نشر صور لاعتقال الفلسطينيين والفلسطينيات وهم في أوضاع مذلة في إمعان لإهانة الفلسطينيين، وامتهان الكرامة الإنسانية تبقى لأجيال.
ووفق المرصد؛ فإنه يجري اعتقال الغالبية من الذكور ونقلهم إلى مراكز تحقيق أولية داخل المناطق التي تتوغل فيها القوات الإسرائيلية، حيث يخضعون للاستجواب وهم عراة ومقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين، ويطلب منهم تحت التهديد والتعذيب الإدلاء بمعلومات عن آخرين من الفصائل الفلسطينية.
ويؤكد المرصد أنّه يجري لاحقًا إطلاق بعضهم وقتل آخرين، ونقل البقية ويكونون بالمئات إلى معسكرات اعتقال للجيش داخل إسرائيل، حيث يخضعون لظروف اعتقال غير إنسانية ويتعرضون لعمليات تعذيب ممنهجة وتجويع، ويخضعون لتحقيق قاسٍ جدًا وغير قانوني لانتزاع معلومات ليس عن نشاط محتمل لهم، إنما عن نشاط آخرين من عوائلهم أو جيرانهم أو آخرين لا يعرفونهم.
لا إحصاء دقيق لعدد المعتقلين
ويشير الأورومتوسطي إلى أنه لا يوجد إحصاء دقيق لعدد المعتقلين من غزة حتى الآن، نظرًا لسياسة الإخفاء القسري التي تنتهجها إسرائيل، وصعوبة تلقي البلاغات في قطاع غزة بسبب تشتت الأهالي وانقطاع الاتصالات والإنترنت شبه الدائم، غير أن تقديرات أولية تشير إلى تسجيل أكثر من 3 آلاف حالة اعتقال، بينهم لا يقل عن 200 امرأة وطفلة.
وبحسب شهادات جمعها الأورومتوسطي لمعتقلين تم الإفراج عنهم بعد احتجاز دام أيام عدة، فإنهم تعرضوا إلى أنماط متعددة من التعذيب بما في ذلك الضرب على أنحاء الجسم، والشبح بأنماط مختلفة، والابتزاز، والحرمان من الطعام والماء، والمعاملة الحاطة بالكرامة، وطلبوا منهم أن يمجدوا إسرائيل وجيشها، وأن يشتموا أنفسهم، ويشتموا فصائل فلسطينية، ومنعوا حتى من الحديث مع بعضهم، ولم يحظوا بفرصة لقاء محامين أو بزيارات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وجميعهم يتعرضون لعمليات إخفاء قسري طوال احتجازهم.
وأكد هؤلاء وجود مسنين معتقلين تعرضوا للضرب المبرح والمعاملة المهينة، بالإضافة إلى تكبيل أيدي وأرجل المعتقلين خلال نقلهم واحتجازهم دون ماء أو طعام وهم مكبّلون ومعصوبو الأعين، فيما يُقابل بالعنف والشتائم كل من يحاول طلب شيء.
واضطر المعتقلون المفرج عنهم إلى مكابدة عناء السير على أقدامهم نحو 3 كيلومترات، وصولا إلى الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم التجاري، جنوب شرقي مدينة رفح الحدودية مع مصر، فيما لا يزال مئات آخرون قيد الاعتقال لدى جيش الاحتلال وبينهم صحفيون وأطباء، ومسعفون، ونساء، وأطفال.
مطالبات للمجتمع الدولي بالتحرك والكشف عن مصير المعتقلين
وفي هذا السياق طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للكشف عن مصير عشرات النساء اللواتي اعتقلتهن من منازلهن ومن مراكز اللجوء، وإنهاء حالة الإخفاء القسري التي تطال قرابة 3 آلاف من المعتقلين/ات الفلسطينيين من قطاع غزة، وضمنهم أطفال قاصرون.
وقال المرصد في بيان له: إنه تلقى معلومات عن اعتقال الجيش الإسرائيلي مئات الفلسطينيين خلال الأيام الماضي، من حي الشيخ رضوان في مدينة في غزة، من ضمنهم عشرات النساء اللواتي تم اقتيادهم إلى ملعب اليرموك وجرى نزع الحجاب عن رؤوسهن، وتفتيشهن من الجنود، وتعرضت العديد منهم للتحرش الصريح والضرب والتنكيل.
كما جرى إجبار الذكور بما فيهم أطفال قصر لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات على التعري الكامل باستثناء اللباس الداخلي السفلي (البوكسر) وضمنهم أيضًا مسنون تتجاوز أعمارهم 70 عامًا، وأجبروا على الاصطفاف بشكل مهين أمام النساء اللواتي احتجزن بمنطقة قريبة داخل ساحة الملعب.
"أنا عمري ٦٢ سنة ضربوني هواية في صدري وأنا عندي مشاكل بالجهاز التنفسي"
"كهربونا وشرّبونا حبوب هلوسة ومي وسخة"
"حرقني بالسيجارة في ظهري وغلط علي"
"أخوي مصارينه مقطعة عامل عملية كهربوه وقالهم مريض صاروا يزيدوا"
– شهادات مروعة من أسرى غزة المفرج عنهم. pic.twitter.com/Z7AD6A3Pwb
تغطية صحفية: "كنا نتمنى الموت".. بكاء فلسطيني من غزة أثناء الإدلاء بشهادته عن ظروف اعتقاله من قِبل قوات الاحـــتـلال له، وتعذيبه لمدة 23 يوماً. pic.twitter.com/dMEmktvLv4
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) December 24, 2023شهادات الأسرى المفرج عنهم بعد اعتقالهم من قبل قوات الاحتلال في غزة، يتحدث أحدهم وهو مسعف أن المحقق رسم له سيارة إسعاف على الحائط وطلب منه أن يذهب ويحُضر قائد حماس في غزة يحيى السنوار.
هذا جيش مجنون وتافه وضعيف والله..
???? @AlarabyTV pic.twitter.com/vU0Ow1yMq8
#شاهد | شهادات المواطنين المدنيين المفرج عنهم بعد اعتقالهم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي … تعذيب وترهيب في ظروف غير إنسانية pic.twitter.com/OnCZkLtpfi
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) December 18, 2023كانوا يخلونا ننبح متل الكلاب، يمنعوا عنا الشرب والحمام.. بولنا على حالنا".. شهادات مروعة لمعتقلين سابقين لدى الاحتلال الإسرائيلي يروون فيها كمية الوحشية التي تعرضون لها.#غزة_تقاوم pic.twitter.com/0HIylePAI6
— نون بوست (@NoonPost) December 26, 2023رامي عبده رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان @RamAbdu:
⭕️تجريد المعتقلين في #غزة من ملابسهم محاولة من جيش الاحتلال لتحقيق نصر
⭕️حصلنا على شهادات مروعة من معتقلين فلسطينيين تم الإفراج عنهم
⭕️المعتقلون لدى جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يتعرضون لانتهاكات عديدة
⭕️هناك الكثير من… pic.twitter.com/AOkxCxN2H2
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف غزة الإجرام الصهيوني التعذيب المأساة شاهد غزة تقاوم غزة الاحتلال الإسرائیلی جیش الاحتلال المفرج عنهم pic twitter com
إقرأ أيضاً:
بأس “الحوانين” يواصل كسر “السيف” الصهيوني.. ملاحم انتصار أجــدّ في غزة
يمانيون../
رغمَ شراسةِ العدوانِ الصهيوني واستمرارِ الإبادةِ لليوم الـ 568 من الطوفان، استطاع أبطالُ الجِهادِ والمقاومة، أن يسطِّروا ملاحمَ بطوليةً غيرَ مسبوقةٍ، مؤكّـدين أن إرادتَهم لا يمكن كسرُها مهما كانت التحديات.
وفي الوقت الذي كانت آلةُ الحرب الصهيونية تستعرُ فوقَ سماء غزة وتحاولُ بائسةً أن تفرِضَ معادلاتِها بالحديد والنار، كانت المقاومةُ الفلسطينية، وفي طليعتها كتائبُ القسام؛ تكتُبُ ملحمةً جديدةً من الصمود والإبداع القتالي.
في هذا التقرير، نسلِّطُ الضوءَ على أبرز إنجازات المقاومة في قِطاع غزة؛ عسكريًّا وسياسيًّا ونفسيًّا، خلال الساعات الـ 48 الماضية، مستعرضين ملامحَ هذه الملحمة الخالدة.
صاعقةُ الغول وبأسُ الرجال:
من بيت حانون إلى حي الشجاعية، ومن أنفاق الغموض إلى ساحات الاشتباك المكشوفة، خطّت سواعدُ المجاهدين أروعَ صور الفداء والمواجهة المباشرة، موقعةً في صفوف العدوّ صرعى وجرحى بالعشرات، ومثبتة أن غزة -برغم الجراح والحصار- ما زالت تصنَعُ التاريخَ المقاوِمَ بقلبٍ من نارٍ وعقلٍ من نور.
في مشهدٍ بطولي يعكسُ خِبرةً ميدانيةً متراكمةً، نفَّذَ مجاهدو القسام عمليةً نوعيةً شرق بلدة بيت حانون ضمن كمين “كسر السيف”، حَيثُ جرى قنصُ عددٍ من جنود وضباط العدوّ ببندقية “الغول” القسامية، وهي بندقيةٌ فلسطينية الصُّنع ذات دقة نارية عالية.
وقد أسفرت العملية عن سقوط عدة إصابات مباشرة بين صفوف الاحتلال؛ ما أَدَّى إلى إعادة تموضع قواتِ العدوّ قرب الحدود نتيجةَ فشلهم الذريع في تثبيت وجودهم هناك.
في الأثناء، لم تكن الشجاعية حَيًّا سكنيًّا هادئًا بل تحوَّلت إلى كمينٍ جهنمي للعدو، حَيثُ تمكّن مجاهدو القسام من استهداف قوة صهيونية خَاصَّة تحصَّنت داخلَ منزل بعدة قذائفَ من طراز “آر بي جي” و”الياسين 105″، ثم انقضُّوا عليهم بالأسلحة الرشاشة، موقعين قتلى وجرحى، من بينهم عناصرُ من وحدات النخبة الصهيونية.
تأخَّرت عمليةُ إخلاء المصابين لساعتين وشهدت خمسَ اشتباكات عنيفة، في مشهدٍ يؤكّـد أن غزة صارت مقبرةً لطموحات الاحتلال.
واليوم، استهدفت كتائبُ القسام دبابة “ميركفا4” بقذيفة “الياسين 105” شرقي “حي التفاح” بمدينة غزة، كما تمكّن مجاهدو القسام من تفجير عبوة مضادة للأفراد في عددٍ من جنود الاحتلال وأوقعوهم بين قتيل وجريح في الموقع ذاته.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%85_%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B0_%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B1_%D8%B5%D9%87%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A_%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%87%D8%A7_%D8%A8%D8%B9%D8%AF_%D9%82%D8%B5%D9%81%D9%87.mp4صفعة الأسرى.. المقاومة تُفشِلُ أهداف الحرب
وفي تطورٍ دراماتيكي، أعلنت كتائبُ القسام عن عمليةِ إنقاذ أسرى صهاينة من أحد مواقع المقاومة في غزة بعد أن قصفه الاحتلال؛ ما ضاعف من ارتباكِ القيادةِ العسكرية الصهيونية، وأكّـد فشلَ أهدافها للحرب.
وفي مقطع مصوَّر نشرت القسامُ بعضَ المشاهد مرجِئةً “التفاصيل لاحقًا”، لما أسمته: “عملية إنقاذ أسرى إسرائيليين من نفقٍ قصفه جيشُ الاحتلال قبلَ عدة أيام”.
عقبَ ذلكَ، أكّـد الوزير وعضو “الكابينت” الصهيوني “زئيف إلكين”، أن حكومتَه “مستعدةٌ لوقف القتال فورًا مقابلَ إطلاق سراح الأسرى، بشرط أن يكونَ بالإمْكَان استئنافُ القتال لاحقًا أَو التوصل إلى اتّفاق تتنحَّى فيه حماس من الحكم ويتم نزعُ سلاحها، لكن حماس غيرُ مستعدة لذلك”.
في الأثناء، أكّـد جنرالان صهيونيان متقاعدان، اليوم الأحد، أن جيشَ الاحتلال ليسَ قادرًا على تنفيذ سياسَة حكومة مجرم الحرب نتنياهو في قطاع غزة، وأن رئيسَ أركانه “إيال زامير”، نصب لنفسه مصيدةً عندما أعلن في بداية ولايته في المنصب أنه سيهزِمُ حماس ويقيمُ حُكمًا عسكريًّا، ويقود إلى استبدال حكم حماس.
وبينما حكومة الاحتلال تزعُمُ أن الضغطَ العسكري سيعيد جنودَها الأسرى، بدا واضحًا أنها تريد التخلُّصَ منهم، والمقاومة هي مَن تحافظ على حياتهم، وتدير الميدان بثقةٍ كبيرة، وتُجهِضُ روايةَ العدوّ أمام أهالي الأسرى الذين خرجوا في مظاهراتٍ غاضبةٍ تطالب بصفقةٍ شاملة لإعادتهم، محمِّلين نتنياهو مسؤوليةَ قتل أبنائهم بالتعنّت والمقامرة السياسية.
الارتباكُ الداخلي الصهيوني: صِراعٌ وخديعة..
لم تقتصرْ خسائرُ الاحتلال على الميدان فحسب، بل انتقلت عدواها إلى داخل الكيان، مطالبات شعبيّة واسعة بإسقاط نتنياهو.
إلى جانبِ ذلك برز الغضبُ بين الضباط الصهاينة الكبار الذين دعوا صراحةً إلى: إما “تدمير غزة أَو الانسحاب منها فورًا”، واتّهامات متبادلة بين الجيش والسياسيين بأنهم يخدعون الجمهورَ بقصص انتصاراتٍ وهمية.
حَـاليًّا الاحتجاجاتُ الصهيونية تعكسُ صراعاتٍ داخليةً عنيفة، غير أنها لا ترفُضُ العدوانَ على غزةَ؛ لأَنَّ القوةَ أصبحت جُزءًا أَسَاسيًّا من الهُوية الصهيونية، إلا أن الاحتجاجاتِ تتركَّزُ ضد نتنياهو وحكومته لا ضد الاحتلال وتاريخه الدموي.
ورغم أن مراكزَ أبحاث صهيونية تحاول بين الفينة والأُخرى، إنزالَ بيانات وتعاميم استطلاعات للرأي العام الداخلي، تشيرُ إلى تراجُعِ الصِّبغة الانتقامية من الفلسطينيين، إلا أن غيابَ مِلف الأسرى الصهاينة من الممكن أن يؤديَ إلى غيابِ أي احتجاج؛ ما يكشف تمسك المجتمع الصهيوني بالعنف كأدَاة للصراع.
وفي الوقت الذي يُقتَلُ فيه جنودٌ صهاينةٌ بلا أهداف واضحة، ينكشَّفُ زيفُ أساطير وادِّعاءات حكومة الكيان، “مترو حماس” و”الضغط العسكري”، وباتت صورةُ “الجيش الذي لا يُقهَر” تتبدَّدُ أمامَ صلابة وعنفوان رجال الجهاد والمقاومة.
الروايةُ الفلسطينية تنتصر.. بين الميدان والسياسة:
وعلى الجانبِ السياسي، غادر وفدُ قيادة حماس القاهرة، أمس السبت، بعدَ مشاوراتٍ مكثّـفةٍ مع المسؤولين المصريين، حاملًا رؤيةَ المقاومة لشروط وقف النار: “وقف العدوان.. صفقة تبادل أسرى مشرِّفة.. فتح المعابر وبَدء إعادة الإعمار”.
وهو ما يعكسُ قوةَ موقع المقاومة التفاوضي مقارنةً بوضع العدوّ المنهَك سياسيًّا وعسكريًّا وشعبيًّا؛ فما يجري في غزة اليوم، هو إعلانٌ صريحٌ بأن معادلاتِ الصراع قد تغيَّرت، ولم يعد كيانُ الاحتلال يفرِضُ شروطَه بالقوة، وغزة لم تعد تُستباح بلا ثمن.
ولأن المقاومة وعدت وأوفت؛ فَــإنَّ المعركةَ القادمةَ ستكونُ أشدَّ وأمضى، والكيانُ اليومَ أوهى من بيت العنكبوت، وصار كُـلُّ جندي صهيوني يعرِفُ أن خطواته فوقَ أرض غزة محفوفةٌ بالموت، وأنَّ خلفَ كُـلّ جدارٍ، وفي كُـلّ زقاقٍ، غولًا فلسطينيًّا قادمًا من رحم الأرض.
عبدالقوي السباعي| المسيرة